|
Re: REST IN PEACE BROTHER MANOTE (Re: خيرى بخيت خيرى)
|
هذا خبر فاجع لكل من التقى منوت بول وكل من اسعده الظرف بمخالطته ومعرفته عن كثب. لقد عاش بيننا فى مدينة أوكلاند كلاعب فى فريق قولدن ستيت ووريرز فى النصف الثانى من ثمانينات القرن الماضى. وقد كان بحق سودانياً أصيلاً. تجسد فيه كل ما يتمنى الانسان من أخيه الانسان. كان شهماً وكريماً وطيب القلب. وكان منزله العامر فى آلميدا ملتقانا وكان حريصاً على دعوة الجميع بدون فرز. يتولى الدعوة بنفسه ويلحف فى طلب المشاركة حتى يثنيك عن أهم الارتباطات. كان أنيساً ولطيفاً مع الجميع. أحب أطفالنا وداعبهم وترفق بزوجاتنا ومازحهن وقد حباه الله بقلب طيب يشعر كل منا وكأنه أحب أصدقائه الىه. وفى مناسبات عديدة عرض علينا أن يحجز لنا قاعة فى هيلتون المدينة للاحتفاء بمناسباتنا الكبرى. وهو انسان كريم بدون امتنان امتدت أياديه الى غير السودانيين من الافارقة الذين تحلقوا حوله. لقد صار لنا اسماً وعلماً ما أن تذكر اسم السودان لعامة الناس حتى يبادرونك بأنهم يعرفون مانوت بول. وقد ارتبط بصداقة مميزة مع زميله فى فريق قولدن ستيت كريس مولين. امتدت صداقتهم حتى بعد مغادرة مانوت لهذه المنطقة. وقد التقينا فى داره مع مدرب الفريق دان نيلسون واللاعبين تيم هاردوى وميتش ريشموند وغيرهم. حدثنى أحد اخواننا سائقى ‘التاكسى‘ بأنه أوصل زوجة كريس مولين من مطار اوكلاند الى بيتها. وكما جرت العادة تجاذب معها أطراف الحديث وما أن ذكر اسم السودان حتى تضاعف اهتمامها وأفاضت فى تعديد أواصر الصلة بين زوجها والراحل مانوت. وعند وصولها الى غايتها نادت على كريس للتعرف على أحد أبناء بلد مانوت. فأى مجد بالله وأى تشريف للسودان عندما يذكر أحد أبنائه المرموقين بالثناء والتقدير. وقد أحبه الرياضيون فى هذه المنطقة. ينتظر المشجعون دخوله الى الملعب على أحر من الجمر، فما أن ينادى عليه حتى تدوى جنبات الملعب بالتصفيق الحار. لم يكن منوت لاعباً من ذوى المهارات الفائقه ولكنه يتجلى فى لحظات بعينها ويتفاءل به المشجعون. وأحسب بأن دخل المباريات قد ازداد فى فترة انتظامه فى فريق أوكلاند. فى احد المرات التقينا فى وداع صديق لنا فى مطار سان فرانسيسكو. وكعادته دعانا الى الغداء وقبل ذلك سارع بدفع القيمة المضافة على العفش الاضافى. وفى طريقنا خارج المطار لم ينفض الكبار والصغار من حوله طلباً لتوقيعه على قميص ووريقة وطاقية. وفى سماحته المعهودة وخاطره الجميل لم يصد أحداً ولم يضجر، وأحسب أنه من النجوم القلائل من ذوى العناية والرفق بمحبيهم. لقد كان منوت بول انساناً دمثاً رقيق الحواشى أثيراً الى كل من تعرف عليه وتردد على داره، وكل من خف اليه طلباً لمساعدة فى ظرف حرج. سوف يفتقده اناس كثيرون وسيحزن لموته الرياضيون. وكل من وقف على محبته لوطنه الكبير السودان فى كل كبواته. كما كان بأهل قريته فى نواحى قوقريال براً حفيا. نستمطر السماء لصديقنا منوت بول. ونعزى كل من تعرف عليه. فقد غيبه الموت ونحن فى أشد الحاجه الى أمثاله الراغبين فى أن يظل السودان متآخياً عزيز الجانب. عم صباحاً ومساءاً فى مثواك الأخير أيه الأخ العزيز. وشكراً لك على كل اللحظات الطيبة التى سعدنا فيها بقربك وسماحتك وروحك الطيبة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|