التركيبة الاثنو-بيئية والموارد الطبيعة واثرها علي النزاعات القبلية في في دا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-24-2024, 06:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-03-2003, 06:11 AM

peace builder
<apeace builder
تاريخ التسجيل: 10-17-2002
مجموع المشاركات: 791

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التركيبة الاثنو-بيئية والموارد الطبيعة واثرها علي النزاعات القبلية في في دا

    منظمة المسار الخيرية لتنمية الرحل وحماية البيئة



    إدارة الموارد الطبيعية بدار فور




    تقديم د. بابكر أحمد الحسن









    ابريل 2003م


    شبكة بناء السلام

    منظمة المسار الخيرية لتنمية الرحل وحماية البيئة
    بالتعاون مع

    مشروع بناء القدرات من اجل بناء السلام /الامم المتحدة

    محاضرة حول:

    التركيبة الاثنو-بيئية والموارد الطبيعة واثرها علي النزاعات القبلية في في دارفور


    تقديم:
    د. بابكر احمد الحسن
    جامعة الخرطوم





    13 ابريل 2003

    مقدمة عامة:
    عاشت دارفور كدولة مستقلة خلال الفترة 1650 –1916 وكانت تسمي سلطنة الفور. اسهم التجاهل الذي عانت منه دارفور في عزلتها عن باقى الوطن. ساهم نظام الحكم الاقليمى المطبق في دارفور فى العام 1982 في تكريس تخلف التنمية الاقتصادية. وفى العام 1991 تم تقسيم دارفور الي ولايات: شمال دارفور(الفاشر) ، جنوب دارفور (نيالا)، وغرب دارفور (الجنينة) . وبالرغم من هذا التقسيم برزت تعقيدات جعلت دارفور الكبري اقل اجزاء السودان اندماجاً فى الوطن وذلك للتخلف التنموي الذي عانته بالاضافة لبعدها عن المركز وضعف شبكة الموصلات ووعورة الطرق.

    تقع دارفور بين خطوط الطول 22-27 شرقاً و خطوط العرض 10- 16 شمالاً وتبلغ مساحتها 550 الف كم2 (مساحة فرنسا) وتشارك الحدود السياسية لكل من لبييا، افريقيا الوسطي وتشاد ويبلغ عدد سكانها نحو 4 مليون نسمة.

    عدد السكان(مليون) تعادل مساحتها الولاية
    1.150 بوركينا فاسو شمال دارفور
    1.500 انجلترا جنوب دارفور
    1.240 تونس غرب دارفور

    الطبغرافية والمناخ:
    تعتبر شمال دارفور امتداداً لمنطقة الساحل الافريقى بمناخ وغطاء نباتي يماثل حزام السافنا.
    يبلغ ارتفاع قمة جبل مرة 3.071 بمساحة كلية للمنطقة تبلغ 100.00 كم مربع (ضعفى ونصف مساحة سويسرا) و تفصل هذه المنطقة المرتفعات الغربية عن المناطق المنخفضة في الشرق والتي تغطيها طبقة الكثبان الرملية الدائمة بالمقارنة مع تربة جبل مرة التى تغطيها طبقة رسوبية سميكة من الرماد البركانى الذي يصلح للزراعة ويتميز بقابلية عالية للتعرية وتكوين الاخاديد.
    يمكن تلخيص الهطول السنوي للامطار كما يلي:
    الصحراء(شمال وادي هور) اقل من 80
    شبه الصحراء (دار ميدوب شمال دار زغاوة) 80- 200
    التلال الرملية (ديار البرتي والزيادية واراضي دار زغاوة الجبلية) 200-500
    الكثبان الرملية شرق دارفور 450-650
    سهول غرب دارفور، هضبة جبل مرة 500-700
    هنالك تباين في هطول الامطار (زماناً ومكاناً)
    يهطل نصف معدل الامطار السنوي في اغسطس
    يسقط نصف مقدار امطار اغسطس خلال 5 ايام فقط بالتقريب

    السكان والديار:
    يذخر السودان بتنوع ثقافي واثني ومناخي جعله يحتضن معظم المجموعات العرقية الموجودة فى قارة افريقيا، فهو يضم 518 مجموعة قبلية تتحدث بأكثر من من 119 لغة. كما يتباين مناخه ليشمل الصحراء وشبه الصحراء والسافنا والمناخ الاستوائي. ولكن يمكننا القول وبتبسيط شديد: تنقسم التركيبية السكانية الي مجموعتيين:
    1) اصول سامية عربية، وهم من الرعاة الرحل.
    2) اصول حامية افريقية تعتمد علي الزارعة التقليدية.

