|
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله (Re: Abdulbagi Mohammed)
|
****************************
حينما صحوت وتأكدت من أنني ما زلت على قيد الحياة فقط أنام تحت سقف بيت من الزنك وليس في العراء كما كنت أحلم .. سحبت الغطاء حتى أطرد ضوء الصباح المتسلل من خلف ستائر الجوالات التي استحدثناها بدلاً عن النوافذ المفقودة 000 بدأت استجدي بعض النوم من تلك الظلمة التي نشبت حولي تحت الغطاء .. سمعت الأمطار القادمة من الجبل تنقر بهدوء على السقف 00 لم أجد "للي" أو انشغل بها إن كانت هنا أو هناك،لأنها حتماً ستكون قد ذهبت لأداء واجبها المنزلي كما حددته هي وألقته على عاتقها برضاءٍ تام ،رغم أننا أعطيناها الخيار في الذهاب إلى أي مكان تشاء بعد أن بدأت طائرات الحكومة تهدد المدينة بالقصف الجوي كلما منحته الغيوم، التي تتوسط بينه والأرض، الفرصة لذلك .
ما أن انقلبت على جانبي الأيمن لأريح الجانب الأيسر حتى تذكرت واجبات تحقيق أُوكل إليّ وبعض من زملائي ـ مع بعض الذين ارتكبوا أخطاءً أثناء هجومنا على المدينة ـ من رفاقنا ـ قمت مصمماً على الانتهاء من هذا الواجب في هذا الصباح الماطر لأعود وارى للي كيف تبدو أثناء النهارات الغائمة إذ أنني حتى هذه اللحظة لم أراها إلا على ضوء نار الطهي أوالفانوس المحلي الصناعة . فعلت كل ما يجب على أي شخصٍ ،في ظرفنا هذا، فعله في أي صباح عادي بعد النزول من على ظهر النوم .. فعلت كل شيء بسرعة ولم أتوقف إلا أمام حذائي المهترئ كثيراًً والمرقع جداً وبالرغم من ذلك لم تطاوعني نفسي على تغيره أو تركه بالرغم من الفرص التي أتيحت لي لتغيره، كنت أتعمد التنازل لأشخاص أُخر ادعيتُ بأنهم أحق بحذاء جديد منى حتى لا أضطر لقذفه طالما أن المسألة لا تعني بالنسبة ليّ سوى وظيفة يؤديها بعيداً عن مفاهيم الأناقة وبيوت الأزياء ـ لم أتوقف إلا أمامه ثم قررت أنه يحتاج لرقعة في الحذاء الأيمن في الجزء الأسفل للكعب ، إذ أنه بهذه الطريقة سيكون فاتحاً لإيواء العقارب والثعابين ليلاً مما يضطرني للتأكد من عدم ذلك كل ما احتجت لولوجه .. دخلت فيه وخرجت بعد أن تناولت ربع لتر من خمرة الليلة الماضية لأقاوم بها البرودة ورطوبة هذا الصباح الماطر .
أحسست بتأخيري مما زاد ضيقي وعجلتي ..قررت اختصار الطريق وتغييره بان أسلك طريق قديم ومهجور منذ زمن بعيد كما يبدو إذ استطالت بجانبه الحشائش حتى تجاوزت كتفي مما جعل ملابسي عرضه لارتشاف كل الندى الذي علق بها . تبللت ملابسي إلا أنني لم أكترث لذلك حتى أوفر بعض الدقائق للحاق بالزمن الذي حددته أنا لبداية عملنا اليومي00 تذكرت الليلة الماضية وفشلي في الكتابة لتليه ..قررت أن أكتب له حالما أعود خاصة بعد أن وجدت مادة للكتابة له حول أيتوكا.. تذكرت ذلك اليوم الذي جعله يوماً لوداعي وللحزن على فراق أحد الأشخاص الذين يحبهم بعد أن فقد ميمونة وادليو وآخرين ،قال لي يحاصر حزنه بين اللغة الإنجليزية والخمرة التي تناولها بكميات كبيرة فشاركته بالقليل حتى لا أضيع مواعيد رحيلي غداً : -"لم يكن في الطريق سوايّ ولمبات النيون التي تعلقت بأعمدتها وواجهات البيوت التي تدل على ثراء ساكنيها .. كان الصمت والبرد صدى لضحكات خارجة من تلك المنازل نازعتني بعض الهواجس التي زرعها فيّ موقف أهل والدتي .. أخرجت ورقة صغيرة كانت قد استقرت على محفظة صغيرة اعتنيت بها جيداً، أقصد الورقة، منذ أيام دراستي المتوسطة .. قارنت ما في الورقة باللوحة المستقرة على الباب .. مددت يدي قرعت الباب بطريقة متعثرة..خرجت النقرة مهموسة ، سمعت صوت نباح كلب في المنزل المجاور 00 تشجعت للمرة الثانية وطرقته فجاءت طرقتي مدوية ..أحسست بالصمت وقد لف كل البنايات المجاورة 00 مرت اللحظات ببط.. حاولت أن أتخيل ما سيحدث فبرز لي رأس صبي اعتقد أنه عانى الكثير في سحب المزلاج حتى يتسنى له فتح الباب . ـ منصور البدوي موجود؟
