مرثية رمز السودان الجديد (د.قرنق) تنشر لاول مره/شعر أحمد أبكر

Quote: في تأبين الزعيم الراحل : دكتور جون قرنق ) ألقيتُ هذه المرثية في سرادق عزاء الزعيم قرنق بعد 48 ساعة من إستشهاده ما الـيومُ أوّلَ توديـعٍ ولا الثانـي*لكنَّـما الخطبُ ذا اليـوم أبكانـي أغالبُ نفسـي على هداوةِ البالِ* لكنَّـها إنتفضت واهتزَّ وجدانـي إنَّ الزعيـم الـذي جئـنا نودِّعـه* كم بثَّ من أمـلٍ في كلّ حَـيران إنّي من الغـربِ قد كنتُ أسأله *أيَّان مقدمِكـم فالبيـنُ أضنانـي ولي بالشـرقِ أترابُ قـد هتفوا: *هلــمّ يا قرنق يا مانديـلا سوداني وصاح ثالثنا من الخـرطوم ويحكمو* أعندنا ذا الكنـزُ بملـيون إنسـانِ! إنَّا انتظرناه وقد طال مصطـبرٌ* خمسـينَ عـاماً ، أزمـاناً بأزمـانِ حتى أطـلَّ لدى النيلين منتشراً *كالفـجرِ تعرفه من غـير برهـان كأنَّ هامتـه مـن فـرطِ همتهِ* نخـلُ الشمـال عُلـوّاً وتمـره دانِ يمشي كما ألأسدِ في ريثٍ ولا عجَلٍ* فالعقـلُ والخطـوُ كانا كصِـنوانِ فصِحنا في شغفٍ جاء الخلاص إذاً*يا شعـبنا الصابر يا بشـرى أوطاني يا الصابرين طويلاً قد جاء ثائركم* يا الكادحين جادكمو غيث الرُشاش هتّانِ أدمنتُ رؤيتـه في كلّ سانـحةٍ * أرنو إليـه مليـّاً والهـمُّ سودانـي لكنني ما ارتويت من نشوى ُتخامرني * حتى أفقت جزوعـاً في مُقشَعرِّ أبداني صوت يهاتفني :هل جاءك الخبرُ ؟ *إنَّ الزعـيمَ شهيدٌ في العـالم الثاني ماذا تقولون ؟ يا ناعيه مهـلكمو *أوّاهُ من خبـرٍ أزاغ أجـفانـي مات الزعيم؟ نعم قد مات يا أملي *فهـل نمـوت أم في أفقنـا ثانـي؟ يا لشـقوتنا قد صاغت مصائرنا * أحوال أمَّـتنا من قـاعٍ إلى ثانـي لكنَّمـا العزمُ والإصـرارُ يدفعنا * أن نمضـي لغايتـنا بكـل إيمـانِ يا الثائرين جميعاً هبُّوا أناصحكم * الظلمُ مقهـره عند القويِّ لا الوانـي إن الحقوق حياةٌ ، من ليس ينشـدها *لِـمَ الحياةُ إذن أحبابي وخِـلَّاني ! والحريات حقوقٌ لو نام صاحبها *لا شك يُسـلبهُا ، لا شيء مجّانـي فارقد هنيئاً قائد الأحـرار فالعهدُ * بعدك أن يبقـى إخوانك إخوانـي خالاتك خالاتي سأحمهـنَّ بالزندِ * سعدهنَّ من سعدي وتُبكيهنَّ أحزاني سيجمعنا الودُّ ويحكمـنا العدلُ * نكافئُ ذا فضـلٍ ونُمسـك بالجاني ويشمَلُنا حُضنٌ أسمـيناه سوداني * و الظلمُ ينتحر في سـوداننا الثانـي أحمد أبكر – 3 أغسطس 2005م

Quote: أححح ليتنى الكاتب كم بكيت بدمع حارق يوم موته تحية حارة العزيزة تراجى