|
|
|
 Re: شاهد واقرا عن دولة كوش (Re: Medhat Osman)
|
لقيت الحضارة السودانية القديمة تجاهلا أو جهلا عالميا و إقليميا و محليا لفترة طويلة من الزمن. و ظل دور السودان الحضاري يقيم لزمن طويل تقييما خاطئا .
فجل المراجع التاريخية القديمة التي تتحدث عن الحضارة السودانية كانت تعتبرها صورة هزيلة من الحضارة الفرعونية و حضارات الشرق الأدنى القديم.
حتى قيل أن الحضارة السودانية المنسوخة من غيرها هذه تزدهر بازدهار تلك الحضارات و تنحط بانحطاطها.
هذا الرأي – الذي ساد لفترة زمنية طويلة كما اسلفت – يعني أن السودان كان مجرد معبر و متلقي لحضارات الغير دون ان يكون له دورا أصيلا في صنع الحضارات.
و هو ما ثبت بعد ذلك خطله و بعده من الصواب.
فحين اطلق النداء العالمي لانقاذ حضارة النوبة في 8 مارس 1960 بعد بدء مصر في انشاء سدها العالي الذي ستغمر مياهه المنطقة من الشلال الأول بمصر الى جنوب الشلال الثاني بالسودان هبت عدة دول – بمساعدة اليونسكو صاحب النداء – لانقاذ و دراسة هذه الحضارة المجهولة المظلومة.
مملكة كوش هي أول مملكة عرفها السودان.
و كانت كوش اول دولة في افريقيا جنوب الصحراء تبسط هيمنتها على اراضي واسعة في بلاد النوبة.
و موقعها كان جنوب الشلال الثالث بالقرب من قرية كرمة.
لهذا السبب اشتهرت باسم مملكة كرمة أيضا.
و لا تتوفر معلومات دقيقة عن متى بدأت هذه المملكة لكن المعلومات التاريخية الموثقة تؤكد أنها كانت معاصرة للدولة الفرعونية الوسطى حوالي عام 2000 ق.م.
و بحسب المعلومات المتوفرة فان دولة كوش بدأت بمجموعة قبلية قوية كونت ثروة عبر التجارة مع مصر.
و ازدادت قوة مع الايام حتى كونت الدولة.
و كانت اول مظاهر قوة هذه الدولة أنها هددت تجارة مصر الافريقية.
و بدأ نزاع بين دولة كوش الوليدة و الدولة المصرية المحتضرة (الأسرة الوسطى) فانشأ المصريون حصونا لحراسة قوافلهم و بعثوا حملات عسكرية ثلاثة ضد دولة كوش.
و بلغ الصراع حد أن اتخذ المصريون حدودا لهم منعوا عبور أي زنجي أو مواطن من تلك المنطقة ( حسب تعبير بروفسير يوسف فضل ) لها .و كانت تلكم الحدود عند منطقة سمنه.
ثم ازدهرت دولة كوش على حساب اضمحلال الدولة الوسطى في مصر الفرعونية فسيطرت على الأراضي المصرية حتى منطقة الشلال الأول ( أسوان ).
لكن لا توجد معلومات دقيقة عن توسعها جنوبا داخل الأراضي السودانية للأسف حتى الان لكن من الثابت مؤخرا أنها وصلت حتى الشلال الرابع عند أبو حمد.
كان لدولة كوش نشاط تجاري ضخم سببه موقعها الجغرافي المهم . فهي تقع على نهر النيل و تلتقي عندها عدة طرق برية بين افريقيا و مصر الحيوية لكل العالم الخارجي.
هل يجعلها هذا بوابة أمامية لافريقيا على العالم او بوابة خلفية لمصر على افريقيا او مسيطرة على تجارة مصر مع افريقيا او مسيطرة على تجارة افريقيا الخارجية شمالا ؟
اعتقد الاجابة تعتمد على مدى قوة النظام السياسي و القوة العسكرية للدولة.
و هذا أمر اخذ حقه صعودا و هبوطا كما هي عادة الدول.
فكما يقول ابن خلدون في مقدمته فان الدول لها فترات شباب ثم تشيخ بعد ذلك و تأخذ في الهبوط.
