|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
الأستاذ / محمد عبد الجليل وأضيافه وضيفاته الفضليات
الأحباء هنا تحية طيبة وبعد ،
في ( الحُلم السناري ) و مولد ( العودة إلى سنار ) :
للشاعر الفخيم محمد عبد الحي ، تذكرت أحد الرفاق التقيته صدفة ذات زمان قبل أكثر من عام وهو الشاعر والكاتب والمُترجم الأستاذ ( إبراهيم الكامل عكود ). سيكون ممتعاً لو علمنا أن ( إبراهيم آل عكود ) قد كان رفيق دراسة للشاعر محمد عبد الحي !!
للشاعر ( عكود) ترجمة صقيلة للنص الذي أوردناه سابقاً عن محمد عبد الحي ، وهو قطف من ( العودة إلى سنار ) قام الأستاذ ( إبراهيم الكامل آل عكود ) بترجمة روح النص من العودة إلى سنار ، وفق ما ورد في سفره الأول : ( المدارات والمعابر ) ( ديوان في الترجمة الشعرية ) الطابعون دار مصحف إفريقيا 2002 م نورده لكم النص ثم تحته الترجمة آملين أن لا نحرم القُراء من وهج أصحاب الغابة والصحراء ، الذي كاد الدارسون والمُنقبون مع الصحاب هُنا ، وهناك وهم يُجلسون بمباضع التشريح أن تأخذ معها في غُبار الهوية اللولبي ، كل هذا السحر ( الهُيولي ) كما قال شاعرنا الفخيم محمد عبدالحي . : أدناه نص الشاعر محمد عبد الحي : ***** من ديوان ( العودة إلى سنار ) :
مَرحى .. تُطِلُّ الشمسُ هذا الصُبحُ من أُفقِ القبول لُغةً على جسد المياه و وهْجُ مِصباحٍ منَ البكور في ليلِ الجذورْ و بعضُ إيماءٍ و رمز مستحيلْ اليومًَ يا سنار ُ أقبل فيكِ أيامي بما فيها من العُشب الطفيليِّ الذي يهتزُّ تحتَ غصونِ أشجار البريقْ اليوم أقبل فيكِ أيامي بما فيها منَ الرُعبِ المُخمِّرِ في شراييني وما فيها من الفرح العَميق . اليوم أُقبلُ فيك كلَّ الوحلِ واللَّهبِ المُقدسِ في دمائِكِ ، في دمائي أحنو على الرملِ اليبيسِ كما حنوتُ على مواسمكِ الثريةِ بالتدفُق والنماءِ وأقولُ ، يا شمسَ القَبول توهَّجي في القلبِ ، صفيني ، وصفي من غبارِ داكنٍ : لُغتي غِنائي سنارْ ..تُسفرُ في بلاد الصحو جُرحاً .. أزرقاً ، قوساً ، حصاناً .. أسود الأعراف ، فهداً قافزاً في عتمة الدم ، معْدناً في الشمس ، مئذنةً نُجوماً في عظام الصخر ، رُمحاً فوقَ مقبرةٍ كتاب رجعَتْ طيورُ البحر فجراً من مسافات الغيابْ البحرُ يحلُمُ أحلامه الخضراء في فوضى الغباب البحرُ إن البحرَ فينا خُضرةٌ حلم هيوليٌّ في انتظار طلوعها الأبدي في لُغة التُراب ****** وترجمة الأستاذ/ إبراهيم آل عكود للنص : ******
My Sennar..! At sunset..! Blinks in the homeland, Of sacred revival anew, And winks in a bow In a wound dyed blue, In a horse with black manes, An' grass sparce; yet a dew. In the leap of a leopard, In blood opaque; but flew. In a m etal in the sun eyes, With a scarlet ray as clue. In stars with the marrow, Of a spear on an epitaph, Where martyrs souls just flew. In a book shone with holy verse, Where wisdom pearls blew. In a minaret to spin lighter, The spirits of the true. In a spire to stick tighter, Splinters of the pew
**
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: عبدالله الشقليني)
|
كتب الأستاذ عبدالله الشقليني:
في ( الحُلم السناري ) و مولد ( العودة إلى سنار ) :
للشاعر الفخيم محمد عبد الحي ، تذكرت أحد الرفاق التقيته صدفة ذات زمان قبل أكثر من عام وهو الشاعر والكاتب والمُترجم الأستاذ ( إبراهيم الكامل عكود ). سيكون ممتعاً لو علمنا أن ( إبراهيم آل عكود ) قد كان رفيق دراسة للشاعر محمد عبد الحي !!
