|
هؤلاء وحدهم ينبغي ألا يعترضوا على انفصال الجنوب!!
|
ضحكت حد السخرية قبل فترة اثناء حديث حزين مع صديق سوداني مستوطن في دولة اوروبيةوهو مقيم فيها لفترة طويلة بل متمتع فيها بكامل الحقوق والواجبات (ضارب الطراوة) وكان الحديث حول مالات ومصير الوطن بعد الاشهر القادمة بنهاية هذه السنةاي بحلول شهر الاستفتاء حول تقرير المصير وهو يرفض تماما مجرد ذكر كلمة(انفصال) بل حسب رايه ينبغى ان نقاتل جميعنا كسودانيين ولو نحمل السلاح كي لا يقع الانفصال باعتباره جريمة وطنية كبرى بل صار يتمنى ان يقوم (اهل الخجة) ب(خج) نتيجة الاستفتاء حتى لا يقع الوطن ضحية لهذا الحدث الكبير والمخيف! تعجب صديقي من ضحكي وطلب منى تفسير سخريتي من ارائه.... وهدأت من روعه واشترطت عليه ان يجيبني اجابة صريحة وبناء عليها سافسر له سر سخريتي من ارائه... فسمح لي بالقاء السؤال والذي كان حول كيف سمح لنفسه شخصيا بحمل جنسية بلاد اجنبية وهو مقيم فيها مع اسرته بكامل الحقوق والواجبات له ما لمواطنها وعليه ماعليه... فقلت له: اليس هذا الوضع الذي اخترته طواعية بنفسك تقريرا لمصيرك كي تكون مواطنا في هذه الدولة؟؟.... اجاب بتلعثم بايجاب... وأليس هذا الوضع الذي انت فيه اليوم هو وضع نتاج مظلمة تعرضت اليها في وطنك الام ولذلك اضطررت لذلك الخيار ان تكون مواطنا في دولة اجنبية ؟؟ اجاب باستحياء بالايجاب.... فقلت له ايهما الاكرم ان تطالب بحقك ونصيبك في دولتك مستقلا بمطلق تصرفك فيه كى تمارس فيه حياتك حرا كريما من غير ضغوط واكراه ام ان تكون واحدا من رعايا دولة اجنبية ستدافع عنها بالقانون لانك اخترت طواعية ان تكون احد مواطنيهااي قررت مصيرك ان تكون مواطنا تابعا لها وفيها سيستقر ابناؤك واحفادك وفيها ستموت وفيها وفيها وفيها....؟؟؟ حينهاابتسم صديقي بحرقة قابلا بعسر هذا المنطق ولكنه ايضا كان حزينا على نفسه وعلى وطنه الذي يضيع امام اعيننا بسبب استهتار الجميع بما فيهم نحن المهاجرون والمغتربون والمستوطنون ولكن سيظل هؤلاء السفلة من كلاب الحكم لهم نصيب الاسد في مضيعة الوطن لانهم وحدهم باجرامهم وفسادهم وتعنتهم هم من اوصل اهلنا في الجنوب الى هذا الخيار المر والعادل لهم وللاسف مشفوعا بصمت بقية الحركة السياسية العاجزة حتى اليوم عن التعبير عن تطلعات جماهيرها باستنكارها لنتيجة تزوير ارادة الشعب السوداني في مهزلة ما يسمى باالانتخابات الفضيحة بل عجزت مجتمعة في التخلص من هؤلاء المزورين كعقبة كؤود هي المؤزمة لاحوال الوطن والمسئولة عن تدهورها الى هذا الحضيض وهو امر زعزع عامل الثقة فيناجميعا نحن اهل الشمال من قبل اهلنا في الجنوب ولذلك مضطرون لمغادرتنا وهم اسفون جدا على عدم انفعالنا مع القضية ومظالمهم ومطالبهم بحس وطني ووجدان سليم حيث لهم مصيرهم ونحن لنا مصير!
|
|
|
|
|
|