|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
ها قد فتحنا الليلة للعائد أبواب المدينة
في مساء يوم الخميس 10 سبتمبر 2009م الموافق 20 رمضان 1430هـ بقاعة المحاضرات بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي - الرياض – المملكة العربية السعودية، ووسط حضور كبير للأكاديميين والإعلاميين والمهتمين بالثقافة والناشطين في منظمات المجتمع المدني بالرياض: أنجزت جمعية الصحفيين السودانيين بالسعودية بالتضامن مع: - الجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون بالرياض
ندوة ثقافية كبرى تحت عنوان:
تجربة د. محمد عبدالحي تحت شعار (السمندل لازال يستحوذ على أحلامنا)
استمرت الندوة من العاشرة مساء حتى ساعات الصباح الأولى من اليوم التالي:
لقد درجت في إبراز الأنشطة الثقافية للجمعيتين عبر المنبر وغيره من الوسائط الإعلامية حال انتهاء الفعالية (فما بال خوفي أصبح اليوم بارزا) سأقول لكم:
- موضوع الندوة: تجربة الشاعر محمد عبدالحي - أفتتح الندوة مرحباً بالحضور : المستشار القانوني ميرغني الشايب - قدم للندوة: الشاعر عصام عيسى رجب - أدار الندوة : الشاعر نصار الحاج - متحدث أول: القاص والأديب المعروف الدكتور بشرى الفاضل - متحدث ثاني: الشاعر محمد مدني - قراءات من نصوص عبد الحي: د. شيراز عبدالحي - مداخلات من بعض المختصين والحضور
هل عرفتم سبب التأخير؟! مهلاً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
إن ما تم تقديمه في تلك الأمسية الاستثنائية من إضاءات حول تجربة عبدالحي حقيق بأن يوضع عالياً مع الدراسات التي ينشدها الباحثون عن التجارب الشعرية الكبرى .. لذلك قصدت التريث منعاً للإبتسار الذي تورثه العجلة .. ريثما يضم هذا الخيط تفاصيل ما جاء فيها من إفادات متخصصة مبدعة غاية في العمق تتطلب التوثيق الرصين ومن ثم تنطلق التعليقات، فروح عبدالحي (كانت تحلق فرحة في تلك الأمسية) كما قالت إبنته د. شيراز ولاذ الحضور بحسن إصغاء مقدس ذكي ينتزع اليقين بأن المؤلف لن يغيب رغم أنف (دريدا)، لأنه وكما قال د. بشرى الفاضل قد استنطق التاريخ ليؤشر للمستقبل فالنعد قراءاته مرات لإستكناه هذا المنجز الثقافي العظيم .. نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
افتتحت الأمسية بكلمة قصيرة من المستشار القانوني ميرغني الشايب شكر فيها المملكة العربية السعودية التي ما فتئت تفتح منابرها للتواصل الثقافي وإتاحة الفرصة لابناء الجالية السودانية لممارسة أنشطتهم الثقافية، كما شكر إدارة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي على حسن استضافتهم للفعاليات الثقافية السودانية ورحب بالدكتور بشرى الفاضل الذي ظل يشارك ويساهم بفعالية ويتكبد مشاق السفر من جده إلى الرياض للمشاركة في الأنشطة الثقافية، وكذلك شكر الحضور الرائع الذي حضر مبكراً رغم ظروف رمضان للإحتفاء بالثقافة عبر ندوة عن علم من أعلام الثقافة السودانية الكبار الدكتور/ محمد عبدالحي.
وفي ختام كلمته أشاد الأستاذ ميرغني بجمعيتي الصحفيين السودانيين بالمملكة والثقافة والآداب والفنون بالرياض على ما ظلتا تقدمانه من أنشطة ثقافية سودانية تقدم الوطن في صياغ مختلف.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
ثم كان مقدم الندوة الشاعر عصام عيسى رجب الذي قال:
بسمِ الله، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله
الحضورُ الجميلْ: محبةً وسلاما
"الليلةَ يستقبِلُني أهلي، أرواحُ جُدودي تخرجُ مِنْ فضةِ أحلامِ النَّهر ومِنْ ليلِ الأسماء تنفُخُ في رئةِ المدَّاح وتضرِبُ بالساعِدِ عبرَ ذِراعِ الطبَّال ......"
نستقبِلُهُ وتطوي روحُهُ وأشعارُهُ الزمان، فهيَ لم تغِبْ وإن غابَ الجسَدْ ....... ولا أجملَ مِنْ أنْ نستقبِلَهُ ونحنُ نقرأُ آثارَهُ الخالِداتْ، التي ما تزالُ بِكرَةً تنتظِرُ الكثيرَ مِنْ البحثِ الجادّْ، والقراءةِ النافِذةِ التي تُضيءُ ما اكتنزتْهُ قصائدُهُ مِنْ معانٍ ظهرَ مِنها ما ظهرْ، وخَفِيَ منها أضعافُ أضعافُ ما ظهرْ .......
ولا أجدرَ بهكذا بحث وقراءة مِنْ مُحدِّثِنا الليلةَ الدكتور / بشرى الفاضل، القاص والشاعرِ والقاريءِ الناقد ........ والذي نرحِبُ به بيننا في ليلتنا هذه، باسمِكُمْ وبِسْمِ الجمعيَّتَينِ المُنظِمَتَينِ لحدَثِنا ذا: الجمعيِّة السُودانيَّة للثقافةِ والآدابِ والفنون بالرِّياض، وجمعيِّةِ الصحفيين السُودانيين بالسعوديِّة ....
"حملَ العُودَ المُرِنَّا وامتطى مُهراً جموحاً، وتغنَّى ..... بينَ غاباتِ النخيلْ: غِبتَ عنَّا لم تعُدْ، عادتْ عصافيرُ الأصيل غِبتَ عنَّا أيُّها الطِفلُ الجميل ......"
غابَ الطِفلُ الجميلُ منذُ عشرينَ سنة، لكنَّهُ يعودُ الآنَ في هذه الليلةِ كأجملِ وأبهى ما تكونُ العودةُ جمالاً وبهاءَ، وكيف لا، وهي العودةُ إلى الشاعرِ العبقريّ محمّد عبد الحي
فإلى نصار الحاج، مدير ليلتِنا هذه ...... وإليك نصار الكَلِمة .......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
وصل د. بشرى الفاضل .. من جده وبعد سويعات قليلة كان على منصة قاعة محاضرات مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، متهلالا وهو يرى جمهرة المحتفين بعبدالحي المحتفلين بذكراه العشرين في قلب مدينة الرياض بالسعودية .. حيا الحضور وهنأهم برمضان
وقال: يسعدني المشاركة قادماً من جدة حيث أعمل في هذا الإحتفاء بالقامة السامقة محمد عبدالحي الشاعر والمفكر. إنها لفتة بارعة من جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة والجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون بالرياض أن تقيما مثل هذه السرادق التكريمية لأهل الفكر والفن والقلم، أحيي الأخ ميرغني عبدالله مالك على كلمته الإفتتاحية الضافية والشاعرين عصام عيسى رجب ونصار الحاج على هذه القراءة الرصينة لاشعار عبد الحي والتقديم للندوة كلنا نذكر العبارة الشهيرة لجان كوكتو التي افتتح بها الشاعر والكاتب ارنست فيشر كتابه الشهير الفن والإشتراكية
الشعر ضروري وآه لو كنت أعرف لماذا؟
محمد عبدالحي سعى في حياته كلها كي يجيب على هذا السؤال العصي:
الشعر ضروري .. لماذا؟ في رسالته للدكتور خالد المبارك بتاريخ 5 يوليو 72 المنشورة في مجلة حروف العدد الثاني والثالث المزدوج عام 1991م كتب محمد عبدالحي يقول: أرسل إليك مراحل الفويتر Foetus - يقصد قصيدة العودة إلى سنار- في تخلقها كأنها جنين - تحولاتها تحولاتي (هل أنا غير حصاة تتبلور فوق جمر الأغنية) .. نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
د. بشرى الفاضل (2)
الشاعر محمد عبد الحي صاحب مشروع وقد أشار إلى ذلك محررو كتاب "كتابات سودانية" غير الدوري :الدكتور حيدر إبراهيم علي ومحررون معه في تقديمهم لملف لمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل عبد الحي فقالوا: "عبد الحي في تقديرنا هو أحد ثلاثة لهم مركزية خطاب في تاريخ حركة الكتابة في السودان إذ يمتلكون مشروعاً رؤيوياً ناضجاً ومتماسكاً نظرياً كان أم جمالياً وهم:
الطيب صالح في مجال الإبداع الروائي والأستاذ محمود محمد طه في مجال المشروع النهضوي التنويري ومحمد عبد الحي في مجال الإبداع الشعري".
