|
العاملون في شركات النفط: مصير مجهول
|
دخل السودان منذ منتصف عام 1997م مرحلة جديدة في تاريخه الإقتصادي بانضمامه لنادي الدول المصدرة للبترول. ففي نفس هذا العام تأسست أول شركة للنفط في السودان، شركة النيل لعمليات البترول وهي عبارة عن كونسرتيوم تضم بينها عدة شركات صينية وماليزية وكندية. ثم تأسست شركة سودابت وهي شركة سودانية تتبع لوزارة الطاقة. ومنذ ذلك الحين بدأ توقيع الإتفاقيات مع عدد كبير من الشركات الأوربية والخليجية والآسيوية في مجالات مختلفة من عمليات الاستكشاف النفطي والتنقيب والتكرير والبنى التحتية، وخطوط الانانبيب وكافة العمليات البترولية المساندة. ورغم أن الشركة الصينية وشركة بتروناس وفيدش الهندية تهيمنان على البترول في السودان، لكن هناك عدد كبير من الشركات التي تعمل في المجالات المساندة. ونظراً لما تملكه هذه الشركات من إمكانيات كبيرة، وتوفرها على بيئة عمل متميزة، فكان من الطبيعي أن تكون عامل جذب للعمالة السودانية، والذين يطمحون لبناء مستقبل وظيفي آمن نظراً لما توفره هذه الشركات من مناخ عمل مستقر ومتميز مقارنة بالقطاعات المحلية الاخرى. فأصبح حلم أي خريج جديد هو الالتحاق بواحدة من هذه الشركات خاصة أن واحدة من فقرات الإتفاقيات المبرمة مع شركات النفط الأجنبية تنص على أن تقوم هذه الشركات بتوفير التدريب وإحلال العمالة الأجنبية بأخرى سودانية حتى تكون نسبة العمالة السودانية بحد أدنى 60% في السنوات الخمس الاولى و 90% خلال العشر سنوات التالية. ولذلك استقطبت شركات النفط الأجنبية العديد من المواطنين في وظائف فنية وإدارية وهامشية، فالشركة الصينية للبترول وحدها وفرت 80 ألف فرصة عمل. بل إن هذه الشركات وكجزء من مسئولياتها الإجتماعية ساهمت في استقرار عدد كبير من المناطق فوفرت خدمات إجتماعية وساهمت بطريقة غير مباشرة في خلق وظائف للمواطنين من خلال المدارس التي أسستها، والمستشفيات والمراكز الصحية ومحطات التوليد الكهربائي، وغيرها من الخدمات المتعددة. واستطاعت شركات النفط التي تعمل في السودان حتى اليوم ان تزيد من عدد العمالة السودانية فأصبحت نسبة العمالة السودانية على سبيل المثال في شركة النيل الكبري في حدود 90% ، وفي شركة بترودار 87% ، وفي شركة بتروانرجي تبلغ النسبة 75% وتبلغ في شركة النيلالابيض ـ 60% أما في مصفاة الخرطوم تبلغ النسبة 68% واليوم يسير السودان نحو طريق الإنفصال كما تشير وقائع الأحداث، وفي ظل الواقع الحالي الذي يتمثل في تركز معظم عمليات البترول في الجنوب (اكثر من 86%) يصبح مصير العمالة السودانية العاملة في قطاع النفط في رحم المجهول. وحتى وقت قريب كانت هذه الفئة هي الأفضل من ناحية المستقبل الوظيفي، والتاهيل المتميز والمزايا المادية الجيدة. لكن اليوم أصبح مصيرهم مجهولاً حيث باتوا في خطر كبير بالتصفية والتسريح من العمل .. بل إن بعض العاملين خاصة من القيادات العاملة في هذه الشركات وفي خطوة استباقية للخطر القادم خرجت من مواقعها الحالية والتحقت في وظائف بشركات أخرى توفر أمناً وظيفياً أفضل مثل الشركات الحكومية او بعض شركات الإتصالات. فهل تعي الحكومة هذه المسألة المهمة وما يمكن ان تخلقه من أزمة حقيقية لقطاع كبير من الناس، أم تركت للتعامل معها حسب مقتضيات الظروف "غير المعروفة".
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: العاملون في شركات النفط: مصير مجهول (Re: المكاشفي الخضر الطاهر)
|
الأخ المكاشفي الخضر تحياتي
Quote: لي أصدقاء كثر في شركات البترول
لكن الحمد لله لقد امنوا موقفهم تماما لكن الاستثمار في بلدنا دي مشكلة كبيرة |
ربما يكون من بين هؤلاء من استطاع تأمين موقفه، أو توفيق أوضاعه. لكن لأكثرية مصيرها مجهول خاصة في ظل انعدام أي معلومات عن المستقبل لهؤلاء. الله يكضب الشينة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العاملون في شركات النفط: مصير مجهول (Re: أيمن مبارك أبو الحسن)
|
شكرا أخي أيمن على هذا المقال الهام الملفت للنظر.. وأخشى ألا يصيب العاملين في قطاع النفط ما أصاب العاملين في شركات الوساطة المالية بالخليج بصفة عامة ودبي بصفة خاصة حيث كانوا قبل الأزمة المالية العالمية ينعمون بالأجور الخيالية، فأصبح جلهم من غير وظائف... والمؤسف أن فقدان مداخيل البترول سوف يفقد البلاد الكثير من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، وسوف يؤزم الوضع الاقتصادي والاجتماعي لعدد لا يستهان به من الأسر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العاملون في شركات النفط: مصير مجهول (Re: أسامة البلال)
|
الأخ الكريم أسامة لك التحية والشكر على تلخيص الوضع في كلمات قليلة شرحت أبعاد القضية بكاملها. المشكلة تمس شريحة واسعة (مئات الالآف) وربما بين ليلة وضحاها لاسمح الله يجدوا أنفسهم في خطر حقيقي بعد أن اعتادوا على حياة مثالية بالمقارنة مع كثير من شرائح المجتمع الأخرى.. وسوف تبرز مشاكل عديدة إذا لم يتم معالجة متطلبات هذه الشريحة المقدرة. صحيح أن شركات البترول نفسها في مأمن باعتبار أنها محمية بموجب إتفاقيات دولية، لكن هل تشمل هذه الإتفاقيات العمالة السودانية؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العاملون في شركات النفط: مصير مجهول (Re: أيمن مبارك أبو الحسن)
|
زاوية حادة العبوا ع المضمون يا كهربجية أبو الجعافر عدت الى الدوحة سالما بعد إجازة قصيرة ممتعة ومرهقة قضيتها في الخرطوم، و”سالما”، بسبب الفواجع المرورية التي عصفت بعشرات الأرواح على مدى عدة أيام متتالية في الطرق الخارجية، والتي اقترح وضعها تحت مراقبة اليوناميد، لعلهم ينجحوا في ما لم ينجحوا فيه في دارفور، ولكن وبالمقابل كان هناك حدث واحد مفرح: سخسخة وخصخصة قطاع الكهرباء، مما يستوجب انهاء خدمات الآلاف .. تصور روعة المشهد: عندما لم تكن هناك كهرباء تبرر وجود أكثر من عشرين موظفا في هيئة الكهرباء والماء في عموم السودان، كان الآلاف يشغلون فيها وظائف مضمونة ومأمونة، ولكن ما ان استقرت خدمات الكهرباء نسبيا، ودخلت مناطق جديدة شاسعة حتى اكتشف ولاة الأمر أن معظم تلك الآلاف عمالة زائدة، فقدموا لهم عرضا سخيا: لن يتضرر او يتشرد أي واحد منهم بسبب فركشة الهيئة، ولكن كل موظف أو عامل يرغب في تركها سيتقاضى راتب 60 شهرا!! أقرأ العرض مجددا وستكتشف صحة نظرية صديقي الراحل ميرغني محسي عن ملح فوار كان يباع لعلاج عسر الهضم وتقول إعلاناته إنه لا يضر الكبد، فتوقف