|
Re: حقيقة محتاجين اولا نحدد مفهوم العذرية .. (Re: محمد الامين محمد)
|
الأخ: محمد الأمين محمد تحيّة طيّبة
في اعتقادي أن مسألة العذرية في المجتمعات الشرقية مرتبطة بمفهوم العفة بشكل عام. فالفتاة التي لم تحافظ على غشاء بكارتها في نظر الرجال هي فتاة مارست الجنس وهو الشيء الذي يتنافى مع كونها عفيفة. إلى هذا الحد تظل العلاقة بين غشاء البكارة (وجوده من عدمه) وبين العفة والشرف مسألة مفهومة ومبررة من وجهة النظر الذكورية. ولكن الأمر الأهم –في اعتقادي- وهو ما لا يُلقي له كثير من الرجال بالاً أن هذا الغشاء قد يُهتك لأسباب أخرى غير الممارسة الجنسية، كما أن تعدد أنواع غشاء البكارة قد يجعل من الصعوبة بمكان إطلاق الربط بينه وبين قضية العفة والشرف. وعلى صعيدٍ آخر فإنني أعتقد أن ما دفع الفتاة (مهتوكة غشاء البكارة) إلى الارتباط برجل ما برابط الزواج أهم بكثير من أيّ شيء آخر. فما الذي يدفع فتاة بالارتباط برجل واحد وتتخذه كزوج لها في حين كان بإمكانها أن تمارس الجنس مع من تريد وقتما تريد طالما أنها (ليست عفيفة) في الأصل؟ هذا الدافع هو ما يجب احترامه* بصرف النظر عن تعقيد موضوع غشاء البكارة وعلاقته بالعفة والشرف وخلافه، لأن الحديث عن هذا الموضوع يجعلنا نتكلم –كذلك- عن عفة الرجل وشرفه، لأنه إذا كان يشترط في زوجته العفة فلا أقل من أن يكون هو الآخر عفيفاً بالمقابل، فهل الرجال كذلك؟ أما عن الجهاز الاصطناعي لمعالجة تهتك غشاء البكارة ففي اعتقادي أنه كأي منتج آخر يُحكم عليه حسب استخداماته، فهو قد يحل العديد من المشكلات ويكون بذلك مفيداً إفادة جمّة، إذ هنالك شريحة كبيرة من الفتيات المغتصَبات يُمكن أن يُقدم لهن الجهاز حلولاً جذرية، وتعيد إليهن فرص الاستمتاع بالحياة الزوجية والأسرية كبقية الفتيات الأخريات؛ لاسيما في مجتمع ذكوري قد لا يُقدّر كثيراً أمر الاغتصاب ويتفهمه، أما استخدامه للتحايل على الزوج فقد يُعد عملاً لاأخلاقياً. شرف الإنسان في سلوكه الشخصي، وليس في أحكام الآخرين عليه بذلك، وعذرية المرأة المتمثل في وجود غشاء البكارة –في رأيي- لا يعني دائماً العفة والشرف.
_____________ * الكلام هنا لا يشمل البغايا والمومسات، إلا إذا تطهّرن.
|
|
|
|
|
|
|
|
|