    هنالك تقسيمات فرعية تشكل الهوية الاجتماعية والثقافية وتعرف بأسم الدار حيث نجد فى الشمال دار زغاوة (الابالة) وفى الوسط دار الفور وهم زراعيون وفى الاجزاء الجنوبية الشرقية دار الرزيقات (البقارة). ولكل منطقة طابعها الايكولوجي المحدد، وهذا التقسيم يشكل انقسام سلالي _بيئي ذو حساسية تكمن في طياتها بذور النزاع.

    تعتبر المنطقة الشمالية اكثر عرضة للهشاشة الايكولوجية اذ انها تشكل امتداداً للصحراء اللبية وتقطنها قبائل البديات والزغاوة غير العربية بالاشتراك مع الرزيقات والمحاميد وبني حسين (قبائل عربية) وتعتبر الهشاشة البيئية عنصراً هاماً لاندلاع النزاعات حول الموارد الشحيحة.
    اما المنطقة الوسطي (منطقة جبل مرة) فهى ذات تربة خصبة بالاضافة الي غزارة الامطار وتوفر المياه السطحية والجوفية والموارد الطبيعية المتجددة.

    يقطن هذه المنطقة الفور والمساليت والبرتي والتاما والتنجر وهم مزارعون تقليديون ويعيشون في وئام مع بعضهم وتتسم بيئتهم بالاستقرار حتي في موسم الجفاف وان ما حدث من نزاعات كان بسبب هجمات البقارة من الجنوب والابالة من الشمال.

    يقطن المنطقة الجنوبية رعاة الابقار من العرب الرحل وتتسم المنطقة بالاستقرار بالمقارنة مع المنطقة الشمالية وتقطنها قبائل الرزيقات والهبانية وبنى هلبة والتعايشة والمسيرية . وبالرغم من استقرارها النسبى الا انها قد عانت من الجفاف خلال العشرون سنة الماضية مما دفع بعض الرعاة للهجرة الى المراكز الحضرية أو نحو المناطق الوسطى.

    خلفية تاريخية سياسية:

    تبلورت صورة السودان الحالية فى العهد التركى - المصرى 1820 – 1885 وقبل ذلك ساد الصراع القبلى وهيمنة بعض القبائل على الاخرين, وقامت السلطنات الاقليمية
     الفونج فى اواسط السودان
     الفور فى غرب السودان
     المسبعات فى كردفان.
    اهتم الحكم التركى بجمع المال وتجنيد الرجال ولم يؤسس دولة حديثة الا فيما يختص بالمقدار الذى يحقق اهدافه الاساسية.

    اتسمت المهدية بأنها حركة شعبية دينية ساعدت على تنامى الاحساس الوطنى ولكنها لم تتمكن من تغيير البنية المادية والاجتماعية لتلك المجتمعات التقليدية ولذلك بقيت العصبية القبيلية موجودة تحت السطح فقام الحكم الانجليزى-المصرى باحيائها فى اطار الادارة الاهلية ونقض سياسة المهدية التى حاولت استبدال القبلية بمفهوم الدعوة المهدية, وبعد الاستقلال تعاقبت الحكومات الوطنية (مدنية وعسكرية ) واهتمت بالتعليم والصحة وصاحب ذلك زيادة فى اعداد الانسان والحيوان ولكن لم يصاحب ذلك اى تحول فى البنية الاجتماعية والاقتصادية, وظلت الزراعة التقليدية والرعى المتنقل تشكل السمة الاساسية لتلك المجتمعات بل وانضمت قيادات الادارة الاهلية الى احد الحزبين السائدين فى البلاد فنقلت التناقضات الحضرية الى النسيج الاجتماعى فى الريف مما فاقم الفجوة العدائية الناتجة عن التنافس حول الموارد الطبيعية.

    وبمرور الزمن تطور النزاع حول الموارد وساد الاضطراب الامنى (النهب المسلح والاشتباكات القبلية) . بلغت الاشتباكات القبلية الكبيرة فى الفترة 1968 - 1998 حوالى ثلاثين اقتتالا (تكنة 199 وعلى اثر ذلك اخضع الاقليم بالاضافة الى غرب كردفان الى حالة الطوارئ وتعليق الحكم المدنى بغرب دارفور مع وضع الولاية تحت الحكم العسكرى المباشر بسبب الاقتتال بين المساليت ومجموعة من القبائل العربية.

    ويذكر (تكنة 199 انه وبعد حل الادارة الاهلية فى العام 1970 دخلت مفاهيم ادارية وسياسية جديدة قادت الى نسف الاستقرار القبلى بدارفور مما جعل الصراع القبلى يتفجر فى دارفور بشكل متلاحق لدرجة اصبح فيها خلو مجتمع دارفور من الاقتتال القبلى هو الاستثناء وليس القاعدة. ولاعطاء صورة عن هذا التناحر أورد نفس المصدر الصراعات الآتية:
    1- الصراع بين الرزيقات والمعالية 1968
    2- الصراع بين بنى هلبة والزيادية والمعالية
    3- الصراع بين بنى هلبة والرزيقات الشمالية 1968
    4- الصراع بين الرزيقات الشمالية والداجو
    5- الصراع بين الرزيقات الشمالية والبرقو
    6- الصراع بين الرزيقات الشمالية والقمر
    7- الصراع بين الرزيقات الشمالية والفور
    8- الصراع بين الرزيقات الشمالية والبيقو
    9- الصراع بين التعايشة و السلامات 1980 م
    10- الصراع بين بنى هلبة والرزيقات الشمالية (للمرة الثانية) 1982 .
    11- الصراع بين الكبابيش والبرتى والزيادية 1984 م
    12- الصراع بين الرزيقات والمسيرية 1983 م
    13- الصراع بين القمر والفلاتة 1987 م
    14- الصراع بين الفور والبديات ( فور كبكابية 1989
    15- الصراع بين العرب والفور 1989 م
    16- الصراع بين الزغاوة و القمر 1990 م
    17- الصراع بين الزغاوة كبى زكبقاوقلا والقمر 1990
    18- الصراع بين التعايشة والقمر 1990
    19- الصراع بين الزغاوة والمراريت 1991 م
    20- الصراع بين الزغاوة وبنى حسين 1991(كبكابية)
    21- الصراع بين الزغاوة الميما 1991 م
    22- الصراع بين الزغاوة البرقد 1991 م
    23- الصراع بين الزغاوة البرقد 1991 م للمرة الثانية
    24- الصراع بين الفور و الترجم 1991 م
    25- الصراع بين الزغاوة و العرب 1994 م كتم
    26- الصراع بين الزغاوة السودانية والزغاوة التشادية 1996 ( بهاى )
    27- الصراع بين الزغاوة الرزيقات 1997 م (الضعين)
    28- الصراع بين العرب و المساليت 1997 م (الجنينة)
    29- الصراع بين العرب والمساليت 1998 م للمرة الثانية (الجينية).

    تعكس هذه الصورة ان هاوية العنف قد سادت فى مجتمع دارفور , ومن المؤسف ان المؤشرات تدل على ان هذا العنف قد يستمر فى دورات متلاحقة نسبة لوجود مناطق توتر قابلة للانفجار , فمثلا فى ولاية جنوب دارفور وحدها تشمل دوائر التوتر كل من:
    1- التعايشة والسلامات
    2- الفلاتة و المساليت (قريضة)
    3- الهبانية وابو الدرق ( تحول مؤتمر الامن الشامل فى 1997 الى مظاهرة سياسية للكسب السياسى "هامش تكنة "
    4- بنى هلبة والقمر
    5- الهبانية و المساليت ( قريضة )
    6- المهادى والمساليت (ديتو)

