|
13 - يونيو 2007 : حينما ووجهت المسيرة السلمية بالدوشكا في (سبو) واستشهد الأبطال غدراً
|
13 - يونيو 2007 : وصلت إلى المحس في إجازة قصيرة للسلام على الأهل والأحباب والأصدقاء .... بدا اليوم هادئاً عادياً ... مثل باقي أيامنا النوبية الجميلة التي يسودها الحب والإخاء. منطقة تعانق ظلال صخورها نخيلها ويحتضن نخيلها انسياب النيل القادم من أعماق أصولنا الأفريقية نابضاً بالحياة ....
إخوتي وأخواتي .... إني أفخر بانتمائي إلى تلك البقاع الساحرة التي لا يعرف أهلها وجوداً لقسم شرطة واحد على امتداد قرى بأكملها ....
وصلت في منتصف النهار متعباً من السفر .... وإن كان تعب السفر لا يقارن بماضي الأيام ....... كان السفر مرهقاً جداً فيما مضى ... لكن كان للسفر نكهة خاصة ....
وقبل أن أفرغ من سلامي على الأهل والأحباب .... لاحظت غياب مجموعة مقدرة من الشباب والفتيات .... وسألت : أين ذهب هؤلاء؟
جاءتني الإجابة سريعة: ذهبوا يبحثون عن مجد النوبة الضائع ..... شباب يرون ماضي النوبة العظيم واقعاً أمامهم مستفزاً لهم .... وملوكهم ينادونهم من أعماق التاريخ بكل حسرة:
إن الزمان قد جار بنا ... فأفيقوا يا أبناء الملوك ... وأحيوها من جديد
أين الشباب ؟
ذهبو إلى سبو .... إلى كجبار ..... ليوصلوا صوتهم إلى المسئولين .... إن الشباب يرفضون أن تغرق قراهم وتاريخهم ومستقبلهم ..... يرفضون مصير حلفا
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: 13 - يونيو 2007 : حينما ووجهت المسيرة السلمية بالدوشكا في (سبو) واستشهد الأبطال غدراً (Re: Hani Arabi Mohamed)
|
من الصعب أن تجد مجموعة بشرية متطابقة الرأي .... واختلاف البشر من طبيعة الأشياء في هذه الدنيا .....
نعم .... كان هناك اختلاف في الرؤى حيال السد .... بين الساكنين حول النيل مباشرة من جهة .... وبين الساكنين في أطراف الأودية الموسمية التي يزورها النيل في الفيضان وتعاني من الجفاف أكثر من غيرها .....
أثر شظف الحياة على البعض ... وأثر الجفاف الذي تسبب فيه انحسار النيل بسبب تكسير الشلال الثاني والثالث والرابع وبعض الأحجار التي كانت في وسط المياه تحفظ منسوب النيل بأمر ربها - حدث هذا التكسير بفعل فاعل بعد إنشاء السد العالي بدعوى فتح المسار النهري بين مصر وكريمة ، وأدى هذا التكسير إلى انحسار المياه عن الأودية والخيران الموسمية وإلى تغير مجرى النيل مما أحدث خراباً كبيراً يذكره كل من كان معاصراً لتلك الفترة والفترات التي سبقتها .....
إضافة إلى ذلك فإّن عقوداً من الإهمال المتعمد وغير المتعمد للولاية الشمالية .... تحولت خلالها المشاريع الحيوية الصحية والتعليمية والزراعية إلى أطلال لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تقدم خدمة تليق بمواطنين ينتمون إلى الجنس الآدمي .... وهجرة متتابعة أبعدت الكثيرين من أبناء النوبة عن موطنهم الأصلي إلى أقاصي السودان وأقاصي العالم .... .
كل ذلك أدى إلى نشوء تيار لا نستطيع إنكار وجوده مهما كان حجمه ... يؤيد أي حل يظن أنه يحمل الأمل له بحياة أفضل حتى لو كان هذا الحل يحمل في داخله السم المغلف بالعسل ....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: 13 - يونيو 2007 : حينما ووجهت المسيرة السلمية بالدوشكا في (سبو) واستشهد الأبطال غدراً (Re: Hani Arabi Mohamed)
|
خرج الشباب إلى السد مطالبين بإيقاف العمل ..... وبقيت فئة أخرى من مؤيدي السد في قراها ... بل وحاولوا الاعتداء على أبناء منطقتهم ... وشهدت المنطقة النوبية واحدة من أندر الخلافات بين أبناء المنطقة .... لعن الله السدود التي بذرت ذلك الشقاق بين أبناء النوبة ....
لكن الساعات القليلة القادمة في ذلك اليوم 13 / 6 / 2007 جاءت بما وحد كل أبناء المنطقة ليهتفوا بصوت واحد :
لا للسد ....
نعم ....... إنه الرصاص ...... رصاص انطلق من بنادق آثمة .... لينغرس في رؤوس وصدور رجال مخلصين من أبناء النوبة :
شيخ الدين حاج احمد الصادق سالم محمد المعز محمد عبدالرحيم محمد فقير محمد دياب
خرجوا عزلاً من أي سلاح إلا سلاح إيمانهم بربهم ثم بعدالة قضيتهم ..... لتفاجئهم آلة الغدر الإجرامية بالرصاص الذي ما زال أثره موجوداً على أحجار سبو حتى اليوم ....
أراد أصحاب الأمر من خلال تلك الرصاصات قتل القضية ..... ولكنهم لم يدروا بأنهم - بفعلتهم هذه - قد قتلوا أي تأييد لإنشاء السدود بين أبناء المنطقة -
شهدت أناساً كانوا قبل لحظات من أشد مؤيدي قيام السد لعدة أسباب وهم يهتفون بعد أن جاءتهم أخبار الرصاص: لا للسد
فقد عرفوا لحظتها أن هذه السدود لم تأتي للتنمية أو للإصلاح أو ....
أنما أتت هذه السدود إلينا لتقتلنا وتشردنا .....
وكانت هذه الرصاصات هي الحلقة الأولى في مسلسل القتل والتشريد الذي أرادوه لمنطقتنا التي لا تستحق كل ما يفعل بها
| |
|
|
|
|
|
|
|