|
اوقفوه ... جمدوه .. فإن لم تستطيعوا فأرحلوا غير مأسوف عليكم!!
|
هي ليست هزيمة، بل فضيحة .. وأي فضيحة. إنها ستة أهداف ولجت مرمانا وولج معها الألم والحسرة. لا تحاولوا أن تبسطوا المسائل وتجدوا التبريرات فأي تبرير لا يمكن أن يغسل العار الذي لحق بنا كبلد وشعب. مخطئ من ظن أنها مجرد كرة قدم تخضع للخسارة أو الهزيمة، بل هي كرامة بلد بكامله. كرة القدم لم تعد مجرد لعبة شعبية لها جمهورها ومشجعيها وينتهي الأمر، بل استحالت لساحة لإبراز ثقافة البلاد وحضارتها... وأيضاً في بعض الأحيان استعراضاً مبطناً لقوة الدولة! تماماً مثل المناورات الحربية التي تقوم بها الدول داخل أراضيها فيما هي ترسل الرسائل والرموز عن قوتها وعدتها وعتادها. كرة القدم أصبحت الوجه الآخر للكرامة.. وحينما يُهزم فريق يمثل أكثر من ثلاثين مليوناً في دياره وبستة أهداف كاملة غير منقوصة فتلك ليست هزيمة عابرة، بل هي فضيحة وهو أبسط ما وجدته للتعبير عن هذه المأساة الملهاة. نحمد الله أن المبارة لم تشهد حضوراً حتى من سكان حي العرضة على بعد امتار قلائل من مكان المباراة، لأن الناس كانوا على موعد مع المتعة الحقيقية وكرة القدم كما يجب أن تكون... كانوا هناك يشاهدون مباراة البرازيل أمام ساحل العاج، فلم يبالوا حتى لمعرفة نتيجة هذه المباراة الفضيحة وإلا سيكون الامر مختلفاً. كأن هؤلاء على علم بما تخفيه الأقدار.. وكأنهم فقدوا الثقة بهذا المنتخب الذي عجز عن إقناعنا بأن ما يقوم به هو كرة قدم وليس رياضة أخرى من عالم مختلف. قمة المأساة أن تعجز مؤسسة كاملة خُصص لها السلطة والمال في إيجاد حل لهذا المنتخب الذي أدمن الفشل، واستمرأ الهزائم فلم يعد يهم هؤلاء نتائجه ومآلاته. يا هؤلاء أرحمونا بالله عليكم ... أرحموا كرامتنا التي تمرغت في التراب بسبب أفعالكم العاجزة وسياساتكم الفاشلة.. إذا لم تستطيعوا إيجاد فريق قادر على الدفاع عن سمعتنا وكرامتنا فجمدوه ... أوقوفوا مشاركاتنا فليس في الأمر عيب، بل العيب أن نهان على أرضنا مثلما حدث ليلة البارحة. فعلتها قبلكم دول، فحينما استشعرت أن ممثلها وحامي كرامتها لن يكون في مقدوره الحفاظ على هذه الكرامة جمدوا نشاطه، وأدخلوه في معسكرات مقفولة وسهروا على إعداده مواصلين الليل بالنهار من أجل إظهاره بالشكل المطلوب الذي يرقى أن يمثل دولة وشعباً. فعلت ذلك نيجيريا حينما جمدت كافة مشاركاتها الدولية لمدة خمس سنوات كانت خلال تلك المدة ترسم وتخطط حتى أطمأنت لفريقها فقذفت به للمنافسات الدولية، فكان أحسن ما يكون الفريق. المسألة ليست حقلاً للتجارب، فسمعتنا لا تحتمل الصح والخطأ ... كرامتنا لا تقبل أنصاف الحلول ... إذا لم تستطيعوا بناء منتخب يمثلنا نحن أبناء هذا الشعب الذي يترصد لحظات الفرح، ويترقب أوقات الإنتصار.. فإن لم تفعلوا فأوقفوا هذه المهازل. لن نقبل ممارسة التجريب لإهانتنا ومسح كرامتنا فما عدنا نملك سواها.. أوقفوا هذا المنتخب المهزلة أو أرحلوا غير مأسوف عليكم.
|
|
|
|
|
|
|
|
|