    الصراع القبلى:
    اصبح الصراع القبلى ظاهرة اجتماعية تشكل هاجسآ للدولة والمواطنين حيث بلغت حدتها درجة قادت الى اعلان بعض المناطق غير آ منة مما وضعها تحت قانون الطوارئ أو حتى تحت الحكم العسكرى المباشر.
    وبالرغم من ان مؤتمرات الصلح بين المتحاربين وتقرير الديات والتعويضات المالية تساعد بشكل مؤقت فى تهدئة الخواطر الا انها لا تسبر غور جذور المشكلات ومعالجة اسباب الاقتتال . يورد آدم الزين (1998 ) نظرية الحداثة والتقليد ويخلص الى ان المجتمع الانتقالى يجسد واقع مجتمعاتنا الحالية - وهو مجتمع مازال يحمل معه العديد من سمات المجتمع التقليدى الذى يقع فى المحور الاول من محورى المجتمعات البشرية.

    محورين للمجتمعات البشرية:
    المجتمع التقليدى المجتمع الحديث
    الاسترابة الحيادية
    التسيير الذاتى التسيير الجمعى
    النظرة المحلية النظرة العالمية
    الوراثة الكسب
    التدقيق الاطلاق

    الخلفية الفكرية والمسببات:
    1 – المنظور الانثروبولوجى السياسى للنزاعات
    تناول قيصر الزين (199 ثقافة الحرب عند البدو والقبيلة والدولة من منظور انثروبولوجى - سياسى يأخذ فى الاعتبار وجود الدولة الحديثة الى جنب كل من القبلية المتطورة والبسيطة وتداخل حضارات الاسلام وما قبل الاسلام وثقافات جنوب الصحراء الافريقية , ان الجغرافيا السياسية للسودان تميز لنا بين ما يسمى بالبداوة المسالمة فى بعض مناطق جبال النوبة وجنوب النيل الازرق (البرتا والانقسنا) وبين المجموعات المحاربة كالدينكا و النوير واللاتوكا فى الجنوب وبعض قبائل جبال النوبة و كذلك الفرق بين بداوة الكبابيش وبداوة المسيرية والرزيقات . كما يجب الاخذ فى الاعتبار مدى التطور الاقتصادى - الاجتماعى وانماط الانتاج المختلفة كالانتاج الرعوى والزراعى المستقر وشبه الصناعى واثر كل منها في تكوين الذهنية المجتمعية. وعلينا ان لا نغفل تدخلات الدولة فى مراحلها المختلفة وتوظيفها العسكري لفئات وقبائل بعينها مثل توظيف الحكومة التركية والحكم الاستعماري لفرق الجهادية السود من قبائل تمتلك تقاليد حربية بدوية مثل النوبة والدينكا والنوير والجوامعة. ايضاً توظيف بادي ابو دقن للنوبة كنواة لجيشه حول سنار و فعل الشي نفسه سلطان الفور تيراب. وبالرغم من ان الشيء نفسه حصل علي اساس فردي، ان بعض الاحداث توحد الجماعات من المنطلق القبلي كما حدث فى نوفمبر 1924 حينما تحركت عناصر النوبة فى الخرطوم بصفة قبلية كرد فعل لقمع الانجليز لتمرد حصل فى تلودي. ومثال اخر هو تمكين عناصر البقارة العسكرية سلطة الخليفة عبد الله من ادارة البلاد لحسابها ونذكر ايضاً توظيف الحكومات الوطنية لقبائل التماس العربية لمواجهة الانانيا والجيش الشعبي لتحرير السودان.

