العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثقافية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-30-2024, 06:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الرابع للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-13-2009, 03:19 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    الأستاذ / محمد عبد الجليل وأضيافه وضيفاته الفضليات

    الأحباء هنا
    تحية طيبة وبعد ،

    في ( الحُلم السناري ) و مولد ( العودة إلى سنار ) :

    للشاعر الفخيم محمد عبد الحي ، تذكرت أحد الرفاق التقيته صدفة ذات زمان قبل أكثر من عام وهو الشاعر والكاتب والمُترجم الأستاذ ( إبراهيم الكامل عكود ). سيكون ممتعاً لو علمنا أن ( إبراهيم آل عكود ) قد كان رفيق دراسة للشاعر محمد عبد الحي !!

    للشاعر ( عكود) ترجمة صقيلة للنص الذي أوردناه سابقاً عن محمد عبد الحي ، وهو قطف من ( العودة إلى سنار ) قام الأستاذ ( إبراهيم الكامل آل عكود ) بترجمة روح النص من العودة إلى سنار ، وفق ما ورد في سفره الأول :
    ( المدارات والمعابر )
    ( ديوان في الترجمة الشعرية )
    الطابعون دار مصحف إفريقيا
    2002 م
    نورده لكم النص ثم تحته الترجمة آملين أن لا نحرم القُراء من وهج أصحاب الغابة والصحراء ، الذي كاد الدارسون والمُنقبون مع الصحاب هُنا ، وهناك وهم يُجلسون بمباضع التشريح أن تأخذ معها في غُبار الهوية اللولبي ، كل هذا السحر ( الهُيولي ) كما قال شاعرنا الفخيم محمد عبدالحي . :
    أدناه نص الشاعر محمد عبد الحي :
    *****
    من ديوان ( العودة إلى سنار ) :

    مَرحى .. تُطِلُّ الشمسُ هذا الصُبحُ من أُفقِ القبول
    لُغةً على جسد المياه
    و وهْجُ مِصباحٍ منَ البكور في ليلِ الجذورْ
    و بعضُ إيماءٍ و رمز مستحيلْ
    اليومًَ يا سنار ُ أقبل فيكِ أيامي بما فيها من العُشب الطفيليِّ
    الذي يهتزُّ تحتَ غصونِ أشجار البريقْ
    اليوم أقبل فيكِ أيامي بما فيها منَ الرُعبِ المُخمِّرِ في شراييني
    وما فيها من الفرح العَميق .
    اليوم أُقبلُ فيك كلَّ الوحلِ واللَّهبِ المُقدسِ في دمائِكِ ، في دمائي
    أحنو على الرملِ اليبيسِ كما حنوتُ على مواسمكِ الثريةِ بالتدفُق والنماءِ
    وأقولُ ، يا شمسَ القَبول توهَّجي في القلبِ ،
    صفيني ، وصفي من غبارِ داكنٍ :
    لُغتي غِنائي
    سنارْ ..تُسفرُ في بلاد الصحو جُرحاً ..
    أزرقاً ، قوساً ، حصاناً ..
    أسود الأعراف ، فهداً قافزاً في
    عتمة الدم ،
    معْدناً في الشمس ، مئذنةً
    نُجوماً في عظام الصخر ،
    رُمحاً فوقَ مقبرةٍ
    كتاب
    رجعَتْ طيورُ البحر فجراً من مسافات الغيابْ
    البحرُ يحلُمُ أحلامه الخضراء في فوضى الغباب
    البحرُ إن البحرَ فينا خُضرةٌ
    حلم هيوليٌّ
    في انتظار طلوعها الأبدي في لُغة التُراب
    ******
    وترجمة الأستاذ/ إبراهيم آل عكود للنص :
    ******
    My Sennar..!
    At sunset..!
    Blinks in the homeland,
    Of sacred revival anew,
    And winks in a bow
    In a wound dyed blue,
    In a horse with black manes,
    An' grass sparce; yet a dew.
    In the leap of a leopard,
    In blood opaque; but flew.
    In a m etal in the sun eyes,
    With a scarlet ray as clue.
    In stars with the marrow,
    Of a spear on an epitaph,
    Where martyrs souls just flew.
    In a book shone with holy verse,
    Where wisdom pearls blew.
    In a minaret to spin lighter,
    The spirits of the true.
    In a spire to stick tighter,
    Splinters of the pew




    **
                  

10-14-2009, 07:46 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: عبدالله الشقليني)

    كتب الأستاذ عبدالله الشقليني:

    في ( الحُلم السناري ) و مولد ( العودة إلى سنار ) :

    للشاعر الفخيم محمد عبد الحي ، تذكرت أحد الرفاق التقيته صدفة
    ذات زمان قبل أكثر من عام وهو الشاعر والكاتب والمُترجم الأستاذ
    ( إبراهيم الكامل عكود ). سيكون ممتعاً لو علمنا أن ( إبراهيم
    آل عكود ) قد كان رفيق دراسة للشاعر محمد عبد الحي !!

