|
Re: إحياء الذكرى الخامسة لرحيل القائد قرنق .. ملخص + صور . (Re: مركز الخاتم عدلان)
|
*
المعقب الثانى والذى اختتم الأمسية كان دكتور خالد التيجانى :- هذه المناسبة ليست فقط إحياء لذكرى , وانما لتذكر ماهو حادث اليوم فى السودان . ما يهمنى هى الفكرة التى طرحها جون قرنق , هل مازالت مستمرة , ام انها غابت برحيله ؟ , والسودان لم ينتج طوال العقود الماضية زعيم صاحب رؤية او فكرة , فالسودان عرف قادة سياسين ورؤساء أحزاب وانقلابيين , لكن من النادر جداً ان تجد شخص لديه قدر من الكاريزما السياسية والتى من الممكن ان تؤدى لتغيير ما فى الواقع السياسى الموجود فى السودان , وهو واقع معطوب . سألت ابنتى التى تدرس بالجامعة عن رأيها فى جون قرنق , فقالت انه لو كان على قيد الحياة لما حدث الانفصال , وهو ربط مباشر بين أفكار الراحل ووحدة السودان . هل هناك فكرة أسمها السودان الجديد ؟ , بالتأكيد والراحل فصل هذه الرؤية وقدم أفكار فى تقديرى كانت جديدة , فمعظم الاحزاب الموجودة على الساحة فكرها يرتبط بالسلطة , وحتى الاسلاميين يتحدثون عن المشروع الحضارى لكنهم لا يقدمون تفاصيل وانتهى الى ان يكون مشروع سلطة , وربما ان القدر رحم دكتور جون بعدم اختبار مشروعه فى السلطة , واعتقد ان أتفاقية السلام الشامل فيها تجسيد لرؤية السودان الجديد , ومهدت الساحة لخلق سودان جديد على أسس جديدة وهذه حقيقة , وعند الحديث عن التطبيق يمكن ان تاتى مسائل فيها خلاف . المشروع الوطنى فى السودان تعثر , رغم ان بلد مثل ماليزيا وهناك تشابه كبير بينها وبين السودان فى التكوينات السياسية وان البلدين كنا تحت سيطرة الاستعمار البريطانى , ونلاحظ ان هناك تعدد فى ماليزيا اكثر تعقيداً من السودان ونعلم ان الاستعمار هناك جاء بصينيين وهنود , لكن كان الفرق بين البلدين فى الرؤية , وكيفية ان يكون لديك زعيم سياسى له رؤية قادرة على فتح افاق وامال جديدة للمجتمع المعين ان يعبر , فى ماليزيا استطاعوا بعد الاستقلال العبور من خلال الاعتراف بوجود مشكلة , ونحن نعرف ان فى السودان حدثت وعود بالنسبة للجنوب وللفيدرالية ولكن تم التنكر لها , وهو ما وضع البذرة لكل التعقيدات التى حدثت فى السودان لاحقاً , وفى ماليزيا حدث تحالف بين العرقيات ووفقاً لرؤية فيها قدر كبير جداً من الانفتاح , وعندنا هنا كان الاحتفاظ بكرسى السلطة هو الاهم حتى لو ترتب ضرر على ذلك . أهمية دكتور قرنق تأتى من انه نقل صراع المركز والهامش الى المركز , ونقلت الجنوب الى فاعل سياسى فى قلب السياسة السودانية , ويذكر الناس ان الاسابيع القليلة التى قضاها الراحل فى الخرطوم غيرت كثير جداً من المفاهيم عندنا فى الشمال , ومن قصد تغييب دكتور قرنق فى مرحلة مهمة من تاريخ السودان , قصد ان يقطع الطريق على سودان جديد معافى , وقادر على مواجهة التحديات , واذكر انه فى اليوم الثانى من دفن الراحل تقابلنا نحن مجموعة من الصحفيين مع وفد من دولة غربية فى مؤتمر صحفى , ولاحظت انهم يقومون بالتأكيد على الطابع الانفصالى للحركة الشعبية , وان قرنق كان ديكتاتور والحركة قد تخلصت منه وان هناك الان فرصة لرؤية جديدة بقائد جديد وقالوا ان 96% من الجنوبيين هم مع الانفصال , وظهر الامر كانما هناك جهة ما رأت ان الدعوة الوحدوية لقرنق قد تغير قواعد اللعبة السائرة فى المنطقة , لذلك أعتقد ان تغييب جون قرنق . أتفاقية السلام الشامل ليست نسب مئوية , وانما هى روح تدعو لاقامة واقع سياسى جديد فى السودان قائم على الحرية والمشاركة والمحاسبة والمساواة , وهى كلها الان غير موجودة وانما هناك هياكل ومؤسسات للسلطة هى صحيح تقوم بالتنفيذ ولكن فى ظل غياب الروح الحقيقية , وغياب قرنق اراح الطرف الآخر لان وجوده كان سيسهم فى تطبيق اكثر جدية لاتفاقية السلام . الحركة الشعبية رفعت من مستوى الجدل السياسى فى السودان , وهو جدل كان خاوياً لحد كبير ويتحدث عن شعارات بدون مضمون , وكذلك فان الحركة استطاعت الحفاظ على وحدتها رغم اختلاف وجهات النظر داخلها , وعند الحديث عن الانفصاليين الجنوبيين ينسى الناس ان الشمال اصبح مؤبواً بالانفصاليين , والمؤتمر الوطنى نفسه لا يخلو من انفصاليين بين صفوفه . وانا اجد العذر لمن يدعو للانفصال فى الجنوب حيث اننى كنت فى زيارة لجوبا قبل 10 أيام وصدمت بالمزاج الانفصالى ليس وسط النخبة وقادة الحركة الشعبية انما وسط المواطنيين العاديين , واعتقد ان هناك حاجز نفسى فشلت أتفاقية السلام فى كسره لانه هو الذى كان سيعبر بنا الجسر , واصبح هناك حوار طرشان بين الشمال والجنوب , ولم نجد التواصل الحقيقى بين الفعاليات السياسية فى الشمال والمواطن فى الجنوب , وكلنا نجلس ونتحدث فى الخرطوم بقدر من التنظير عن الوحدة ومخاطر الانفصال دون محاولة لعبور جسور التفاهم ومحاولة فهم كيف يفكر الطرف الآخر وماذا يريد , ومن الصعب ايجاد وحدة تتم عن طريق المراسلة . واتفق مع ما قاله الاخ ياسر عرمان , ان القائد جون قرنق قد احدث انقلاب فى الحياة السياسية السودانية .
|
|
|
|
|
|