فما أفلح بائع الأحقاد ولا باعة الأوهام..الصادق المهدي في ميلاده ال(73) حديث الوفاء والعطاء و...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 06:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2009م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2008, 07:37 PM

نيازي مصطفى
<aنيازي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-22-2004
مجموع المشاركات: 4646

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فما أفلح بائع الأحقاد ولا باعة الأوهام..الصادق المهدي في ميلاده ال(73) حديث الوفاء والعطاء (Re: نيازي مصطفى)



    الملف السادس: مسألة أهل الكتاب
    بعض المسلمين لا يخالجهم شك في أن أهل الكتاب كفار وأن عقائدهم فاسدة ليس فيها قيمة روحية أو خلقية.
    هذا الموضوع أقلقني لا سيما وفي نصوص الوحي الإسلامي ما يدل على أمرين هامين هما وجود قيمة روحية وخلقية عندهم، والأمر الثاني تأكيد أن في كتبهم رغم التحريف ما يبشر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم الذي يجدونه مكتوبا عندهم وأن القرآن مصدق لما بين يديهم (الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ(1
    وقادني الاجتهاد إلى الآتي:
    * نعم لدى أهل الكتاب قيم روحية وخلقية بنص القرآن: (لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُون* يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُوْلَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ* وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ( 2.
    * أن الدين الإبراهيمي واحد بدأ بإبراهيم عليه السلام وختم بمحمد صلى الله عليه وسلم وميزة الإسلام في أنه للناس كافة وما سبقه لأمم محددة، وأن تشريعاته محيطة، وأن نص كتابه محفوظ، وأنه خاتم الرسالات. ولكن في أمر التوحيد لله والعدل بين الناس والجزاء الأخروي والنهج الأخلاقي فإن الدين واحد: (شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ( 3
    * نصوص التوراة والإنجيل لم تدون في حياة موسى وعيسى عليهما السلام بل بعد انتقالهما. وما فيهما من نصوص فيه ما هو وحي، وما هو قول نبي، وما هو اجتهاد بشري.
    * وفي التوراة نصوص واضحة جاء فيها خطاب للإسرائيليين: (سأرسل من إخوتكم نبياً مثل موسى وسأضع كلماتي في فمه)- (سفر التثنية 18/18). وجاء في التوراة في خطاب إبراهيم عليه السلام أن الله قال له: (وأما إسماعيل فقد سمعت قولك فيه وها أنذا أباركه وأنميه وأكثره ويلد اثنا عشر رئيساً وأجعله أمة عظيمة)- (سفر التكوين 17/20). هذه الأوصاف تنطبق تماماً على محمد صلى الله عليه وسلم حفيد إسماعيل عليه السلام.
    بل في كتاب أطلعت عليه هذا العام بقلم العالم المسيحي الألماني رينهارد لاوت وعنوانه إبراهيم وأبناء عهده مع الله أورد المؤلف نصوص التوراة المتعلقة بإسماعيل عليه السلام ما يؤكد أنه لولا بعث محمد صلى الله عليه وسلم لكذبت التوراة.
    * وجاء في الإنجيل أن عيسى عليه السلام قال إن نبياً سوف يأتي بعده-(إنجيل يوحنا 16/17)، وقال إن الذي سيأتي بعده هذا لن ينطق عن نفسه بل يردد ما يسمع. (إنجيل يوحنا 14/16). هذه الأوصاف تنطبق على محمد صلى الله عليه وسلم.
    وهناك نصوصا أخرى أحصاها المرحوم أحمد ديدات في كتابه بعنوان: الاختيار.
    إذن تجمعنا مع أهل الكتاب وحدة الدين وديننا يقر بقيم روحية وأخلاقية عندهم. وفي نصوص كتابيهما رغم ما دخل فيها من اجتهادات بشرية ما يبشر ببعثة محمد (ص).
    في هذا العام أحصينا أصدقاءنا من المسيحيين وأرسلنا لهم معايدة بمناسبة ميلاد السيد المسيح عليه السلام وطبعنا في كل كرت آية أو حديث يدل على خصوصية العلاقة بين المسلم والمسيحي مثلا:
    * ما جاء بالقرآن على لسان عيسى بن مريم عليهما السلام (وَالسَّلاَمُ عَليَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)4.
    * (وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ)5.
    * قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْأَنْبِيَاءَ أُخْوَةٌ لِعَلَّاتٍ ، دِينُهُمْ وَاحِدٌ وَأُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى ، أَوْلَاهُمْ بِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ 6.