لذلك يمكننا القول نظريا أن كوش لابد أنها لعبت الادوار الأربعة تلك في كل تاريخها.
دولة كوش كانت تصدر الحيوانات و جلودها و الزيوت و الأخشاب و تستورد الملابس و العطور و أدوات الزينة.
هذا قد يفسر وجود انماط زينة مشابهة للازياء الفرعونية و ازياء الشرق الادنى و الجزيرة العربية.
و أظن أن الأزياء لابد أن تحمل معها نمطا ثقافيا معينا لذلك ربما تأثرت دولة كوش ببعض الثقافات و اكتسبتها من تعاملها التجاري و استيراد الأزياء و العطور و ادوات الزينة.
و لشئ كهذا يقول بروفيسر يوسف فضل :
"معظم التغيير الثقافي و الفكري الذي طرأ على السودان عامة و بلاد النوبة خاصة كان من مصر و ما يصلها من التيارات الحضارية الوافدة من حوض البحر الأبيض المتوسط و الشرق الأدنى. و أن انتشار الأفكار و المعتقدات و الطقوس الجديدة لم يكن أساسا نتيجة هجرة بشرية بل نتيجة اتصال طبيعي أو حتمي مما يتأتى من الصلات التجارية و الفكرية بين الجيران ".
شرق النيل في منطقة كرمة توجد الان بقايا القصور الملكية لدولة كوش. أو الدفوفة الغربية أي القلعة. و اسم الدفوفة مأخوذ من كلمة دف باللغة النوبية و تعني القلعة الاثرية.
الدفوفة الغربية كانت المقر الرئيسي لملوك كوش.
و هي قصر ضخم من طابقين حوله بقايا المباني الادارية و السكنية و المخازن.
و شرق الدفوفة توجد مقابر الملوك و الأهالي حيث كان أهل كوش يدفنون موتاهم.
و كان من عادات الكوشيين دفن الملك و معه عدد من حاشيته و هم أحياء ليخدموه في حياته الثانية.
و قد وجدت البعثات الاثرية عددا من المقابر الملكية و بها رفات عدد من الخدم موتى في اوضاع تؤكد دفنهم احياء.
ففي احدى المقابر وجد عدد من الموتى مكدسين جوار الحائط كأنهم ماتوا و هم يحاولون الخروج.
كما عثر على بعضهم و هو يضع يده على عنقه و بعضهم و هو يغطي وجهه أو يضع يده على رأسه.
و قد عُثر في احدى المقابر على رفات ثلاثمئة شخص من الحاشية تم دفنهم مع الملك.
تقليد دفن الحاشية مع الملك هذا عرفته مصر الفرعونية في فترة ما قبل الاسرات. و اختفى بعد ذلك.
و قد اعتبر عدد من الباحثين وجوده في مملكة كوش بعد زمن طويل من اندثاره في مصر الفرعونية دليلا على أن هذه العادة اصلها افريقي و أنها امتدت الى مصر الفرعونية ثم اندثرت فيها و بقيت حية في موطنها الأصلي
في عهد مملكة كوش انتشر استعمال البرونز في صناعة الاسلحة و تضخمت قوة المملكة العسكرية حتى أن ملك الهكسوس بمصر استنجد بملك كوش طالبا عونه العسكري لاخماد ثورة امراء طيبة ضد حكمه.
و هي الثورة التي رواها أدبا نجيب محفوظ في رائعته كفاح طيبة. لكنه جعل ملوك كوش متعاطفين مع المصريين الثوار. و لا ادري هل وجد لذلك دليلا ام هو الأديب فيه ما كتب ذلك.
الثابت تاريخيا أن الهكسوس طلبوا عون كوش ضد ثورة المصريين و أن ملك الهكسوس ( حسب الرسالة الهيلوغروفية التي تم اكتشافها ) عرض على ملك كوش أن يعينه في القضاء على تلك الثورة ثم يقتسمان أرض مصر بينهما .
الغالب أن ملك كوش لم يقبل العرض الهكسوسي و انتهت الثورة بهزيمة الهكسوس و خروجهم من مصر. وربما كان ذلك هو سبب ما حدث لدولة كوش بعد ذلك بزمن.
