طيب وين بورداب : دويم ودحاج - مروي - أبودوم- تنقاسي - القرير - وبالعكس ؟

Quote: بسم الله الرحمن الرحيم الشيخ عبد الرحمن ود حاج تعريف: الشيخ عبد الرحمن ود حاج هو عبد الرحمن بن محمد ود حاج بن محمد ابن أحمد ابن إدريس الولي بن محمد بن بشارة ابن محكم بن جبير بن دويح الذي تسمت به قبيلة الدويحية المنتشرة في أصقاع البلاد المختلفة وسيأتي ذكر نسبه لاحقاً. والد الشيخ عبد الرحمن ود حاج المؤكد انه قدم من الجزيرة العربية واستقر في قرية الكرو بالضفة الشرقية للنيل و أسس مسجدا لتحفيظ القرآن الكريم و تدريس علوم الدين. تزوج زوجته زينب بنت علي الدويحي التي انجب منها ولديه عبد الرحمن و محمد الاغبش. شب الشيخ عبد الرحمن بالكرو وظل يواظب على علوم الدين وحفظ القرآن بخلوة والده الشيخ محمد ود حاج ، و ظل بالكرو إلى ان هاجر منها بغرض تعليم أبناء المسلمين علوم القران و تجول بالمنطقة في بادئ الأمر حتى وقع اختياره بمنطقة الدويم في هذه المنطقة التي شهدت أول نار للقران وتحفيظه في تلك المنطقة و كان ذلك حوالي العام 1117هـ يوافق العام الميلادي 1685ميلادية تقريبا و يقال أنها كانت ثالث نار للقران الكريم في السودان بعد نار المجاذيب بالدامر ولتي. تقول الروايات المؤكدة من عدة مصادر أن أهالي قرية الدويم و هم العامراب النافعاب وكانوا من اعزة شيوخ الشايقية في ذلك الزمن وكانوا يقيمون في الجزيرة المعروفة باسم جزيرة ود عامر الكبيرة ، جاءوا للشيخ الغريب الذي أقام في هذا القوز و أوقد نارا دون إذن من أحد لمعرفة خبره و عندما وجدوه يتلو القران أقروه وسمحوا له بالإقامة بينهم و قد تعاهدا الشيخ عبد الرحمن ود حاج وشيخ العامراب على أن يظل الشيخ يعلم أبناء القرية القران ويقوم العامراب بالإنفاق على الخلوة والمسجد و أن يقوم بتنفيذ هذا التعهد من يبقي بعد أخيه بموجب هذا الاتفاق أقام الشيخ ود حاج خلوته المشهورة وظل يقيم مع العامراب حتى تزوج منهم وانجب ولديه محمد ووراق ، و بذلك تمدد الدويحية من هذين الابنين في جميع أرجاء الشمالية ومنها إلى بقية أجزاء السودان المختلفة ، أما محمد عبد الرحمن ود حاج فهو جد العبدرحمناب / والرفاعاب و الحاجعلاب ، أما وراق فهو جد الوراريق. ومنذ ذلك الزمن ظلت نار القرآن متقدة في هذه البقعة الطاهرة تهدي الناس و تعلمهم أصول دينهم كما إنها كانت قبلة يأوى إليها طلاب العلم و حفظة القران من جميع أصقاع السودان المختلفة إلى زمن قريب حيث إننا لا نزال نذكر أخر شيوخ الخلوة في خمسينات القرن الماضي ، و الذي إن لم تخنا الذاكرة شيخنا سيد احمد غراب و لقد ظل شيخنا عبد الرحمن ود حاج يقوم على رعاية الخلوة و المسجد في تحفيظ القران و دروس علوم الدين وظل أهالي القرية على عهدهم في رعاية الطلاب و شيوخ الخلوة خاصة غرباء الطلاب الذين أتوا من مناطق السودان المختلفة حيث كان الطلاب يوزعون على الأسر المختلفة تقوم عليه الأسرة للإعاشة و السكن حيث كانت الحالة الاقتصادية للأهالي في غاية الازدهار و ذلك بوفرة