|
وهنا -تنعى وتبكى بشاير عثمان فى رحيل رفيقة دربها امال كنة
|
ارسلت لى الاخت بشاير عثمان ترجو نشر نعيها لاختها ورفيقة دربها المرحومة باذن الله امال كنة
وكتبت
سلام أم فاطمة وايثار في الخالدين شهدت وزارة المالية والاقتصاد في مطلع ثمانينات القرن الماضي تعارفنا مع عزيزتنا "آمال" كنة, التي هي بالفعل اسم على مسمى, كان زوجي بشير اسماعيل يمازحها مناديا "آمال كنتم" وكانت معادتها دائما تبتسم وتطلق ضحكتها الصافية. عندما تتعرف على آمال لا يصعب عليك تمييزها فهي فعلا مميزة بتقدميتها الحقيقية ... كانت أمال تنتقل كالفراشة بين مكاتبنا تتقدمها نظراتها التي تضئ حماسا, وخطواتها التي تضج نشاطا وحيوية. هي انسان يصعب جدا أن يتكرر, فهي نسيج وحدها في صفائها, وحقيقيتها, وصدقها, واصرارها, ومضاء عزيمتها. آمال منذ أن عرفتها كانت في حالة سباق مع الزمن, كأنها كانت تعي مقدما أن أجندتها المشحونة بالهم العام تحتاج زمنا أطول من عمرها القصير. في تقديرها العاقل, العمل العام, سياسيا أم نقابيا كان, فهو جزء مكمل للعمل في دواوين الحكومة حيث أن الهدف هو سد الطريق أمام سارقي المال العام والتصدي لوأدة الديموقراطية والسلام. لم تهدف آمال بعملها الصبور الدؤوب يوما لتحقيق مكاسبها الشخصية, بل كانت تعمل من أجل انسان السودان, وكانت كلمتها الأثيرة التي تتردد دوما على شفاهها هي "الناس الكويسين" التي كانت تحبهم وتعمل معهم واليهم. كانت أمال أصيلة المعدن لايغيرها تغير الظروف, فقد انتقلت من منزل أسرتها بالحاج يوسف لتسكن "بنمرة اتنين" ومع ذلك لم نرها "متعنكشة" المظهر ولا "متحنكشة" اللغة ... كانت حتى آخر محادثة لها معي في ديسمبر 2009 تتذكر بنشوة معاركنا التي خضناها ومجموعة كبيرة من الزملاء والزميلات بوزارة المالية ضد الانتهازية. كانت ذاكرتها الثاقبة تستدعي بسهولة فائقة كل الأسماء والشخصيات التي تنتمي الى تلك الأحداث العامة بكل دقة. وظفت آمال ذكاءها الوقاد وشجاعتها النادرة للنضال الحقيقي بدون ادعاء في كل الجبهات بدءا ب"تكنوقراط" الحكومات الدكتاتورية وانتهاءا بكلاب أمنها وسجانيها, العمل النسوي لدى آمال كنة كان ينطلق من نظريتها في أنه أصعب المواقع تحديا, لذا فقد جابهته بالتخطيط العلمي المدروس والمنهج العلمي المنجاز لقضايا النساء العاملات دون تمييز لعرق أو جهة أو مكان أو دين بعينه. آمال – كانسان – كانت معطاءة, كريمة, نظيفة اليد, وعفيفة اللسان ... ولا غرو فهي قد تأثرت بتربية خالتها وصديقتها الصنديدة "د. آسيا شريف" التي ألهمتها حب التعليم والاهتمام بالمعرفة منذ نعومة أظفارها كما كانت تردد. ان أنسى لن أنسى يوم صدرت قائمة الشرف المسماة بقائمة الفصل للصالح العام ... كانت آمال تتصدرنا في تلك القائمة, وكان رد فعلها التصدي للظلم بالصمود وتحديه بالابتسامة ... ومبلغ القول عندي هو أن آمال فقد عظيم لكل شرفاء السودان ... وخصوصا نسائه ... فقد حوت منارات عدة ستظل تشع وتضئ وتتصدر الطريق الى الأمام. اعزيكم جميعا أحبتي حيث لا عزاء ... أعزي أسرتها المكلومة ... بناتها فاطمة وايثار. وزوجها الأخ بشير عيد القيوم ... كما أعزي والدتها و اخواتها واخوانها, واخالتها الأخت العزيزة آسيا شريف ... أعزي صديقاتنا وأصدقاءنا المشتركين, أمل عبد الله الطاهر, منى مامون, فاتن فضل, فاطمة القدال, عثمان أحمد عثمان, حسين الخزين, عز الدين عبد السلام, وبشير اسماعيل ضمن قائمة تطول امتلاءا بأحباب آمال وأصدقائها. ليرحمها الله رحمة واسعة تنزل عليها رضى وغفرانا وسلاما ونورا يضئ لها قبرها .. ويؤنس وحشتها و يوسع مدخلها عنده في مقعد صدق ... ولا حول ولا قوة الا بالله .. وانا لله وانا اليه راجعون.
|
|
|
|
|
|