خلال حياته القصيرة 45 عاماً (1944-1989م) أنجز الدكتور محمد عبدالحي الأعمال الشعرية التالية حسب الببليوغرافيا التي رصدها محمد عبد الخالق في ملف كتابات سودانية السالف ذكره : 1) أجراس القمر 1962م 2) العودة إلى سنار - نشرت القصيدة لأول مرة عام 1963 بصحيفة الرأي العام ثم بمجلة حوار اللبنانية عام 1965م ثم طبعت في ديوان بهذا الاسم عن دار جامعة الخرطوم للنشر عام 1973م وطبعة ثانية عام 1985م 3) السمندل يغني عن مصلحة الثقافة عام 1977م 4) معلقة الإشارات عن مصلحة الثقافة عام 1977م 5) حديقة الورد الأخيرة عن دار الثقافة وشركة رانيا عام 1984م 6) رؤيا الملك (مسرحية شعرية) منشورات نادي المسرح السوداني عام 1989م 7) الله في زمن العنف دار جامعة الخرطوم للنشر عام 1991م
وبالإضافة إلى الأعمال الشعرية أنجز الشاعر الراحل عدداً وافراً من الدراسات والكتابات النقدية ويمكن الرجوع إليها بالتفصيل في الببليوغرافيا المذكورة التي أوردت أيضاً عدداً من الدراسات عنه وحسبنا أن نشير هنا إلى كتابيه الرؤيا والكلمات التي كرسها عبدالحي لقراءة شعر التجاني يوسف بشير وأقنعة القبيلة الذي هو عبارة عن شعر أفريقي مترجم.
المدخل لفهم شعر عبدالحي ليس هو مفهوم الهوية المبتسر في كلمتي الغابة والصحراء ؛ ففي مقاله (البراءة والتجربة- التفسير الديني في نار المجاذيب) المنشور بالعدد الخامس لمجلة آداب الصادرة عن كلية الآداب , جامعة الخرطوم , عام 1983م ذكر الدكتور عبدالحي في الحواشي في معرض حديثه عن الخيال البدائي والفراديس المصطنعة والغابات في الرومانتيكية أن الغابة تعتبر هي الأصل الأوروبي والصحراء هي الأصل العربي ولكن الشاعر الجاهلي كان اشد ما يروع من الصحراء؛ فالصحراء عدم إن شئت أو خبل أو تيه ومفازة . الصحراء قد تفضي إلى الواحة هنا الماء النمير والكلأ والنخل والأهل. ولعل أشد نفي صادر عن عبد الحي عن كونه لا ينتمي لجماعة الغابة والصحراء هو ما جاء في رده على مقال كتبته الناقدة سلمى الخضراء الجيوسي عن العودة إلى سنار إذ كتب في رده على مقالها قائلاً: "الأمر عندي هو أنني لست شاعراً من شعراء الجماعة فأنا أتكلم بصوتي الخاص بي الذي اعمقه وأثقفه حتى يتزاوج فيه الخاص بالعام، والعام عندي هو تجربة الإنسان الواحدة المتكررة الباطنية الأعمق أو الأعلى من الزمن ؛ التي لا تتغير في جوهرها بل تتشكل في أشكال جديدة في كل عصر". المدخل لفهم شعر عبد الحي إنما يتم بمحاولة إدراك التاريخ والنموذج الأسطوري لمفهوم الشاعر في كتاب طبقات ود ضيف الله ؛ اي بفهم ما كان يرمي إليه محمد عبد الحي حين كان يحدثنا عن إسماعيل صاحب الربابة . كتب الشاعر الناقد محمد عبد الخالق مقالاً رصيناً حول هذا الموضوع في الملف حول الشاعر عبدالحي بكتابات سودانية المذكورة آنفاً أوضح فيه عبد الخالق أن ذهنية عبد الحي هي ذهنية مقارنة وأن دراسة عبد الحي للادب المقارن إنما تدخل في هذه الذهنية المقارنة كجزء من كل، وأضاف محمد عبد الخالق يقول: إن عبد الحي في نموذج إسماعيل صاحب الربابة بعد أن حاز على الأسطوري قام بتغريبه على نحو مفهوم التغريب عند بريخت في مسرحه الملحمي. يقول الدكتور عبد الحي في مقال "إسماعيل صاحب الربابة – التاريخ والنموذج الأسطوري لمفهوم الشاعر في (كتاب الطبقات)" والمقال عبارة عن ورقة قدمها لندوة عن الفلكلور والتراث الشفهي والتاريخ (معهد الدراسات الافريقية والآسيوية يناير 1989م): إن الشيخ إسماعيل صاحب الربابة هو الصورة الأولى للشاعر السوداني الذي أبدعه الخيال الجمعي الشعبي . وفي شخصيته تبلور النموذج الأسطوري أو الشكل الرمزي بعد أن انصهرت وامتزجت واتحدت وتركزت عليه العناصر التي أعتقد فيهاالخيال الشعبي أو الذاكرة الكبرى التي تموج باساطير الأمة ورموزها فصارت الصورة الحقة للشاعر في ثقافتها .
نواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
د. بشرى الفاضل (3)
لخص الدكتور محمد عبد الحي قصة إسماعيل صاحب الربابة حسب ما ورد في كتاب الطبقات كما يلي :
* ولد للشيخ مكي الدقلاشي أحد متصوفة سنار إبن من امرأة سقرناوية (إحدى قبائل جبال النوبة) اسمه إسماعيل وقد تكلم الصبي وهو ما يزال في المهد.
* كبر الصبي وحفظ القرآن وتعلم الفقه والتوحيد وشرع في تدريس علوم الدين
* كان شاعراً وله قصائد وأشعار في مدح النبي (ص) لم تصلنا. وله رؤى تجلى فيها النبي (خير البرية ضاحكاًً مستبشراً) .
* وله كلام يتغزل فيه بمدح النساء ( تهجة وهيبة) كما ليلى وسعدى في كلام لمتقدمين
* وكان إذا استبدت به حالة النشوة والجذب يجمع الصبايا وكل عروس للرقص في فناء داره.
* ويجيء هو بربابته التي عرف بها , يضرب عليها ، كل ضربة لها نغمة يفيق بها المجنون , وتذهل منها العقول, وتطرب لها الحيوانات والجمادات.
* وكانت الربابة إذا تركت في (الشمس) ، تحس باقتراب صاحبها منها عندما يقترب فترسل أنغامها دون أن يضرب عليها أحد.
* وقد يركب الشيخ فرسه المكسوة بالحرير، المزينة بالأجراس ترقص به ويغني لها!
* تهجة كانت امرأة متزوجة وله فيها أشعار ، هرب بها زوجها غرباً إلى تقلي في جبال النوبة لمّا رأى عشق الشيخ لها .
* وبالجملة فهذا الرجل من الملامتية (الملامتية هم الذين لم يظهر على ظواهرهم مما في بطونهم أثر البتة، وهنا فرق بين الملامتي والصوفي).
* قتله الشلك أثناء عبوره نهر النيل الأبيض مع بعض مريديه الذين رباهم على نغمته – كما جاء في (كتاب الطبقات).
لم يكن عبد الحي معنياًً في بحثه عن سيرة إسماعيل صاحب الربابة بالتحقيق في الوجود التاريخي لهذا الشيخ بل بإظهار الوجود الأسطوري كي ما يستشف منها الصورة الجوهرية صورة الشاعر المصعدة التي أفاد منها عبد الحي كما سنرى فيما بعد في تجربته الشعرية.
ربط الشاعر بين أسطورة ربابة إسماعيل التي تفهم وتصدر النغم بناء على هذا الفهم كأنها مبرمجة وبين أسطورة أورفيوس الإغريقية والرومانية . فأورفيوس كانت له (ربابة) يذكر عبد الحي عن قصد في مقاله أن اسم الآلة (ربابة)، وكانت ربابة أورفيوس مهداة له من والده ابولو وكان يعزف عليها بسحر فياض ويروض الحيوانات الآبدة ويحرك الأشجار .. وعلمته الشعر والغناء. تزوج أورفيوس من حبيبته يوريديس التي ماتت من لدغة حية فنزل أورفيوس على مملكة الموتى باحثاً عنها ساحراً بموسيقاه نوتي الأرواح. كان أورفيوس صاحب ديانة سرية وله مريدون وقد قتل بينهم وتمزقت أوصاله وألقى برأسه في نهر هيبروس فطافت الرأس فوق سطح النهر تغني أما الربابة فقد صعدت برجاً من أبراج النجوم.
ربط عبد الحي بين أورفيوس وإسماعيل صاحب الربابة حيث أوضح أن هذه الأسطورة أسطورة الآلة الموسيقية الساحرة جاءت من هناك. يقول ديودورس الصقلي أن الملك النوبي أركماني درس علوم الإغريقية وآدابها. في هذا إشارة من عبد الحي باحتمال مجيء أسطورة أورفيوس للثقافة السودانية عن طريق هذا الأثر. ويمضي عبد الحي ابعد من هذا للتدليل من الدراسات الإغريقية وكتابات المؤرخين الإغريق أنفسهم أن أسطورة أورفيوس أصلها نوبي ونقلت للإغريق وليس العكس. ولعل هذا هو السبب في احتفاظ عبد الحي بمسمى (ربابة) لدى حديثه عن أسطورة أورفيوس. كأنه يقول أصلنا رد إلينا. وكتب عبد الحي ايضاً عن مزامير داود في إشارة للأثر المسيحي على أسطورة إسماعيل صاحب الربابة وحديث النبي الكريم عن أبي موسى الأشعري وحلاوة صوته وبأنه منح مزماراً من مزامير داود في إشارة للأثر الإسلامي وبذا تحدث لأسطورة إسماعيل صاحب الربابة وحدة داخلية ثقافية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
عزيزى محمد عبد الجليل......
....سلام وتحايا لك وعبرك لدكتور بشري الفاضل والأستاذ محمد مدنى...........
....أمسيه كانت--بحق-- ممتعه....بحضور قوى من ضيوف الجمعيتين.... وحضور أقوي لبورداب الرياض...... ثم ندوه عميقه...من منتدين تبحروا فى الشعر السودانى الحديث..... ...فقد طرح د.بشري والأستاذ مدنى رؤي جديده الى حد ما فى قراءة شعر عبد الجى.... وتفتحت لنا ...ابوابا جديده...فولجنا الى عوالم سنار والشيخ اسماعيل.... يحضرنا السمندل والفراشه........... ...شكرا للبوست لتوثيق الندوه ..حديثا وصورا.... فبالفعل أحتاج شخصيا لقراءه متأنيه لما دار وما قيل.... فروح والدي التى كانت حاضره فى تلك الأمسيه حالت بينى وبين نقاش مستفيض للورقتين... ...لكم جميعا محبتى...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Shiraz Abdelhai)
|
د. شيراز - تحياتي،
توثيق الأمسية في بداياته ولا زال د. بشرى ينثر سرده العميق والصور والـ سي دي ستكون حاضرة هنا، وورقة محمد مدني وقراءاتك لنماج من أشعار عبدالحي عبأت القاعة بالمعاني وكذا مداخلات الحضور، بالامس قابلت الفنان سيف نورين قرأ مدخل التوثيق (أعلاه) فقال لي:
بالله عليكم سجلوني عضو معاكم في الجمعية ياخي ده كلام جميل .. فرددت عليه: إنتا قايل نحنا سجلنا الكلام الإتقال كلو؟! ده بس على هامش السيرة .. أبقى قريب
يا لما ترك عبدالحي وصحبه من التجاني يوسف بشير ومحمد سعيد العباسي ومحمد المهدي المجذوب ومحمد المكي إبراهيم ورفاقهم من أجيال الابداع الناصع، ليتنا نغالب الانغماس في دوامة مشاغل الحياة اليومية ووعثاء الغربة لنستعيد عبق كلمات الروح والوعي المبين.. الدعوة للجميع للمساهمة حتى يستعيد الوطن الثقافة والعافية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
نعم محمد عبدالجليل..
يا لها من ليلة.. ويا لها من متعة..
فمنذ أن نوّه إسماعيل محمد علي الأمين العام لجمعية الصحفيين في اللقاء الشهري للجمعية عن قيام هذه الأمسية غمرت السعادة الدواخل.. وظللنا في شوق نترقب انتظارا، ممنين النفس بأمسية ظللنا نبحث عن أمثالها في خضم هذا الزمن اللاهث بمشاغل الحياة.. وحين حانت.. تجاهلنا كل مشاغلنا وما حولنا من زمان ومكان بكل ما في رمضان وإرهاصات عيد شارف الأبواب.. متجهين صوب قاعة عبدالعزيز الفخمة.. تشدنا تلك الأسماء التي أُعلن عن مشاركتها وفي مقدمتهم دكتورنا الفاضل، الفاضل.. الذي حباه الله المقدرة والتمكن على جمع الأمور الكبيرة العظيمة في إطار زمني محدود دون إخلال أو نقصان بما يريد أن يوصله لسامعيه ومتلقيه.. وكانت النفس تحدث النفس بأنها ستسعد بليلة متألقة في حضرة محمد عبدالحي..
في بداية الليلة كان ذلك الانتظار الممل الذي لم تجد له جمعية الصحفيين حلاً في كل مناسباتها للبدء.. وعندما انبرى أستاذنا ميرغني الشايب مقدماً المتحدثين ومنذ أولهم وحتى أخرهم عشنا لحظات لا توصف من الروعة والجمال وتابع الجميع الأمسية منذ بدايتها حتى نهايتها بتركيز حتى ليخيل إليك من شدة صمت القاعة أنها قد خلت من روادها.. صمت لا يقطعه إلا التصفيق إعجاباً بين الفينة والأخرى.
لقد جسّد متحدثونا الواحد تلو الآخر الروعة وأفاضوا لدرجة أن النفس حدثت النفس مرة أخرى بأنها لو اكتفت بسماع واحد منهم وغادرت لكفاها ذلك متعة.. ولكن لم تكن للروعة حد ومنتهى.. فقد استمتعنا بفواصل من درر الكلمات ومقاطع من سحر الأبيات وتسليط الأضواء على عبدالحي شخصاً وشعرا.. فجزاهم الله جميعاً عنا خير الجزاء..
لقد انتقلنا مع كل متحدث إلى جانب أروع وأمتع.. فظل الجميع منصتين في تلك اللحظات الماتعة وهُم محلقة أرواحهم في عذوبة ونشوى مع ألق عبدالحي تملأهم أبيات القصيد انتشاءً يتخلل العصب ليصل لمراكز الإدراك فينبهها أن هذا نبعُ الشعر العبقري فاغرفي وارتوي.
وتوقعت مشاركة لـ د. شيراز، وأنها ستكون في منتهى الحضور والروعة.. وتوقعت ما سيصحب من عبرات ودمعات وقد كان.. فشاهدناها وهي تمسح دمعات وتغالب أحاسيسها ومشاعرها والأشجان التي تحركها الذكرى لتجسد لنا عبدالحي حياً بيننا.. فكان التعبير بالكلمات.. وكان الصوت يحلق بنا في سموات إبداع خطه أب وأوصلته ابنة فاستمعنا واستمتعنا وبفهم أكبر لما أراد أن يقول ويرمز.. خصوصاً أنها أعطت المقاطع ألق بيان قرب كثيراً الاستيعاب والتذوق.. فلله درك أيتها البارة وحق لك أن تفخري به ويفخرَ بك ونفخرَ بكما معاً.. لقد توقعت أن تكون مشاركتها رائعة، كيف لا وهي من أكثر الناس فهماً والتصاقاً ومداومة إن لم تكن الأكثر على الإطلاق، ولكن د. شيراز لم تكن رائعة فحسب، وإنما أعطتنا وأوصلتنا لأكثر مما كنا نتوقع وننتظر..
الأخت الدكتورة شيراز: لا أجد ما يناسب من كلمات لأمزج الشكر والتهنئة على ذلك الإلقاء الإبداعي بالمواساة والترحم والتعزية في الوالد العزيز رحمه الله..
أخي محمد.. كنتُ على يمينك في الجوار ذاك المساء وأنت تلاحق كل ما يقول المشاركون كتابةً، ووسط انشغالك بالتدوين، وفي لحظة وجدتك ترفع يداً طالباً المداخلة وأعطيت لك، فتداخلت بتركيز نم عن مقدرة عالية في الانتباهة والمتابعة والتسجيل لكل ما يقال ولما وودت أن تقول.. وكان نتيجة جهدك ذلك هذا الإتحاف الماثل أمامنا هنا والذي نستمتع به الآن، وبردوده كما استمتعنا تلك الليلة.. فشكراً لك محمد عبدالجليل..
ميرغني الشايب - عصام عيسى رجب - نصار الحاج -بشرى الفاضل - محمد مدني - شيراز عبدالحي.. شكرً لكم..
شكراً للجميع..
إخوتي.. أخواتي.. هذه السطور هي حقيقة ما عشته وما أحسسته تلك الليلة..
رحم الله الدكتور محمد عبدالحي..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
_________________
Quote: وصل د. بشرى الفاضل .. من جده وبعد سويعات قليلة كان على منصة قاعة محاضرات مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، متهلالا وهو يرى جمهرة المحتفين بعبدالحي المحتفلين بذكراه العشرين في قلب مدينة الرياض بالسعودية .. حيا الحضور وهنأهم برمضان
وقال: يسعدني المشاركة قادماً من جدة حيث أعمل في هذا الإحتفاء بالقامة السامقة محمد عبدالحي الشاعر والمفكر. إنها لفتة بارعة من جمعية الصحفيين السودانيين بالمملكة والجمعية السودانية للثقافة والآداب والفنون بالرياض أن تقيما مثل هذه السرادق التكريمية لأهل الفكر والفن والقلم، أحيي الأخ ميرغني عبدالله مالك على كلمته الإفتتاحية الضافية والشاعرين عصام عيسى رجب ونصار الحاج على هذه القراءة الرصينة لاشعار عبد الحي والتقديم للندوة |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: د. بشرى الفاضل (2)
الشاعر محمد عبد الحي صاحب مشروع وقد أشار إلى ذلك محررو كتاب "كتابات سودانية" غير الدوري :الدكتور حيدر إبراهيم علي ومحررون معه في تقديمهم لملف لمناسبة الذكرى العاشرة لرحيل عبد الحي فقالوا: "عبد الحي في تقديرنا هو أحد ثلاثة لهم مركزية خطاب في تاريخ حركة الكتابة في السودان إذ يمتلكون مشروعاً رؤيوياً ناضجاً ومتماسكاً نظرياً كان أم جمالياً وهم:
الطيب صالح في مجال الإبداع الروائي والأستاذ محمود محمد طه في مجال المشروع النهضوي التنويري ومحمد عبد الحي في مجال الإبداع الشعري". |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
_______________________
Quote: ثم كان مقدم الندوة الشاعر عصام عيسى رجب الذي قال:
بسمِ الله، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله
الحضورُ الجميلْ: محبةً وسلاما
"الليلةَ يستقبِلُني أهلي، أرواحُ جُدودي تخرجُ مِنْ فضةِ أحلامِ النَّهر ومِنْ ليلِ الأسماء تنفُخُ في رئةِ المدَّاح وتضرِبُ بالساعِدِ عبرَ ذِراعِ الطبَّال ......"