    قادت هذه العسكرة الي بروز تيارات حربية مضادة داخل القبائل الاخري مثل المسيرية والحوازمة والرزيقات وبعد ذلك ارتبطت هذه الموسسات العسكرية التقليدية بالمحاور السياسية المركزية من احزاب وحكومات. هذا الوضع يعكس ارتباط الصراع القبلي بمؤسسات الدولة واهمية دراسة هذا الواقع المعقد لمسارات التحالفات الاقليمية. ومن ابرز الامثلة لما يحدث اليوم في دارفور حيث تختلط ظواهر النزاع القبلي حول المرعي بسبب هجرةالقبائل المستعربة الي اقليم جبل مرة واصطدامها مع الفور والمجموعات غير المستعربة وما تبع ذلك من استخدام للايدولوجية الدينية والقوة المسلحة واستقطاب المجموعات المناوئة، يحدث هذا ايضاً باستخدام مجموعات الفلاتة في جنوب النيل الازرق في مواجهة بعض عناصر البرتا والانقسنا – وهكذا يتحول ما هو صراع حول الموارد الي حروب اثنية، وما هو قبلي تقليدي الي مشروع الحرب الشاملة. وهذا يعزز اهمية السلام والتعايش السلمي والتنمية الريفية التي تشمل الموارد والبشر.
    المسببات والعوامل المساعدة للنزاعات:
    1. التنافس علي الموارد
    يتضح من جدول النزاعات ان الابالة في شمال دارفور اشتركو في 15 معركة (اي 50%) يليهم الزغاوة الذين اشتركوا فى 11 نزاعأ اقتتاليأ (37%) . القتال بين الابالة ومن يمتهنون الزراعة هو السائد ف الاقليم حيث ساد الاحتراب بين :
    1.الرزيقات الشمالية (ابالة) و بني هلبة (جنوب غرب ولاية جنوب كردفان)
    2. الرزيقات (جنوب) (بقارة) و المسيرية (غرب كردفان).
    2. الزيادية (ابالة) والكبابيش والكواهلة (شمال كردفان).

    يورد ادم الزين (199 ان الاقتتال غالباً ما يكون بسبب الموارد الرعوية وليس نتاجأ للعرقية فى الاساس. ونجد ان النزوح والاستطيان في ديار قبائل اخري يقود الي التنافس اذا حصل بشكل جماعي ومثال لذلك هجرة الزغاوة.
    أ. مجموعة صغيرة غادرت واستقرت بديار الكبابيش في كردفان وتخلت عن لغتها وثقافتها و صارت جزءاً من الكبابيش.
    ب. مجموعة اخري من الزغاوة استقرت بجنوب دارفور وانصهروا مع من استضافوهم.
    ت. تسبب الجفاف الذي ضرب اقليم الزغاوة في النزوح الجماعي الي جنوب دارفور وقاد هذا النزوح الي الاقتتال مع غالبية قبائل الجنوب بسبب التنافس علي الموارد الطبيعية والقيادة السياسية التي تطلع لها الزغاوة في ديارهم الجديدة، وفى هذا التنافس اصطدام بالقيم الاجتماعية الخاصة بحيازة القبيلة للارض وتبؤء المواقع القيادية بواسطة القبيلة.
    الجفاف والتصحر:
    ظل الجفاف الطويل مستمراً منذ العام 1967، ما عدا فترات متفرقة و تسبب ذلك في حراك اجتماع واسع وسط الرعاة والمزراعين التقلييدين الذين يعتمدون اعتماداً كلياً على الهطول السنوي . يورد محمد سليمان (2000) ان هنالك غلاقة تبادلية بين معدل سقوط الامطار ونشوب النزاعات في شمال دارفور(الشكل 36 والشكل 37). يلاجظ وجود ثلاث فترات جفاف طويلة احداها حدثت في منتصف الستينات وكانت خفيفة في حدتها، اما الاخريان فكانتا في 72-74 و 82-84 وتميزتا بجفاف شديد. صاحب فترات الجفاف اشتباكات مسلحة متفرقة وكان اسواها في منتصف الثمانينات. يوضح الشكلان (1) معدل الزيادة في حوادث النزاع وعلاقتها بتناقص هطول الامطار بعد مرور فترة عام علي انخفاض منسوب امطار وهي فترة التفاعل الكامن الي ان يبلغ تأثير الجفاف مداه.(2) بالرغم من ان فترتي جفاف السبعنات والثمانينات متساوية في وطأتها لكن فترة الجفاف الاخيرة تسببت في اضطرابات مسلحة بحجم اكبر من سابقتها وصحبتها مجاعة كبيرة واقتتال دموي ونزوح بالالاف.