محاصيلهم و مزارعهم التي تجود بها سواقيهم التي كانت منصوبة بجزيرتهم العامرة تجود بالخير الوفير حيث انهم كانوا من اعزة شيوخ الشايقية الذين جبلوا على العطاء و الكرم و تكريم الضيف وإيوائه. من الطلاب الذين قدموا من خارج المنطقة شيخنا ود البديع الذي قدم من دنقلا و حفظ القران بهذه الخلوة و الذي استقر فيما بعد بهذه المنطقة ومنهم شيخنا الكتيابي من الجعليين و لقد استقر بالمنطقة و الذين كونا عائلتيهم بالمنطقة و اصبحوا من ضمن عوائل و رموز المنطقة. بعد وفاة الشيخ عبد الرحمن ود حاج حوالي عام 1183هـ يوافق 1762ميلادية ظل جد العامراب يقوم برعاية خلوة الشيخ ود حاج كما تعاهدا على ذلك حتى توفي جد العامراب بعده و قد دفن مع الشيخ عبد الرحمن ود حاج بنفس البنية التي أصبحت المقام ثم تم تجديد المسجد بعد وفاة الشيخ عبد الرحمن ود حاج بمائة عام أي حوالي 1283هـ يوافق 1862ميلادية و ذلك عندما حضر. شيخنا الدندراوي من مصر و هو أحد أقطاب الطريقة الاحمدية وتلميذ سيدنا إبراهيم الرشيد القطب الكبير و التلميذ المقرب للسيد احمد ابن إدريس مؤسس الطريقة الاحمدية و السيد إبراهيم الرشيد هو أحد أحفاد الشيخ عبد الرحمن ود حاج و لقد قام شيخنا الدندراوي بتأهيل مسجد الشيخ ود حاج كما قام بتشييد القبة البيضاء الوحيدة في ذلك العهد ، حيث تم هذا التاهيل للمسجد مع عدة مساجد بالمنطقة قام بتشييدها من ضمنها مسجد الحاج الماحي بالكاسنجر. تذكر الروايات المؤكدة انه كان للشيخ حاج الماحي دور كبير و مشهود في المساعدة اثناء تشييد مسجد الشيخ عبد الرحمن ود حاج و ذلك عندما كان يجمع الشباب للعمل بقرعه بطاره المشهور والمحبوب لاهل المنطقة و خلافهم حتى الان. بعد اندثار المسجد القديم بفعل الأحداث الجسام التي مرت بالمنطقة و أهلها بسبب الحروب التي حدثت بالمنطقة وشردت أهلها و أصابت الازدهار الاقتصادي في مقتل مما سبب الهجرة المنظمة لأهالي المنطقة إلى عدة مناطق بأنحاء البلاد المختلفة كل ذلك انعكس على منشات المنطقة الاقتصادية و الدينية و بذلك جففت الخلاوي و أهمل عمران المساجد و غيرها من المنشات الدينية ، الا ان الله بفضله قد قيض للمنطقة من جديد من الأبناء البررة ما جعلهم يبذلون من الجهد منذ زمن حتى وفقهم الله تعالي حيث كان لعدد من ابناء واعيان المنطقة مثل السيد/ علي محمد الباشري و السيد/ علي شمباتي والسيد/ احمد حمد والسيد/ ابراهيم محمد ابراهيم والشيخ/ ابراهيم العوني والسيد/ سيد احمد الرفاعي وكان على راس هذه الكوكبة السيد/ محمد عطية الله و الذين بذلوا الجهد وطلبوا العون المادي والجهد الشعبى و قاموا ببناء المسجد من جديد و الذى يسمى بمسجد الشيخ عبدالرحمن ودحاج بدويم ودحاج. نسب الشيخ عبد الرحمن ود حاج الشيخ عبد الرحمن ود حاج هو عبد الرحمن بن محمد ود حاج بن محمد ابن احمد بن إدريس الولي بن محمد ابن بشارة بن محكم بن جبير ابن دويح بن سلطان بن غلام الله الأكبر بن مقبول بن عبود ابن الإمام احمد الزيلعي بن عمر الحداد بن مسلم بن عقيل بن زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب؟ أما عن ذرية السيد/ عبد الرحمن ود حاج فتذكر الروايات الشفاهية المتداولة أن السيد عبد الرحمن ود حاج قد أنجب ولدين هما:- محمد عبد الرحمن ود حاج 2/ وراق عبد الرحمن ود حاج أما محمد عبد الرحمن ود حاج فأولاده هم :- أ‌- عبد الرحمن – و هو جد العبدرحماناب ب‌- الرفاعي – وهو جد الرفاعاب. ج- علي – و هو جد الحاجعلاب. أ- وأولاد عبد الرحمن محمد عبد الرحمن ود حاج هم :- 1. صالح عبد الرحمن ، الشهير بصالح القاضي ، وأولاده هم : 1. اسرة عبد الرحمن أبو ناب – بمقاشي و الزومة. 2. اسرة محمد الكبير – بمقاشي و الزومة و الكرو. 3. اسرة محمد الصغير – بمقاشي و الدويم و الحلفايا و امري. 4. اسرة محمد خير – بمقاشي و الزومة و الكرو ومروي شرق. 5. اسرة إبراهيم الرشيد – بدويم ود حاج و جزيرة ارتولي بالرباطاب. 6. اسرة محمد عثمان – بالزومة و مقاشي والبركل. ب- وأولاد الرفاعي عبد الرحمن محمد عبد الرحمن ود حاج هم :- 1/ الفكي الرفاعي 2/ صالح الرفاعي 3/ عبد الرحمن الرفاعي ب/1/ أما أبناء الفكي الرفاعي فهم :- الحسن و البدوي وأبناء الحسن الفكي الرفاعي هم :- الفكي الحسن – محمد الحسن – الزهرة الحسن – الختيمة الحسن –زينب الحسن. الفكي الحسن أولاده هم :- اسرة الرفاعي – بالدويم / اسرة سيد احمد – بالدويم / اسرة عمر – بامري أسرة عثمان – بامري. محمد الحسن أولاده هم :- أسرة أبو سم بالدويم وامري الزهرة الحسن وأولادها هم :- اسرة محمد الحسن، شيخ البلد بالدويم / اسرة زينب الحسن / اسرة قصوره بالدويم. اسرة الختيمة الحسن وأولادها: اسرة عطية الله بالسقاي. أما اسرة البدوي الفكي الرفاعي:- يقيم أحفاده بامري و الدويم. ب/2/ أما أبناء صالح الرفاعي محمد عبد الرحمن ود حاج فهم :- عبد الرحمن صالح (ود اسيد) / محمد صالح / عائشة صالح. عبد الرحمن ود اسيد أولاده :- اسرة الرفاعي بالدويم / اسرة عمر بالدويم / اسرة إبراهيم بالدويم / اسرة سليمان بالدويم / اسرة محمد احمد بالدويم / اسرة محمد بالدويم و الجريف / اسرة فاطمة الكبرى بالبركل / اسرة فاطمة الصغرى بالدويم/أسرة عائشة وبنتها فاطمة بنت الدحيش. محمد صالح الرفاعي أولاده :- اسرة خديجة بالدويم و الجريف / اسرة عائشة بالدويم و عطبرة/ اسرة زينب بالدويم/ اسرة فاطمة بالدويم و سنار. عائشة صالح الرفاعي وأولادها :- اسرة احمد حدوقة بالجريف. ب/3/ أما أبناء عبد الرحمن الرفاعي محمد عبد الرحمن ود حاج فهم :- احمد عبد الرحمن / محمد عبد الرحمن / الحاج عبد الرحمن / إبراهيم عبد الرحمن / بت النور. احمد عبد الرحمن وأولاده هم :- بابكر ، وأولاده :- اسرة أحمد بابكر بالدويم وامري / اسرة الفقير بالدويم / اسرة عبد الرحمن بالدويم. محمد عبد الرحمن وأولاده هم :- اسرة إسماعيل بالدويم والسعودية / اسرة محمد الرفاعي بالدويم . الحاج عبد الرحمن الرفاعي وأولاده هم :- اسرة الرشيد الرفاعي بالدويم والخرطوم. إبراهيم عبد الرحمن الرفاعي وأولاده