للشاعر ( عكود) ترجمة صقيلة للنص الذي أوردناه سابقاً عن محمد عبد الحي ، وهو قطف من ( العودة إلى سنار ) قام الأستاذ ( إبراهيم الكامل آل عكود ) بترجمة روح النص من العودة إلى سنار ، وفق ما ورد في سفره الأول : ( المدارات والمعابر ) ( ديوان في الترجمة الشعرية ) الطابعون دار مصحف إفريقيا 2002 م *****************************
الاستاذ - عبدالله الشقليني - تحياتي لك وللأستاذ ابراهيم الكامل آل عكود.. ما سجلته يصب في قلب فكرة الاحتفالية والعودة إلى عوالم محمد عبدالحي (شعرا ونثرا - بأفق بعيد) ولعل (روح نصوص عبدالحي) ستبقى مركز العودة إلى الاعتراف برهانه الباذخ على رموزه وأشاراته الملهمة ..
أستاذ عبدالله .. تأخرت لظرفي الخاص في رفد هذا الخيط بتفاصيل الندوة ولكني سأفعل وإن طال السفر .. وأكثر آمل أن نجعل (معاً) من هذا الخيط سانحة للمساهمة في ما كتب حول وعن تجربة عبدالحي وجيله المتفرد من مبدعي الوطن لا سيما وأني أتابع ما تقوم به وآخرين في هذا الإطار.
تحياتي وودي .. وفي إنتظار مساهمتك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
مَرحى .. تُطِلُّ الشمسُ هذا الصُبحُ من أُفقِ القبول لُغةً على جسد المياه و وهْجُ مِصباحٍ منَ البكور في ليلِ الجذورْ و بعضُ إيماءٍ و رمز مستحيلْ اليومًَ يا سنار ُ أقبل فيكِ أيامي بما فيها من العُشب الطفيليِّ الذي يهتزُّ تحتَ غصونِ أشجار البريقْ اليوم أقبل فيكِ أيامي بما فيها منَ الرُعبِ المُخمِّرِ في شراييني وما فيها من الفرح العَميق . اليوم أُقبلُ فيك كلَّ الوحلِ واللَّهبِ المُقدسِ في دمائِكِ ، في دمائي أحنو على الرملِ اليبيسِ كما حنوتُ على مواسمكِ الثريةِ بالتدفُق والنماءِ وأقولُ ، يا شمسَ القَبول توهَّجي في القلبِ ، صفيني ، وصفي من غبارِ داكنٍ : لُغتي غِنائي سنارْ ..تُسفرُ في بلاد الصحو جُرحاً .. أزرقاً ، قوساً ، حصاناً .. أسود الأعراف ، فهداً قافزاً في عتمة الدم ، معْدناً في الشمس ، مئذنةً نُجوماً في عظام الصخر ، رُمحاً فوقَ مقبرةٍ كتاب رجعَتْ طيورُ البحر فجراً من مسافات الغيابْ البحرُ يحلُمُ أحلامه الخضراء في فوضى الغباب البحرُ إن البحرَ فينا خُضرةٌ حلم هيوليٌّ في انتظار طلوعها الأبدي في لُغة التُراب ****** وترجمة الأستاذ/ إبراهيم آل عكود للنص : ******
My Sennar..! At sunset..! Blinks in the homeland, Of sacred revival anew, And winks in a bow In a wound dyed blue, In a horse with black manes, An' grass sparce; yet a dew. In the leap of a leopard, In blood opaque; but flew. In a m etal in the sun eyes, With a scarlet ray as clue. In stars with the marrow, Of a spear on an epitaph, Where martyrs souls just flew. In a book shone with holy verse, Where wisdom pearls blew. In a minaret to spin lighter, The spirits of the true. In a spire to stick tighter, Splinters of the pew
| |
|
|
|
|
|
|
خالص التوفيق نحسدكم جدا على هذا اليوم الاستثنائي..
