|
أبي موسى عبد الله بحر الدين : إن قتلوا فلذة كبدك فأقبل بنا أبناءاً لك ..
|
أبي موسى :
ليس هناك افظع من ان يموت الابناء والبنات فبل الاباء والامهات .. فقد كانت سنة الحياة فينا ان يزرع الاباء بذرة الحياة في ابنائهم ثم يرحلوا ليزرعها ابنائهم في الجيل الذي يليهم؛ وهكذا تستمر الحياة وهكذا هي سنتها؛ فواحسرة الاباء والامهات حين يشهدون ويشهدن رحيل ابنائهم قبلهم.
أبي موسى: الموت في كل احواله صعب على الانسان ويزلزل كيانه زلزلة قاسية؛ فما بالنا اذا كان ذلك الموت هو موت الابناء؛ وما بالنا اذا كان ذلك الموت غدرا وغيلة؛ ومن طرف السلطات التي لو كانت شرعية ولو كاننت عادلة لكان واجبها حماية الناس لا قتلهم؛ ورعايتهم لا الغدر بهم.
أبي موسى: لي بنت عمرها 7 سنوات ويعض اشهر ؛ هي كل حصيلتي من الابناء. لا اتصور اطلاقا ان تموت في حياتي ؛ ولا يعلم الا الاباء والامهات كم ساهرت الليالي ارقا اذا اصابتها وعكة او مرض؛ او اذا هددها خطر .. فما بالي بمن رعى ابنه لمدة ربع قرن بالتربية والرعاية حتى اوصله مدارج الجامعات؛ فاخذته منه يد الغدر بعد ان اقتربت شجرته من الاثمار .
ابي موسى: اغتيال ابنك وصمة عار في جبين السودان؛ لن تنجلي حتى يقف كل القتلة امام القانون؛ ثم يدانوا ويحاسبوا ولو كانوا عشرات؛ فمن قبل اعدم القتلة 10 من اهل دارفور الابرياءفي محكمة هزيلة نعرف تماما تزويرها؛ وظنوا في جهالتهم ان دم هؤلاء الضحايا قد راح شمار في مرقة؛ وهيهات؛ فساعة العدل قادمة؛ ودم ابنك ايضا لن يضيع هدرا.
أبي موسى: لقد حز في نفسي وانا الغريب - حتى الامس القريب - عن اسرتكم؛ الطابع الوحشي للجريمة ضد ابنكم العزيز؛ وكيف القى القتلة بجثته للعراء بعد ان اختطفوه وغدروا به واغتالوه ..واذا كانت روحي قد تمزقت من جراء ذلك؛ فما بالي بام الشهيد وبك انت ابيه وبكل اهله؛ وقد كان غرة عينكم ومحط املكم .. اغفر لنا يا ابي اننا لم نكن بالقوة الكافية ولم نعمل بالجهد الكافي لغل يد هؤلاء القتلة عن ارتكاب هذه الجرائم الشنيعة؛ وعهدا لدم الشهيد ولدموع الاسرة اننا لن نالؤا جهدا حتى نوقف هؤلاء القتلة عن الغدر بالناس كهذا؛ وحتى يكون موت الشهيد خاتمة هذا العهد المظلم .
أبي موسى : لا شي يعدل الابن؛ ومهما كانت مشاعرنا فنحن لن نعرف حرقة من يفقد فلذة كبده ؛ ولن يعوضك عن ابنك شيئا؛ ولو بذلوا لك الشمس والقمر؛ والقصاص نفسه لن يعيد الحياة اليه .. رغم ذلك تقبلنا ابناء لك؛ ذلك انهم حين قتلوا فلذة كبدك فقد خلقوا لك الاف الابناء والبنات .
تقبل يا ابي عزائي؛ لك وللاسرة المكلومة ؛ ولفقيدنا شآبيب الرحمة في العليين.
ابنك عادل محمد عبد العاطي 15-1-2010
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: أبي موسى عبد الله بحر الدين : إن قتلوا فلذة كبدك فأقبل بنا أبناءاً لك .. (Re: Abdel Aati)
|
Quote: لا شي يعدل الابن؛ ومهما كانت مشاعرنا فنحن لن نعرف حرقة من يفقد فلذة كبده ؛ ولن يعوضك عن ابنك شيئا؛ ولو بذلوا لك الشمس والقمر؛ والقصاص نفسه لن يعيد الحياة اليه .. رغم ذلك تقبلنا ابناء لك؛ ذلك انهم حين قتلوا فلذة كبدك فقد خلقوا لك الاف الابناء والبنات |
يعلم الله يا عادل ان اباك موسي قد عرفنا كيف تكون حرقة فقد الولد..
فأنا اتحدي الصخر ان لم تزرف دموعه لمجرد رؤية ابيك موسي وهو يتحدث عن ابنه ويداري دمعته ويكبتها في حشاه..كاللهيب...
فمن العسير علي ان تدمع عيني... ولكن أباك موسي قد عودني علي ذرف الدموع بلا انقطاع... وأنا بالمكتب...وانا بالبيت...وانا سائق...فكلما تذكرت كلماته وصورته وهو يغالب دمعه ويداريه بيده
تدمع عيوني بلا انقطاع...
هذه الصورة لرجل من أوليائه الصالحين... باسل وشامخ وصابر...وحنين...وطاهر ...ونقي بالفطرة
وصورته لن تنمحي من ذاكرتي...أبدا الي ان يقتص له من قاتل أو قاتلي ابنه...
تغمده الله بواسع رحمته...وصبر ذلك الرجل الباسل وعوضه الله عن ابنه بأبرك وأخير منه...انه وحده القادر علي ذلك
| |
|
|
|
|
|
|
|