حيث انتهت على يد الدولة المصرية الحديثة التي نشأت بعد خروج الهكسوس.
يقول دكتور مبارك بابكر الريح :
" و قد انتهت مملكة كرمة ( أي كوش ) سياسيا في بداية القرن السادس عشر قبل الميلاد بظهور أقوى امبراطورية في مصر توسعت رقعتها لتشمل منطقة شمال السودان اليوم الى الشلال الرابع و توسعت شمالا الى ما بعد الفرات و هي فترة استمرت في السودان لمدة أربعة قرون تأثرت خلالها الحضارة السودانية بالحضارة الفرعونية تأثرا كبيرا ".
و الشلال الرابع المذكور في كلام دكتور مبارك بالقرب من مدينة أبو حمد.
يقول بروفيسور يوسف فضل :
" و ترجح كل هذه الدراسات أن حضارة كرمة التي بلغت أوجها في الألف الثانية قبل الميلاد حضارة افريقية صميمة . و رغم تعرضها لبعض المؤثرات المصرية و اقتباسها منها الا أنها نتاج تطور داخلي مستقل ".
و قد أكدت الاكتشافات الحديثة أن دولة كوش ازدهرت لفترة خمسة قرون على الأقل في تلك الألفية الثانية قبل الميلاد التي ذكرها بروفيسر فضل.
و للاسف فان اغلب اثار هذه الحضارة العظيمة يبدو أنه قد طمر بمياة سد مروي الجديد دون أن يجد عناية كافية.
و في عام 2007 نشرت صحيفة الشرق الأوسط تقريرا عن حضارة كوش جاء فيه :
دراسة الأوضاع في مملكة كوش من واقع الآثار والنقوش القديمة ساعدت علماء الآثار على الحصول على فكرة اوسع بشأن ما تعنيه الدولة في السياق القديم خارج مراكز السلطة المستقرة آنذاك في كل من مصر وبلاد ما بين النهرين. وترى جيل شتاين، مديرة معهد الدراسات الشرقية بجامعة شيكاغو، ان كل ما هو معروف حتى الآن عن مملكة كوش القديمة جاء من السجلات التاريخية لمصر القديمة المجاورة لكوش ـ ومن بعض الكشوف في العمارة الاثرية في العاصمة الكوشية كرمة. يدرك علماء الآثار الآن ان مياه سد جديد يزمع تشييده في منطقة شمال السودان ستغمر أراضي كوش، التي لم تشهد كشوفا اثرية كافية تزيل الغموض عن الكثير من جوانب الحياة في هذه المملكة القديمة، ويبدو هذا الأمر بالنسبة لهم أشبه بشعور من يواجه المقصلة صباحا، كما يقول صامويل جونسون. سارعت خلال السنوات القليلة الماضية فرق تنقيب أثري من بريطانيا وألمانيا والمجر وبولندا والسودان والولايات المتحدة لإجراء حفريات في المواقع التي من المتوقع ان تغمرها مياه السد الذي تزمع الحكومة السودانية تشييده في المنطقة. وتفاجأت هذه الفرق بوجود آثار كثيرة تدل على وجود استيطان في هذه المناطق خلال تلك الحقبة، فضلا عن وجود مقابر وأعمال فنية منحوتة على الحجر لم تجر دراستها بعد. وتقود واحدة من عمليات انقاذ هذه الآثار مجموعة يترأسها هنريك بانر، من متحف الآثار بغدانسك في بولندا، الذي اجرى مسحا على 711 موقعا اثريا خلال العام 2003. وجاء في تقرير لديريك ويلسبي، من المتحف البريطاني، في مجلة «آركيولوجي» ان هذه المنطقة غنية بالآثار. إلا ان مستوى مجهودات الإنقاذ حتى الآن لا يمكن مقارنتها بما حدث في عقد الستينات لدى بناء خزان أسوان وغمر أجزاء من مناطق النوبة بالمياه. إذ ان المعابد التي أقامها الفراعنة في ابو سنبل وفيله جرى تفكيكها ونصبت مرة أخرى في أراض مرتفعة. بيد ان الكوشيين لم يتركوا مثل هذه الآثار المعمارية الكبيرة كي يتم انقاذها، ذلك ان مملكتهم تدهورت واختفت في نهاية الأمر بنهاية القرن السادس عشر قبل الميلاد، وهي الفترة التي بدأت تظهر خلالها مصر أكثر قوة وسطوة بزعامة قادة الفترة التي يطلق عليها «لمملكة الجديدة».
