أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 04:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
09-04-2009, 11:57 AM

Adil Al Badawi

تاريخ التسجيل: 07-27-2005
مجموع المشاركات: 1143

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد!

    لو أنّ أهل القرى سمحوا لي أن أمثّلهم ولو أنّ مترجم كتاب بوزان ذاك كان شاورني لألهمت مكتبة جرير نكتةً تغنيها عن هبّة السودانيين في وجهها بجريرة نكتة موضوعها بايت وبايخ. هل خطر ببالك يوماً السؤال: أين تقدّم الشربات مغليّةً؟ والجواب: في بعض ريف السودان الذي هو في الواقع هامشٌ تمدّد فاحتلّ صفحة هذا البلد ذات المليون ميل مربّع كلّها سوى عن سطر أو سطرين نالها أصحاب الحظوة حصروا فيها جميع موارد السودانيين ثم كتبوها باسمهم وباسم جناهم وجنى جناهم إذ كيف يستقيم لمن بيده القلم أن يكتب شيئاً للمهمّشين وهو يعلم أنّ ذلك قد يضطرّ عَقَابَه، ولو لجنى الجنى، لأن يصبح يوماً ما شقيّاً.

    المضحك المبكي في نكتة الشربات هذه إنّها ليست نكتة وإنّما حقيقة لن يجد السودانيّون سبيلاً إلى الاحتجاج عليها لدى مكتبة جرير وإنّما يلزمهم التأمّل فيما قد تجرّه عليهم من احساس بجريرة التقصير. فإذا كانت عمّتك على درجة من الحِنيّة تجعلها تبلع الحرج الكامن في أن تقدّم لك الشربات مغليّة تفادياً لأن تغلّط على أحشائك بشرباتٍ قد نُشِل (يا لبلاغة الكلمة) ماؤها لتوّه من "بير" مكشوف فلا عزاء لقرّاء بوزان الهميمين وإنّما العزاء الوحيد في هبّة السودانيين ليقصّوا أثر مطلب توفير المياه الصالحة للشرب للمهمّشين.

    نرجع لعمّتك فنجد أنّها تعلم أنّك لست كير حمام، وإن سلختَ باقي عمرك (بعدئذٍ) طائراً من موية سكّر لموية سكّر، وبذا فأغلب الظن أنّها تلتمس ليمونةً منسيّةً تنكِّه بها ما تسوط لك من موية سكّرٍ مغليّة فإن لم تجد فإنّ قطرةً من أقرب زجاجة كلونيا لكفيلة بأن تعطّر شرباتك!

    هُسْ، ولا كلمة، يا صاحب الجلالة. أتعاف شربات عمّتك بعد كلّ ما شهدتَ من شلهتتها؟! اشرب من سكات واحذر أن تقول أنّك تعاف، أيضاً، اللقمة التي عاستها لك أمّك أو حبّوبتك مخلوطةً بعرق جبينها (اختلاطاً حقيقياً لا مراء فيه ولا مجال لحذلقة مثقّفين أو شبهة مجاز) أو وجدتَ، وأنت تغوص في غياهب تلك اللقمة، "ورتابةً" مختبئةً! لا لا، لا تعاف فذلك يظل أمراً طبيعياً ما دام "الدفيس" هو "ويقود" عواسة طعامك ويا عالـِم متى تأخذك الحداثة إلى حيث تجد فقّاعة غازٍ محل تلك "الورتابة"، لحظتها لا أنت مهمّش ولا صاحب جلالة ولا أنا أعرفك. كما وقد تضطرّك الظروف (!) إلى أن تفعل فعل خالنا (وهو أيضاً عمّنا) النحلان حين قَرَش ليهو شيء، كَرَch، ونحن نتعشّى، وسط ظلامٍ يتوّه الواحد عن أمّ فمه، فغزّ اصبعه فأخرجه حطام قرمبع وكأنّ قدره قد حطّه بين حجري طاحونة لكنّ النحلان ما لبث أن أرجعه إلى مكانه مطمئنّاً ثمّ واصل في تناول عشائه (زايد شويّة بروتين، طبعاً). ها، هل تستطيع أن تواصل أنت في الاطّلاع على هذا المقال ومذاق ذاك القرمبع يجوس في نخاشيشك؟ بسيطة، ارجع لعمّتك صاحبة الشربات واسألها فنجان قهوة فهي، من غرامها بالنكهات الغريبة، تنكِّه قهوتها بمسحوق قشر البرتقال (تانك شنو إنتَ كمان؟ تانك في عينك) وهوأكثر من كافٍ لازالة أي مذاق قد يزعجك بما في ذلك المذاق المر لذات التهميش الذي نتناوله جميعاً، كلّ واحد بطريقته.