نستقبِلُهُ وتطوي روحُهُ وأشعارُهُ الزمان، فهيَ لم تغِبْ وإن غابَ الجسَدْ ....... ولا أجملَ مِنْ أنْ نستقبِلَهُ ونحنُ نقرأُ آثارَهُ الخالِداتْ، التي ما تزالُ بِكرَةً تنتظِرُ الكثيرَ مِنْ البحثِ الجادّْ، والقراءةِ النافِذةِ التي تُضيءُ ما اكتنزتْهُ قصائدُهُ مِنْ معانٍ ظهرَ مِنها ما ظهرْ، وخَفِيَ منها أضعافُ أضعافُ ما ظهرْ .......
ولا أجدرَ بهكذا بحث وقراءة مِنْ مُحدِّثِنا الليلةَ الدكتور / بشرى الفاضل، القاص والشاعرِ والقاريءِ الناقد ........ والذي نرحِبُ به بيننا في ليلتنا هذه، باسمِكُمْ وبِسْمِ الجمعيَّتَينِ المُنظِمَتَينِ لحدَثِنا ذا: الجمعيِّة السُودانيَّة للثقافةِ والآدابِ والفنون بالرِّياض، وجمعيِّةِ الصحفيين السُودانيين بالسعوديِّة ....
"حملَ العُودَ المُرِنَّا وامتطى مُهراً جموحاً، وتغنَّى ..... بينَ غاباتِ النخيلْ: غِبتَ عنَّا لم تعُدْ، عادتْ عصافيرُ الأصيل غِبتَ عنَّا أيُّها الطِفلُ الجميل ......"
غابَ الطِفلُ الجميلُ منذُ عشرينَ سنة، لكنَّهُ يعودُ الآنَ في هذه الليلةِ كأجملِ وأبهى ما تكونُ العودةُ جمالاً وبهاءَ، وكيف لا، وهي العودةُ إلى الشاعرِ العبقريّ محمّد عبد الحي
فإلى نصار الحاج، مدير ليلتِنا هذه ...... وإليك نصار الكَلِمة ....... |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: فإلى نصار الحاج، مدير ليلتِنا هذه ...... وإليك نصار الكَلِمة ....... |
Quote: بدأ مدير الندوة الشاعر نصار الحاج بمدخل شعري من نصوص عبدالحي:
اسم القصيدة: قصيدة سنار 1965 من ديوانه السمندل يغني حين أبحرنا إلى (سنار) عبر الليل كانت سدرة التاريخ تهتز بريح قادم من جزر الموتى وكان الكروان الأسود الريش يغني في غصون الشوك صوتاً كان غنّاهُ على شرفة (تهراقا) قديماً ثم أمعنا مع الريح على الصحراء والصحراءُ كانت مدنا مدفونة في الرمل أشباحاً تراءى وعظاماً نخرات وأنحدرنا عبر سور الغاب والمستنقع الأخضر والجسر.. أعدنا؟ قاب قوسين .. أعدنا؟ ها هي البوابة الأولى: بساتين من النخل، وخيل في المراعي .. ها هي البوابة الأولى: أعدنا؟ كيف لا؟ وجه برونزي، كتاب ونقوش ذهبيات ودرع ورماح أبنوس
كان حلماً أن نرى البدءَ وميلاد الطقوس |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: افتتحت الأمسية بكلمة قصيرة من المستشار القانوني ميرغني الشايب شكر فيها المملكة العربية السعودية التي ما فتئت تفتح منابرها للتواصل الثقافي وإتاحة الفرصة لابناء الجالية السودانية لممارسة أنشطتهم الثقافية، كما شكر إدارة مركز الملك عبدالعزيز التاريخي على حسن استضافتهم للفعاليات الثقافية السودانية ورحب بالدكتور بشرى الفاضل الذي ظل يشارك ويساهم بفعالية ويتكبد مشاق السفر من جده إلى الرياض للمشاركة في الأنشطة الثقافية، وكذلك شكر الحضور الرائع الذي حضر مبكراً رغم ظروف رمضان للإحتفاء بالثقافة عبر ندوة عن علم من أعلام الثقافة السودانية الكبار الدكتور/ محمد عبدالحي.
وفي ختام كلمته أشاد الأستاذ ميرغني بجمعيتي الصحفيين السودانيين بالمملكة والثقافة والآداب والفنون بالرياض على ما ظلتا تقدمانه من أنشطة ثقافية سودانية تقدم الوطن في صياغ مختلف. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: عزاز شامي)
|
كتبت الأستاذة/ عزاز شامي:
Quote: <سأقوم بانزال الصور الخاصة بالامسية و هي بعدسة الاستاذ أحمد آدم – عضو جمعية الصحفيين السودانيين
لنوثق لحظات امسية شعرية حلقت بنا في سماوات من اسئلة حيرى عن من نكون ... ومتى نعود ... |
تحياتي لك عزاز .. وتحياتي للأستاذ أحمد آدم على ما يقدم من توثيق متخصص
لا زال الأنتظار قائماً لصور الحضور (النساء والرجال) الذي تقاطروا في تلك الأمسية ليحلقوا مع عبدالحي في سماواته الإبداعية وهو يمسك بالحلم القديم بوطن يحتضن أهله جميعا(كأم رؤوم) وذلك عبر قراءات ابحرت في إشراقاته قدمها بشرى ومحمد مدنى وبعض المتداخلين ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: عزاز شامي)
|
د. محمد عبد الحي ( السمندل ) صاحب العودة لسنار
***
النشيد الثانى
(المدينة)
سأعود اليوم يا سنَّار ، حيث الحلم ينمو تحت ماء الليل أشجاراً تعرّى فى خريفى وشتائي ثم تهتزّ بنار الأرض، ترفَضُّ لهيباً أخضر الرّيش لكى تنضج فى ليل دمائي ثمراً أحمر فى صيفى ، مرايا جسدٍ أحلامه تصعد فى الصّمتِ نجوماً فى سمائى سأعودُ اليوم ، ياسنّارُ ، حيث الرمزُ خيط’’، من بريقٍ أسودٍ ، بين الذرى والسّفح ، والغابةِ والصحراء ، والثمر النّاضج والجذر القديمْ. لغتى أنتِ. وينبوعى الذى يأوى نجومى ، وعرق الذَّهب المبرق فى صخرتىَ الزرقاءِ ، والنّار التى فيها تجاسرت على الحبِّ العظيمْ فافتحوا ، حرَّاسَ سنّارَ ، افتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة افتحوا للعائد الليلة أبوابَ المدينة افتحوا الليلة أبواب المدينة. - "بدوىُّ أنتَ ؟" "لا –" - " من بلاد الزَّنج ؟" " لا –" أنا منكم. تائه’’ عاد يغنِّى بلسانٍ ويصلَّى بلسانٍ من بحارٍ نائياتٍ لم تنرْ فى صمتها الأخضرِ أحلامُ المواني. كافراً تهتُ سنيناً وسنينا مستعيراً لى لساناً وعيونا باحثاً بين قصور الماء عن ساحرةِ الماء الغريبه مذعناً للرِّيح فى تجويف جمجمة البحر الرهيبه حالماً فيها بأرض جعلت للغرباء -تتلاشى تحت ضوء الشمس كى تولد من نار المساءْ _ ببناتِ البحر ضاجعنَ إله البحر فى الرغو… (إلى آخِرِهِ ممّا يغنِّى الشعراءْ!) ثمَّ لّما كوكب الرعب أضاءْ إرتميت. ورأيتُ ما رأيتُ : مطراً أسود ينثوه سماء’’ من نحاسٍ وغمام’’ أحمر’. شجراً أبيض – تفاحاً وتوتاً – يثمرُ حيث لا أرض ولا سقيا سوى ما رقرق الحامض من رغو الغمام. وسمعتُ ما سمعتُ : ضحكات الهيكل العظمىِّ ، واللحم المذابْ فوق فُسفورِ العبابْ يتلوى وهو يهتزّ بغصّات الكلامْ. وشهدتُ ما شهدتُ : كيف تنقضّ الأفاعى المرعده حينما تقذف أمواج الدخان المزبده جثةً خضراء فى رملٍ تلظىَّ فى الظلامْ. صاحبى قلْ ! ما ترى بين شعاب الأرخبيلْ أرض "ديك الجن" أم "قيس" القتيل ؟ أرض "أوديب" و"ليرٍ" أم متاهات " عطيل" ؟ أرض "سنغور" عليها من نحاس البحر صهدُُ لا يسيلْ؟ أم بخار البحر قد هيّأ فى البحر لنا مدناً طيفيّةً ؟ رؤيا جمالٍ مستحيل؟ حينما حرّك وحش البحر فخذيه : أيصحو من نعاسٍ صدفى ؟ أم يمجُّ النار والماء الحميما؟ وبكيتُ ما بكيت : من ترى يمنحنى طائراً يحملنى لمغاني وطنى عبر شمس الملح والريح العقيمْ لغة تسطعُ بالحبِّ القديمْ. ثم لّما امتلأ البحرُ بأسماكِ السماءِ واستفاقَ الجرسُ النائم فى إشراقةِ الماء سألتُ ما سألت’ : هل ترى أرجع يوما لا بساً صحوىِ حلما حاملاً حلمىَ همّا فى دجى الذاكرة الأولى وأحلام القبيلة بين موتاى وأشكال أساطير الطفوله. أنا منكم .جرحكم جرحى وقوسى قوسكم. وثنى مجَّد الأرضَ وصوفىِّ ضريرُُ مجَّد الرؤيا ونيران الإلهْ. فافتحوا حرَّاس سنّارّ ، افتحوا بابَ الدَّم الأوّلِ كى تستقبل اللغةَ الأولى دماهْ حيث بَلُّور الحضورْ لهبُُ أزرقُ فى عينِ المياهْ حيثُ آلافُ الطيورْ نبعتْ من جسدِ النّارِ. وغنّتْ فى سماوات الجباهْ. فافتحوا ، حرّاسَ سنّار ، افتحوا للعائد الليلة أبواب المدينة افتحوا الليلة أبواب المدينة افتحوا….. " إنّنا نفتح يا طارقُ أبواب المدينة "إن تكن منّا عرفناك ، عرفنا " وجهنا فيك : فأهلاً بالرجوعْ " للربوعْ. " وإذا كنتَ غريباً بيننا " إنّنا نسعد بالضِّيف ، نفدِّيهِ " بأرواحٍ ، وأبناءٍ ، مالْ " فتعالْ. " قد فتحنا لك يا طارقُ أبواب المدينة " قد فتحنا لك يا طارقُ… " قد فتحنا…." ودخـــلتُ حافيا منكفئا عارياً ، مستخفياً فى جبة مهترئة وعبرتُ فى الظلامْ وانزويت فى دياجير الكلام ونمــــتُ مثلما ينامُ فى الحصى المبلول طفل الماءْ والطّير فى أعشاشهِ والسمك الصغير فى أَنهارِهِ وفى غصونها الثِّمارُ والنجوم فى مشيمةِ السماءْ.
---------------------------------------
رحم الله السمندل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: عبد الناصر الخطيب)
|
Quote: افتحوا للعائد الليلة أبوابَ المدينة افتحوا الليلة أبواب المدينة. - "بدوىُّ أنتَ ؟" "لا –" - " من بلاد الزَّنج ؟" " لا –" أنا منكم. تائه’’ عاد يغنِّى بلسانٍ ويصلَّى بلسانٍ من بحارٍ نائياتٍ لم تنرْ فى صمتها الأخضرِ أحلامُ المواني. كافراً تهتُ سنيناً وسنينا مستعيراً لى لساناً وعيونا باحثاً بين قصور الماء عن ساحرةِ الماء الغريبه مذعناً للرِّيح فى تجويف جمجمة البحر الرهيبه حالماً فيها بأرض جعلت للغرباء -تتلاشى تحت ضوء الشمس كى تولد من نار المساءْ _
|
عبدالناصر الخطيب - تحياتي .. السمندل لا زال يغني.. ويفتح البصائر .. ولكن هل سمعنا؟!
خليك قريب .. تابع ما ورد في أمسية سوانيي الرياض بذكراه العشرين .. كأننا نقرأه للمرة الأولى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: عزاز شامي)
|
شكرا عزاز وانت تأتين بالصور والتعليقات الموحية رفدا لمحاولاتنا الجماعية لنقل تفاصيل ما حدث فــي احدى أمسيات الذكرى العشرين لعبدالحي الذي صاغ ما تجمع إليه من عناصر الابداع من موهبة وخيال ورؤيا دعمها تأهيل أكاديمي رصين فكانت أبداعاته الشعريه وكتاباته النقدية المتجاوزة والعصية على كثير من أقلام النقاد لسبر آفاقها المفتوحة على المستقبل.. شكرا لك وللزملاء الذين بذلوا ولا زال يبذلون الجهد من وراء الكواليس أنجزوا ما أنجز ويعدون لكثير دون حتى أن يرد لهم ذكر هنا:
منى عثمان عبدالله الفكي شمس الدين بشارة أوفقير اسماعيل محمد علي د. محمد الكارب د. عادل صالح قرشي محمد منصور ناهد محمد عثمان عمر حمدان عبدالفتاح عبدالسلام معتصم دفع الله عزالدين الجعلي
واسماء كثيرة سترد تباعاً إن شاء الله شكرا لك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: عزاز شامي)
|
Quote: لا اجد كلمات تفي حق روعة الإلقاء و التشبع بالمعاني والقدرة على ايقافنا على اطراف اصابعنا في ترقب ممتع ... لم يمت محمد عبالحي ... فشعره باق فينا وزوجه و ابناءه خير سفراء له و لأدبه ... > |
شكرا عزاز...ولكنه النص المدهش الذى يتلون فى كل قراءه بلون وطعم جديد....
ويقودنى منساقة برهبه الى آفاق ارحب لم أعلم بوجودها فى مرات سابقه....
ثم الإنصات العميق وإنتباه الحضور الجميل...(وطبعا القاعه الفخمه)...
كلها عوامل جعلتنى ادخل الى عوالم سنار كعائد اصيل........
....وادور فى نفس سماوات الأسئله التى دارت برأسك تلك الليله...
...من نحن؟؟؟ومتى نعود؟؟...ولم الخروج؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Shiraz Abdelhai)
|
طرحت د. شيراز الاسئلة الكبرى والحارقة:
Quote: ...من نحن؟؟؟ومتى نعود؟؟...ولم الخروج؟؟ |
وقد ورد في مداخلة شيراز والتي ستأتيكم تفاصيلها لاحقا عبر مسيرة هذا الخيط أن عبدالحي قال قبل وفاته أنه قد أنجز ما يريد أن يقوله شعرا .. وحتى هذه العبارة تحمل ما تحمل من معان ليس أقلها هونوا عليكم أقرأوني تعرفوا رسالتي وتنطلقوا بما عندكم .. لا تحزنوا عليّ وتفتحوا باب الحسرة الذي ابتدره التجاني يوسف بشير بسنيه الخمسة وعشرين واشراقاته التي تصبح عبر الزمان .. ولا زال هناك من يقول ماذا لو عاش أكثر؟ .. أعلن عن همه ان يستمر سبر المعاني إلى أعمق .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الاستاذ محمد عبدالجليل:
Quote: لا زال الأنتظار قائماً لصور الحضور (النساء والرجال) الذي تقاطروا في تلك الأمسية ليحلقوا مع عبدالحي في سماواته الإبداعية وهو يمسك بالحلم القديم بوطن يحتضن أهله جميعا(كأم رؤوم) وذلك عبر قراءات ابحرت في إشراقاته قدمها بشرى ومحمد مدنى وبعض المتداخلين .. |
بطرفي صور الحضور و ضيوف السمندل المتحدثين وعزّت صور الحضور من النساء لقلة الإضاءة في ركننا القصي أعلى الصالة ... ولكننا حضرنا و حلقنا مع المتحدثين و شيراز في سماوات علا ....
وإلى باقي الصور ... و الحضور
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: عزاز شامي)
|
Quote: <وبكيتُ ما بكيت : من ترى يمنحنى طائراً يحملنى لمغاني وطنى عبر شمس الملح والريح العقيمْ لغة تسطعُ بالحبِّ القديمْ. ثم لّما امتلأ البحرُ بأسماكِ السماءِ واستفاقَ الجرسُ النائم فى إشراقةِ الماء سألتُ ما سألت’ : هل ترى أرجع يوما لا بساً صحوىِ حلما حاملاً حلمىَ همّا فى دجى الذاكرة الأولى وأحلام القبيلة بين موتاى وأشكال أساطير الطفوله. أنا منكم .جرحكم جرحى وقوسى قوسكم. |
شكرا لهذا البث الجميل وربطنا بهذا الكائن الجميل شكرا محمد عبدالجليل تسلم بت فاطنة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
أجندة التوثيق حبلى .. المحاور التي طوف بها وبنا الشاعر محمد مدني تأملوا رؤوس أقلامه ريثما نعانق التفاصيل:
- التجليات الشعرية لعبد الحي - كان عصيا على أن يفتح النقاش حوله - الشعرية من المنظور الزمني - رؤيا وقدرة على الكشف من خلال الأدوات الشعرية - تجلياته الإستشرافية - قاموسه اللغوي والأسطوري والثقافي - إعادته لصياغة بعض المفاهيم الاطلاقية - منطلقاته التاريخية - البصيرة الإبداعية للفنان عند عبدالحي ورسم ملامح المستقبل بإستخدام أدوات الماضي - الخلق بالمعنى الإبداعي - العرفان البرهاني - الاسئلة التي لا تبحث عن إجابة بل استجابة تسد طريق المتاه - اجتراحه للغة التأويلات الواسعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
إن ما تم تقديمه في تلك الأمسية الاستثنائية من إضاءات حول تجربة عبدالحي حقيق بأن يوضع عالياً مع الدراسات التي ينشدها الباحثون عن التجارب الشعرية الكبرى .. لذلك قصدت التريث منعاً للإبتسار الذي تورثه العجلة .. ريثما يضم هذا الخيط تفاصيل ما جاء فيها من إفادات متخصصة مبدعة غاية في العمق تتطلب التوثيق الرصين ومن ثم تنطلق التعليقات، فروح عبدالحي (كانت تحلق فرحة في تلك الأمسية) كما قالت إبنته د. شيراز ولاذ الحضور بحسن إصغاء مقدس ذكي ينتزع اليقين بأن المؤلف لن يغيب رغم أنف (دريدا)، لأنه وكما قال د. بشرى الفاضل قد استنطق التاريخ ليؤشر للمستقبل فالنعد قراءاته مرات لإستكناه هذا المنجز الثقافي العظيم .. نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Shiraz Abdelhai)
|
هذا عمل بدا كبيرا و لا يزال يكبر ....منذ لحظة التفكير فيه مرورا بالاعداد له ف كل الترتيبات و ليس انتهاء بساعات انجازه واقعا رائق الحضور ..موقع الفقرات منساب الكلمات و بهيا بكل من حضرت وحضر و جليلا و جميلا و دافعا لتاملات تليق بعبد الحى و موسم عودته الملحمى الي سنار .....تلك العودة التى اخذت من الشاعر روحه ذاتها وليس أقل من ذلك قيد لحظة و .....يا له من عمر ...يا له من شعر ويا لها من عودة ....طاف بنا بشرى الفاضل ذلك الصديق الذى لم يخلع لحظة اسمه مسماه ...طاف بنا فى عوالم لم تخطر لنا عاى بال....اسماعيل صاحب الربابة ..ذلك المصلى بلسان و المغنى بلسان كما قال شعرا عبد الحى فى اشارة تكاد من فرط (لطافتها) تخفى حتى يجئ حاذق كبشرى ( ويا بلادى كم فيك حاذق) ليقول لنا و عينيه المجهدتين تومضان ببرق الاكتشاف ان هذه من تلك......تلك ليلة سوف لن تنتهى شأن الليالى الكبيرة التى لا تجئ الا مرة كل حين مديد......ربما لهذا كنت واحدا من بعض حضورها قرر (وعن سابق رهق و لاحق صيام ودوام والتزامات لا اول لها ولا آخر) ان يواصلها سهرا( حتى فجر عودة يشرى الى حيث يعود) و .. كان ذلك طبعا فى المنزل الدافئ الوفى لاستاذنا و صديقنا و حبيبنا ميرغنى الشايب ...ذلك المنزل الذى تفوح منه رائحة الطعام و الضيوف و..كانت سهرة لا مثيل لها الا ليالى الخرطوم قبل الزمن المشؤوم بطبيعة الحال ....بشرى الفاضل تدفق و اكمل ما لم يسمح به ضيق ذات الوقت المكان و المدنى الشاعر محمد اضاف فى العربية (وليس السيارة لو سمحتم) فى طريقنا ل ميرغنى ثم فى بيت ميرغنى الكتير ثم الاكتر ثم المزيد.....شخصيا فضلت الاستماع الماتع لكل ذلك الذى يحدث فاى كلام منى كان من شانه ان يشغلني عن اصطياد الخواطر و الرؤى و ما اغناها تلك الليلة و فجرها ..ما ابهاها وما اشد متعتى اللاهثة بها: واحدة .واحدة ثم كلها معا و انا اكتب الان عنها او احاول.....عدنا صبح متعتنا تلك بعد ان سلمنا ا بشرى الى جدته ...عدنا الى منازل تنام على الرمال لكنها تحلم بالعودة الى سنارتها البعيدة , سابحة فى الطريق اليها ضد تيارات عنيد ة لكنها فجرئذ لم تكتفى بالحلم بل كانت لحظتها شاخصة لبصراظنه حديد و كانت : شاهدة عيان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: mohamed karib)
|
هذا عمل بدا كبيرا و لا يزال يكبر ....منذ لحظة التفكير فيه مرورا بالاعداد له ف كل الترتيبات و ليس انتهاء بساعات انجازه واقعا رائق الحضور ..موقع الفقرات منساب الكلمات و بهيا بكل من حضرت وحضر و جليلا و جميلا و دافعا لتاملات تليق بعبد الحى و موسم عودته الملحمى الي سنار .....تلك العودة التى اخذت من الشاعر روحه ذاتها وليس أقل من ذلك قيد لحظة و .....يا له من عمر ...يا له من شعر ويا لها من عودة ....طاف بنا بشرى الفاضل ذلك الصديق الذى لم يخلع لحظة اسمه مسماه ...طاف بنا فى عوالم لم تخطر لنا عاى بال....اسماعيل صاحب الربابة ..ذلك المصلى بلسان و المغنى بلسان كما قال شعرا عبد الحى فى اشارة تكاد من فرط (لطافتها) تخفى حتى يجئ حاذق كبشرى ( ويا بلادى كم فيك حاذق) ليقول لنا و عينيه المجهدتين تومضان ببرق الاكتشاف ان هذه من تلك......تلك ليلة سوف لن تنتهى شأن الليالى الكبيرة التى لا تجئ الا مرة كل حين مديد......ربما لهذا كنت واحدا من بعض حضورها قرر (وعن سابق رهق و لاحق صيام ودوام والتزامات لا اول لها ولا آخر) ان يواصلها سهرا( حتى فجر عودة يشرى الى حيث يعود) و .. كان ذلك طبعا فى المنزل الدافئ الوفى لاستاذنا و صديقنا و حبيبنا ميرغنى الشايب ...ذلك المنزل الذى تفوح منه رائحة الطعام و الضيوف و..كانت سهرة لا مثيل لها الا ليالى الخرطوم قبل الزمن المشؤوم بطبيعة الحال ....بشرى الفاضل تدفق و اكمل ما لم يسمح به ضيق ذات الوقت المكان و المدنى الشاعر محمد اضاف فى العربية (وليس السيارة لو سمحتم) فى طريقنا ل ميرغنى ثم فى بيت ميرغنى الكتير ثم الاكتر ثم المزيد.....شخصيا فضلت الاستماع الماتع لكل ذلك الذى يحدث فاى كلام منى كان من شانه ان يشغلني عن اصطياد الخواطر و الرؤى و ما اغناها تلك الليلة و فجرها ..ما ابهاها وما اشد متعتى اللاهثة بها: واحدة .واحدة ثم كلها معا و انا اكتب الان عنها او احاول.....عدنا صبح متعتنا تلك بعد ان سلمنا ا بشرى الى جدته (فى الشتات)...عدنا الى منازل تنام على الرمال لكنها تحلم بالعودة الى سنارتها البعيدة , سابحة فى الطريق اليها ضد تيارات عنيد ة لكنها فجرئذ لم تكتفى بالحلم بل كانت لحظتها شاخصة لبصر اظنه حديد و كانت : شاهدة عيان
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: وفى انتظار ورقة د.بشري ومحمد مدنى....فقد تجود قريحتنا بتعقيب فاتنا فى تلك الأمسيه المكتظه بالإنفعال....
|
من يا ترى يمنحني طائراً يحملني لمغاني وطني عبر شمس الملح والريح العقيم لغة تسطع بالحب القديم
كل عام وأنتم بخير أصدقائي .. لا زلنا نتابع ما قاله الزملاء في مساء ذكرى عبدالحي عشرون عاما من الغياب الحضور قراءة الحاضر عبر رموز الماضي وسحره الكثيف في طريق العـــــــودة المستقيمة من البداءة الأولى عبر مروي إلى سنار
سأعود اليوم، يا سنار، حيث الرمز خيطٌ، من بريق أسود، بين الذرى والسفح، والغابة والصحراء، والثمر الناضج والجذر القديم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
قررت أن أعمّر قلمي لألقط كل شارة وواردة في أمسية عشرينية عبد الحي .. أغلقت الجوال عن المتصلين السائلين عن موقع القاعة، حركة المصورين وعمال القاعة في بداية الندوة بدت لي مستفزة فكظمت غيظي وعفوت رغم أن بشرى الفاضل لم يتوقف عن المواصلة في أمر لا يحتمل نصف الفهم ففاتتني بعض أجزاء الندوة، أبلغني أحد الإخوة أن أفتح جولي لمكالمة مهمة .. كانت مساهمة من الأستاذ محجوب عباس، أملاها عليّ وطلب أن تقرأ بالنيابة عنه لتعذر حضوره، وقد فعلت عندما سمح مدير الندوة بالمداخلات ولم أحفظ لنفسي من حق التداخل غير الإشارة إلى أن ما قدمه لنا بشرى ومدني كأنه الحلم فلا أبدع ولا أمتع ولا أروع، وكذلك أن هذه الاحتفالية هي ضربة بداية فقط لاحتفاليات ممتدة وقراءات أعمق لعبد الحي ستشهدها مدينة الرياض عبر الجمعية في الفترة القريبة القادمة، ومن ثم قفزت للسؤال الذي ظللت أعيده ولا زال يصيح في نفسي .. كيف كتب عبدالحي قصيدة العودة إلى سنار – برموزها وإشاراتها وسحرها وآفاقها المستحيلة – وقد كان في الثامنة عشر من عمره؟!:
ثم قرأت:
العنوان: قراءة سريعة لـ/محمد عبدالحي محجوب عباس**:
أعتقد أن محمد عبد الحي قد تعرض على الدوام لما يمكن أن نسميه إساءة قراءة Miss Reading من ناحية النقد الواقعي أو البنيوي أو التفكيكي في السودان.
سادت قراءة انثروبولوجية وثقافية لشعر محمد عبد الحي، لأن هذا الجانب إما سهل التناول ومتاح لكل من هبّ ودب دون أن يمتلك أدوات النقد الحقيقية ومناهجه الكاويــة كما يقول صديقنا د. عبد الله بولا، أو لأن هذا ما رأوه فعلاً في الإنتاج المتنوع بالغ الغنى لعبد الحي، أو في الخلط الفظيع بين السياسي والثقافي في السودان والذي نعاني منه ونظل نعاني إلى حين إشعار آخر.
