عمر الطيب الدوش

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-10-2024, 09:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2003م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-27-2003, 05:43 PM

ELTOM
<aELTOM
تاريخ التسجيل: 09-05-2002
مجموع المشاركات: 552

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عمر الطيب الدوش

    يا أهل البورد سلام،
    طلب مني الأخ إبراهيم علي إبراهيم ارسال ما كتبه عن الشاعر الراحل عمر الطيب الدوش إلي البورد ها أنا ارسله لكم بعد الأستئذان من الأصدقاء في مجلة "منابر" التي تصدرها الجالية السودانية بمدينة ايوا سيتي. ارجو أن ينال الموضوع اعجابكم، مع التحية.

    التوم



    في تذكر عمر الطيب الدوش
    رائد تجديد شعر العامية
    إبراهيم علي إبراهيم
    "وصاني ابوي الموج بيهد
    كل رخوة على الجروف....
    شد الضراع...
    وعشان يكون... الحق ليك
    تعبر بحور... وتهدم جبال
    والحق هو: هو النضال
    والحق في ساعة مجزرة
    والنصر للفاس والرجال والأبطال
    ولسواقي مدورة..."

    شكل غياب الشاعر المبدع عمر الطيب الدوش خسارة فادحة لا تعوض، وصدمة قاسية لم يفق منها الوسط الثقافي الفني, خاصة وانه يأتي على هذه الشاكلة المأساوية, حيث يظل يعاني من قدمه المكسورة لسنوات, دون أن يجد الاهتمام والدعاية, وزاد من حزنه وألمه ان إدارة معهد الموسيقى والمسرح أقفب مخصصاته-الزهيدة- والتي لا تسمن ولاتغني..
    هكذا نسجل أعظم شاعر, وأنبل إنسان ضمن قافلة المبدعين والأفذاذ والعباقرة الذين رحلوا جراء الإهمال والظلم وعدم التقدير.
    فعمر الطيب الدوش هو المرسوم في مخيلة الناس بشخصيته العصامية... المصادمة...رغم وداعته...وأصالته... وصدقه في تعاطيه وتفاعله مع كل جوانب الحياة.
    ولا يختلف اثنان في أن الدوش من أخطر الشعراء في بلادنا. ولا يقلل من قيمته كشاعر كبير أنه يكتب بالعامية, بل على العكس فإن العامية التي فتح لها آفاقا جديدة حينما أدخلها في سياق الحداثة ليتبعه من بعد جيل جديد من الشباب.., فإن العامية هي الأقرب إلى القلوب , وهي اللغة الأكثر حميمية التي تخاطب قطاع أوسع من الناس. ولذا ظل الشعراء المحدثين يحزون حزوه , ويتخذه قطاع واسع من المثقفين المبدعين المرجعية الثقافية والمعرفية بالنسبة لهم, ويسترشدون برأيه, ويتسلحون بمواقفه الوطنية...., ويقريهم من الناس, ويدفعهم لإكمال مواهبهم عبر القراءة والبحث, وكانت داره البسيطة قبلة يتجه إليها المبدعون، ومنها تخرج كل الأعمال الفنية والإبداعية الرصينة.
    إنه الغناء الجديد الشهي, الذي يحمل المضامين البناءة والمصادمة العاشقة في آن معا, وهو النشيد السلس الذي يتسرب إلى الأفئدة والانتصار للناس، أبان اشتداد كرت الطغاة. فيتغنى العاشق المستهام:

    بتطلعي إنتي من غابات
    ومن وديان ومني أنا
    ومن شهقة جروف النيل
    مع الموجة الصباحية
    ومن جاقة زهور عطشانة
    فوق أحزانا متكية
    بتطلعي إنتي من صوت طفلة
    وسط اللمة منسية



    والمثير في أعماله التي شكلت أفقا جديدا في الغناء والشعر سواء الحزن القديم، أو بناديها، أو الساقية وحتى آخر إنتاج غنائي له (سعاد) إن الناس أخذوا من غنائه المفعم بالعشق للحبيبة/الوطن, الرمز الذي اعتمل فيهم, ورسخ فيهم أن الطغاة إلى رحيل، وأن الوطن بسماحته أصالته هو الباقي, إلا أن الدوش يرفض هذا التفسير بتواضع جم, ويقول أنه يكتب القصيدة كما هي, دون مواراة أو حذلقة, أو استكنا الرمز في أعماله, وكأنه يقول للشعراء وللناس على حد سواء: هكذا تكون الكتابة, فالمبدع الذي لا يلتزم جانب الناس, علية أن يكف عن الكتابة,خاصة في وطن يمتلئ بمظالم تصنعها الطليعة القائدة, متخلية عن البسطاء والإرث والثقافة والواقع, أنهم يحجبون ضؤ الشمس ويغلقون نوافذ النور والسلام.
    يظل جيلنا موقنا أن الدوش يجسد بمعايشته وسط الناس والتزامه تجاه بسطاء الناس, طاقة ثقافية مثالية متحركة بينهم, ومن فيض محبتي له سعيت مرارا لكتابة شيء عن سيرته الذاتية ومنهجه ومعارفه، والكشف عن مشروعه الإبداعي, كذا الوقوف على صفحات الذكريات في سنوات الازدهار في الستينات والسبعينات ونجحت بعد جهد في أن نلتقي نهار 29 يونيو 1989م, وجاء الدوش في نقابة الصحفيين في شارع المك نمر وسط استقبال والتفاف الزملاء حوله, دعوته للغذاء في حديقة نادي ينك السودان وكان معي الصديق الصحفي عبد الواحد كمبال و(الخال) أحمد عبد الرحيم, وثلاثتهم تجمع بينهم الكثير من القواسم المشتركة, والانتماء لتلك الحقبة الزاهرة. جمعت بينهم (يومها) ذكريات كثيرة... وحنين إلى الماضي الذي يعيشون فيه أكثر من واقعهم كما أتصور...!!
    ورغم طلاوة أحاديثهم و تشعبها, إلا أن " اللقاء النادر" شكل خطرا بالنسبة لي كصحفي محب للدوش, ولأنه كدأبه يزهد في إجراء اللقاءات ولا يحب الأضواء كثيرا..., فتململت في مقعدي كثيرا....وأخيرا انتزعت منهما الدوش لبدء الحوار, ولكنهما لم يفارقاه.
    جلسنا في مكاتبنا في صحيفة الخرطوم, وبدأت في إلقاء محاور اللقاء على الدوش, والذي يغطي مراحل حياته, وابتعاثه للخارج...وأفردت حيزا لمشروعه المسرحي أسباب توقفه, بعد أن كتب مسرحية واحدة...إلى جانب ملف معهد الموسيقى والمسرح... فضلا عن الشعر... وتميزه في إحداث نقلة جديدة في مسار شعر العامية... وغيرها من موضوعات.
    توقف الدوش طويلا وبدأ مناقشتي في إمكانية تقديم وتأخير بعض الأسئلة... ودمج بعضها...و يطلب توضيحا حول بعضها... وهنا راقب الفكرة للصديق كمبال, فما كان منه إلا أن اقترح أن ننتقل بالحوار لمكان وزمان أرحب..., ولكنني اعترضت لأن الفرصة مع الدوش صعب تكرارها..., لكن الدوش وافق كمبال... ودعا كل المجموعة أن يكون اللقاء في منزله في مساء اليوم التالي على أن يهيئ الجو الملائم لمثل هذا الحوار.
    وهكذا جاء اليوم التالي بانقلاب الجبهة الإسلامية القومية, ليدخل الدوش في صومعته... وأحزانه الخاصة, ويدرك المقربون حساسيته من الانقلابيين... فهو لا يعيش حياته التي يريد إلا في ظل الحرية.
    رحم الله الدوش وأسبغ على قبره شابيب رحمته وغفرانه بقدر عطائه ونقائه وطهره وصلابته وحبه للناس والسودان, إنه إنسان خاص, بقدر ما هن شاعر متفرد قلما وندر أن يجود الزمان بمثله... إن أقرانه ممن نالوا درجات علمية في كافة القطاعات, يعيشون حياة سهلة ميسرة..., لكن الدوش بقوة حبه للناس يعيش وسطهم..., يترفع عم عرض الدنيا الزائل... وهن يجسد في حياته كما يخيل إليي... بيت الشعر الذي نسجه أمل دنقل حينما قال:

    " .. أنا أتطهر في صرخة الجوع
    فوق الفراش الخشن.."