    للشاعر ( عكود) ترجمة صقيلة للنص الذي أوردناه سابقاً عن محمد
    عبد الحي ، وهو قطف من ( العودة إلى سنار ) قام الأستاذ
    ( إبراهيم الكامل آل عكود ) بترجمة روح النص من العودة
    إلى سنار ، وفق ما ورد في سفره الأول :
    ( المدارات والمعابر )
    ( ديوان في الترجمة الشعرية )
    الطابعون دار مصحف إفريقيا
    2002 م
    *****************************

    الاستاذ - عبدالله الشقليني - تحياتي لك وللأستاذ
    ابراهيم الكامل آل عكود.. ما سجلته يصب في
    قلب فكرة الاحتفالية والعودة إلى عوالم محمد
    عبدالحي (شعرا ونثرا - بأفق بعيد) ولعل
    (روح نصوص عبدالحي) ستبقى مركز العودة إلى
    الاعتراف برهانه الباذخ على رموزه وأشاراته
    الملهمة ..

    أستاذ عبدالله .. تأخرت لظرفي الخاص في
    رفد هذا الخيط بتفاصيل الندوة
    ولكني سأفعل وإن طال السفر .. وأكثر
    آمل أن نجعل (معاً) من هذا الخيط سانحة
    للمساهمة في ما كتب حول وعن تجربة
    عبدالحي وجيله المتفرد من مبدعي الوطن لا سيما
    وأني أتابع ما تقوم به وآخرين في هذا
    الإطار.

    تحياتي وودي .. وفي إنتظار مساهمتك
                  

10-14-2009, 01:28 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    مَرحى .. تُطِلُّ الشمسُ هذا الصُبحُ من أُفقِ القبول
    لُغةً على جسد المياه
    و وهْجُ مِصباحٍ منَ البكور في ليلِ الجذورْ
    و بعضُ إيماءٍ و رمز مستحيلْ
    اليومًَ يا سنار ُ أقبل فيكِ أيامي بما فيها من العُشب الطفيليِّ
    الذي يهتزُّ تحتَ غصونِ أشجار البريقْ
    اليوم أقبل فيكِ أيامي بما فيها منَ الرُعبِ المُخمِّرِ في شراييني
    وما فيها من الفرح العَميق .
    اليوم أُقبلُ فيك كلَّ الوحلِ واللَّهبِ المُقدسِ في دمائِكِ ، في دمائي
    أحنو على الرملِ اليبيسِ كما حنوتُ على مواسمكِ الثريةِ بالتدفُق والنماءِ
    وأقولُ ، يا شمسَ القَبول توهَّجي في القلبِ ،
    صفيني ، وصفي من غبارِ داكنٍ :
    لُغتي غِنائي
    سنارْ ..تُسفرُ في بلاد الصحو جُرحاً ..
    أزرقاً ، قوساً ، حصاناً ..
    أسود الأعراف ، فهداً قافزاً في
    عتمة الدم ،
    معْدناً في الشمس ، مئذنةً
    نُجوماً في عظام الصخر ،
    رُمحاً فوقَ مقبرةٍ
    كتاب
    رجعَتْ طيورُ البحر فجراً من مسافات الغيابْ
    البحرُ يحلُمُ أحلامه الخضراء في فوضى الغباب
    البحرُ إن البحرَ فينا خُضرةٌ
    حلم هيوليٌّ
    في انتظار طلوعها الأبدي في لُغة التُراب
    ******
    وترجمة الأستاذ/ إبراهيم آل عكود للنص :
    ******

    My Sennar..!
    At sunset..!
    Blinks in the homeland,
    Of sacred revival anew,
    And winks in a bow
    In a wound dyed blue,
    In a horse with black manes,
    An' grass sparce; yet a dew.
    In the leap of a leopard,
    In blood opaque; but flew.
    In a m etal in the sun eyes,
    With a scarlet ray as clue.
    In stars with the marrow,
    Of a spear on an epitaph,
    Where martyrs souls just flew.
    In a book shone with holy verse,
    Where wisdom pearls blew.
    In a minaret to spin lighter,
    The spirits of the true.
    In a spire to stick tighter,
    Splinters of the pew
                  

10-14-2009, 03:38 PM

مجاهد عيسى ادم
<aمجاهد عيسى ادم
تاريخ التسجيل: 06-08-2008
مجموع المشاركات: 747

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    ]>هنا أنا والموت جالسان..

