وليد حامد يقول: المشروع الذى ضحيت من أجله يُذبح أمامي

Quote: مغــــــادرته لكمـــــــبالا هــــــو ....!!! نتائج التحقيق حول طائرة قرنق تحتاج لتحقيق قائد الطائرة ارتكب خطأً من الابجديات بمكتبه بالديم حيث يرتفع علم الحركة الشعبية .. إلتقت صحيفة «الوطن» بالقيادي بالحركة الشعبية والناطق الرسمي باسم قطاع الشمال وليد حامد .. وخلفه على جدران حائط مكتبه صورة الراحل دكتور جون قرنق تطرح أكثر من سؤال ؟؟!... ولعلّ على رأس تلك الأسئلة التي تدور في عقلية الكابتن طيار وليد حامد كيف وقع حادث الطائرة التي كان على متنها الراحل قرنق ؟.. وكيف حصل ما وقع ؟... هذه كانت استفاهامات «الوطن» وجاءت على إيقاعها المُر إجابات ضيف هذا الحوار . ولكن بداية تفاصيل هذا اللقاء كانت عن شخصية وليد حامد لنعرف علاقته بالطيران وبقائد الحركة الشعبية الراحل دكتور جون قرنق .. وتناولنا قضايا أخرى مهمة تتعلَّق بمواقف الحركة الشعبية في العديد من القضايا الوطنية ، وقد كانت البداية بما يدور من خلافات بشأن تشكيل حكومة الخرطوم والمشاكل التي تواجه الإعلان النهائي للتفاصيل التي تم الإتفاق عليها . حوار : المحرر السياسي الحلقة الأولى # حكومة الخرطوم * طيب بخصوص حكومة الخرطوم والمشاكل التي ما زالت داخل المجلس التشريعي وعبور أزمة النقاط الأربع .. ماذا هناك ؟... * * نعم تم الإتفاق وتم حسم الخلاف بشأن المسائل الأربع بعد تدخل إدريس عبد القادر وتيلار دينق وبحضور ممثل الحركة الشعبية خالد جادين والأستاذة بدرية سليمان وتم الإتفاق حول كل النقاط التي كانت عالقة والتي كانت سبباً في تأخير الإتفاق حول مسودة الدستور . * نرجو أن تُفصِّل لنا ما حصل بصورة أكبر ؟.. * * كانت هنالك قضايا أساسية ورئيسية وهي وضعية الخرطوم حين كان المؤتمر الوطني يصر على أنها ولاية شمالية وكان موقف الحركة يرى أنها ولاية شمالية ولكنها عاصمة لكل السودان فتم الإتفاق على أن الخرطوم عاصمة وأيضاً تعتبر إحدى الولايات ، كذلك كان هناك خلاف حول صيغة أداء القسم وتم الإتفاق عليها . * كيف تم حلها ؟!!.... * * أن يؤدي الوالي نفس القسم الذي أداه رئيس الجمهورية والوزراء نفس الشيء ، كذلك الوزراء الولائيين أيضاً كانت هناك اشكالية في اللغة لأن المؤتمر الوطني يصر على أن اللغة العربية هي الرسمية فقط وهذا خلاف ما جاء في إتفاقية السلام والدستور الإنتقالي الذي حدد أن العربية والإنجليزية هما لغة رسمية وتم تجاوز هذا الخلاف بإتفاق على أن اللغة العربية واللغة الإنجليزية هما لغتين رسميتين.. أيضاً كانت بعض النقاط هنا وهناك وتم الإتفاق حولها جميعاً . # تسمية الولاية * هل تسمية ولاية الخرطوم أثارت خلافاً ؟... * * لا .. لم تكن أبداً مثار خلاف ، نحن كنا نتحدَّث فقط عن طبيعة الولاية أو العاصمة . # محور مختلف * متى وكيف انضممت للحركة الشعبية ؟... * * كان ذلك في عام 1990 حيث كنت عضواً في اللجنة السياسية بالحزب الشيوعي السوداني الذي انضممت إليه عام 1985 لألتحق بعد ذلك بالحركة الشعبية التي لبَّى برنامجها طموحات واسعة حيث وجدته قريباً جداً من نفسي وتطلعاتي وكذلك الحلول التي طرحتها الحركة الشعبية عبر المنفستو وبرنامجها في ذلك الوقت أيضاً كان من الممكن أن يسهم في استقرار السودان وفي بناء دولة جديدة تنتفي فيها كل أسباب الصراع التي كنا نعيشها . * كيف تم ذلك ؟.. ومتى ؟!!... * * استطعت أن اتحصَّل على منفستو الحركة الشعبية وكنت اتابع راديو الحركة الشعبية في ذلك الوقت كملايين السودانيين وكانت هناك مجموعة من الناس لا استطيع ذكر أسماءهم وقد كنت على اتصال بهم وكانوا كثيراً ما يقومون بإمدادي بأدبيات الحركة الشعبية وكنت مواظباً على الاستماع إلى راديو الحركة وكان متوفراً .. كل ذلك ساعد في الاطلاع على برنامج ورؤية الحركة الشعبية في كثير من القضايا والتي كما ذكرت لك صادفت قبولاً كثيراً في نفسي . # الإلتحاق بالحركة عملياً * هذا على مستوى القناعات والفكرة .. لكن متى إلتحقت بالحركة بصورة عملية ؟.. وكيف وأين التقيت بقيادتها ؟!... * * كان ذلك بأديس أبابا حيث اتجهت لها في عام 1990م وتم استقبالي بواسطة مكتب الحركة الشعبية هناك من قِبَلْ دينق ألور وياسر عرمان ، وبعد ذلك ذهبت إلى مناطق التدريب بالسودان حيث تدرَّبت عسكرياً ثم تخرَّجت برتبة ملازم أول . # التدريب العسكري * هل كان التدريب في نفس مجال تخصصك كطيار؟... * * لا .. تلقيت تدريباً عسكرياً على الأرض كمشاة وغيره كما عملت في عدة تخصصات بالحركة الشعبية ، وهي كما تعلم لا تملك طائرات ، ثم تدرجت في الرتب حتى وصلت رتبة قائد «كوماندو» . * متى إلتقيت بقرنق لأول مرّة ؟... * * أول مرة إلتقيت به في التخريج بصفة شخصية وليس عبر المحاضرات والندوات التي كان يلقيها علينا بإستمرار ، لكن عادة في تخريج الضباط كان يلتقي بكل ضابط على حدة . * كيف كان شكل اللقاء ؟... * * اللقاء مع دكتور جون قرنق كان مهيباً حيث كانت له شخصية مهيبة جداً وفي نفس الوقت كان سهلاً ومتواضعاً وواسع الإطلاع لدرجة بعيدة ، وقد وجدته يعرف عن قبيلتي «الشايقية» أكثر مما أعرف ، وقد استفدت منه كثيراً ودلَّني على بعض الكُتب التاريخية مثل تاريخ إفريقيا حيث أشار عليَّ بالإطلاع على هذه الوثيقة المهمة في تاريخنا وقد كان لقاءاً جيداً وكنت سعيداً بهذا اللقاء . # كاريزما .. كاريزما * نرجو أن تحدثنا عن شخصية د. قرنق وتركيبتها «الكاريزما» ؟... * * دكتور قرنق ساعدته الظروف في أن تجتمع في شخصيته أشياء قلَّ أن تجتمع في شخص واحد فهو ينتمي إلى أسرة فقيرة بجنوب السودان وهذا الأمر له دلالات كبيرة تتعلَّق بكيفية أن تشق طريقك وأنت من أسرة فقيرة وهو شيء مختلف تماماً عن أن تُولد وفي فمك ملعقة ذهب . وقد درس الراحل دكتور جون قرنق معتمداً على نفسه بصورة عصامية وقد اتيحت له فرصة للإلتحاق بـ «أننانيا 2» وهي تجربة في العمل العسكري تعلَّم منها كثيراً حتى وصل إلى قمة العلم حيث نال درجة الدكتوراة في الهندسة الزراعية بجانب العلوم العسكرية وقد ساهمت هذه الفرص في تكوين شخصية دكتور جون قرنق وكان يتصف بأنه شخص واسع الإطلاع ويجمع كماً هائلاً من المعرفة ، وبحكم خبرتي في الطيران عرفت أنه يملك معلومات في إطار تخصصي قد أذهلتني .. بجانب ذلك فهو شخص متواضع يجذب انتباه الناس بحيث لا يمكن أن ينتفي وجوده وإذا دخل أي مكان يفرض وجوده بالطريقة التي يتحدَّث بها مع الآخرين وكان شخصاً محبوباً من الجميع كما كانت له علاقات متميزة مع الجنود والضباط ، والجميع يكن له الود والتقدير والإحترام ، وأيضاً كان يمتاز بأنه شخص لا يكل العمل ، ولست مبالغاً إن قلت إنه يستطيع أن يعمل عشرين ساعة يومياً . # الخوف على المصير * هل كان هنالك اعتراض من أسرتك «الشمالية» على انضمامك للحركة ؟... * * كان هناك خوف دائم من أسرتي بحكم وجودي بعيداً عنهم وبحكم ما يتعلق بوجودي بالجنوب وسنوات الحرب حيث كان الخوف على مصيري هو الغالب على رأيهم خاصة بعد إنقطاع الإتصال لعدد من السنين وهذا يرجع إلى عدم وجود وسائل اتصال في مناطق تواجدنا . # خليفة قرنق * طالما أن قرنق لن يتكرر كشخصية مَنْ هو خليفته بالحركة ؟.. * * قرنق لن يتكرر ليس على مستوى الحركة فحسب بل حتى على مستوى السودان «لا يوجد أحد» .. ولا أرى أحداً يمكن أن ينجبه السودان مثل قرنق حتى الآن . # المد الإنفصالي * هنالك حديث عن تنامي المد الإنفصالي بالحركة بعد رحيل قرنق .. ما هو تعليقك ؟... * * هذا الشعور غير مرتبط بوجود دكتور جون قرنق أو عدمه ، بل كان هذا الشعور موجوداً أثناء وجود الدكتور جون قرنق ، وهذا مرتبط بالأساس بشعور الفرد بالإنتماء لهذه الدولة وأين يقع هو !... وهل هو مواطن درجة أولى أم لا !... هذا هو الشيء البيّن وكان من الممكن أن يسهم دكتور قرنق في أن يوضِّح بطريقة أكثر قرباً خطورة هذا الواقع ويسهم فكرياً وعملياً ونظرياً في تغيير هذا المفهوم وقد افتقدناه في مجالات كثيرة من ضمنها هذا الجانب الكبير .. الشيء الذي استطيع أن أقوله إن دكتور جون بعد الاستقبال الحاشد في الخرطوم عبَّر عن إمكانية أن نعيش موحدين في السودان كما عبَّر عن عظم المسؤولية التي تقع على عاتقه ، وحدّثني باقان أموم أنه في آخر لقاء له مع دكتور جون قبل مغادرته كمبالا قال له : (إنه في حياته لم يُواجَه بمسؤولية جسيمة مثل التي أمامه الآن وتحقيق الإتفاقية وتوحيد السودان والإنتقال به إلى سودان جديد) وكان هذا شغله الشاغل حتى آخر لحظة .