محمد عبد الحي كان مشغولاً على الدوام بقضايا انطولوجية - وجودية يقشعر لها البدن والروح وكل ما هو جوهري في الذات الشعرية والعامة بسودانيته وكونيته ..
الجحيم ليس أرضاً غريبة مدن مثل بيروتَ، لندنَ والقاهرة ضفة النيل والملتقى وأرى في المهاوي الرهيبه وجه أمي ووجه أبي ووجه الحبيبه
ثم:
الحصان الذي يصهلُ في الهزي الأخيرْ ربما دعوةُُُ ُ لاكتشاف المصير
بهذه الطريقة اجترح قراءة جديدة لمحمد عبدالحي تتجاوز كآبة ثنائية الغابة والصحراء وتفتح آفاقًا جديدة لاستقبال شعره ومساهماته النثرية وسواها.
** يقوم الآن بإعداد قراءة متأنية يتم فيها توسيع النقاط الموضحة أعلاه وسيتم إنزالها هنا في حينه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
حفل المساء ببهاء عبدالحي وظل الحضور يقظا وجاءت المداخلات بالأسئلة العاصفة ..
قال الاستاذ عبدالقادر الجمري:
- كان عبدالحي أكاديميا أنيقاً وإنسانا فعالا وشاعرا مبدعاً - أعتقد أنه أصيب بالعين! وذهب باكرا
- وتساءل .. هل هناك مؤسسة ثقافية نافذة عملت على التعتيم على أعمال عبدالحي؟ أم أن قاموسه عصي على الدارسين، أو ربما ذخرت تأثر عبدالحي بعلماء الحداثة قاد لنوع من الغموض جعل شعره يستعصي على الفهم العادي؟
وقال الأستاذ ميرغني الشايب:
- تجربة عبدالحي لا يمكن أن تختزل في أمسية واحدة - بنية نصوصه مفتوحة لتأويلات كثيرة ومن حق القاريء أن يفهم القصائد بفهمه لا بفهم الشارحين والنقاد وطرح سؤالا:
هل الرمز الكثيف عند عبدالحي أثقل كاهل القصيدة؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب الزميل فتح الرحمن عثمان ما يلي:
نعم محمد عبدالجليل..
يا لها من ليلة.. ويا لها من متعة..
فمنذ أن نوّه إسماعيل محمد علي الأمين العام لجمعية الصحفيين في اللقاء الشهري للجمعية عن قيام هذه الأمسية غمرت السعادة الدواخل.. وظللنا في شوق نترقب انتظارا، ممنين النفس بأمسية ظللنا نبحث عن أمثالها في خضم هذا الزمن اللاهث بمشاغل الحياة.. وحين حانت.. تجاهلنا كل مشاغلنا وما حولنا من زمان ومكان بكل ما في رمضان وإرهاصات عيد شارف الأبواب.. متجهين صوب قاعة عبدالعزيز الفخمة.. تشدنا تلك الأسماء التي أُعلن عن مشاركتها وفي مقدمتهم دكتورنا الفاضل، الفاضل.. الذي حباه الله المقدرة والتمكن على جمع الأمور الكبيرة العظيمة في إطار زمني محدود دون إخلال أو نقصان بما يريد أن يوصله لسامعيه ومتلقيه.. وكانت النفس تحدث النفس بأنها ستسعد بليلة متألقة في حضرة محمد عبدالحي..
في بداية الليلة كان ذلك الانتظار الممل الذي لم تجد له جمعية الصحفيين حلاً في كل مناسباتها للبدء.. وعندما انبرى أستاذنا ميرغني الشايب مقدماً المتحدثين ومنذ أولهم وحتى أخرهم عشنا لحظات لا توصف من الروعة والجمال وتابع الجميع الأمسية منذ بدايتها حتى نهايتها بتركيز حتى ليخيل إليك من شدة صمت القاعة أنها قد خلت من روادها.. صمت لا يقطعه إلا التصفيق إعجاباً بين الفينة والأخرى.
لقد جسّد متحدثونا الواحد تلو الآخر الروعة وأفاضوا لدرجة أن النفس حدثت النفس مرة أخرى بأنها لو اكتفت بسماع واحد منهم وغادرت لكفاها ذلك متعة.. ولكن لم تكن للروعة حد ومنتهى.. فقد استمتعنا بفواصل من درر الكلمات ومقاطع من سحر الأبيات وتسليط الأضواء على عبدالحي شخصاً وشعرا.. فجزاهم الله جميعاً عنا خير الجزاء..
لقد انتقلنا مع كل متحدث إلى جانب أروع وأمتع.. فظل الجميع منصتين في تلك اللحظات الماتعة وهُم محلقة أرواحهم في عذوبة ونشوى مع ألق عبدالحي تملأهم أبيات القصيد انتشاءً يتخلل العصب ليصل لمراكز الإدراك فينبهها أن هذا نبعُ الشعر العبقري فاغرفي وارتوي.
وتوقعت مشاركة لـ د. شيراز، وأنها ستكون في منتهى الحضور والروعة.. وتوقعت ما سيصحب من عبرات ودمعات وقد كان.. فشاهدناها وهي تمسح دمعات وتغالب أحاسيسها ومشاعرها والأشجان التي تحركها الذكرى لتجسد لنا عبدالحي حياً بيننا.. فكان التعبير بالكلمات.. وكان الصوت يحلق بنا في سموات إبداع خطه أب وأوصلته ابنة فاستمعنا واستمتعنا وبفهم أكبر لما أراد أن يقول ويرمز.. خصوصاً أنها أعطت المقاطع ألق بيان قرب كثيراً الاستيعاب والتذوق.. فلله درك أيتها البارة وحق لك أن تفخري به ويفخرَ بك ونفخرَ بكما معاً.. لقد توقعت أن تكون مشاركتها رائعة، كيف لا وهي من أكثر الناس فهماً والتصاقاً ومداومة إن لم تكن الأكثر على الإطلاق، ولكن د. شيراز لم تكن رائعة فحسب، وإنما أعطتنا وأوصلتنا لأكثر مما كنا نتوقع وننتظر..
الأخت الدكتورة شيراز: لا أجد ما يناسب من كلمات لأمزج الشكر والتهنئة على ذلك الإلقاء الإبداعي بالمواساة والترحم والتعزية في الوالد العزيز رحمه الله..
أخي محمد.. كنتُ على يمينك في الجوار ذاك المساء وأنت تلاحق كل ما يقول المشاركون كتابةً، ووسط انشغالك بالتدوين، وفي لحظة وجدتك ترفع يداً طالباً المداخلة وأعطيت لك، فتداخلت بتركيز نم عن مقدرة عالية في الانتباهة والمتابعة والتسجيل لكل ما يقال ولما وودت أن تقول.. وكان نتيجة جهدك ذلك هذا الإتحاف الماثل أمامنا هنا والذي نستمتع به الآن، وبردوده كما استمتعنا تلك الليلة.. فشكراً لك محمد عبدالجليل..
ميرغني الشايب - عصام عيسى رجب - نصار الحاج -بشرى الفاضل - محمد مدني - شيراز عبدالحي.. شكرً لكم..
شكراً للجميع..
إخوتي.. أخواتي.. هذه السطور هي حقيقة ما عشته وما أحسسته تلك الليلة..