    على المائدة الخضراء

    وبيننا النرد والخمرة والدخان....



    من مثلنا هذا المساء؟..........


خالص التوفيق نحسدكم جدا على هذا اليوم الاستثنائي..

خطر ببالي وانا اقراء البيت اعلاه ان هناك ثمة اسئلة جبارة لم تطرق فهل يصل الشعر الى درجة العبث بالغيب .. اعني ادراك الكاتب بانه سيموت قريبا.. كمن يحسب هذا المر على اصابع يده

..وهكذا يتحدانا وعلى قائمته دكتور بشرى الفاضل في تحديد المركزية باشخاص لايمكن ان يتجاوزهم تاريخ الثورات في السودان ,, فكل من اشار اليهم دكتور بشرى وثلاثتهم شكلو ثورات في الحياة السودانية في اقصى ابعادها ..لهم الرحمة الطيب صالح ومحمد عبد الحي ومحمود محمد طه ..
                  

10-14-2009, 04:39 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: مجاهد عيسى ادم)

    الحبيب محمد عبد الجليل
    تحية لك ولأضيافك الكرام وضيفاتك الفضليات ،

    وإنه لأُنس المعارف كلها أن نكون في ليلة عن عبد الحي ، تمتد بقدر ليل الشعر وقداسته في القبض على الوجدان من تلابيبه .
    **
    من الصعب أن ندخل دوحة " محمد عبد الحي " دون أن ينفتح لنا باب المحبة . هذا هو مدخل عبد الحي لقراءة الماضي ، يختار منه ما يشاء لأحلامه الباسقة . ويفتح أفق الإنسانية ويغرف من هنا ، ومن هناك .

    فرق كبير بين تاريخ سنار وبين فتوحات عبد الحي السنارية .
    **
    لنترك أمرنا ليوم نفرد مجلساً نستحضر فيه روح الشاعر ، ونتقمص شياطينه السابحة في الكون .....

    نعود لما تفضل به الشاعر : محمد المكي إبراهيم حين كتب في مدونة
    ( سودانايل ) : في 2 فبراير 2009 م
    ليستأنس به قراؤك والقارئات ... ثم نعود على استحياء :

    النص :