تنفست بارتياح عندما أحسست بسلامة نطقي ومخارج حروف الاسم ، إذ لم تترك أي أثر سلبي على وجه الصبي وإلا سيسخروا مني كما كان يحدث من زملاء الدراسة حينما أحاول التحدث بالعربية فتثير سخرية من كانوا يتوددون لصديقتي ويعتقدون أنني العقبة في طريقهم، سخريتهم التي دائماً ما تذكرني بمحاولات أمي الفاشلة لجعلي أتحدثها كما تتحدثها وهي تعتقد أنها تجيدها فحرمتني من لغتها المحلية،لغتها التي أصبحت أتسولها من الصبية في الطرقات فكانوا يضحكون علىّ حينما أخلطها بالعربية حتى تعودت على ذلك ،على ضحكهم وضحك "ايتوكا" البري . "أجل تفضل" هكذا دعاني ذلك الطفل بطريقة تدل على إحساسه بأنه شخص كبير 000 ارتجفت خطاي حينما تجاوزت الباب .. واجهتني حديقة صغيرة معتنىً بها جيداً 0. أجلسني ذلك الصبي على كرسي اخذ موقعه في منتصف الحديقة بجانب كراسي أخريات تحيط بمنضدة مستديرة وناصعة البياض 00 انتابني الخوف مرة أخرى ، من أين أبدأ حديثي معه، أعلنت أنني سأعرف نفسي وسأدع ما يجري يجري 00 ـ"أهلاً 00 أهلاً أتفضل" شد على يدي بحرارة دفعت داخلي دفء يثير الشجاعة.. جلس قبالتي ..ارتفعت بطنه المستديرة بنفس طريقة المنضدة فلامستها في منطقةٍ ما من محيطها مما أثار لدي الرغبة في إيجاد نقطة التماس بينهم حسابياً .. سحب كرسيه قليلاً للوراء حينما تضايق من ضغط المنضدة على بطنه في لحظة تنفسه بعمق ـ"أعتقد أننا لم نلتقي من قبل " ـ نعم هذا صحيح رددت على سؤاله بإنجليزية واضحة فارتسمت على وجهه دهشة جعلتني استدرك خطاء ما ..أعدت عليه الإجابة بتكسير لن يفوته حتماً بعد طريقة ردي الأولى تلك فزادت دهشته قليلاً مما دفعني لأن أتعجل قذف معلوماتي عني له مختصراً كل شيء يمكن أن يزيدني ارتباكاً ويمدد دهشته أكثر ـ أنا منصور معاوية ودي البدوي "تليه" تلاشت الدهشة من وجهه تماماً وتحولت لابتسامة ساخرة تخترقني كخنجر يقصد القتل دون تأخير وإعطاء أي فرصة لضحيته للتفكير في الحياة مرة أخرى .. تقدم علينا ذلك الصبي وهو يحمل كوب ليمون طفت داخله ثلاثة مكعبات من الثلج .. تضاعفت البرودة في جسدي بالرغم من إحساسي بأنني أنجزت ما جئت من أجله . ـ تفضل" هكذا دعاني الصبي بعد وضع ذاك الكوب أمامي تماماً .. كر الصبي عائداً فاستوقفه ذاك الكائن دون أن يلتفت له "دع عمتك تحضر مع والدتك" ـ تفضل لم استبن أنها لي لأتناول كوب الليمون أم للصبي ليواصل سيره . ـ "سمعت عن وجودك هنا كطالب من ود الأعرج وتوقعت زيارتك منذ مدة ، وحينما تأخرت اقتنعت بأن أمك قد أوضحت لك كل شيء" لفحني صوته المزدري بسياط أسمع عنها وعن آلامها إلا أنني الآن فقط جربتها ـ "فقط جئت لأرى وأعرف موقف والدي قلتها بحماس وأنفاس أحاول من خلالها وضع حد لهذا العبث ـ"يا أبني لا تنفعل فالدنيا كبيرة ومملوءة بأبناء غير شرعيين ولا يكترثون لذلك فهناك من لا يعرف حتى أمه دعك عن أبيه" أظلمت الدنيا في وجهي من جراء وقاحته التي يمارسها ببرودة مدرب عليها، على ما أعتقد ، لم أستبن من حديثه غير حديث متقطع يدخل لرأسي عن طريق أذني أحياناً وكثيراً من الأحيان كان كذباب يدخل عن طريق حلقي ، حديث عن جنون والدي واستقراره في أحد الأضرحة ـ خارج المدينة .. توالت الأسئلة على رأسي لتشتبك مع الإجابات مما جعلني غير مرتب البتة . دخلت امرأة مسنة إلا أنها من الشبه والقوة بما يضاهي هذا الجالس أمامي فتبعتها امرأة تصغرها سناً ألقتا التحية دون اهتمام وحرارة ، جعلني ذلك أرجح بأنهن كن يتابعن حواري معه من بعيد قبل أن يحضرن للتدخل فيه. ـ"لا أعلم شيء من كلامك هذا لكنني أعلم أنه قد تزوج بطريقة شرعية وبالرغم من معارضة أهلها" ، ـ "يا أبني أننا لا نتحدث عن الشرعية وعدمها لأنها يمكن أن تؤخذ بالقوة .. إلا أن البنوة والعمومة رضاء" أحسست بتلك المرأة تتململ في مكانها