    أمّا إذا حلّ البلاء وعَزَّت الدرماء، لا قدّر الله، بحيث اضطرّت خالتك ميري انطوانيت إلى أن تطعمكم كيكاً ثمّ نما إلى علمك أنّ البيض أحد مكوّنات ذاك الكيك، فإنّك قد تنتهي إلى صيحة عظيمة: جنى جداد! ثمّ تُتبع ذلك استنكاراً ورفضاً صريحاً وإن عجزت عن التعبير عنه إلاّ عبر حلقك بما يشبه "قنتةً" من فظيع الألم: أُهـ! فالكثير من أصحاب الجلالة المهمّشين لا يضطرّون، لا في مخمصة ولا في غيرو، لأكل جنى الجداد وألاّ المِح وألاّ الدِح وألاّ الجداد في رقبتو. طيّب، الجداد ساعينّو (كاك كاك كاك، كاك كاك كاك) في شان شنو؟! والجواب: لأغراضٍ "تجارية" بحتة وقد كان جدّي أُمحمّد ود فضل المولى، رحمه الله، أحد تجّارهم في ذلك وفي الجلود الخام. تسمعه في عتمة ما قبل الفجر، ولا تراه، ويتراءى لك أنّه يصيح بواحد راسو مع إنّه يهمهم: العوذو (العياذُ) بالله والنَيْتو (النيّة) لله ولا إله إلا الله، يا أرحم الراحمييييين أرحمنا. ثمّ تسمعه ينهر حمارته الصهباء بعد أن أفلح أخيراً إلى وضع سرجه وخُرجيه على ظهرها الحاد وكأنّه حافّة سمكة: عَرْت...عَرْت...عَرْت القلق أل! عَرْت...عَرْت...عَرْت القلق أل! والمسكينة حارنة في محلّها وهو لا يرى (وكيف يكون له ذلك؟) أنّها ما زالت مربوطة إلى وتدها. ينطلق، ما أن يفكّ المربوطة إلى الوتد، ليطوف على الحلاّل من المعلّياب إلى التبيبات الاتنين إلى التمّاري وربّما أبعد ومن كيران (بالراء، يا أخوي، بالراء) إلى حلّة الخليفة إلى المغاربة إلى حاج موسى وود قرّاص وربّما عمارة البنّا يشتري، على الوهّاب، من المنتجين هناك انتاجهم من الدجاج والجلود يستهدف به قيمةً مضافة يومي سوق أم شانق (الأحد والأربعاء) أو سوق رفاعة (الأثنين والخميس).

    خلاصة مقالي هذا بسيطة بساطة سلق البيض إن وُجِدت النار ووُجِد الماء الصالح لذلك والبيض نفسه، طبعاً، والمهتمّون: بما إنّ جدّي قد قضى عمراً في هذه المصلحة (تجارة الدجاج والجلود) جنباً إلى جنب مع عمله، الموسمي طبعاً، في مصلحة الزراعة المطريّة؛ فإنّني أرى أنّه كان حريّاً بـ"الحتميّة التاريخية" أن تضرب معاي ولو فعلت لما كان لمقالي هذا أن يستقرّ بين أيديكم إلا وأنتم متكئون على أرائك منجّدةً بجلودٍ من انتاج مدابغي أو تقزقزون أجنحة دجاجٍ من انتاج مزارعي فماذا ترون؟ أيجب أن أندب حظي أم عليّ أن أبكي جدّي؟ رأيي أن أبكي جدّي إذ لا أحرى مزارع دواجن أو مدابغ جلودٍ بذلك الجود الذي يكسوني، رغماً عن شِدّة المنافسة على السلع والخدمات بسوق أم شانق، جلاّبيّةً خضراء و"شِدّةً" بيضاء لكنّ تجارة جدّى، على ما بدخلها من بؤس وربّما بسبب ما فيها من بركة، قد فعلت.

    نسأل الله الرحمة والمغفرة لأبوي أُمحمّد ود فضل المولى ولأمي فاطنة بِتْ سعادة ولأمي الحاجّة (فاطنة بِتْ عبّاس) ولأبوي الحاج (أُمحد خير ود فضل المولى) ببركة هذا الشهر الكريم ذي الشربات ونسأله سبحانه الرحمة للمهمّشين وأن يغطّي عليهم وإن كنّا لا نغفل أن ننصحهم، في كافّة بقاعهم (بما في ذلك عاصمة دولتهم)، أن اغلوا موية الشربات ساعة تنشلونها من بيرٍ أو آخر ما تقوم تلحّقكم الرقدو.
                  

العنوان الكاتب Date
أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد! Adil Al Badawi09-04-09, 11:57 AM
  Re: أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد! نهال كرار09-04-09, 02:45 PM
    Re: أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد! الجندرية09-04-09, 07:00 PM
  Re: أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد! نهال كرار09-04-09, 07:33 PM
    Re: أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد! Adil Al Badawi09-04-09, 11:46 PM
      Re: أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد! محسن خالد09-14-09, 06:08 PM
        Re: أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد! Adil Al Badawi09-15-09, 10:08 PM
          Re: أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد! قيقراوي09-16-09, 02:27 AM
            Re: أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد! Adil Al Badawi09-16-09, 07:54 PM
              Re: أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد! الطيب رحمه قريمان09-16-09, 10:34 PM
                Re: أصحاب الجلالة المهمّشين: أرضاً سلاح، الشربات دي بـتَبرُد! Adil Al Badawi09-17-09, 12:56 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de