هم:- اسرة إبراهيم محمد إبراهيم بالدويم وإسماعيل بالخرطوم. جـ/ أما أبناء الحاج علي محمد عبد الرحمن ود حاج فهم :- 1/ وراق 2/ عبد الرحمن 3/ الشيخ 4/ إبراهيم 5/ البرهان 6/ الخير الحاج علي 7/ عائشة 8/ زينب. جـ/1/ أما أبناء وراق الحاج علي فهم :- سيد احمد / البرهان / الفكي / البلولة / عبد الرحمن (ود غراب). وأبناء سيد أحمد وراق هم:- اسرة الحاج وراق برفاعة / اسرة احمد برفاعة و الحاج يوسف / اسرة نفيسة برفاعة. وأبناء البرهان وراق هم :- اسرة الرفاعي بمدني / اسرة عبد الوهاب بالخرطوم. وأبناء الفكي وراق هم :- اسرة سيد احمد بالكوداب / اسرة محمد بأم درمان. وأبناء البلولة وراق هم :- يعيش أحفاده بسلوه ولاية نهر النيل. وأبناء عبد الرحمن وراق (ود غراب) هم :- اسرة محمد عبد الرحمن بالدويم و الخرطوم. جـ/2/ أما أبناء عبد الرحمن الحاج علي فهم :- اسرة عائشة وأحفادها آل الدويحي بالكرو / فاطمة وأحفادها/ اسرة مصطفى عكاشة بالجريف غرب. جـ/3/ أما أبناء الشيخ الحاج علي فهم :- الحسن / فاطمة / نفسية / محمد احمد / محمد عثمان / احمد / زينب. الحسن وأولاده :- فاطمة وأحفادها نوح بالدويم / محمد عثمان وأولاده / محمد الحسن و جعفر بالدويم / احمد وأسرة التوم الشيخ بالدويم / زينب اسرة أمنة بالدويم. جـ/4/ أما أبناء إبراهيم الحاج علي فهم :- اسرة محمد إبراهيم بمدني / اسرة محمد بأم درمان / اسرة نفيسة بالجريف / اسرة أمنة بتنقاسي / اسرة الجاز بتنقاسي / اسرة عبد الحفيظ بمدني. جـ/5/ أما أبناء البرهان الحاج علي فهم :- اسرة خديجة بالسقاي / اسرة مزار بالسقاي / اسرة عائشة بالسقاي / اسرة ام الحسين بالسقاي / اسرة صديق بشندي. جـ/6/ أما أبناء الخير الحاج علي فهم :- أولاد شيخ إدريس / اسرة محمد بالسقاي / اسرة المقبول بالسقاي / اسرة عائشة بالخرطوم بحري / اسرة فاطمة بالدويم / اسرة زينب بالدويم / اسرة سيد احمد ببورتسودان. جـ/7/ أما أبناء عائشة الحاج علي فهم :- اسرة إدريس أبو الحسن بتنقاسي / اسرة زبيدة بتنقاسي / اسرة محمد مالك بتنقاسي / اسرة سليمان بتنقاسي. جـ/8/ أما أبناء زينب الحاج علي فهم :- اسرة عتولي بالحامداب / اسرة علي نصرالله برفاعة / اسرة البدوي بالدويم وامري. هؤلاء كانوا أحفاد نسل محمد عبد الرحمن ود حاج ، و كما ذكرنا من قبل فان السيد عبد الرحمن ود حاج أنجب ولدين هما محمد عبد الرحمن ود حاج / ووراق عبد الرحمن ود حاج ، واليكم فيما يلي نسل وراق عبد الرحمن ود حاج. أبناء وراق عبد الرحمن ود حاج :- احد أبناء الشيخ عبد الرحمن ود حاج وراق المشهور بوراق أبو سبيب الذي يوجد مزاره بمنطقة أمري غرب وأولاده هم : محمد وذريته بقرية السقاي. محمد جد وراق الصعب. التهامي ذريته بدويم ود حاج المقبول ذريته بامري من ضمن أحفاده الفكي ابنائب الشفيع ذريته بأم درق عبد الرحمن ذريته بشبا ومن أحفاده الشيخ وراق عبد الرحمن المقرئ. علي وذريته بدويم ود حاج البرهان و ذريته بدويم ود حاج النانوس و ذريته بدويم ود حاج. نبذة عن السيد إبراهيم