    ضل الضحى
    كوامن من الشجن والحزن أثارتها فيا قصيدة (سعاد) التي تغنى بمقاطع منها الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي, شعرت أوانها إننا كلنا مسئولون عن موت الدوش... وكذا قرأت مقالا مطولا للشاعر الكبير محمد طه القدال عن صديقه الدوش على صفحات الإنترنت, وتناول فيه أغنية سعاد...يقول القدال في هذا المقال:
    يصدر الأستاذ عبد الكريم الكابلي شريط باسم الأغنية, وهي لكلمات من مقطع (محمد ود حنينه) من قصيدة (ضل الضحى), يغني هذا المقطع بدرجة تلحين وأداء عاليين, ولكنه للأسف لا يشير من قريب أو بعيد لصاحب الكلمات... وهن الأستاذ الشاعر المرحوم عمر الطيب الدوش طيب الله ثراه ورزقه الجنة, بقدر ما أعطى الماء على حبه مسكينا ويتيما وظمأنا في نهار أم بدة العطش, وكما قال الأستاذ هاشم صديق في هذا الصدد: (كان المبدع في السودان يهمل حيا ويكرم ميتا..., الآن أصبح يهمل حيا وميتا...!!!)...
    علمت يقول القدال: أن الدوش في ابتداء تفاوضه مع الأستاذ الكابلي كان يرفض باستمرار أن يبدل كابلي أي كلمة فيها, وأن يغنيها كما هي, وقد أخبرني بذلك من حضر الاجتماع, فأنظر ماذا حدث: لقد غير الأستاذ كابلي الكثير من كلمات ومعاني و أجواء القصيدة, وأكاد أن أقول أنه (بهدل) النص في مواقع كثيرة, يثير الحنق للذين يعرفون عمرا, ورد فعله لو كان بيننا الآن !!!!..
    هذا جزء يسير من المقال الرصين للقدال عن صديقه الدوش, اجتزأته لخدمة موضوع القصيدة التي بصددها أكتب, وهذا المقال في تقديري يأتي استمرارا لقضية فجرها الشاعر المبدع هاشم صديق حينما طالب الفنانين بوقف التغني بأعماله..., وزاد في جرأة أنه تقدم بشكاوي للمحكمة ضد عدد من الفنانين الذين يهضمون حقوقه كشاعر.
    و هذه ظاهرة صحية, إذ ظل الشعراء معدمين, يعانون شظف الحياة بينما تتطاول أعناق الكثير من الفنانين حتى من أصحاب أنصاف المواهب, حتى أن أحد شعراء الحقيبة, علق على هذا الأمر بقوله: أنه كان ينام بلا عشاء...بينما كان أحد هؤلاء الفنانين الذين يركبون المرسيدس يفجر صمت الليل بالتغني بأعماله.
    ومن المفارقة أن الصمت الذي يلف الساحة الفنية الأن ناجم عن ضمور العطاء الأدبي والشعري والثقافي, لأن الشعراء والمثقفين, لزموا الصمت, وكيف لهم أن يصدحوا في ظل هذه الظروف؟!!!!
    إن مقال القدال على وضوح الأفكار فيه, إلا أنه يثير قضية هامة يجب أن يتناولها الجميع بموضوعية
    بعيدا عن الوقوف عند عمل واحد..., وهي: هل بالضرورة أن يلتزم الفنان بحرفية النص الشعري الذي يقوم بتلحينه أداءه؟ كذلك يطالب كتاب المسرح بهذا الحق, وهم يعانون من قضية الخروج عن النص.
    وهي أيضا مثارة في الصحافة في ظل القيود التي تفرض عليها حيث يرفض الكثير من الكتاب المساس بنصوصهم, حتى إننا حينما انتقلت صحيفة الخرطوم وظلت في المهجر قرابة ثمان سنوات لم تسلم الصحيفة من الرقابة من الدول التي توزع فيها... ولكننا كنا في الصحيفة (نتحايل) على هذا الواقع حتى نصل للناس.
    إن الكثير من الفنانين سواء كانوا من الملحنين أو المؤديين أو المخرجين أو غيرهم يقولون أن لهم الحق في إعادة إنتاج النص, فكل عمل فني يسبغ عليه الفنان من طاقاته الفنية ما يجعله متكاملا, وهم ينطلقون من قاعدة (إعادة إبداع النص) بمعنى أنهم لا يمكن أن يحرموا من قدر ولو ضئيل من حرية الحركة في التعامل مع النص, والتدخل فيه بما يقتضيه اللحن والأداء, ومدى إحساسهم وتفاعلهم مع النص.

                  

العنوان الكاتب Date
عمر الطيب الدوش ELTOM02-27-03, 05:43 PM
  Re: عمر الطيب الدوش dreams02-27-03, 10:52 PM
    Re: عمر الطيب الدوش mustafa mudathir02-28-03, 04:00 AM
  Re: عمر الطيب الدوش Kabar02-28-03, 04:20 AM
    Re: عمر الطيب الدوش Elkhawad02-28-03, 05:04 AM
  Re: عمر الطيب الدوش intehazy02-28-03, 05:15 AM
    Re: عمر الطيب الدوش DEEK_ALJIN09-09-03, 09:42 PM
      Re: عمر الطيب الدوش Hashim.Elhassan09-09-03, 11:04 PM
        Re: عمر الطيب الدوش bayan09-10-03, 01:45 PM
  Re: عمر الطيب الدوش sari_alail09-10-03, 02:15 PM
    Re: عمر الطيب الدوش Giwey09-10-03, 03:37 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de