ما هو موقف أحزاب المعارضة من دعوة رئاسة الجمهورية للقاء الخميس بالقيادة العامة !؟

Quote: مبررات متشابهة وعناد متبادل الكاتب/ تقرير: لينا يعقوب Sunday, 22 August 2010 ملتقى الاستفتاء ببيت الضيافة.. من يدفع الثمن؟! مشهد مقاطعة الأحزاب السياسية الرئيسية للملتقى الذي دعا له رئيس الجمهورية الخميس الماضي، أعاد الذاكرة إلى الوراء وتحديدا قبل عام عندما قاطع حزب المؤتمر الوطني برئاسة المشير عمر البشير ملتقى مؤتمر جوبا، الذي دُعي له الحزب ولم يلب الدعوة.. وبالنظر لطبيعة الأسباب التي أدت لمقاطعة كل طرف، فسيجد المرء فيها بعض التفاصيل المتشابهة وإن اختلفت المناسبة والمكان والزمان.. اللقاء الذي جمع الرئيس مع القوى السياسية ببيت الضيافة، وغابت عنه أحزاب ذات وزن سياسي مثل الأمة القومي، الحركة الشعبية، المؤتمر الشعبي، الأمة الإصلاح والتجديد، والحزب الشيوعي السوداني، بلا شك أن غيابها أضعفه والنتائج المرجوة منه بتحقيق إجماع أو اتفاق حول مسألة الوحدة، إن تمت الإشارة أن معظم الأحزاب التي شاركت تصنف بأنها موالية للمؤتمر الوطني، لكن في ذات الوقت الوطني نجح في عقد الملتقى بالأجندة التي حددها مسبقا، وخرج بتكوين هيئة وطنية لدعم الوحدة تشمل الذين حضروا وتسعى لضم الذين لم يشاركوا في الملتقى.. فالترقب كان سيد الموقف منذ نهاية الشهر الماضي، بعد أن طلبت القوى السياسية من رئيس حكومة الجنوب الفريق سلفا كير ميارديت التحدث مع رئيس الجمهورية لتأجيل الملتقى، الذي دعا له بخصوص الاستفتاء وأولوية الوحدة الطوعية من السبت (23/ 7) حتى الخميس (29/ 7) للتفاكر والتحضير له بشكل جيد.. وانتظر النائبان سلفا كير وعلي عثمان عودة البشير من طرابلس مساء الجمعة حتى يبلغانه بمقترح القوى السياسية.. ووافق الرئيس على التأجيل. وحضرت الأحزاب لشكل الملتقى المراد عقده، إلا أنها أدخلت أجندة أخرى رأت ضرورة التباحث حولها في اللقاء، مثل قضية دارفور والحريات والتحول الديمقراطي والحالة المعيشية، الأمر الذي لم يرق لمؤسسة الرئاسة التي أكدت أنه إن تم عقد الاجتماع، فسيكون بخصوص موضوع الاستفتاء فقط. ولكل طرف حجته، فالرئيس وجه دعوة للقوى السياسية بخصوص موضوع محدد للتباحث حوله، وما هو علوم أن رئيس الدولة في حال طلب عقد اجتماع فهو الذي يحدد طبيعة الأجندة ولا يتم تحديدها له، كما أن قادة الأحزاب الذين التقوا الرئيس مثل زعيم الحزب الاتحادي مولانا محمد عثمان الميرغني، ورئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي أكدا مشاركتهما في الاجتماع عقب لقائهما الرئيس وتلقيهما الدعوة مباشرة، كما أن سكرتير الحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد أكد هو الآخر أهمية وحدة السودان، مشيرا إلى قبوله المشاركة في الاجتماع بعد لقائه نائب رئيس الجمهورية علي عثمان.. إلا أن طلب الأحزاب المعنية، بما فيها الحركة الشعبية، للتحضير للملتقى لم يكن يُعنى بقضية الاستفتاء فقط.. فإشراك المؤتمر الوطني للقوى السياسية في هذا الوقت الحساس وفقط حول مسألة الاستفتاء الذي تبقت على موعده المحدد بضعة أشهر، بات وكأنه صورة شكلية ومظهرية لتُسجل الأحزاب موقفا في اللحظات الأخيرة يحسب عليها، خاصة أنها لم تُقحم منذ البداية في القضية.. كما أن الوطني اختار أحزابا معينة للملتقى، فلم يدع المؤتمر الشعبي أو الأمة الإصلاح والتجديد بالشكل الذي دعا له الأحزاب المذكورة، ورغم أن مسؤولي الوطني أكدوا أن الدعوة شملت كافة القوى السياسية إلا أن رئاسة الجمهورية بعثت بثلاث دعوات معنونة إلى رؤساء أحزاب هم: الميرغني والمهدي ونقد، بحيث لم تشمل أحزابهم وحملت توقيع وزير رئاسة الجمهورية الفريق ركن بكري حسن صالح، وهو الأمر الذي أثار حفيظة أعضاء المكتب السياسي لكل من حزب الأمة والجبهة الديمقراطية، فقد قال الأخير على لسان عضو الحزب صديق يوسف في حديث سابق لـ(الأخبار) "إن رئاسة الجمهورية لم توجه دعوة للحزب للمشاركة إنما اكتفت بدعوات شخصية". وبذلك بدا التباعد واضحا في أجندة كل طرف. فالأحزاب لم ترفض المشاركة في ملتقى الاستفتاء، إنما طالبت بإدخال أجندة الحريات والتحول الديمقراطي، وهي المسائل التي لا يمانع الوطني في مناقشتها لاحقا، لأنها ليست ضمن أولوياته حاليا.. مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع عقد مؤتمرا صحفيا لإزالة اللبس وتوضيح بعض الأمور المتعلقة بملتقى الاستفتاء، فكشف عن مشاورات أجراها الوطني مع قادة الأحزاب قبيل اجتماع الخميس، مشيرا إلى نتائج اللقاءات التي تمت، وأوضح أنهم شرحوا للأحزاب عدم وجود سبب لربط قضية متفق عليها بقضايا أخرى خلافية غير متفق عليها تقبل الأخذ والرد وتبادل وجهات النظر.. فإن كانت معظم الأحزاب مؤمنة بأهمية الوحدة فلمَ لم تلب الدعوة لتختار طريقة تدعم بها هذا الخيار، وإن كان الوطني مؤمنا بأهمية الأحزاب التي قاطعت، خاصة أن من نتائج الاجتماع السعي لضم الذين لم يشاركوا، فلمَ لم يوجه منذ البداية دعوات واضحة لهم جميعا؟ ولمَ لم يعدهم بمناقشة تلك القضايا في اجتماع قريب يعقد؟! [email protected]