ميرغني عن تناوله لأنه استنتج من الاعلان انه يضر الكبد!! لماذا لم يقولوا انه لا يضر الطحال او الرئة او المصران او المرارة وركزوا على كونه لا يضر الكبد ما لم تكن في الحكاية “إن”، وكاد المريب ان يقول خذوني يعني يا كهربجية من اراد منكم فراقا بمعروف فسيتسلم مؤخر الصداق والنفقة التي تساوي راتب خمس سنوات، أما الغبيان الذي يحسبها غلط ويعتقد انه سيستفيد اكثر لو استمر في خدمة شركات الماء والكهرباء الجديدة فسيأكل “هوا”!! فلا يستقيم القول بأن وظائف الجميع مضمونة ثم يكون هناك عرض سخي بمنح من يعطي الجماعة عرض اك######## رواتب 60 شهرا!! بعبارة أخرى فإن كثيرين ممن سيرفضون العرض سيتعرضون ل”الرفت” عاجلا أو آجلا.. شخصيا لو كنت ابن بيل غيتس واعمل في شركة “أبوي” في السودان ومنحني مثل ذلك العرض لقبلته وتنازلت عن نصيبي في الورثة، ولن أنسى أبدا كيف أنني عندما انتقلت الى ابوظبي واعطوني نحو 10 آلاف دولار كبدل أثاث، تجاهلت نصيحة صديق بأن اتسلم البدل واخلع لأنني حسب قوله لن اوفر 10 آلاف دولار في عشر سنوات. بل أنصح كل كهربجي في السودان أن يذهب الى الهيئة ومعه محامي جعيص وخبير بصمات ليوقع اوراق الطلاق ويحصل على راتب خمس سنوات، .. لا تكونوا دايشين فبعد خمس سنوات لن يكون هناك “سودان”.. سيبك من الكهرباء.. تحيل انك دخلت في صندوق/ختة مع 12 شخصا بمئات الآلاف شهريا، لمدة خمس سنوات وكل شهر تكون “الصرفة” لك.. هذا عز يحسدكم عليه العاملون في كل القطاعات الأخرى.. وبعد تسلم تلك المبالغ المهولة إياكم والطيش والتفكير في زوجة ثانية ولا حتى أولى..ففي حالتنا فإن الرايحات اكثر من الجايات، فحتى بترولنا بدأ يصوفن ويتخثر ويقال ان معظم آبار النفط المنتجة عندنا تعاني من الاستسقاء بسبب تسرب المياه اليها.. ومشروع الجزيرة بقى زملكاوي.. يعني من يختارون ترك الخدمة في مجال الكهرباء والماء بكامل ارادتهم سيكونون الأثرياء الجدد، إذا احتفظوا بثرواتهم تحت المخدات.. ومن يفضلون البقاء في وظائفهم سيصبحون من مستحقي الزكاة لأن سد الشريك وابن عمه سد كجبار لن يقوما فلا خزان يقوم بالجرورة وديوننا سلفا نحو 43 مليار دولار، 90% منها فوائد ربوية وخدمات ديون ونرفض سدادها لأننا لا نتعاطى الحرام!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العاملون في شركات النفط: مصير مجهول (Re: أسامة البلال)
|
Quote: واستطاعت شركات النفط التي تعمل في السودان حتى اليوم ان تزيد من عدد العمالة السودانية فأصبحت نسبة العمالة السودانية على سبيل المثال في شركة النيل الكبري في حدود 90% ، وفي شركة بترودار 87% ، وفي شركة بتروانرجي تبلغ النسبة 75% وتبلغ في شركة النيلالابيض ـ 60% أما في مصفاة الخرطوم تبلغ النسبة 68% واليوم يسير السودان نحو طريق الإنفصال كما تشير وقائع الأحداث، وفي ظل الواقع الحالي الذي يتمثل في تركز معظم عمليات البترول في الجنوب (اكثر من 86%) يصبح مصير العمالة السودانية العاملة في قطاع النفط في رحم المجهول. وحتى وقت قريب كانت هذه الفئة هي الأفضل من ناحية المستقبل الوظيفي، والتاهيل المتميز والمزايا المادية الجيدة. لكن اليوم أصبح