    الملف السادس: جدلية الداخل والخارج
    العالم اليوم بفعل ثورة المعلومات والاتصالات وسرعة المواصلات صار في نواح كثيرة مترابط كما لم يكن كذلك في أية مرحلة من التاريخ، وسياسات نظام الإنقاذ بطابعها القهري داخلياً والتوسعي خارجياً شدت إلى السودان اهتماماً إقليميا ودوليا غير مسبوق.
    لذلك وفي مجالات عامة وأخرى متعلقة بالسودان وبالإسلام وبالعروبة وبأفريقيا وبقضايا دولية نشطت منظمات ومنابر شدت إليها اهتمامي واهتمام حزبنا وكيان الأنصار بصورة غير مسبوقة. وتبوأت وتبوأ أفراد من حزبنا وكياننا مواقع مرموقة في منظمات وأنشطة دولية كثيرة. وكما في العام الماضي بلغ عدد أسفاري في مجال تلك الأنشطة ما يساوي رحلتين كل شهر في المتوسط. (أرفق بياناً مفصلا لهذه الرحلات).
    - بدأ نظام الإنقاذ مصمماً على استقلال القرار الوطني والنهج الفكري والحرص على نقاء الإرادة بصورة مبالغ فيها. ولكن كما هو معروف الفات حده انقلب ضده، على نحو ما قال الحكيم:
    مـــن لـم يقف عند انتهاء قدره
    تقاصرت عنه طويلات الخطى
    اضطر النظام على إبرام اتفاقيات سلام كلها برعاية خارجية وفي أكثر مبادئها بتأليف أجنبي. وهاجر الشأن السوداني في أهم القضايا الوطنية إلى منابر ومواقع خارج السودان. بل هاجرت نسبة معتبرة من أهل السودان إلى الخارج، وأحاط التدويل بالشؤون السودانية وصار الوجود الدولي السياسي، والأمني، والإغاثي، والعسكري، في داخل السودان بحجم ضخم لم يشهد السودان مثله بل ولا الدول الأخرى.
    هذه الحقائق تفسر مدى التحام الداخل بالخارج وتفسر ترحل المعنيين بالشأن العام في أركان العالم الأربعة.
    وفي نهاية هذا العام الحزين يجد السودان نفسه أمام عتبة غير مسبوقة.
    وكما ذكرت آنفا، فقد كنا أشرنا بوضوح تام بعد زيارتنا لدارفور في يونيو 2004م إلى أن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية قد ارتكب في دارفور وطالبنا بالتحقيق في تلك الجرائم وعقاب مرتكبيها وتعويض ضحاياها. وقلنا إذا لم يحد ث ذلك فإن المجتمع الدولي سوف يتدخل.
    الحقيقة التي يغفلها كثيرون هي أن القانون الجنائي الدولي قد تطور بموجب قيام المحكمة الجنائية الدولية في عام 1998م.
    واستعدت الأذهان للتدخل من أجل وقف جرائم الحرب إن استحال على الدول المعنية وقفها. هذه التطورات تفسر القرار 1593 الخاص بجرائم دارفور ونظرها أمام المحكمة الجنائية الدولية. القرار والمحكمة جرى التعامل معهما باستخفاف شديد بحجتين هما:
    - أننا لم نصادق على نظام روما فالمحكمة لا تعنينا.
    - أن في العالم جرائم حرب كثيرة ترتكبها الدول الكبرى وإسرائيل ولم تقدم للمحكمة. وهذا الازدواج في المعايير ظالم.
    نعم نظام الأمم المتحدة الحالي ظالم لأنه يتيح للدول دائمة العضوية أن تفعل ما تشاء و تحمي نفسها وحلفاءها من مجلس الأمن بحق النقض. ولكننا أعضاء في هذا النظام الظالم الذي تمثل قراراته القانون الدولي وقراراته تلزمنا. أما عدم مصادقة السودان على نظام روما فلا تحميه لأن الأمر أحيل للمحكمة بقرار من مجلس الأمن ولم يعترض عليه أحد بمن فيهم أصدقاء السودان في المجلس. قرار المحكمة المنتظر صدوره لاعتقال رأس الدولة السوداني إذا امتثل السودان له أو رفضه ففي الحالين سوف تقع تداعيات أمنية وسياسية وقانونية دولية كبيرة تقوض الأمن القومي السوداني، ولا سبيل لمواجهتها إلا بقرار وطني تقرره الإرادة القومية السودانية ويقبله مجلس الأمن لا سيما الأعضاء الخمسة أصحاب حق النقض.
    هكذا في شأن المصير السوداني التحم الداخل بالخارج.
    الملف السابع والأخير:
    اختم حديثي بالإشارة لأمور أدهشتني في هذا العام ولطرافتها اخترت منها سبع مدهشات:
    1. في أحد المؤتمرات الإسلامية قابلني فقهاء هم خير أنموذج لأولئك الذين أقاموا حاجزا بين القرآن والطبيعة مع أن القرآن هو كتاب الله المقروء والطبيعة هي كتاب الله المنشور، وآيات القرآن تشير لهذه الحقيقة: (مَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ ٍ( 7 وقوله تعالى: (رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى( 8. وهم أنفسهم الذين فهموا سيرة النبي (ص) خصما على إنسانيته فأقاموا حاجزا بين النبي والإنسانية مع أن سر نبوة محمد (ص) أنه نبي الإنسانية.
    وهم أنفسهم الذين ارتكبوا جريمة لا تغفر هي عزل الدين من الحياة. فالتقي لا يليق أن يسعى لرزقه لأنه مقسوم منذ الأزل. والتقي لا يليق به أن يمرح، ولا أن يطرب، ولا أن يروض جسمه.. التقوى عندهم مشروع اغتراب من الإنسانية بل لقيت في بعض البلاد العربية من قالت لي أن زوجها يعتبر الملاطفة حتى لأطفاله ولزوجه لا تليق بالوقار! هؤلاء المغاليق الذين قطعوا شريان الحياة من الدين جففوا الدين ويبسوا نداه:
    ظنوا التدين تكشيرا وعكننة
    وقطبة الوجه في صحب وفي ولد
    الدين مسحة بشر واغتنام مودة
    ما أبعد الفرق بين الدين والنكد!
    2. الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم هذه مقولة رائجة. وتباين الأجيال وجه من وجوهها، ولكن هذه الظاهرة بلغت درجة لا تطاق لدي السودانيين الذين استقروا في بلاد غربية نتيجة إعادة التوطين أو غيرها من وسائل الاستقرار في وطن بديل. فالأطفال ينشؤون في بيئة غريبة تماما لغة وثقافة وديانة من البيئة الوطنية وكالعادة يتأقلمون على البيئة الجديدة. هذا التأقلم قد يبلغ درجة تجعلهم غرباء على أسرتهم الأصلية ذات الطباع السودانية لغة وديانة وثقافة. وفي كثير من المجتمعات السودانية في المهجر نشأت هذه الظاهرة. لكنها بلغت درجة مدهشة لدي أسرة قالت لي ربتها يا فلان أولاي ديل دا طرفي منهم لا نتحدث لغة واحدة ولا تجمعنا ثقافة واحدة. لم يعد بيننا إلا الجينات الوراثية.
    3. دعاني صديق للغداء والتقيت الرجال في الصالون ثم دخلت للسلام على الأسرة والتقيت عددا من أفرادها النساء. الأسرة المذكورة ميسورة الحال وما أدهشني هو حالة السمنة المنتشرة في الرجال والنساء ولا يهتمون بها مع أنها انتحار بطئ لأن الأمراض المرتبطة بالسمنة كثيرة جداً. يا للحسرة على الشباب السوداني في الأسر الأيسر حالا. تجدهم بين العشرين والثلاثين يستمتعون بأجسام رشيقة ثم ينسجون بأضراسهم ثيابا من شحم ينقلهم رجالا ونساء مباشرة من رشاقة فرس البر إلى كثافة فرس البحر. وفي لقاء لي مع الأخ عمرو خالد اتفقنا أن نبدأ حملة ضد السمنة باعتبارها من نتائج الابتلاء بالنعمة وباعتبارها من أفتك أمراض العصر بالناس بالإضافة لأنها من أكثر وسائل تشويه المحاسن. ومن المدهشات أيضا في المحافل أن بناتنا كدن يقمن بالقضاء على الخضرة بالمساحيق والحقن، وهي كذلك آفة صحية فكل المبيضات هذه محملة بالسموم التي يمتصها الجلد ويدمر بها الأعضاء سيما الكلى. والخضرة من أجمل ألوان البشر بلا انتقاص من شأن البياض الطبيعي، أما هذا المجلوب بالكيمياء فمؤذ للصحة وللجمال.
