|
الوهابية يتراجعون
|
الوهابية في السودان، دخلت علينا عبر بحر المالح بفكرها الطالح وبدأت تكفر يمنة ويسرة - حتى أواخر القرن الماضي- مرتكب المعصية بل مرتكب الطاعة كأهلنا الصوفية السمحين. ولكن بعد مجيء الأخوان المسلمين إلى السلطة، بدأت الحركة الوهابية تسلك مسلك آخر يقربها إلى الحكم ، وذلك بتخليها- إلى حد ما- عن شن الهجوم على المتصوفة ليتغلغلوا في المجتمع خاصة في المناطق الفقيرة مستخدمين الفهم النصي للدين والمال الآتي عبر البحر المالح. ما دعاني لكتابة هذا الموضوع، هو تلك الندوة التي شاهدت جزءا منها على قناة الجزيرة مباشر وكان عنوانها: مراجعات الجهاديين. وقد تكلم الشيخ محمد سيد الحاج (وهابي) وهو رجل طريف أحيانا، وعلق في آخر كلامه بأن بعض شبابهم سيتهمه بأنه (قد باع القضية) أو (قبض). أعقبه أحد المهندسين (متصوف) والوزير أمين حسن عمر الذي ذكر أن الوهابية –خاصة الشباب- لديهم غيرة على الدين لكنها مدمرة في أغلب الأحيان ثم قطعت الندوة بواسطة القناة. هذه الغيرة يا سيد أمين ليست مدمرة فحسب، لكنها قاتلة وقد كان شيوخ الوهابية يمارسون التحريض على القتل وشبابهم يمارس القتل حسا ومعنى. تذكرت وأنا أتابع هذه التراجعات، ما قام به التكفيريون في مصر بعد أن قرأوا (أمهات) الكتب على حد قولهم، بأنهم قد كانوا على باطل. فعلق الدكتور رفعت السعيد قائلا: وعندما قتلتم تلك النفوس البريئة، هل كنتم تقرأون (أبهات) الكتب. وأرجو ممن تابع الندوة كاملة، أن يفصل لنا ما دار فيها.
|
|
|
|
|
|