|
|
 ثورة الجعليين .... لن تسير وحدك يا كجبار
|
رشق مواطنون غاضبون في شمال السودان سيارة تقل والي ولاية نهر النيل شمال العاصمة السودانية بالحجارة، قبل أن يعترضوا سبيله أثناء قيامة بزيارة لمنطقة مطلة على نهر النيل شرعت الحكومة في إقامة سد نهري جديد عليه قبالة المنطقة، وأصيب في الحادثة مدير شرطة ولاية نهر النيل إصابة نقل على إثرها إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وتأتي الحادثة بعد يوم واحد من قيام مواطني المنطقة ذاتها باحتجاز وخطف 11 شخصا يعملون لصالح شركة مغربية حصلت على ميزة التنقيب عن الذهب شمال البلاد، ولم يفرجوا عنهم إلا بعد تدخل السلطات المحلية في نهر النيل وتقديم تعهدات للسكان بشأن عمليات التنقيب عن الذهب في المنطقة.
ويطلق معارضو حكومة الرئيس البشير مثل هذه الصدامات السياسية لفرض التنمية بالقوة.
وقال شهود عيان إن وفد والي ولاية نهر النيل أحمد المجذوب تعرض لاعتداء لدى زيارته لمنطقة «الباوقة» غرب محلية «بربر»، وذكروا أن المئات من مواطني «الباوقة» والمناطق المجاورة المتأثرة بقيام سد في منطقة «الشريك»، احتشدوا للقاء الوالي ضمن برنامج تنويري للمتأثرين بالسد شرق وغرب النيل. وقال شهود العيان إن المواطنين هتفوا رافضين قيام السد، مما اضطر الوالي لقطع الزيارة، وأحدث المواطنون شغبا خلال مغادرته للموقع أدى إلى تهشيم الزجاج الخلفي لعربة الوالي وإصابة مدير شرطة محلية «بربر» وتم نقله على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج، وأشاروا إلى أنهم كانوا في حالة غضب. وحسب قيادات أهلية في المنطقة، فإن السكان يتخوفون من أن يتم تشريدهم من ديارهم من دون الحصول على تعويضات مجزية نظير فقدانهم لأغلب ممتلكاتهم حال قيام السد، وتعتبر منطقة «الباوقة» من أشهر مناطق السودان في زراعة النخيل، كما يعتمد سكانها على الزراعة على «الجروف»، أي على ضفتي نهر النيل. ويتوقع المراقبون في الخرطوم أن يتطور الخلاف بين الحكومة والسكان حول إقامة السد الجديد ويأخذ تداعيات الخلاف ذاتها بينها وبين سكان مناطق «المناصير» الذين أقيم على مناطقهم سد مروي على نهر النيل، الذي قطع العمل فيه شوطا بعيدا، فيما لم تنته الخلافات بين المسؤولين عن السد والسكان حتى الآن فيما يختص بخيرات التهجير والتعويضات.
في الأثناء، أطلقت سلطات محلية «بربر» بولاية نهر النيل سراح 11 رهينة يعملون في إحدى شركات التعدين المغربية احتجزتهم مجموعة من الأهالي بقرية «القلوباب» شمال منطقة «العبيدية»، قبيل إطلاق سراحهم إثر تدخل السلطات. وقال مصدر مطلع من «بربر» إن نحو «150» من مواطني قرى ارتولي مسلحون بالعصي والأسلحة البيضاء تحركوا في سيارات لمقر شركة «مناجم» للتنقيب المغاربية في مربعي 15 و24 بمنطقة «وادي الحمار» صباح أول من أمس واحتجزت العاملين بزعم أنهم يعملون في أراضيهم، وتحركت بهم لقرية القلوباب بين ارتولي ومبيركة (14 كيلومترا شرق العبيدية) وتحفظت عليهم في أحد المنازل.
وقال معتمد «بربر» بالإنابة إن الاتفاق الذي تم بين المعتمد وأهالي المنطقة قضى بعدم إجراء أية عمليات تعدين في المنطقة، وأشار إلى أن الولاية التزمت للأهالي بعدم التعدي على المنطقة.
من جهته، قال عبد الرحمن القعدة مدير مكتب الوالي إن الولاية أخطرت الشركة من قبل بعدم التنقيب في المنطقة، إلى حين تحديد قيام سد الشريك، وأشار إلى أنهم عادوا للعمل من دون علم الولاية، وقال إن الوالي سيزور المنطقة اليوم للوقوف على الأوضاع بالمنطقة. وقال مصدر مطلع إن الشركة حصلت على الإذن بالتنقيب بموجب اتفاقية مع وزارة الطاقة والتعدين للتنقيب في المربع المذكور واستهلت عملها في الثامن من مايو (أيار) الجاري من دون اعتراض من أحد. وقال المهندس الجيولوجي السوداني الذي كان محتجزا مع المجموعة إن تحرشات المواطنين بهم بدأت أول من أمس، مما حدا بهم لإبلاغ شرطة التعدين التي هبت للموقع، وقامت بتأمينه برجال شرطة مسلحين للمراقبة.
وكانت صدامات مماثلة وقعت في منطقة إقامة سد مروي، وفي منطقة مشروع إقامة سد «كجبار» شمال منطقة مروي، فيما يعرف بمناطق النوبة في شمال السودان، أسفرت عن مقتل عدد من الأشخاص وإصابة آخرين. فيما وقعت أحداث مماثلة في منطقة النيل الأبيض جنوب الخرطوم بسبب خلاف بين السكان والحكومة حول إنشاء مزارع ومصنع جديد للسكر.
الخرطوم: إسماعيل آدم
الشرق الاوسط
|
|
 
|
|
|
|
Medhat Osman
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست