المؤتمر الوطني يتجرّس و يطلب من الحركة سحب ترشيح عرمان

Quote: فالمؤتمر الوطني الحاكم مشغول بالاعداد للانتخابات ولا صوت يعلو فوق ذلك لأنها مسألة حياة أو موت وقادته لايريدون الموت، بل يريدون الاستمرار في الحكم حتى ولو بأية وسيلة، والانتخابات رغم ما قيل فيها هي وسيلتهم التي تمنحهم الشرعية القادمة. من المؤكد ان جميع السودانيين فشلوا في مخاطبة ازمات السودان وافشلوا جهود الوسطاء وحيدوا مواقف المجتمع الدولي الذي اصبح عاجزا عن الحل، فالجنوب اصبح يشكل بؤرة كرة اللهب المتوقعة والتي إذا ما انفجرت ستصل شرارتها ليس للاطراف والمناطق الملتهبة مثل جنوب كردفان وجنوب النيل الازرق وابيي ودارفور فقط وانما إلى باقي اجزاء السودان شمالا وجنوبا وشرقا ووسطا والذي يتابع الشبكة العنكبوتية يجد العجب العجاب في الشأن السوداني، بياتات لحركات وهمية واخرى لها قادة وزعماء سياسيون وقادة عسكريون ينشرون مبادئها ودساتيرها ومطالب اهلها.. فهناك كوش وهناك ايضا نمور الرهد وجبهات كردفان المتعددة وهناك ايضا مليشيات القبائل بالجنوب وجنوب كردفان دارفور وهناك المعارضة التشادية المسلحة والتي افرزت تداعيات سالبة بشمال دارفور وهناك جيش الرب بالجنوب وجنوب دارفور الامر الذي قاد إلى تدفق السلاح لكل مناطق السودان، وهناك ايضا مليشيات القبائل بالجنوب وفصائل مسلحة لا تتبع لاي جهة وتنفذ ما يطلب منها لمن يدفع اكثر، فما قالته السفيرة الامريكية بالامم المتحدة سوزان رايس بخصوص السلاح في الجنوب هو جزء فقط من الحقيقة لكن الحقيقة الكاملة هو انتشار السلاح والمليشيات المسلحة في كل مناطق السودان. فالموقف الامريكي من الجنوب الذي عبرت عنه رايس يجب ان يشمل كل السودان بحيث تعبر عن القلق من تداعيات تدهور الاوضاع الناجمة عن غياب سلطة الدولة ليس بالجنوب فقط وانما بمختلف المناطق خارج دائرة الخرطوم العاصمة، ففي دارفور مثلا لا سلطة للحكومة الا في المدن الرئيسية وحتى هذه ليس هناك حماية للمواطن ليلا وما يحدث بنيالا من قتل وتصفيات للشخصيات واختطاف السيارات بشكل يكاد يكون يوميا خير دليل على ذلك.. فجميع أصدقاء السودان امثال كارتر ودانفورث وسومبيو تحدثوا وحذروا من خطورة الاوضاع المستقبلية ولكن يبدو ان لا احدا يستمع لنصيحتهم مثلما لا احد استمع من قبل للتحذير الذي اطلقه رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ الذي وصف الحال بالسودان بانه اشبه ببرميل من البارود القابل للانفجار في اية لحظة. ولكن من يقنع السودانيين حكومة ومعارضة وشركاء وحركات مسلحة بهذا الواقع القادم، لا احد يريد ان يقتنع، فالمؤتمر يقود معركة الانتخابات ولا صوت يعلو عليها والمعارضة تقود معركة اثبات وجود والحركة الشعبية تقود معركة انشاء دولة الجنوب والحركات الدارفورية تائهة مابين دول الجوار وهذا الواقع والشعب السوداني يتفرج على مسرح اللامعقول وهدته ضائقة الحياة فهو لم يهنأ بسلام الجنوب وسلام دارفور ولا البترول المستخرج منذ اكثر من عشر سنوات.