خطر ببالي وانا اقراء البيت اعلاه ان هناك ثمة اسئلة جبارة لم تطرق فهل يصل الشعر الى درجة العبث بالغيب .. اعني ادراك الكاتب بانه سيموت قريبا.. كمن يحسب هذا المر على اصابع يده
..وهكذا يتحدانا وعلى قائمته دكتور بشرى الفاضل في تحديد المركزية باشخاص لايمكن ان يتجاوزهم تاريخ الثورات في السودان ,, فكل من اشار اليهم دكتور بشرى وثلاثتهم شكلو ثورات في الحياة السودانية في اقصى ابعادها ..لهم الرحمة الطيب صالح ومحمد عبد الحي ومحمود محمد طه ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: عبدالله الشقليني)
|
كتب الأستاذ عبدالله الشقليني - أكرمه الله ونعمه:
وإنه لأُنس المعارف كلها أن نكون في ليلة عن عبد الحي ، تمتد بقدر ليل الشعر وقداسته في القبض على الوجدان من تلابيبه . ** من الصعب أن ندخل دوحة " محمد عبد الحي " دون أن ينفتح لنا باب المحبة . هذا هو مدخل عبد الحي لقراءة الماضي ، يختار منه ما يشاء لأحلامه الباسقة . ويفتح أفق الإنسانية ويغرف من هنا ، ومن هناك .
فرق كبير بين تاريخ سنار وبين فتوحات عبد الحي السنارية .
**
لنترك أمرنا ليوم نفرد مجلساً نستحضر فيه روح الشاعر ، ونتقمص شياطينه السابحة في الكون .....
نعود لما تفضل به الشاعر : محمد المكي إبراهيم حين كتب في مدونة ( سودانايل ) : في 2 فبراير 2009 م ليستأنس به قراؤك والقارئات ... ثم نعود على استحياء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب محمد علي شمس الدين:
صحيفة الرياض - 7 يوليو 2005 تحت عنوان: شعر السودان بين المركز والأطراف
ثمة طقوسية افريقية سودانية في شعر محمد عبدالحي، حيث تخرج ارواح الجدود من ضفة النهر، وتتقمص اجساد الاطفال، وحيث، على ايقاع الطبول، يستقبل الاهل ابنهم العائد ويهدونه «مسبحة من أسنان الموتى - ابريقاً جمجمةً - مصلاة من جلد الجاموس - رمزاً يلمع بين النخلة والابنوس - لغة تطلع مثل الرمح... كامرأة عارية تنام - على سرير البرق في انتظار ثورها الابيض الذي يزور في الظلام - وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً.. على حدود النور والظلمة بين الصحو والمنام».
هذا الشعر الطقوسي السوداني لمحمد عبدالحي، لا نعثر على ما يشبهه او يسير في اتجاهه، حاملاً نكهة السحر والاسرار والطقوس الافريقية، واللغة او العبارة المحلية، عند الكثيرين من الشعراء المختارين في الكتاب. وكان علينا ان نقطع كتاب الشعر السوداني بكاملة، لكي نصل الى محمد عبدالحي، ونتوقف عنده ملياً، بعد وقفات عند جيلي عبدالرحمن ومحي الدين فارس وصلاح احمد ابراهيم وكجراي والتجاني يوسف بشير الذي سجل لنا صلاح عبدالصبور تأثره به لجهة المنحى الصوفي، في قصيدته «الصوفي المعذب».
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
Quote: هل أراد الشاعر أن يقول إن في كل تلك الرسالات والنبوات عنصرا من النور الذي جاء ليجلو ظلمات جهلنا البشري وحنادسه ولتلك الغاية اتخذ لقصيدته تلك الأجواء النورية التي تتكرر في كل مقطع . أم أن تاريخية تلك الرسالات هي التي فرضت على الشاعر أجواء النور والنار والضياء..إنني مع تأويل آخر يعود بالقصيدة إلى لاوعي الشاعر أو إلى جذوره التاريخية التي لابد أن تطفر دون تعمد أو قصدية كما كان الحال مع الموروث الصوفي الذي حرك يراعه لكتابة القصيدة في أول مقام. وظني أن القصيدة امتلأت بتلك المفردات بوحي من المقامات الجليلة التي يتحدث عنها فأسعفته الذاكرة الشعرية دون وعي منه بالمفردات النورانية والضيائية. ولذلك جاءت البنية الفنية محشودة بتلك الأجواء والمفردات دون وعي من الشاعر ودون تدبير |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كتب ت. س. إليوت لأحد أساتذته السابقين في هارفارد "سمعتي في لندن مبنية على قليل من الأبيات، ويصونها طباعة قصيدتين أو ثلاث في السنة. الشيء الوحيد المهم أن هذه القصائد ينبغي أن تكون كاملة وفريدة من نوعها بحيث تصبح كل واحدة منها حدثاً بحد ذاتها"
وفي مجال النقد يجادل إليوت: بأن الفن ينبغي ألا يفهم مجرداً بل في سياق الأعمال الفنية السابقة وعلى وجه الخصوص ينبغي على الفنان أو الشاعر - بشكل قاهر - أن يُحاكم بمقاييس الماضي .. فقيمة العمل الفني ينبغي أن تعرض في سياق كل الأعمال السابقة.
--------------------------------------------------
وربما من هذا المنظور فقد ظل النقد ينوس على هوامش العودة إلى سنار نائيا عن المشروع الشعري لعبد الحي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
كان ينبغي أن يركز الشاعر محمد مدني على ما أفاد به الدكتور بشرى الفاضل .. ولكن محمد مدني أعلن أنه قد (زاغ) وسيكون تركيزه على (معلقة الإشارات) و (الله في زمن العنف)..
قال مدني:
إنطلاقا من رؤية الشاعر للواقع في تاريخيته المعجونة بتجليات البصيرة الإبداعية للفنان، تلك البصيرة التي تفتح له أفق أن يرسم إحتمالات المستقبل مستخدما أدوات الماضي (لغته، أساليبه) ومعطيات الحاضر (الحياة اليومية بتفاصيلها بالإضافة إلى المفاهيم والممارسات السائدة إجتماعيا، سياسياً وثقافياً .. الخ)، إعادة صياغة قد لا تخالف الحقيقة المطلقة المقدسة ولكنها تنظر إليها وتعالجها من منظور يرفض التلقي والقبول السلبي بالإنخراط في معاجلة الخلق والإبداع بمشروطية عرفانية وبرهانية في آن:
يا برق أبرق في دجى غضبه لكي تنير هذه القصيده المركب الحبلى بكل ضعفنا وشوقنا لأرضنا القديمةالجديدة (إشارة نوحية)
فالقصيدة هي سفينة نوح التي تحمل جموع الناجين إلى مستقبل مجهول ولكنه مفعم بالوعد والأمل.
في تجربة عبدالحي الشعرية تجد الإشارات والإحالات اللغوية والقرآنية واللاهوتية في مجملها ماضوية بإمتياز ولكنها ما أنفكت توميء إلى واقع معاش في زمن فعلي يعيشه الشاعر ومجتمعه:
أكاد أصرخ في وجه الإله كيف استرحت بعد أن أطلقت من عقاله رعب المياه على حقول نزعت بقطران عرق الجبين عبر مفازة السنين شريحة من خضرة من بين فكي أسد المحل لماذ يبدأ المتاه ثانية؟!
هذا السؤال لا يبحث عن إجابة، إنه يحرض على الإستجابة العملية التي تسد طريق المتاه وتضيء سكة الخلاص الكامنة في صلب حالة المحل والقحط الوجودي.
الصقر في وحشته يحلم بالفريسة المنهزمة والبرق وعد أزلي كامن في ظلمات الكلمة
نواصل مع محمد مدني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)
|
ويمضي مدني:
قرأنا عبدالحي في السبعينيات تحت تأثير الإيديولوجيا والهتافية التي حجبت عنا رؤياه العميقة،
في مجموعة الله في زمن العنف أربع قصائد متتالية عناوينها حديقة الغراب جماهير الغراب خمارة الغراب وتتويج الغراب
يقول الشاعر في جماهير الغراب: حين مُد السماط وجاء الغراب بادئا رافلا في حلى الطواويس دار الشراب ثم مزق لحم الكتاب بين برثن صقر عجوز ومخلب ضبع ذكي تغرقر بالموت تحت الخضاب والجماهير تهتف:
عاش الغراب .. الغراب .. الغراب!!
لا أعتقد أننا بحاجة لإعمال التأويل أو تتبع المجاز هنا فالأمر أشبه بحكاية فرعون وقلة عقله.. غير أن الطفل هنا هو الشاعر المقدس والمألوف وخارج الإجماع (إجماع القلة) حين ينحاز إلى جماعة الناس.
يذهب عبدالحي أبعد من الإيماء عندما يقول في تتويج الغراب:
في الزمن اليباب ليس سوى الثعلب والحرباء والحية الرقطاء في حقلهم هذا الذي تتويجه الغراب.
وعبدالحي في معظم نصوصه يُشهر إنحيازه لقدسية الحياة وجدارة الإنسان بها، كما يؤكد على حق الأجيال القادمة في أن يحرث لهم أهل الحاضر مزارع المستقبل كي يضعوا فيها غرسهم.
تضمن شعره هذه المفاهيم دونما صياح أو كورس لغوي أو إيقاعي، قاله من خلال الإشارة إلى محطات مضيئة في الماضي قبالة مواقف حالة الظلام راهناً، تاركاً المستقبل لوعد البرق الأزلي الكامن في ظلمات الكلمة.
| |
|
|
|
|
|
|