رحم الله الدكتور محمد عبدالحي.. _____________________________
الاخ - فتح الرحمن - تحياتي لك وشكرا على الإضافة الضافية ريثما أعود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
رغم أني لم أفلح حتى الآن في إنزال الصور التي وعدت بها أعلاه والتي أبدع فيها الزميل عبدالله الفكي ورفاقه، وتأخري في إكمال محاضرة د. بشرى ومحمد مدني، فقد خفف إحساسي بالتقصير ورود كثير من الافادات تشى بأن ما تم إيراده حتى الآن قد أقنع المتابعين بالانتظار .. وأخرى تفيد بأن الخيط متابع من المهتمين، كما أتصل بي معاوية محمد الحسن من السودان (عضو في أحدى الجمعيات الثقافية) يطلب CD الحفل، والاستاذ محجوب عباس معلنا أنه قد بدأ يعد دراسة مستفيضة عن أعمال عبدالحي، موضحاً أنه رغبة قديمة لديه قدحها ما ورد بهذا الخيط .. وأكثر سأورد لكم أجزاء مما كتب محجوب عباس في دراسته أيضاً .. أليس محور الفكرة أن عبدالحي قد (غزل لنا غزلا دقيقا) ؟!! ولم تستوفى أعماله حقها بسبر ما احتوت من حكمة وفلسفة صاغها شعراً مختلفا معنى ومبنى
لا بد هنا من إزجاء كلمة شكر للدكتورة نجاة محمودة فقد طلبت منها أثناء هذه الفعاليات أن ترسل لي دراستها عن عبدالحي وقد قامت مشكورة بإرسال نسخة بالإيميل أضاءت لي جوانب كثيرة عن تجربة عبدالحي وشعراء الستينيات الثرة وسأقوم بإستئذانها لاحقا لإيراد بعض ما وثقت ليكون توثيقنا عبر احتفالية عشرينية عبدالحي شاملاً وعميقاً قدر الإمكان لهذا الانسان الفريد.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
يقول الدكتور عبد الحي في مقال "إسماعيل صاحب الربابة – التاريخ والنموذج الأسطوري لمفهوم الشاعر في (كتاب الطبقات)" والمقال عبارة عن ورقة قدمها لندوة عن الفلكلور والتراث الشفهي والتاريخ (معهد الدراسات الافريقية والآسيوية يناير 1989م): إن الشيخ إسماعيل صاحب الربابة هو الصورة الأولى للشاعر السوداني الذي أبدعه الخيال الجمعي الشعبي . وفي شخصيته تبلور النموذج الأسطوري أو الشكل الرمزي بعد أن انصهرت وامتزجت واتحدت وتركزت عليه العناصر التي آمن الخيال الشعبي أو الذاكرة الكبرى التي تموج باساطير الأمة ورموزها فصارت الصورة الحقة للشاعر في ثقافتها (منقول).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
شد - محمد مدني الحضور - عبر إستعراض قصيدة: إشارة نوحية - محمد عبدالحي أكاد أن أصرخ في وجه الإله كيف أسترحت بعد أن أطلقت من عقاله رعب المياه على حقول نزعت بقطرات عرق الجبين عبر مفازة السنين شريحة من خضرة من بين فكي أسد المحل؟ لماذا يبدأ المتاه ثانية؟ لكنني أقول. وكل شيء مال للأفول: يا برق أبرق في دُجى غضبه لكي تنير هذه القصيدة: المركب الحبلى بكل ضعفنا وشوقنا لأرضنا القديمة الجديدة
قال عوالم عبدالحي الشعرية .. شغلتنا عنها لهوجة الهتافية في بعض الوقت .. غاب عن بصائرنا إضاءته لسكة الخلاص في صلب حالة المحل الوجودي الراهن، عندما فتح لغة التأويلات الواسعة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
مساء أمس الجمعة 9 أكتوبر 2009م عرضت قناة الجزيرة الفضائية فيلما وثائقياً عن الشاعر - التجاني يوسف بشير، تضمن تفاصيل مسيرة الرجل، أماكن سكنه وحركته والمناخات التي حركت شاعريته وإبداعه، علاقاته الاسرية وصداقاته، كل شيء قد تم رصده بدقة عالية، وتم تقديم نماذج كثيرة مما كتب شعرا ونثرا، وظل المستضافين يؤكدون أن عبقريـــة الرجل جعلت منه رمزاً، لكن آثاره الشعرية والأدبية لم تلق بعد حظها من الدرس المعمق ..
لم يذكر إسم السودان طوال الحلقة .. ولا شاعر من السودان حتى (التجاني يوسف بشير) .. رغم أنه ورد ذكر كثير لبلدان وشعراء عرب! قلت مساكين مبدعينا .. لماذا يظل عمالقة الإبداع في السودان خارج دائرة الضوء؟!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: أخي الصديق محمد ...لك التحايا كلها.. أجدها فرصة هنا للدعوة لانشاء مدونة السمندل. على هذه الشبكة التي يسرت لنا أمر التواصل هذا.. كنت قد طرحت الفكرة على دكتورة شيراز. في بوست الاحتفاء الرائع ذاك بمحمد عبدالحي..وأبدت الاستعداد بتبني الفكرة ..وليكن أول أيأم الاحتفاء بسمندل الغابة والصحراء فرصة لنقل الفكرة وتحويلها لواقع ماثل...مدونة السمندل..الأعمال الكاملة للشاعر محمد عبد الحي..دراسات أكاديمية عن شعره..صور خاصة..ما نشر عنه في الصحف والمجلات والدوريات..مذكرات الدكتورة عائشة رفيقة دربه. محمد عبدالجليل ..الفكرة أمانة في عنقك وال(شيراز) الواحدة مابتصفق |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: فتحي الصديق)
|
Quote: افتحوا للعائد الليلة أبوابَ المدينة افتحوا الليلة أبواب المدينة. - "بدوىُّ أنتَ ؟" "لا –" - " من بلاد الزَّنج ؟" " لا –" أنا منكم. تائه’’ عاد يغنِّى بلسانٍ ويصلَّى بلسانٍ من بحارٍ نائياتٍ لم تنرْ فى صمتها الأخضرِ أحلامُ المواني. كافراً تهتُ سنيناً وسنينا مستعيراً لى لساناً وعيونا باحثاً بين قصور الماء عن ساحرةِ الماء الغريبه مذعناً للرِّيح فى تجويف جمجمة البحر الرهيبه حالماً فيها بأرض جعلت للغرباء -تتلاشى تحت ضوء الشمس كى تولد من نار المساءْ |
على سبيل التامل والحب لمحمد عبد الحي
وعلى سبيل التحية لمحمد عبد الجليل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
وللحقيقة والتاريخ أن شعراء (الغابة والصحراء) ليسوا جماعة تربطهم رابطة أدبية أو يجمع بينهم أي تنظيم أو حزب سياسي, ولم يصدروا حتى بيانا مشتركا يعلنون فيه توجههم, وإنما هم نفر من المبدعين التقت أفكارهم في غير ما اتفاق حول رمزية الغابة والصحراء للدلالة على خصوصية الهوية السودانية. وهذا ما جعل عبدالحي ينفي أن تكون هناك مدرسة شعرية باسم الغابة والصحراء في حوار معه أجري سنة 1984م ظنه البعض تراجعا عن فكرة الغابة والصحراء, يقول عبدالحي (إن مدرسة الغابة والصحراء, أمر مضحك, فإذا كان هنالك بعض الشعراء والمتشاعرين كتبوا قصائد محشوة بالغابة والصحراء دون أن يكتبوا شعرًا رصينًا لا توجد مدرسة أو منهج لكل الناس, الشعر هو الشعر), فالغابة والصحراء, بالنسبة له مفهوم وليست مدرسة شعرية. وهذا المفهوم عنده ليس حصرًا على السودان وحده كما يقول في الحوار ذاته, بل (يمتد إلى الصومال وأريتريا وشمالي إثيوبيا وشمالي نيجيريا ومالي وغانا والسنغال...إلخ, إنه شعب يكتب باللغة العربية ويدين بالدين الإسلامي, وهم داكنو الجلد امتزجوا بثقافتين, الثقافة العربية والثقافة الإسلامية...الثقافة هي الأساس وليس بالتوالد). وعندما نادى دعاة الأفروعربية بالعودة إلى (سنار) كرمز للتعبير عن واقع حال الهوية السودانية, لم يقصدوا بذلك العودة إلى نموذج الدولة الدينية الذي كان مطبقًا في مملكة سنار, كما لم يقصدوا تجاهل الحضارات والممالك السودانية السابقة على سنار. وإنما هدفوا ببساطة إلى تقديم نموذج من تاريخ السودان يرمز ويعبّر عن التعايش والتمازج السلمي بين الثقافات السودانية المختلفة. وقد رأوا في سنار الخلاصة التي تلتقي عندها كل حضارات السودان القديمة والمعاصرة. والعودة إليها هي بالضرورة عودة إلى مروي وكرمة النوبية وعلوة والمقرة المسيحية. ففي ديوانه (العودة إلى سنار) يستلهم محمد عبدالحي الكثير من الرموز والأساطير من الحضارات النوبية القديمة. وفي ديوانه (السمندل يغني) توجد قصيدة بعنوان (مروي) في إشارة إلى الحضارة المروية القديمة, وفي الصفحة المقابلة مباشرة توجد قصيدة أخرى باسم (سنار) في إشارة إلى مملكة سنار, أكثر من ذلك أن محمد عبدالحي في دراسته القيمة عن أسطورة (الشيخ إسماعيل صاحب الربابة) وهو أحد متصوفة مملكة سنار يذهب أبعد من ذلك ويحاول إيجاد وشائج بين سيرة الشيخ إسماعيل وسائر الثقافات والحضارات القديمة بما في ذلك التأثر بالتراث اليوناني القديم, حيث يرى أن الشيخ إسماعيل هو في الحقيقة أورفيوس سوداني. ويخلص إلى أن سيرة ذلك الشيخ الصوفي تمثل اللاوعي الجمعي أو الذاكرة التراثية للإنسان السوداني حيث تلتقي عندها الثقافة العربية الإسلامية بالثقافات اليونانية والنوبية والمسيحية. لكن يبدو أن البعض يأبى إلا أن ينظر إلى الواقع بعين واحدة, فيرى الأشياء إما بيضاء وإما سوداء, ويعجز أن يرى الرؤية الرمادية التي تفسح في المجال للنظرة التعددية المتسامحة.
نقلا عن مجلة العربي - بقلم الأستاذ - عبدالمنعم عجب الفيا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
حين أبحرنا إلى (سنار) عبر الليل كانت سدرة التاريخ تهتز بريح قادم من جزر الموتى وكان الكروان الأسود الريش يغني في غصون الشوك صوتاً كان غنّاهُ على شرفة (تهراقا) قديماً ثم أمعنا مع الريح على الصحراء والصحراءُ كانت مدنا مدفونة في الرمل أشباحاً تراءى وعظاماً نخرات وأنحدرنا عبر سور الغاب والمستنقع الأخضر والجسر.. أعدنا؟ قاب قوسين .. أعدنا؟ ها هي البوابة الأولى: بساتين من النخل، وخيل في المراعي .. ها هي البوابة الأولى: أعدنا؟ كيف لا؟ وجه برونزي، كتاب ونقوش ذهبيات ودرع ورماح أبنوس
كان حلماً أن نرى البدءَ وميلاد الطقوس
| |
|
|
|
|
|
|
|