صالح عبد الرحمن محمد عبد الرحمن ود حاج الشهير باسم إبراهيم الرشيد اشتهرت اسرة الدويحية في شمال السودان وبمنطقة الشايقية بصفة خاصة بالصلاح والتقوى ، وهم كما جاء أنفا في شجرة النسب ينتمون إلي الحسينية او العقيلية على اختلاف في بعض الروايات ، كما ينتمون إلي غلام الله بن عائد الذي قدم من جزيرة ساكية على البحر الأحمر في القرن الرابع عشر الميلادي واستقر في جهات دنقلا وأسس المساجد و علم الناس هناك. و قد اشتهر الدويحية بمساجدهم وقبابهم ، و ما كتبه الرحالة بركهاردت عن المدارس الدينية في منطقة الشايقية يشمل ضمنا مدارس الدويحية ، كما أشار المؤرخ محمد النور بن ضيف الله في كتاب الطبقات إلي جهود الدويحية الدينية ، و ذكر في مؤلفه قبة الشيخ عبد الرحمن ود حاج. إلا أننا لا نملك الكثير من المعلومات عن جهود الشيخ عبد الرحمن ود حاج إلا أننا نعلم جوانب مهمة من سيرة احد أحفاده ، و هو الشيخ إبراهيم الرشيد ، و الذي طبقت شهرته الأفاق ، و عم صيته في الحجاز و مصر و بلاد الشام والصومال و الهند و باكستان ، وسنحاول أن نلقي بعض الضوء على سيرة حياته الحافلة بالعلم و الورع والتقوى. المولد والنشأة :- ولد السيد إبراهيم الرشيد بالكرو في حوالي سنة 1228هـ - الموافق 1813م تقريبا ، ودرس في خلوة جده ، كما درس على يد أبيه صالح – القاضي صالح – و كان منذ صغره معروفا بميله إلي التصوف ، كما كان مهتما بدراسة الفقه وقد تأثر بالجو الديني الذي كان سائداً في ذلك الوقت وانتشار مدارس أولاد جابر والدويحية الدينية. و في أوائل القرن التاسع عشر ، زار السودان السيد محمد عثمان الميرغني الختم ، أي قبيل الفتح التركي المصري للسودان ، و كما هو معروف فان السيد الميرغني الختم كان احد تلاميذ السيد احمد بن إدريس وأرسله شيخه ابن إدريس إلي مصر والسودان ، و عند وصول السيد الميرغني الختم إلي منطقة الدبة ، ذهب إليه السيد صالح القاضي والد السيد إبراهيم الرشيد ، و اخذ الطريقة الختمية على يديه ، و اخذ صالح يبشر بالختمية في مناطق شندي و شرق السودان ، لهذا فكان طبيعيا أن ينتمي السيد إبراهيم الرشيد إلي الطريقة الختمية بحكم انتماء والده ، إلا انه كما يروى فان السيد إبراهيم الرشيد لم يكن راضيا بأسلوب الطريقة الختمية في العمل و تردد في تركها إلى أن تم له السفر والاتصال بالسيد احمد بن إدريس ، ليعلن بعد ذلك خروجه من الطريقة الختمية ، و ذكر انه بعد اتصاله بأستاذه السيد احمد بن إدريس وجد أن الطريقة الختمية ليست هي الطريقة المثلى والتي يجب إتباعها ، لأنه انتمى إلي الواسطة العظمى الإمام السني احمد بن إدريس. و قد سافر إبراهيم الرشيد إلي الحجاز ومنه إلي اليمن حيث كان يقيم أستاذه احمد بن إدريس في حوالي سنة 1248هـ الموافق 1833م ، وظل ملازما لأستاذه ، وتأثر بسلوكه واستفاد من علمه ومذاكراته ، و التقى بعلماء وتلاميذ ، وشهد مناظرات أستاذه ، كما دافع عنه و عن أرائه ضد المعارضين ، وظل ملازما له حتى وفاته سنة 1837م ، و قيل إن السيد