    يفسر نفس المصدر هذا الاختلاف بما يلي:
    1. اتجه انتاج الغذاء في الثمنانينات نحو التصدير
    2. تلاشى المخزون الاحتياطي في الثمانينات
    3. الغاء الادارة الاهلية
    4. سيادة السلام النسبى في العقد السابع واندلاع الحرب الاهلية في السودان والحرب التشادية اللبيية وتأثيرها علي دارفور خاصة في الجزء الشمالي.
    قاد هذا الجفاف الي ازالة الغطاء النباتي وتدنى قدرات الارض وفقدان اعداد كبيرة من الحيونات المتبقية باسعار زهيدة وهجر التجار الاقتصاد الريفي المتداعي وساد الفقر والجوع وبدأت بوادر الانهيار الامني والتفكك والصدامات المسلحة.
    بروز التنظيمات القبلية و تحديثها:
    يورد تكنة (199 تفاصيل حول تنظيمي الارناق (للفور والمساليت والقبائل غير العربية) وتنظيم العقيد العكسري (الرزيقات، الهبانية وبني هلبة والسلامات والتعايشة وقبائل الابالة). وهي تنظيمات قبلية قديمة حدثت لتسليحها نقلة نوعية هائلة واستبدلت اسلحة التقليدية البيضاء بالاسلحة النارية الحديثة. واخذت القبيلة تتمحور حول نفسها في تنظيمات مدنية عسكر ية دقيقة و حديثة في آن واحد.
    4) انتشار الأسلحة الحديثة:
    شهدت فترة الحكم البريطاني نزعاً للأسلحة ووضع اللوائح الصارمة لحيازة الأسلحة. ولكن برزت حيازة الأسلحة عند تفاقم النزاع ابتداءاً من العام 1968 (صراع الرزيقات والمعاليا) و 1988 (الصراع بين العرب والفور). واستمرت الحيازة وتدفق السلاح من ليبيا وتشاد ومن الداخل، مما جعل توفره بهذا الحجم يسبب اضراراً بالغة وخطيرة في الوقت الحالي.
    5) الإستقطاب العرقي:
    تتميز دارفور بتركيبة قبلية مقعدة للغاية، ولكنها اتسمت بالتعايش السلمي بين الأفراد والمجموعات وساد بينها التسامح والإختلاط وفق قيم وتقاليد متعارف عليها. لم يعد هذا الانسجام قائماً، حيث تحولت النزاعات البسيطة حول الموارد واستغلال الأرض الى تكتلات قبلية وعرقية شملت القطاعات المسيسّة ومثقفي دارفور. يورد تكنه (1998م) قائمة تشمل 24 قطاعاً من القبائل العربية في حربها مع قطاعات قبيلة الفور، وهكذا توسع الصراع من شمال جبل مرة الى جميع مناطق الفور، وبرزت نعرة التجمع العربي مقابل جبهة نهضة دارفور.
    6) مسارات الرحل والزراعة التقليدية:
    ساد العرف بأن للرحل مسارات معلومة يرتادونها في أوقات محددة في اتجاهات متعاكسة في فصلي الصيف والخريف، ولهم مختات ومنازل متعارف عليها. ولكن التوسع في الزراعة التقليدية والآلية وزيادة السكان واعداد الحيوانات أحدثت خللاً في هذا النظام الترحالي، مما قاد ال نزاعات مؤلمة بين هذه الفئات من مستخدمي الأرض. يشكل هذا الأمر مصدراً دائم التجدد للصراعات، ولابد من دراسته ووضع الحلول الناجعة بما يكفل اجتثاث مسببات النزاع من جذورها الأساسية.
    7) تشريعات استغلال الأراضي واستغلال الموارد:
    هنالك العديد من التشريعات التي تم اصدارها حول الأراضي واستغلال مواردها. ولكنها مع مرور الزمن وازدياد الحوجة السكانية والحيوانية لإستعمال تلك الموارد الأرضية أصبحت هذه القوانين غير مواكبة للاستغلال المتنوع والمتضارب في كثير من الأحيان. إن المثال الحي هو الإنتشار العشوائي للزراعة التقليدية وتصديقات مشاريع الزراعة الآلية دون الانتباه الى استغلال الأراضي للمراعي ورصد مسارات ومراحيل الرحل مما فاقم من النزاعات التقليدية بين مستخدمي الأرض.
    ندرة وسوء توزيع موارد المياه:
    النزاعات حول المرعى وبين المزارعين والرعاة مرتبطة ارتباطا وثيقاً مع استغلال المياه في الحفائر و الآبار والسدود والخزانات والخيران. هنالك كميات ضخمة من المياه السطحية والجوفية ومياه الأمطار لم يتم استغلالها بالقدر الذي يحل الضائقة ويكفل التوزيع الملائم، وهذا يقود بدوره الى الإحتكاك المستمر بين مستخدمي الأرض.
    9) الحل المفاجئ للإدارة الأهلية دون توفير البديل الملائم للظروف الموضوعية في الريف.
    مترتبات الصراع:
    أ- أورد حسن فضل (1998م) العديد من تبعات الصراع القبلي بما يشمل التبعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية. هنالك تبعات إدارية تتعلق بتوسيع قاعدة المشاركة والانتقال من حكم الأقاليم والمديريات والمجالس المحلية الى الحكم الاتحادي والولائي والمحلي وما صاحب ذلك من تبعات الحكم الفيدرالي وتقسيماته المختلفة.
    ب- هنالك تبعات اجتماعية تشمل النزوح القسري وما يتبعه من المأوى وخدمات التعليم والصحة وتشريد الأطفال ودفع النساء للجوء للمهن الهامشية.
    ج- انتشار السلاح واحياء الدورة الشريرة للاقتتال.
    د- التبعات النفسية الناتجة عن الشعور بعدم الأمان.
    هـ- انتقال الاسواق وتبادل السلع الى أماكن أكثر أماناً وهجر الأسواق في مناطق النزاعات (توقف سوق كوجا شرق زالنجي) بعد صراع الفور وبعض القبائل العربية.
    و- التبعات السياسية التي تصنف المواطنين الى كتل سياسية متناحرة (فور، عرب، قمر، فلاته، زغاوة) بالإضافة الى ظهور مصطلحات جديدة (دارفور للفور، دينكا فور، التجمع العربي، دولة الزغاوة)، وايضاً اتهام الأحزاب السياسية (الديمقراطي يدعم الفور والأمة يدعم العرب بالمال والسلاح) وبرزت المليشيات العسكرية على اساس قبلي.
    ز- التبعات البيئية التي تشمل حرق المراعي والغابات من جراء اطلاق النار والحروب والتخريب، وايضاً انشاء القرى والمزارع على مسارات الرعاة وما يحدث ذلك من ضغوط على الموارد الرعوية. تتسبب هذه الممارسات في الاخلال بالتوازن البيئ.
    ما العمل؟
    ليس هنالك من معادلة سحرية تمكننا من الخروج من هذا المأزق الذي يجتاح اقليم دارفور ويعرض ملايينه الأربعة وموارده الطبيعية الى مخاطر قد تفضي الى مآلات محزنة. هذا التحفظ تبرره طبيعة التشعب في أبعاد المشكلة حيث انها تعتبر ذات:
    1- جذور تاريخية
    2- أبعاد سياسية
    3- تركيبة اثنية معقدة
    4- تعقيدات بيئة
    5- تداخلات اقليمية ودولية
    6- بعد تشريعي للاراضي واستغلال الموارد الطبيعية
    7- قصور تنموى للبشر والموارد.