    4. خطر ببالي في لندن ما أدهشني فالطرق عندهم مكتوبة بإشارات الهاي-وي كود High-
    way Code بصورة مكثفة تنبهك
    بالإحناءة وبالتقاطع وبالجسر وبعبور المارة وبالسرعة القانونية وغيرها.. عشرات التعليمات لتحقيق سلامة الحركة. وبدا لي أن السيارات والناقلات وكافة وسائل التنقل الحديثة هذه مصممة في هيكلها وسرعتها وكافة ما يتعلق بها لهذه الطرق المصقولة بثقافة المرور الحديثة. ولكننا ننقلها إلى بلداننا بنفس التصميم المذكور لتسير في طرق وشوارع أمية عارية من علامات الهاي-وي- كود فلا غرو أن صارت هذه السيارات نعوشا متحركة. ولذلك اعتقد أنه إلى أن ننشئ طرقا تليق بهذه الناقلات ينبغي أن نضبط السرعة بصورة تجعلها لا تتعدي الخمسين كيلو متر في الساعة.
    أتردد على المقابر كثيرا وأتيح لي أن أزور مقابر مسلمين في غير السودان وذات يوم دهشت جدا لحالة المقابر عندنا فهي أشبه ما تكون بكوشة لرمي النفايات. صحيح أننا نعاني من حالة مماثلة في الأحياء العشوائية حيث يسكن أحياؤنا في قمامات. ولذلك لا بد لخطتنا السكنية من توفير أحياء تليق بالأحياء ومقابر تليق بالموتى فقوله تعالي: ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ9( ينطبق على كل الشأن الآدمي.
    5. مع أنني العب التنس منذ شباب فإنني لم أدخل قط في مباراة. وفي اتحاد التنس ألح علىّ الزملاء أن ندخل في مباراة الرواد. وفي النهاية قبلت باعتبار أن في ذلك ما يروج لهذه اللعبة اللطيفة. وكان المدهش أنني وزميلي حصلنا على الكأس بعد سن السبعين. وهذا يقودني للحديث عن ما يليق وما لا يليق بالسن. فقد عانيت من نقد لفترة طويلة لصغر سني وعظم مهماتي. ثم انتقل النقد لكبر السن. والمدهش أنني عندما كنت صغيرا كنت لا أطيق أندادي واجد ارتياحا أكبر مع من هم أقرب إلى من هم في سن والدي، وبعد أن كبرت صرت أجد ارتياحا أكبر مع من هم في سن أولادي.
    على أية حال ليس ابن آدم كالأنعام تقويمه بسنه بل سجل الأدباء ما يدل على الحلم في الصغر كقول الحكيم:
    قل للذي أحصى السنين مفاخرا
    يا صاح ليس السر في السنوات
    لكنه في المرء كيف يعيشه
    في يقظة أم في عميق سبات
    وسجلوا ما يدل على الحيوية في الكبر:
    يا عز هل لك في شيخ فتي أبدا
    وقد يكون شبابا غير فتيان!
    أو قوله:
    عمري إلى السبعين يركض مسرعا
    والروح باقية على العشرين
    6. أدهشتني إلى حد التعجب حادثة الحذاء. أنا اعتبر نفسي من الذين ناصبوا السيد صدام حسين العداء في حياته بل واجهته في لقاء مشهور ببغداد مواجهة حادة. ولكن عندما قتل بالطريقة التي كانت انتقدتها وقلت أنهم صيروا الجلاد بطلا. كذلك حملت على السيد جورج بوش حملة واسعة في كل المنابر وساهمت قدر استطاعتي في هزيمة الجمهوريين وليست لي نحو جورج دبليو بوش عاطفة إلا عاطفة الشجب والرفض. أدهشني منظر الزيدي عندما قذف بوش بحذائيه واعتبرتها تعبيرا تلقائيا من شخص أغضبه تدمير بلاده على يد بوش وقواته. وأفهم الشعبية الواسعة التي وجدتها حادثة الحذاء فالشعوب المعنية غاضبة والحذاء عبر لها عن مشاعرها نحوه. ولكن الذي لا أفهمه أن يشيد بالحادثة من هم في موقع المسئولية وأولي بهم السكوت حتى إذا أعجبهم الحادث ففي الأثر: إننا لنبش في وجوه قوم وقلوبنا تلعنهم. ولكن مهما كان من أمر فإن المشهد قد بهر العالم.
    وانطلقت النكات والنوادر مثل قولهم:
    - كان خطاب بوش في بغداد خطابا حازما.