    القصيدة الضوئية
    معلقة الإشارات لمحمد عبد الحي

    محمد المكي ابراهيم

    صدرت هذه القصيدة أول صدورها على هيئة مطبق ذي ثمان صفحات احتلت القصيدة سبعا منها وآلت الثامنة إلى العنوان .وقد صدرت عن مصلحة الثقافة عام 1977 بعنوان إضافي هو:"قصيدة نبوية في مقام الشعر والتاريخ" وتحتوي على عناوين فرعية لكل مقطع وهي على التوالي:إشارة آدمية-إشارة نوحية-إشارة إبراهيمية-إشارة موسوية- إشارة عيسوية-إشارة محمدية-إشارة ختامية. وتبلغ أسطر القصيدة ستين سطرا تتوزع على العناوين الفرعية الثمانية. وأطول الإشارات هي الإشارة المحمدية ذات الأربعة عشر سطرا تليها الإبراهيمية باثنتي عشر سطرا وأقصرهن هي الإشارة الختامية المكونة من ستة أسطر.ولاشك أن ذلك التقسيم يخضع للترتيب التاريخي لبعثات أولئك الأنبياء الكرام ففي البدء آدم الذي جعله الله خليفة في الأرض وعلمه الأسماء كلها ثم نوح الأب الثاني للبشرية ، فإبراهيم أبو الأنبياء وفي هذا التسلسل وفي اختيار أولئك الرسل الكرام يخضع الشاعر لما هو مأثور ومعروف عند علماء السير المسلمين من إيلاء الأولية المطلقة لأولي العزم من أنبياء الله
    خلف هذا النص الشعري يختبئ نصان شعريان سيطرا على أجوائه وموسيقاه هما نص همزية البوصيري في مدح الرسول والتي يظهرها لنا الشاعر باستشهاده بأحد أبياتها في نهاية الإشارة المحمدية حيث يقول:
    وتوالت بشرى الهواتف أن قد
    ولد المصطفى وعم الهناء.
    أما النص الآخر المسيطر على القصيدة فهو لازمة المولد النبوي التي يرددها أهل السودان ليس فقط في ذكرى المولد النبوي بل في كل مناسبات الحمد والتوسل حيث يتلى كتاب المولد البر زنجي أو العثماني أو الاسماعيلي وتقدم الأطعمة والأشربة قربي وحمدا لشفاء مريض أو عودة غائب أو غير ذلك من أفراح الحياة. واللازمة المقصودة هي تلك التي تقول:
    اللهم صلي على الذات المحمدية
    واغفر لنا ما يكون وما قد كان
    سيطر هذان النصان على مناخ القصيدة وموسيقاها ففي كل مقاطعها تقريبا قواف همزيه تأثرا بقصيدة البوصيري .وفي الإشارة الإبراهيمية قواف مثل (الوردة الكوكبية) و(البشائر الوحشية) تأتي من استرجاع الروح الشاعرة لعبارة (الذات المحمدية) في لازمة المولد المذكور فهي بلا شك مما سمع الشاعر في غضارة الطفولة فتسللت إلى مكامن روحه وسكنتها سكنا أبيدا يعرب عن نفسه في حالة الصحو الصوفي حيث تستيقظ تلك المؤثرات القديمة وتفعل فعلها في الوجدان على نحو ما جرى لهذا الشاعر العظيم غب عودته من القارة الأوربية ليطوى روحه في جبة (مدني السني) الذي نشأ في مدينته وفي كنفه الروحي. وهنالك ملاحظة دقيقة على السطر الثالث في الإشارة الإبراهيمية وعلى كلمة الكوكبية بالذات فقد وضع الشاعر عليها علامة السكون بدلا من علامة الخفض وقد قصد إلى ذلك قصدا مدللا على بصره العميق بالفن الشعري. فلو أنه وضع علامة الخفض على تلك الكلمة المفردة لتحولت قصيدته إلى قصيدة تدوير (على نحو ما كان رائجا تلك الأيام) ولكنه باختياره التسكين كان يحافظ على إيقاع لازمة المولد التي تتنهد قائلة: (صلي وسلم على الذات المحمدية).
    تستدعي همزية البوصيري في الخاطر همزية شوقي .وهو استدعاء لا يحتاج منا إلى غلو ولا إلى ذاكرة شعرية واسعة فالقصيدتان مرتبطتان من حيث أن إحداهما استنصاص للأخرى أو معارضة لها كما يقول القدماء . والواقع أن همزية شوقي عميقة الارتباط في العقل العربي المعاصر بمولد الرسول وخاصة مطلعها المتفوق الذي يمثل وحده نبوية مادحة عميقة التأثير :
    ولد الهدى فالكائنات ضياء
    وفم الزمان تبسم وثناء
    وعبارة الكائنات ضياء تعني أن الدنيا كلها تتضوأ وتنير لمولده الكريم ولو أعمل المرء خياله مع هذه العبارة لرأى شجرا منيرا وجبالا مضيئة وبشرا مضيئين بل أنني أرى الشمس نفسها وقد أضيئت بنور غير نورها –نور إضافي يقدح حبورا بمولد المصطفى.
    هل من علاقة بين ذلك وبين أجواء الضوء والنار والاحتراق التي تسيطر على مناخ قصيدة عبد الحي؟ إنني لا أريد أن أقطع في ذلك برأي ولكنني اتخذه مدخلا إلى الظاهرة الضوئية في هذه القصيدة الفريدة في حسنها. وذلك انه ما من مقطع في هذه القصيدة يخلو من ذكر النور والنار والضوء والبرق والنجوم وكلها أجسام أو أطياف نورانية أو ذكر الرماد الذي هو من مخلفات الاحتراق:
    في الإشارة المحمدية يقول:
    فاجأتنا الحديقة،انعقدت وردا ونارا
    في قلبها الأضواء
    والخيول النورية البيضاء
    آس نار وموجة من بحار عميقة
    من لهيب ومن جمال ويمن
    وفي الإبراهيمية يصنع هذا الجمال الجيد الصقل:
    لامعا مثل صفحة السيف في لحم الظلام
    رغوة من دماء كبش ذبيح في بروج النجوم
    وخيول نورية في الغيوم
    لغة في الرياح من لهب أخضر على الأشجار
    طائر الليل هاربا يستحيل رمادا
    في مرايا النار.
    وفي الموسوية:
    الرماد
    في الصباح البكر يلتم ويعلو
    شجرا أخضر في النور النقي
    ثم العيسوية:
    هذا رنين قدم الفجر على التلال والأشجار
    يخبر كيف مرت الريح على القيثار
    واعتنق الملاك والعذراء
    تحت سقوف النار
    وفي الإشارة الختامية يضعنا بمواجهة هذا الجسد الإبداعي المكتمل :
    شمس من العشب وورقاوان
    تغنيان
    تحترقان
    على فروع البان
    (لاحظ أن محمدا لم يقل على غصون البان كما هو متواتر عند الشعراء وإنما انتقى لفظة مألوفة في السودان ومرتبطة تماما بذلك الشجر المياس هي كلمة فروع كقول المغنية: آه من فريع البان)
    هل أراد الشاعر أن يقول إن في كل تلك الرسالات والنبوات عنصرا من النور الذي جاء ليجلو ظلمات جهلنا البشري وحنادسه ولتلك الغاية اتخذ لقصيدته تلك الأجواء النورية التي تتكرر في كل مقطع . أم أن تاريخية تلك الرسالات هي التي فرضت على الشاعر أجواء النور والنار والضياء..إنني مع تأويل آخر يعود بالقصيدة إلى لاوعي الشاعر أو إلى جذوره التاريخية التي لابد أن تطفر دون تعمد أو قصدية كما كان الحال مع الموروث الصوفي الذي حرك يراعه لكتابة القصيدة في أول مقام. وظني أن القصيدة امتلأت بتلك المفردات بوحي من المقامات الجليلة التي يتحدث عنها فأسعفته الذاكرة الشعرية دون وعي منه بالمفردات النورانية والضيائية. ولذلك جاءت البنية الفنية محشودة بتلك الأجواء والمفردات دون وعي من الشاعر ودون تدبير.ويمكن تشبيه حال الشاعر بمهندس الإضاءة في خشبة المسرح إذ له الخيار بين أن يشيع النور في كامل المشهد ويعدم الظلال وأماكن الخفوت أو يلجأ لاستخدام الإضاءة المركزة(سبوت-لايت) ليظهر بها بعض المرئيات وذلك ما اختاره الشاعر فانه أضاء مسرح القصيدة بكامله ولم يلجأ للإضاءة المركزة واستطاع بذلك أن يصنع قصيدة مضيئة أو قصيدة ضوئية تشع جلالا وبهاء.
    اللاوعي /الموروث/التأثيرات القديمة تفيض في معلقة الإشارات وتطفر من كل أبياتها لتصنع تلك الإضاءة الشاعلة ولكن الاطلاع والمثاقفة هي نوع من الإرث التاريخي للمنشئ وكل تلك الساعات اللامتناهية التي قضاها عبد الحي بصحبة الشعر والشعراء لابد أن يكون لها تأثيرها على شعره وعلى خياراته الفنية النهائية وبعيدا عن علاقتي الشخصية بعبد الحي أحس بتأثير الشعر الفارسي على شعره بصفة عامة وعلى هذه القصيدة بالذات .ويأتي مصداق ذلك من استخدامه (غير الكثيف في هذه القصيدة)لرمز السمندل وهو بنظري يختلف عن رمز طائر الفينيق الذي –بالتقادم- أصبح مكشوفا وغير عميق الغور كما أن نسبة السمندل إلى شعراء فارس العظام (سعدي وحافظ وإضرابهم) نسبة معروفة ومؤكدة. وفي واحدة من أعظم ملاحم الشعر الفارسي) منطق الطير لفريد الدين العطار) يهاجر ثلاثون ألف طائر إلى جبل قاف بقيادة الهدهد ويتساقط معظمها في الطريق فلا يصل منها سوى ثلاثون طائرا هي في مجموعها السمندل أو السيمرغ في الفارسية وعند لحظة الوصول تنظر إلي نهاية سعيها القتال فلا ترى سوى ثلاثين طائرا أخرى تبادلها التحديق أي انها بحضرة نفسها-يريد بذلك وحدة الوجود. وهنا يمثل السمندل ليس فقط البقائية اللامتناهية والقدرة على اجتياز الصعاب بل يمثل أيضا قدرة التوحد والاتحاد التي طالما تحدث عنها الصوفيون .ومن يتأمل هذه القصيدة الباهرة يجد أن طائرها يختلف عن طائر الأسطورة الإغريقية الذي ينهض من رماده لينهض من جديد وذلك أن للسمندل هدفا يحققه من ذلك الاشتعال أعمق كثيرا من مجرد الاستعصاء على طارق الموت.
    يقول محمد في الإشارة الإبراهيمية:
    طائر الليل هاربا يستحيل رمادا
    في مرايا النار
    مقتربا بذلك من السيمرغ وهو ينظر في مرآة بحثه عن الخالق الذي تخطى إليه الرحلة القاتلة وتحمل شراكها وأخطارها ويقول في الإبراهيمية:
    يسقط الطير قبل أن يدرك الساحل منها
    مستقبلا في ابتهاج حريقه
    ومن جديد يضيف إلى الطائر صفات السمندل الباحث المنقب الذي يلتحم بالذات العلية في نهاية كفاحه الرهيب.
    والمقطع الذي برهن فيه محمد على قدراته الشعرية المتفوقة هو الآخر تأكيد على الأبعاد الصوفية للسمندل والتي-بنظري على الأقل- تضعه وجوديا في مرتبة أعلى من الفينيق بلانهائية موته وبعثه المتكرر دون غاية محددة سوى تكرار ضجر الموت والبعث والاحتراق
    يقول حافظ الشيرازي:
    أقولها علانية وأنا من قولتي طيب الخاطر
    إني أسير العشق وقد تحررت من الدارين
    انأ طائر جمال القدس
    ويقول سعدي الشيرازي:
    هكذا نهاية العشق يا بني
    فطريقه إذا أردت أن تعلم هو الموت
    وحينئذ تحصل على النجاة بالاحتراق وحيدا
    إنهما - مع عبد الحي- يتحدثان عن المجاهدة التي ترفع صاحبها إلى أعلى درجات المعرفة ولكنها مجاهدة لا تسمح للموت نفسه أن يضع لها نقطة الختام قبل أن تدرك غايتها أو- كالسمندل- قبل أن تصل إلى جبل قاف.
    محمد المكي ابراهيم1977