    وعليه فان أي حلول جذرية لا بد لها من الأخذ في الاعتبار لكل العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والبيئية، لأن كل هذه العوامل تتفاعل وتؤثر بدورها على زيادة الصراع أو انحساره.
    وبناءاً على ما ورد أعلاه، فإن ما يلي يشكل رؤوس موضوعات كمدخل لصياغة الحل المستدام للنزاعات واحداث الاستقرار المنشود، وكل هذه الموضوعات المقترحة تم تدوينها دون ترتيب أو وضع أولويات، والمجال مفتوح للحضور لبلورتها في صيغة متقدمة:
    1- وقف الإحتراب والتفاوض من أجل سلام دائم ترتضيه الأطراف
    2- حصر وتصنيف الموارد الطبيعية كخطوة أساسية لاعادة تأهيل الموارد المتجددة
    3- اصدار تشريعات لملكية واستغلال الأراضي بما يكفل عدم التضارب
    4- التحكم في التوسع المتنامي للزراعة التقليدية والآلية بما يكفل نموها دون المساس بحقوق المنتفعين من الأراضي لاغراض أخرى (الرعاة)
    5- تحديد مسارات الرعاة وتوضيح المراحيل بما يضمن استغلال المرعى والمياه دون الإضرار بالمزارعين
    6- اعادة تأهيل الحفاير ونقاط الشرب بالقدر الذي يكفل الاكتفاء ويمنع التعارض ويوفر المياه في مناطق الرعي غير المستغلة بسبب ندرة مياه الشرب
    7- احداث التنمية في مجالات الزراعة والمراعي والثروة الحيوانية والبنيات الاساسية، مع تنمية الصناعات الخفيفة لاستغلال فائض الانتاج الزراعي والحيواني وتوفير العمالة
    8- توفير خدمات الصحة والتعليم ومياه الشرب والمواصلات وشبكات الاتصال
    9- استقطاب الدعم الخارجي بشكل منتظم ومبني على تنفيذ مشروعات مدروسة ومحددة تشمل التأهيل البيئي واستخدام الأراضي وتوفير المياه وتشييد مؤسسات الصحة والتعليم
    10- اشراك المواطنين في تحديد المشكلات واقتراح الحلول وتنفيذ نشاطات المشاريع المقترحة لتنمية الأقليم.
    11- انشاء جسم للحفاظ علي الموارد الطبيعية المتجددة وحصر الموارد وتصنيفها ووضع خطط لتنميتها واستغلالها علي ان تكون هذه الهيكلة ذات صفة اعتبارية وتتمتع بصلاحيات واسعة من حيث التمويل والتخطيط والتنفييذ والمتابعة والتقييم.

    المراجع:

    كتب
    1. محمد سليمان محمد،2000، السودان :حروب الموارد والهوية، دار كيمبردج للنشر.
    2. ادم الزين محمد والطيب ابراهيم وادى، 1980، رؤي حول النزاعات القبلية فى السودان - معهد الدراسات الافريقية والاسيوية ,
    3. قيصر موسى الزين - ثقافة الحرب عند البدو والقبيلة والدولة .
    4. أدم الزين – التغيير فى المجتمع واثره على الصراع القبلى فى السودان باشارة خاصة الى اقليم دارفور .
    5. التجانى مصطفى محمد صالح - مسببات الصراع القبلى فى السودان .
    6. شرف الدين الامين عبد السلام - بعض تبعات الصراع القبلى فى السودان .
    7. يوسف تكنة - الاثار المترتبة على ظاهرة الصراع القبلى بدارفور .
    8. حسين ابراهيم فضل - من تبعات الصراع القبلى .
    9. اتحاد عام رعاة السودان 2003 – دور الرعاة فى السلام , ملف متكامل تم تقديمه بالتعاون مع منظمة بنها .
    10- برنامج الامم المتحدة 2003 - تخفيف الصراعات حول الموارد فى المناطق الرعوية - ورشة عمل ذات ملف متكامل .



                  

العنوان الكاتب Date
التركيبة الاثنو-بيئية والموارد الطبيعة واثرها علي النزاعات القبلية في في دا peace builder06-03-03, 06:11 AM
  Re: التركيبة الاثنو-بيئية والموارد الطبيعة واثرها علي النزاعات القبلية في ف Yasir Elsharif06-03-03, 06:19 AM
    Re: التركيبة الاثنو-بيئية والموارد الطبيعة واثرها علي النزاعات القبلية في ف peace builder06-03-03, 12:14 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de