الشيوعي الأخير !!! محمد ابراهيم نقد ..... لماذا.... ؟ ... بقلم: المجمر حميدة

Quote: الماركسية ومستقبل الاشتراكية مشاركة الزميل / صلاح 1- الماركسية: أشارت المساهمات في هذا الجانب إلى الآتي: * ان المهمة المركزية هي صياغة نظرية للثورة السودانية، وتأتي صياغة مثل هذه النظرية عبر الرؤية الأصيلة لواقع الممارسة السودانية، والأمر الحاسم في ذلك هو المنهج المادي الديالكتيكي، وطالما ان الماركسية في حقيقتها مرشد فانها لا تتحول إلى علم تطبيقي، ومن هنا عدم الدقة في مصطلح تطبيق الماركسية، كما ان الماركسية ذاتها قد تخلفت عن منطلقات العصر، ونحن لا نبدأ من الصفر هنا اذ ان "الماركسية وقضايا الثورة السودانية" وما يتضمنه من تلخيصات نظرية وتوجه واضح لصياغة نظرية الثورة السودانية والخط التنظيمي، يضع مقومات للثورة السودانية ننطلق منها لمتابعة متغيرات الواقع السوداني، مثلاً كيف نطور مفهوم النظام الوطني الديمقراطي في ظل المستجدات والمتغيرات سودانياً وإقليمياً وعالمياً، فالمسلمات السابقة قد سقطت (عصر الانتقال للإشتراكية. تحالف الاشتراكية وحركة الطبقة العاملة وحركة التحرر الوطني، التطور الرأسمالي .. الخ.) وبالتالي ما عاد وارداً التوصل لحل أو مخرج في اجتماع عالمي أو إقليمي قبل ان يبلور كل طرف رؤاه النظرية. أي الانتقال من الخاص إلى العام، كذلك ما عاد وارداً انتظار رأي الأخوة الكبار على السؤال المتوقع "كيف تنشأ نظرية سودانية بلا أساس فلسفي؟). يؤكد كاتب المقال ان الأساس هو استخدام المنهج المادي الجدلي في القراءة الصحيحة للواقع السوداني وللتراث العربي الأفريقي (3). * إن ماركس لم يجزم بان نظريته هي نهاية العلم والمعرفة بل كان يدعو لتطويرها استناداً إلى الجديد في العلوم والتجارب وقد أثبت التاريخ ان الجمود العقائدي كان سبباً أساسياً في أزمة الماركسية وانهيار تجارب التطبيق الاشتراكي، ويواصل جون ويقول انه ورغم ان الحزب الشيوعي السوداني لم ينشأ في ارتباط عضوي بالحركة الشيوعية العالمية، إلا ان انتماءه لتلك الحركة كان واضحاً، وكذلك رؤيته للحزب السوفيتي كنموذج، وقد عبر الشيوعي (156، عن مظاهر الجمود المشتركة بين كل الأحزاب الشيوعية، وخلص إلى ان الأزمة تكمن في الأساس النظري، واستناداً إلى ذلك، فان المنطلق النظري للحزب كان العامل الحاسم في فشل التحول إلى قوة جماهيرية، فقد كنا نسعى لبناء حزب للطبقة العاملة، ونناضل في سبيل النقاء الطبقي والأيديولوجي للحزب ضد أفكار البرجوازية الصغيرة في مجتمع طبقته العاملة ضعيفة العدد والتكوين بسبب تخلف الاقتصاد والصناعة وتداخل تشكيلاته الاجتماعية، وتحدد فيه جذور التشكيلات السابقة للرأسمالية، وطبيعي ان مثل هذا التوجه كان يبعد كثيراً عن الواقع ويفسر الأمور بميكانيكية واضحة. ويذكر الزميل ان الشيوعي 156 قد توصل إلى استحالة تحقيق هذا الهدف أو صعوبته ومع ذلك تواترت تساؤلاته: أي حزب للطبقة العاملة؟ أي نهج يسلكه الحزب الشيوعي السوداني كيما تلمح فيه الطبقة العاملة السودانية المدافع عن مصـالحها والمجــسد لتطلعاتها؟ .. الخ. ان هذه التساؤلات تؤشر إلى التمسك بان الحزب المطلوب (وربما الموجود)، يجب ان يكون بالضرورة حزبً للطبقة العاملة، بينما المقدمات الصحيحة التي استند إليها الشيوعي 156، تقود بالضرورة إلى تساؤلات مختلفة، هل بالضرورة ان يكون الحزب المطلوب حزبً للطبقة العاملة على وجه التحديد؟ إلا يمكن ان يكون حزباً للعاملين؟ حزباً للذين لا يملكون؟ حزباً للعدالة الاجتماعية، حزباً للنقدم؟ وعموماً يرى الزميل جون ان نعترف بدور للطبقات الأخرى والفئات الأخرى في الثورة، وان نتوصل إلى نظرية بديلة تسمح بذلك؟ (5). * لقد كانت معالجتنا لقضية الدين تهتم بالمظهر وليس الجوهر، وما وصلت إلى مستوى الاعتراف باثر الدين في حياة الشعب، واعتباره جزءاً أصيلاً من تراثه، ومن الناحية الفلسفية، نجد المنتمي للدين الاسلامي يؤمن بموضوعية الأشياء وتطورها نتيجة لقوانين وأسباب محددة، فهو يؤمن بقانون السببية وبكل القوانين العلمية، بل ان الدين يدعو إلى العلم بمعناه العام وإلى إعمار الأرض وإلى السعي والعمل، وساهمت الحضارة الاسلامية في إخراج اوربا من ظلمات العصور الوسطي، وقد قادت المكتشفات العلمية الجديدة إلى اثبات ان الأساس الذي قامت عليه المادية قد اهتز، وبالتالي يجب علينا ان نراجع هذا الأساس على ضوء ما استجد من العلم، وهوما يدعونا إليه الفكر الماركسي أصلاً، قبل انغلاقه وتجمده وتبقى الحقيقة نسبياً صحيحة حسب معطيات واقع الحال. يواصل جون ويقول: في الممارسة العملية فشلت كل الأنظمة التي سارت في طريق التطور غير الرأسمالي في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وانهارت كأنظمة سياسية، ومن ناحية أخرى اثبت طريق التطور الرأسمالي انه لا يزال قادراً على انجاز التنمية الاقتصادية، على الأقل في بعض البلدان المتخلفة، كما حققت بعض الدول الاشتراكية الآسيوية مثل الصين وفيتنام نجاحات مرموقة في مجال التنمية الاقتصادية لاعتمادها أشكالاً من التنمية الرأسمالية، ان هذه الممارسة تؤكد ضرورة دراسة العوامل الداخلية في الأساس، ثم المؤثرات الخارجية. ويختتم بقوله: ان الماركسية منهج وليس عقيدة جامدة تعود للأحساس بتملك الحقيقة الكاملة، وبالتالي الأستاذية والتعالي على الآخرين، وفي اعتقاد الكاتب أن هذا أحد الأسباب في تخلف الحزب في ان يصبح حزباً جماهيرياً وفي ان ينجح في بناء الجبهة الوطنية الديمقراطية (7). * ان الدعوة لنظرية جديدة يتضمن إخلالاً بمنطق الأشياء، ولا ينسجم مع واقع وطبيعة الإكتشافات النظرية، فلا وجود لحجز أو تنادي مسبق في هذا الصدد، ثم يتساءل عن الأسباب التي قادت للدعوة غير المنطقية لاكتشاف نظرية جديدة ثورية وقد كان له ما أراد، وفجع العالم بالنظرية الخضراء التي ما أنفك "يرفعها" منذ ميلادها حتى أوصلته لشئ ليس كمثله، إذ طفت "الرقع " على أصل الثوب عدداً ومساحة، ويؤكد الزميل درويش ان النظرية الماركسية كعلم للثورة الاجتماعية لا تزال بخير وعافية، وان العيب ليس فيها، وانما في كثير من حملتها الذين عوقوا مباحثها المنهجية في تحليل الظواهر الاجتماعية (8).