احمد بن إدريس كان في أواخر حياته يقدم السيد إبراهيم الرشيد على أبنائه و تلاميذه ، و انه أوصى عند موته أن يغسله السيد إبراهيم الرشيد و عقب وفاة احمد بن إدريس ، قيل إن أبناءه بايعوا إبراهيم الرشيد ليكون خليفة لوالدهم ، إلا أن خلافاً وقع بين كبار تلاميذ السيد احمد بن إدريس ، حول خلافته ، فاعتقد كل من السيد محمد عثمان الميرغني الختم والسيد محمد علي السنوسي أنهما أحق بالخلافة من السيد إبراهيم الرشيد ، و قد استقل كل واحد منهما بطريقة خاصة به ، فأنشأ محمد علي السنوسية في ليبيا ، كما انشأ الميرغني الختمية في السودان وارتيريا ، إلا أن السيد إبراهيم الرشيد رفض أن يستقل بطريقة خاصة ، و ظل وفيا لأستاذه احمد بن إدريس ، و عرفت طريقته بالطريقة الأحمدية نسبة للسيد احمد بن إدريس. و قد حاول إبراهيم الرشيد أن يوفق بين تلاميذ السيد احمد بن إدريس ، ليظلوا على نهج أستاذهم ، فبذل جهودا مضنية حتى انه اضطر للسفر إلى ليبيا ليلتقي بالسنوسي ، ووجد عنتا و مشقة من أتباع السنوسي وأتباع الميرغني ، حتى أنهم وصفوه بالابتداع والكفر. نشاط السيد إبراهيم الرشيد في السودان :- بعد وفاة السيد احمد بن إدريس ، سافر السيد إبراهيم الرشيد إلي مكة ، والتقى بالسنوسي وتناقشا في أمر الطريقة ، وحين تزايد الخلاف بين التلاميذ يقال ان إبراهيم الرشيد سافر إلي ليبيا في حوالي سنة 1255هـ - الموافق 1839م ليلتقي بالسنوسي. كما زار السيد/ إبراهيم الرشيد السودان في حوالي سنة 1263هـ الموافق 1846م ، فزار جزيرة توتي وضريح الشيخ خوجلي ، واستقر فترة بحلفاية الملوك ، كما زار شندي والمتمة وقندتو حيث كان عمه هناك برهان عبد الرحمن ، و كان في كل زياراته يدعو و يبشر لطريقة أستاذه الأحمدية. و سافر الرشيد إلي مسقط رأسه بالكرو مكثفا من نشاطه ودعوته ، و كانت منطقة الشايقية كلها في ذلك الوقت تدين بالولاء للطريقة الختمية ، لهذا فان دعوته وجدت معارضة عنيفة من أتباع الختمية ، إلا انه استطاع أن يحقق بعض النجاح ويلقى تأييدا من بعض كبار العلماء مثل الشيخ/ نافع الأمين و هو من أحفاد أولاد جابر ، كما انضم إليه بعض كبار تلاميذ الختمية مثل الأمين صالح التويم ، و إسماعيل البليابي ، و محمد القاضي ، و محمد ولد حسينارتي ، والشريف محمد الأمين الهندي ، و غيرهم ، كما انه استطاع أن يؤثر في حاج الماحي و يجعله يتحول من مغن إلي مادح ، و قد ألف حاج الماحي العديد من القصائد في مدح المصطفى (ص) كما مدح شيخه إبراهيم الرشيد بقصيدة طويلة هي قصيدة / شوقي لنور الحقيقة .. النبي الجاب الطريقة و يمضي حاج الماحي قائلاً :- يا مسافر شيل وريقة ... وحدث اتماري و شريقة اليروح فاس والعتيقة ... ما يجيب ذي ها الطريقة شيخا مسروراً مهنا ... ربي اظهره في زمنا كيف مجالسو تسر عقلنا ... قوله كل دليل و سنا الطريقة الاحمدية ... شيخا ما بحب الدنيا يشهد الله العلية ... ماش فوق اثر النبيه و قيل أن السيد إبراهيم الرشيد عندما استمع لهذه القصيدة اشترط على حاج الماحى