المصادر :
دراسات في تاريخ السودان – الجزء الأول : بروفيسر يوسف فضل
الحضارة السودانية : دكتور مبارك بابكر الريح
جغرافية و تاريخ السودان : نعوم شقير
النوبة رواق افريقيا : : بوفيسر ويليام ادمز
صحيفة الشرق الأوسط : العدد 10431 بتاريخ 20 يونيو 2007
عدة مواقع على الشبكة
مصادر ثانوية من كتب تاريخية متفرقة .
الكاتب الاستاذ حمور زيادة.
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شاهد واقرا عن دولة كوش (Re: Medhat Osman)
|
ارجو عدم احتكار الكوشية وكل مافى السودان كوشى وهو مايعرف بالاخلاق السودانية والانتماء العربى حديث ودخيل وقد تسبب فى الكثير من المشاكل السياسية والاجتماعية وقد ان الاوان للتخلص منه خاصة وان الاسلام ليس ديت العرب ولكنه دين الله.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شاهد واقرا عن دولة كوش (Re: amar adam)
|
| Quote: ارجو عدم احتكار الكوشية وكل مافى السودان كوشى وهو مايعرف بالاخلاق السودانية والانتماء العربى حديث ودخيل وقد تسبب فى الكثير من المشاكل السياسية والاجتماعية وقد ان الاوان للتخلص منه خاصة وان الاسلام ليس ديت العرب ولكنه دين الله. |
مافي زول احتكر الكوشية.
وما زكرته ما نقوله.
تحياتي عمار ادم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
 Re: شاهد واقرا عن دولة كوش (Re: Medhat Osman)
|
طبعا يامدحت مابتكون عارف ليه فى المنطقة في الرطانة والاوشكر
اوريك ياسيدى
قالوا زمان لغة الاسرة المالكة كانت بتختلف من لغة الرعية
وطبعاالرطانة هناك اوسع مساحة من الاوشكر ( الرطانة من البرقيق لغاية حلفا .. الاوشكر من غدار لغاية البرقيق )
وطبعا الرعية اكتر ( محس سكوت حلفا ) و الاسرة المالكة شوية ( دناقلة )
وكدة بتصل لنتيجة ..( الدناقلة هم الاسرة المالكة والمحس والحفاويين رعية ساكت !!!!)
وعشان كدة سلالة الملوك مابيغنوا كتير .. نظام وقار وكدة
لكن بيجيبوا سلالة الرعية عشان يغنوا ليهم .. زى ما كان هارون الرشيد بيعمل زمان
.............
محتاج لبشاشا يجى يشيل كلامى ده وينسبوا لمصدر تاريخى موثوق
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: شاهد واقرا عن دولة كوش (Re: الطاهر ساتي)
|
Quote: طبعا يامدحت مابتكون عارف ليه فى المنطقة في الرطانة والاوشكر
اوريك ياسيدى |
توريني شنو يا الطاهر
اولا انت غلطان.
كلمة الرطانة غلط.
نحن بنقول اللغة النوبية.
لهجة المحس والسكوت والحلفاوين والفديجة في مصر{ نوبين}.
لهجة الدناقلة والمتكوية في مصر {اوشكر}.
كلمة الرطانة بستخدموها ناس الخرطوم والعرب في السودان علي اي كلام ما بيفهموه.
ورطانة قالوا بتعني صوت حيوان علي ما اعتقد صوت الابل وقالوا بتعني الكلام المبهم الغير مفهوم.
اسأل استاذ صبار في الخرطوم.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
Medhat Osman
فيصل محمد خليل
captain Marial
قرشى محمد عبدون
amar adam
الطاهر ساتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست