|
شغبُ الأجِنةِ (Re: بله محمد الفاضل)
|
شغبُ الأجِنةِ
1/
يتشابهانِ.. كمِثلِ تيسٍ وتيسْ، أحدهما يكسرُ قرنَهُ، والآخرُ ينطحُ الجُدُر.. كمِثلِ قدرٍ يزلزلُ الأمكِنة.. أو كأيِّ تاريخٍ فائقِ النتانةِ، يُدنسُّ الكُتبَ.. بل مِثل تنفُسٍ يثقبُ الأوزونَ.. أو كأيِّ سوءٍ مُحتمٍ، يجُرُكَ السُّكوتُ إليهِ.. مثل ناقةٍ مشلولةٍ، جثمتْ على عُصفُورٍ مقصوصِ الأجنحة.. أو كدُّميةٍ تُداعبُ أصابِعَ الصغيرةِ، وتنقلُ لجسدِها الغضِّ عدوى مُزمِنة.. أو كوعكةٍ، كخرابٍ، كخواءٍ، كلعثمةٍ بأوانِ الصعودِ، كورطةٍ قاتِمةٍ، كأنفاسٍ ساخِنةٍ ترتدُ لدواخِلِكَ المهترئةِ، كالساعةِ، كجهنمٍ... آلهةُ الهباءِ والفساد.
2/
حائرانِ في التلفتِ والتفلُتِ، إلى أين؟ المدائنُ عُرسُها، تفتحُ الوردِ في اليدين. ضاحكانِ/ راقصانِ.. عيونهما دمٌ أبلهٌ، يتحدثانِ إسفافا، ويحدسانِ بالهباءِ، يجُرانِ شمسا، بنذالةٍ، بمنتهى النذالةِ، يركضانِ بشرنقتين. أظنهما يُخبرانِ الظِلَّ، بممارسةِ ماذا؟ أو لعلهما يتندرانِ بليلٍ، بإشرافِهما على اللوعةِ، لمخترقٍ مكين.
3/
كأنما أخرُ الحُفاةِ، أولُ الغُزاةِ كأنما الصمتُ، أتقادُ الصمتِ، منتهى الشذى، بوارِجُ النورِ، بيادرُ السلام. كأنما، لا لأننا امتطينا العدم، احتفينا باليقينِ، أرجحنا الكلامَ، نادمنا الظلام. كأنما فاتنا الربيعُ، فُتنا بتوعكِ البِلادِ، وانتعاشِ السراب!!
25/8/2008م
|
|
|
|
|
|
|
|
|