الا يمدحه ، و لا يمدح شيخاً ، فالتزم حاج الماحي هذا النهج ، فكان من القلائل الذين لم يمدحوا المشايخ حسب توجيه شيخه له. نشاطه في مصر:- كان الشيخ إبراهيم في رحلاته بين الحجاز و ليبيا ومصر و السودان يدعو وفق مذهب وتصور واضح لا يخرج عن الكتاب والسنة ، مقتديا بآراء أستاذه احمد بن إدريس. و لهذا فانه بعد أن قضى زمنا بالسودان ، سافر إلي مصر ، حيث كان ينتظره العديد من التلاميذ والاتباع ، و قيل انه سافر في منتصف القرن التاسع عشر ، فنزل في (مدامود) ، ضيفا على العقبة زيدان احد تلاميذ احمد بن إدريس ، كما ذكر انه زار أماكن عديدة (دندر) كما زار الزينية وحجازه ، واتخذ منزلا بجوار مسجد الادارسة بالزينية ، و يعرف المكان الآن بنجع الرشيد ، و يقوم احد المريدين بحراسة المنزل و به سريره و حجرته التي كان يقيم بها ، ووجدت دعوة الرشيد صدى واسعا في صعيد مصر ، حيث انضم له نفر من كبار أبناء الصعيد مثل موسى اغا راسم ، الذي اصبح نائبا عنه و كثب في مناقبه ، و منهم الشيخ أبو القاسم الحجاز ، الذي اخذ عنه الطريقة في مكة و عاد إلي الحجازه بشمال الزينية ومنهم الشيخ علي الجربي ، و الشيخ محمد خليل البحري ، و كان عالما أزهريا ، فالف في مناقب الرشيد كما شرح بعض صلوات احمد بن إدريس. دوره في مكة:- بقى الشيخ إبراهيم الرشيد فترة بصعيد مصر ، ثم سافر إلي مكة لمواصلة الدعوة ، حيث اخذ يتصل بوفود الحجاج المسلمين ونشر بينهم تعاليم الطريقة ، و كان له نشاط واسع بمكة ، الأمر الذي جعل اتباع الطريقة الختمية يقفون ضده ، ووصف الخلاف بينه و بين الختمية انه انحصر في الاتي :- 1. إنكار الختمية لما ذكره الرشيد عن شبهه بالأستاذ/ احمد بن إدريس. 2. إنكار مكانته الدينية او مقامه. 3. المنافسة حول أمور تنظيمية. الا انه وبرغم ذلك الصراع وتلك المنافسة ، فان الشيخ إبراهيم الرشيد استطاع أن يجتذب أعدادا كثيرة من الاتباع خلال وجوده بمكة ، كما استطاع أن يصل بدعوته خارج بلاد الحجاز ، فصار له اتباع في الهند وباكستان و بلاد الشام و تركيا ، ووصلت دعوته في أفريقيا إلى الصومال ، و قد كتب الباحث الأستاذ الطيب محمد الطيب مقالا في صحيفة السوداني في عددها الصادر بتاريخ 1 ابريل 1994م ، أشار فيه إلي زيارة قام بها سنة 1981م إلي الصومال والتقى بالشيخ محمد امن في بيداو ، و ذكر له الشيخ انه من اتباع الطريقة الرشيدية ، و ذكر له انه ينتمي إلي العالم الفقيه إبراهيم الرشيد الدويحي الشايقي ، و قد أخذها أسلافه عن إبراهيم الرشيد في الحجاز واليمن - صبيا- كما ذكر له ان المجاهد محمد حسن مهدي (مهدي الصومال) من اتباع الطريقة الرشيدية. كان السيد إبراهيم الرشيد يتخذ عدة طرق وأساليب لجمع الاتباع وتعميق الصلة ، فكان يتخذ الرحلات و الاتصالات المباشرة والزيارات حتى نجح في تأسيس طريقته الاحمدية التي تقوم على أفكار و مبادئ أستاذه احمد بن إدريس. علمه و مؤلفاته :- التزم الشيخ إبراهيم الرشيد نهج أستاذه احمد بن إدريس و الذي يقوم على الكتاب و السنة ، مع سعة في الأخذ من جميع المصادر دون تقيد بمذهب من المذاهب السائدة. و عن مكانته العلمية والدينية نوجز الحديث بما قاله عنه أستاذه احمد بن إدريس حيث قال : (( انه مركز العلوم الاحمدية ومهبط الإمدادات الادريسية ، و قاموس المعارف الإلهية ومرشد المريدين إلي حياتهم الأبدية و شيخ الطريقة و إمام الحقيقة ، الانور بالنور ، الولي الكامل ، المقتفي اثر النبوة)). كما وصفه تلميذه اسماعيل النواب انه كان محتويا على دقائق العلوم الشرعية من الكتاب و السنة ، و غوامض المسائل الفقهية ، و انه جامعا بين علمي الظاهر و الباطن. أهم مؤلفاته:- 1/ عقد الدر النفيس:- و هو عن سيرة أستاذه احمد بن إدريس ومكانته و كراماته وبعض أحواله و أقواله. 2/ توثيق العري لمن أراد هدى خير الورى :- و في هذا المؤلف يشير الرشيد إلي المسائل العشرة التي أثارت الخلاف بين العلماء ، و هي في الفروع الفقهية ، و توجد نسخة من هذا المؤلف بدار الوثائق القومية بالخرطوم بعنوان (المسائل العشرة). 3/ نبذة في كرامات الشيخ المجذوب :- وهي رسالة خطية يشير فيها إلي سيرة المجذوب و سلوكه وتدينه و موقف الختمية منه ، ومكانته عند احمد بن إدريس. * و هناك مؤلفات كتبت عنه و عن سيرته مثل :- 1. الترجمة التي كتبها المؤرخ محمد عبد الرحيم عن سيرته أسرته وبداية اتصاله بالسيد احمد بن إدريس ، و دوره في نشر تعاليمه. 2. كما كتب عنه تلميذه موسى اغا راسم كتاب (مناقب و كرامات السيد إبراهيم الرشيد). 3. كما كتب تلميذه اسماعيل النواب رسالة في مناقبه ، كما ألف كتاب (الهدية الرشيدية) وكتاب البصائر الفكرية. 4. كما كتب عنه كل من محمد خليل الهجرس (القصر المشيد) و النبهاني (جامع كرامات الأولياء). بعض تلاميذ السيد/ إبراهيم الرشيد :- نود من خلال هذا العنوان ان نوجز الحديث عن بعض تلاميذ الشيخ/ إبراهيم الرشيد داخل و خارج السودان :- 1) محمد الدندراوي ، و هو احد كبار تلاميذ إبراهيم الرشيد و هو من صعيد مصر ، و قيل انه جاء إلي السودان واشرف على بناء قبة و مسجد ود حاج في القرن التاسع عشر الميلادي. 2) الأمين صالح التويم ، و يعتبر التويم مصدراً أساسيا في شرح تعاليم احمد بن إدريس و سار على النهج الذي اختطه أستاذه إبراهيم الرشيد. 3) عبد الحفيظ الدفاري ، وهو احد تلاميذه و نشر الطريقة الاحمدية في منطقة الكوة على النيل الأبيض ، و له مؤلفات عن شيخه وأستاذه إبراهيم الرشيد. ومن تلاميذه ، عبد الماجد الاحمدي في بربر ، و الحاج دياب في دنقلا ، والشيخ علي إبراهيم شاع الدين المعروف بـ علي شمو و هو جد الأستاذ الإعلامي علي شمو. و هناك الكثيرون لا يسع المجال لذكرهم هنا ، فنكتفي بهذا القدر عن سيرة حياة السيد الشيخ إبراهيم الرشيد ، الذي ولد بالسودان ، و استقر أخيرا بمكة إلي أن مات بها سنة 1883م ، و دفن بالمعلا ، ونرجو أن يرحمه الله ، و أن ينفعنا بعلمه وتقواه ، و أن يجعل نهجه زاداً ونبراساً يهدينا إلي السراط المستقيم

(عدل بواسطة عبد العظيم احمد on 08-22-2010, 07:54 PM)