    - وقول شخص يحمل شمسية ويقول لصاحبه: هذه ليست لاتقاء الشمس أو المطر بل الجزم.
    وقول ثالث مشيرا إلى جزمة على لسان أحد الأمريكان: وأخيرا اكتشفنا أسلحة الدمار الشامل في بغداد.
    وقدم 270 ألف طلب لشركة الأحذية التي صنعت حذاء منتظر الزيدي في تركيا لاستيراد بضاعتها.
    7. استقبلت وفدا شعبيا أردنيا زار السودان وعندما هموا بالإقبال على الفطور قدمنا السيدات وقلت ما أكرمهن إلا كريم. وحضر معنا الأخ الحبيب عبد الباسط عبد الماجد وهو أديب فاستشهد بالقرآن (يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ(10 وببيت من شعر أمير الشعراء أحمد شوقي:
    الشمس في عليائها أنثي وكـل الطيــبات بــنات
    كنت من الذين يعتقدون أن اللغة العربية ذكورية المزاج وعزز لي بعضهم هذا الفهم بقوله التعابير الحميدة في المذكر تصير ذممية في المؤنث مثلا: نقول مصيب ـ والمؤنث مصيبة. ونقول نائب ـ والمؤنث نائبة. ونقول حي ـ والمؤنث حية.
    ولكن عندما عدت لبقية شعر أحمد شوقي دهشت لأجد اللغة العربية منحازة لتاء التأنيث. جاء فيها:
    فالحرب بمحـــدوديته ذكـر
    واللغة بشمولها أنثــي
    والحب يضيف مساحته ذكر والمحبة بسموها أنثي
    والسجن بضيق مساحته ذكر والحرية بفضائها أنثي
    والبــرد بلــذعـتـــه ذكــــــر والحرارة بدفئها أنثـي
    الجهـل بكــل خيبــاتـه ذكــر والمعرفة بعمقها أنثـي
    الفقـر بكـل معـانـاتـه ذكـــر والرفاهية بدلالها أنثـي
    الجحيــــم بــناره ذكــــــر والجنة بنعيمها أنثـي
    الظلـم بــوحشــته ذكــر والعدالة ميزانها أنثي
                  

العنوان الكاتب Date
فما أفلح بائع الأحقاد ولا باعة الأوهام..الصادق المهدي في ميلاده ال(73) حديث الوفاء والعطاء و... نيازي مصطفى12-27-08, 07:32 PM
  Re: فما أفلح بائع الأحقاد ولا باعة الأوهام..الصادق المهدي في ميلاده ال(73) حديث الوفاء والعطاء نيازي مصطفى12-27-08, 07:35 PM
    Re: فما أفلح بائع الأحقاد ولا باعة الأوهام..الصادق المهدي في ميلاده ال(73) حديث الوفاء والعطاء نيازي مصطفى12-27-08, 07:37 PM
  Re: فما أفلح بائع الأحقاد ولا باعة الأوهام..الصادق المهدي في ميلاده ال(73) حديث الوفاء والعطاء ثروت سوار الدهب12-27-08, 07:44 PM
    Re: فما أفلح بائع الأحقاد ولا باعة الأوهام..الصادق المهدي في ميلاده ال(73) حديث الوفاء والعطاء نيازي مصطفى12-27-08, 07:58 PM
      Re: فما أفلح بائع الأحقاد ولا باعة الأوهام..الصادق المهدي في ميلاده ال(73) حديث الوفاء والعطاء محمد عبدالرحمن12-27-08, 09:42 PM
        Re: فما أفلح بائع الأحقاد ولا باعة الأوهام..الصادق المهدي في ميلاده ال(73) حديث الوفاء والعطاء ثروت سوار الدهب12-27-08, 10:26 PM
          Re: فما أفلح بائع الأحقاد ولا باعة الأوهام..الصادق المهدي في ميلاده ال(73) حديث الوفاء والعطاء ثروت سوار الدهب12-27-08, 10:37 PM
            Re: فما أفلح بائع الأحقاد ولا باعة الأوهام..الصادق المهدي في ميلاده ال(73) حديث الوفاء والعطاء ابوهريرة زين العابدين12-28-08, 11:36 PM
              Re: فما أفلح بائع الأحقاد ولا باعة الأوهام..الصادق المهدي في ميلاده ال(73) حديث الوفاء والعطاء جعفر محي الدين12-29-08, 08:56 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de