انفجارات القنابل تدق ابواب الحركة الشعبية قطاع الشمال - باركويت

Quote: قال مسؤولون في الامم المتحدة وعاملون في مجال الاغاثة إن الاشتباكات القبلية الكثيفة التي شهدها جنوب السودان خلال الأشهر الثلاثة الماضية يمكن أن تهدد الانتخابات المقررة في فبراير/ شباط 2010. وقال الفريق سلفا كير ميارديت رئيس حكومة جنوب السودان ورئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان إن القتال القبلي قد "صمم" لتوتير الاوضاع في الجنوب والقول بـ "عدم فعالية" حكومته. يذكر أن تجدد العنف فاقم من المخاوف بشأن مقدرة حكومة الجنوب، التي تعتمد على عائدات النفط المتناقصة، على توفير الأمن في المنطقة التي تعاني من مشكلات امنية واقتصادية. ويرى مسؤولون جنوبيون أن هذه الموجة الأخيرة من العنف القبلي يمكن أن يستفيد منها منافسوهم من شمال السودان في الانتخابات القادمة. وكان الاتفاق على اقامة الانتخابات المقبلة تم ضمن اتفاق نيفاشا للسلام عام 2005 بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان، والذي انهى ما يقرب من عقدين من الحرب الاهلية. ومن ثم انضمت الحركة إلى ما يعرف بـ "حكومة الوحدة الوطنية" إلى جانب حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير وأحزاب أخرى، بينما ظل عدد من أكبر الاحزاب السودانية معارضاً ولم ينضم للحكومة كحزب الأمة بقيادة الصادق المهدي. ونص اتفاق نيفاشا كذلك على اجراء استفتاء حول مصير جنوب السودان عام 2011، يختار فيه الجنوبيون بين البقاء ضمن السودان أو الانفصال. الاحصاء السكاني خارطة شمل الاحصاء السكاني الجنوبيين في شمال السودان كذلك لكن يخشى اليوم من أن يؤدي استمرار وتيرة العنف، التي اوقعت 900 قتيلاً وشردت 20 ألفاً خلال الأشهر الثلاثة الماضية، إلى تعطيل سير الانتخابات. ويقول ديفيد جريسلي المنسق المقيم للامم المتحدة لشؤون جنوب السودان إنه إذا لم يتم احتواء التوتر القبلي بسرعة "فسيكون من الصعب جداً القيام بانشطة تتعلق بالانتخابات". ومن الممكن أن تتعرض الانتخابات للمزيد من العقبات بسبب الاحصاء السكاني الذي اعلنت نتائجه الخميس، والذي يعتبر اساسياً لتحديد الدوائر الانتخابية وكيفية توزيع السلطة والثروة. واظهرت نتائج الاحصاء أن نسبة سكان الجنوب تبلغ 21 في المئة من السودانيين، لكن كير رفض هذه النسبة وقال إن هذه الارقام يجب الا تغير ما تم الاتفاق عليه في اتفاقية نيفاشا، والتي نصت على توزيع عائدات النفط بنسبة 70 إلى 30 في المئة بين الشمال والجنوب. ويخشى بعض المتابعين للشأن السوداني من أن يتحول الوضع في جنوب السودان إلى ما يشبه اقليم دارفور غرب البلاد. وبينما لقي 900 شخصاً مصرعهم في جنوب السودان خلال ثلاثة اشهر حسب الأمم المتحدة، تقول قوات حفظ السلام الافريقية في دارفور إن 2000 شخص قتلوا في دارفور خلال 15 شهراً. ويرى خالد سعد الكاتب الصحفي السوداني أن الهجمات على المدنيين والقرى في جنوب السودان "بدأ يشبه ما حدث في دارفور، وكأن عدوى دارفور انتقلت إلى الجنوب". هجمات متبادلة ويشير مسؤولون في الأمم المتحدة ووكالات الاغاثة إلى واحدة من أسوأ الحوادث، عندما هاجم مسلحون من قبيلة النوير قرية لقبيلة المورل في بداية مارس/ آذار الماضي وقتلوا 400 شخص ويقول مسؤولون محليون إن مسلحين من المورل هاجموا منطقة للنوير منتصف ابريل/ نيسان الماضي وقتلوا 250 شخصاً منهم. ولا يتوقف القتال في جنوب السودان على الاشتباكات بين القبائل فحسب، ففي فبراير/ شباط الماضي اشتبك جنود من الجيش السوداني مع قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي تتمتع بما يشبه الحكم الذاتي في الجنوب، في مدينة ملكال الجنوبية مما أدى لمقتل 30 مدنياً وعدد من الجنود. ومنذ ذلك الحين نشرت الأمم المتحدة 120 جندياً وموظفاً مدنياً اضافيين في المنطقة لمراقبة التوتر.