    انتهى النص المنقول .





    ****
                  

10-15-2009, 01:26 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: عبدالله الشقليني)

    كتب الأستاذ عبدالله الشقليني - أكرمه الله ونعمه:

    وإنه لأُنس المعارف كلها أن نكون في ليلة عن عبد الحي ، تمتد بقدر ليل
    الشعر وقداسته في القبض على الوجدان من تلابيبه .
    **
    من الصعب أن ندخل دوحة " محمد عبد الحي " دون أن ينفتح لنا باب المحبة .
    هذا هو مدخل عبد الحي لقراءة الماضي ، يختار منه ما يشاء لأحلامه الباسقة .
    ويفتح أفق الإنسانية ويغرف من هنا ، ومن هناك .

    فرق كبير بين تاريخ سنار وبين فتوحات عبد الحي السنارية .

    **

    لنترك أمرنا ليوم نفرد مجلساً نستحضر فيه روح الشاعر ، ونتقمص شياطينه
    السابحة في الكون .....

    نعود لما تفضل به الشاعر : محمد المكي إبراهيم حين كتب في مدونة
    ( سودانايل ) : في 2 فبراير 2009 م
    ليستأنس به قراؤك والقارئات ... ثم نعود على استحياء
                  

10-15-2009, 09:58 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: مجاهد عيسى ادم)

    الاخ - مجاهد عيسى آدم - تحياتي،

    من مثلنا هذا المساء؟..........

    لغة عبدالحي تتبختر عمقاً ..

    لقاء حميم مع الموت !!
    جلسة على مائدة خضراء
    بنردها وخمرها ودخانها

    ليس كمثلهما أحد!!

    كان الأستاذ علي الأزرق يقول لطلابه
    عندما يشرح قصيدة ويواجه بالمعاني الشعرية الشفيفة
    الكثيفة:

    مثل هذا الشعر لا ينبغي أن يشرح
    يتم التعامل معه بالحس والأفق
    المفتوح

    من مثلنا هذا المساء؟..........
                  

10-16-2009, 07:39 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    flow007.gif Hosting at Sudaneseonline.com



    قطف لذكراه حية في قلوبنا ولشفقه الأحمر في أنفسنا..


                  

10-17-2009, 08:32 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: عبدالله الشقليني)

    Quote: اللاوعي /الموروث/التأثيرات القديمة تفيض في معلقة الإشارات وتطفر من كل أبياتها لتصنع تلك الإضاءة الشاعلة ولكن الاطلاع والمثاقفة هي نوع من الإرث التاريخي للمنشئ وكل تلك الساعات اللامتناهية التي قضاها عبد الحي بصحبة الشعر والشعراء لابد أن يكون لها تأثيرها على شعره وعلى خياراته الفنية النهائية


    تحياتي لك عبدالله الشقليني ..

    Quote: قطف لذكراه حية في قلوبنا ولشفقه الأحمر في أنفسنا..
                  

10-18-2009, 10:23 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كتب محمد علي شمس الدين:

    صحيفة الرياض - 7 يوليو 2005
    تحت عنوان: شعر السودان بين المركز والأطراف

    ثمة طقوسية افريقية سودانية في شعر محمد عبدالحي، حيث تخرج ارواح الجدود من
    ضفة النهر، وتتقمص اجساد الاطفال، وحيث، على ايقاع الطبول، يستقبل الاهل ابنهم
    العائد ويهدونه «مسبحة من أسنان الموتى - ابريقاً جمجمةً - مصلاة من جلد
    الجاموس - رمزاً يلمع بين النخلة والابنوس - لغة تطلع مثل الرمح... كامرأة
    عارية تنام - على سرير البرق في انتظار ثورها الابيض الذي يزور في الظلام -
    وكان أفق الوجه والقناع شكلاً واحداً.. على حدود النور والظلمة بين الصحو والمنام».

    هذا الشعر الطقوسي السوداني لمحمد عبدالحي، لا نعثر على ما يشبهه او يسير
    في اتجاهه، حاملاً نكهة السحر والاسرار والطقوس الافريقية، واللغة او العبارة
    المحلية، عند الكثيرين من الشعراء المختارين في الكتاب. وكان علينا ان
    نقطع كتاب الشعر السوداني بكاملة، لكي نصل الى محمد عبدالحي، ونتوقف عنده
    ملياً، بعد وقفات عند جيلي عبدالرحمن ومحي الدين فارس وصلاح احمد ابراهيم
    وكجراي والتجاني يوسف بشير الذي سجل لنا صلاح عبدالصبور تأثره به لجهة
    المنحى الصوفي، في قصيدته «الصوفي المعذب».
                  

10-19-2009, 08:34 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: هل أراد الشاعر أن يقول إن في كل تلك الرسالات والنبوات عنصرا من النور الذي جاء ليجلو ظلمات جهلنا البشري وحنادسه ولتلك الغاية اتخذ لقصيدته تلك الأجواء النورية التي تتكرر في كل مقطع . أم أن تاريخية تلك الرسالات هي التي فرضت على الشاعر أجواء النور والنار والضياء..إنني مع تأويل آخر يعود بالقصيدة إلى لاوعي الشاعر أو إلى جذوره التاريخية التي لابد أن تطفر دون تعمد أو قصدية كما كان الحال مع الموروث الصوفي الذي حرك يراعه لكتابة القصيدة في أول مقام. وظني أن القصيدة امتلأت بتلك المفردات بوحي من المقامات الجليلة التي يتحدث عنها فأسعفته الذاكرة الشعرية دون وعي منه بالمفردات النورانية والضيائية. ولذلك جاءت البنية الفنية محشودة بتلك الأجواء والمفردات دون وعي من الشاعر ودون تدبير
                  

10-19-2009, 12:42 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    حين انكسرت آنية الخزف
    الصينية
    كانت فأرتنا تسكن فيها
    هل ظنتها رحم الأبدية؟!!
                  

10-20-2009, 12:03 PM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    Quote: "عبد الحي في تقديرنا هو أحد ثلاثة لهم مركزية خطاب في
    تاريخ حركة الكتابة في السودان إذ يمتلكون مشروعاً رؤيوياً
    ناضجاً ومتماسكاً نظرياً كان أم جمالياً وهم:

    الطيب صالح في مجال الإبداع الروائي
    والأستاذ محمود محمد طه في مجال المشروع النهضوي التنويري
    ومحمد عبد الحي في مجال الإبداع الشعري".
                  

10-22-2009, 10:08 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كتب ت. س. إليوت لأحد أساتذته السابقين في هارفارد
    "سمعتي في لندن مبنية على قليل من الأبيات، ويصونها
    طباعة قصيدتين أو ثلاث في السنة. الشيء الوحيد المهم
    أن هذه القصائد ينبغي أن تكون كاملة وفريدة من نوعها
    بحيث تصبح كل واحدة منها حدثاً بحد ذاتها"

    وفي مجال النقد يجادل إليوت: بأن الفن ينبغي ألا يفهم
    مجرداً بل في سياق الأعمال الفنية السابقة وعلى وجه
    الخصوص ينبغي على الفنان أو الشاعر - بشكل قاهر - أن
    يُحاكم بمقاييس الماضي .. فقيمة العمل الفني ينبغي أن
    تعرض في سياق كل الأعمال السابقة.

    --------------------------------------------------

    وربما من هذا المنظور فقد ظل النقد ينوس على هوامش
    العودة إلى سنار نائيا عن المشروع الشعري لعبد الحي
                  

10-26-2009, 09:58 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    هم ما رأوا غير الزمان
    وما رأيت سوى زمان ناضر
    كالطفل في الفردوس يمرح رغم رائحة الحنوط
    ورغم رمل المقبر

    من ديوان حديقة الورد الأخيرة
                  

10-28-2009, 08:05 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    كان ينبغي أن يركز الشاعر محمد مدني على ما أفاد به
    الدكتور بشرى الفاضل .. ولكن محمد مدني أعلن أنه قد
    (زاغ) وسيكون تركيزه على (معلقة الإشارات) و (الله في زمن
    العنف)..