كفاقد الصبر على شيء ما ـ"أعلم أنني لم أحضر لأطالب بشيء ما أو حقوق سوى أنني" لم أكمل حديثي حتى رأيت الكوب الذي أمامي يزحف بعيداً عني ويعود لوجهي بقوة اعتقدت معها أنها صادرة منه لو لم أراه واقفاً وممسكاً بها وهي تطلق شتائمها جزافاً 00 ابتللت تماماً تذوقت طعم مالح من بين شفتي : امسكوها تابعتها تلك فقادتها وهي تقاوم لكي تبلغني كل شتائمها لي ولأمي وتحملنا سبب جنون أبي 00 تذكرت قبر أمي وهو يتوسط أشجار القشطة التي تحرسه 00 قادني للخارج بعد أن أحس بكل الأبواب المطلة على الطريق تنفتح لتلقي بنظرات فضولها على باب منزله ، التفت ورائي بانكسار 00 بصقت على الأرض حينما أغلق بابه ورائي دون أن يتبعني حتى بنظره 0
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-21-07, 05:32 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Ali Alhalawi | 02-21-07, 11:44 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-22-07, 07:35 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-22-07, 10:24 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-22-07, 01:22 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-22-07, 04:59 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-23-07, 06:23 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-23-07, 10:39 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-23-07, 03:20 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-23-07, 03:43 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Inaam Saad | 02-23-07, 06:29 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdelfatah Saeed Arman | 02-23-07, 07:55 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-24-07, 06:18 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-24-07, 06:24 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-24-07, 07:08 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-24-07, 09:02 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-24-07, 09:11 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-26-07, 06:42 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-27-07, 10:30 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | shahto | 02-27-07, 02:04 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 02-28-07, 09:58 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 03-02-07, 08:32 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 03-05-07, 03:15 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 03-10-07, 00:50 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | محى الدين ابكر سليمان | 03-10-07, 05:53 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | عبد المنعم ابراهيم الحاج | 03-10-07, 06:09 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 03-10-07, 03:20 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdelfatah Saeed Arman | 03-13-07, 00:37 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 03-13-07, 01:24 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdelfatah Saeed Arman | 03-14-07, 04:18 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 03-14-07, 06:00 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Raja | 03-15-07, 06:17 PM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 03-16-07, 08:16 AM |
Re: ....... أو هكذا لملم شاطئيه ورحل.. قصة قديمة يا يحي فضل الله | Abdulbagi Mohammed | 03-17-07, 05:50 PM |
|
|
|