مصيرهم مجهولاً حيث باتوا في خطر كبير بالتصفية والتسريح من العمل .. بل إن بعض العاملين خاصة من القيادات العاملة في هذه الشركات وفي خطوة استباقية للخطر القادم خرجت من مواقعها الحالية والتحقت في وظائف بشركات أخرى توفر أمناً وظيفياً أفضل مثل الشركات الحكومية او بعض شركات الإتصالات. فهل تعي الحكومة هذه المسألة المهمة وما يمكن ان تخلقه من أزمة حقيقية لقطاع كبير من الناس، أم تركت للتعامل معها حسب مقتضيات الظروف "غير المعروف |
تمهيدا لتطبيق شرع الله جنى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العاملون في شركات النفط: مصير مجهول (Re: jini)
|
اخوي ايمن مبارك ابو الحسن بعد السلام والتحاياQuote: لي أصدقاء كثر في شركات البترول
لكن الحمد لله لقد امنوا موقفهم تماما لكن الاستثمار في بلدنا دي مشكلة كبيرة |
ايمن اخوي مسعول من الخير ات الزول دا ماقال لك اصحابي وامنو مستقبلهم... تاني مصير مجهول فوق شنو؟؟؟ ات ماعارف انو اصحابو بشغلوا سبعين الف وظيفة (التقول اصحاب صلاح قريبة في الفيس بوك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العاملون في شركات النفط: مصير مجهول (Re: Nazik Eltayeb)
|
الأخت الكريمة نازك الطيب السلام عليكم ورحمة الله ..
فعلاً المسألة مرتبطة بشريحة كبيرة جداً من العمالة السودانية، وأي تأثير سلبي لهذه الفئة سوف ينعكس على المجتمع كله. كما أشار الأخ محمد الأمين موسى في أعلى البوست بأن الأزمة المالية حينما ضربت دبي أصابت القطاع المالي والعاملين فيه بأضرار بالغة نتج عنها بطالة كبيرة وسط هذه الشريحة على الرغم من تدارك الأزمة لاحقاً وعودة الكثير منهم لمؤسساتهم. الآن الوضع مختلف، فهذه ليست أزمة مؤقتة ويعود الوضع كما كان عليه.. المسألة ربما تكون إنفصال.. وستكون عواقب هذا الإنفصال وخيمة واحدة منها المسألة التي نتحدث عنها الآن وأعني العاملين في قطاع النفط وخاصة الشركات الأجنبية التي تمارس عملياتها في الجنوب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العاملون في شركات النفط: مصير مجهول (Re: أيمن مبارك أبو الحسن)
|
ايمن مبارك ياصديقي الف تحية وكثير سلام هل من المعقول ان لايفكر الكيزان في حل ؟ حتي ولو كان انقلابا مثل انقلابهم!!!!!! انا غايتو كان منهم بفكر لكن ماعشان مصلحة الكيزان وبس عشان مصلحة اهل السودان واصلا هي عايرة وخليها يدوها صوت ولا رايك شنو؟؟ ـــــــــــــــــــــــــــــــ كلام سيد عمي (الاعوج راي والعديل راي)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العاملون في شركات النفط: مصير مجهول (Re: حاتم يوسف قنات)
|
حاتم يوسف كيفك يا عزيزي .. معقوووووووووول ... تصدق أول مرة ألاحظ إنك هنا على الرغم من مرور سنة. ياخي والله منور .
أنا بتفق معاك إنو مصلحة السودان مفروض تكون فوق أي إعتبار. وما تنسسى إنو تشريد 100 ألف (دا أقل التقديرات) حاجة حا يتضرر منها السودان كلو وهذا ما لا نرجوه. أدعو معانا إنو السودان يظل واحد. صدقني ما نتحدث عنه هو قطرة في بحر المشاكل التي سوف تظهر إذا حدث الانفصال لا سمح الله. دمت يا عزيزي
| |
|
|
|
|
|
|
|