    قال مدني:

    إنطلاقا من رؤية الشاعر للواقع في تاريخيته
    المعجونة بتجليات البصيرة الإبداعية للفنان، تلك البصيرة
    التي تفتح له أفق أن يرسم إحتمالات المستقبل مستخدما
    أدوات الماضي (لغته، أساليبه) ومعطيات الحاضر (الحياة
    اليومية بتفاصيلها بالإضافة إلى المفاهيم والممارسات
    السائدة إجتماعيا، سياسياً وثقافياً .. الخ)، إعادة صياغة
    قد لا تخالف الحقيقة المطلقة المقدسة ولكنها تنظر إليها
    وتعالجها من منظور يرفض التلقي والقبول السلبي بالإنخراط
    في معاجلة الخلق والإبداع بمشروطية عرفانية وبرهانية في
    آن:

    يا برق أبرق في دجى غضبه
    لكي تنير هذه القصيده
    المركب الحبلى بكل ضعفنا
    وشوقنا لأرضنا القديمةالجديدة
    (إشارة نوحية)

    فالقصيدة هي سفينة نوح التي تحمل جموع الناجين إلى مستقبل
    مجهول ولكنه مفعم بالوعد والأمل.

    في تجربة عبدالحي الشعرية تجد الإشارات والإحالات اللغوية
    والقرآنية واللاهوتية في مجملها ماضوية بإمتياز ولكنها
    ما أنفكت توميء إلى واقع معاش في زمن فعلي يعيشه الشاعر
    ومجتمعه:

    أكاد أصرخ في وجه الإله
    كيف استرحت بعد أن أطلقت
    من عقاله رعب المياه
    على حقول نزعت بقطران
    عرق الجبين
    عبر مفازة السنين
    شريحة من خضرة من بين
    فكي أسد المحل
    لماذ يبدأ المتاه
    ثانية؟!

    هذا السؤال لا يبحث عن إجابة، إنه يحرض على الإستجابة
    العملية التي تسد طريق المتاه وتضيء سكة الخلاص
    الكامنة في صلب حالة المحل والقحط الوجودي.

    الصقر في وحشته يحلم
    بالفريسة المنهزمة
    والبرق وعد أزلي
    كامن في ظلمات الكلمة

    نواصل مع محمد مدني
                  

10-28-2009, 08:26 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    ويمضي مدني:

    قرأنا عبدالحي في السبعينيات تحت تأثير الإيديولوجيا
    والهتافية التي حجبت عنا رؤياه العميقة،

    في مجموعة الله في زمن العنف أربع قصائد متتالية عناوينها
    حديقة الغراب
    جماهير الغراب
    خمارة الغراب
    وتتويج الغراب

    يقول الشاعر في جماهير الغراب:
    حين مُد السماط وجاء الغراب
    بادئا رافلا في حلى الطواويس
    دار الشراب
    ثم مزق لحم الكتاب
    بين برثن صقر عجوز
    ومخلب ضبع ذكي
    تغرقر بالموت تحت الخضاب
    والجماهير تهتف:

    عاش الغراب .. الغراب .. الغراب!!

    لا أعتقد أننا بحاجة لإعمال التأويل أو تتبع
    المجاز هنا فالأمر أشبه بحكاية فرعون وقلة
    عقله.. غير أن الطفل هنا هو الشاعر المقدس
    والمألوف وخارج الإجماع (إجماع القلة) حين ينحاز
    إلى جماعة الناس.

    يذهب عبدالحي أبعد من الإيماء عندما يقول في
    تتويج الغراب:

    في الزمن اليباب
    ليس سوى الثعلب والحرباء
    والحية الرقطاء
    في حقلهم هذا الذي
    تتويجه الغراب.

    وعبدالحي في معظم نصوصه يُشهر إنحيازه لقدسية
    الحياة وجدارة الإنسان بها، كما يؤكد على حق
    الأجيال القادمة في أن يحرث لهم أهل الحاضر
    مزارع المستقبل كي يضعوا فيها غرسهم.

    تضمن شعره هذه المفاهيم دونما صياح أو كورس
    لغوي أو إيقاعي، قاله من خلال الإشارة إلى محطات
    مضيئة في الماضي قبالة مواقف حالة الظلام راهناً،
    تاركاً المستقبل لوعد البرق الأزلي الكامن في
    ظلمات الكلمة.
                  

10-29-2009, 11:41 AM

Mohamed Abdelgaleel
<aMohamed Abdelgaleel
تاريخ التسجيل: 07-05-2005
مجموع المشاركات: 10415

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: العودةُ إلى محمَّد عبد الحي: عشرونَ عاماً مِنْ الغيابِ – الحُضور - الرياض في أكبر تظاهرة ثق (Re: Mohamed Abdelgaleel)

    وعبدالحي في معظم نصوصه يُشهر إنحيازه لقدسية
    الحياة وجدارة الإنسان بها، كما يؤكد على حق
    الأجيال القادمة في أن يحرث لهم أهل الحاضر
    مزارع المستقبل كي يضعوا فيها غرسهم.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 2 „‰ 2:   <<  1 2  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de