|
صُدُّقُتْ : على عثمان (يقول أنه) يرى أن صدور مذكرة اعتقال بشأن البشير ستزيد من شعبيته !!!
|
قولوا حسناً لقاءات القمة
محجوب عروة كُتب في: 2008-12-10
في هذا العيد اقترحت على الأساتذة عثمان ميرغني ونور الدين مدني أن نذهب لمعايدة الزعماء والسياسيين الأربع ليس بغرض إجراء لقاءات صحفية مباشرة وإنما لأخذ خلفيات سياسية عن كل واحد ونحاول أن نستقرئ ما يدور في خلدهم خاصة والبلاد تواجه مأزقاً سياسياً خطيراً، أو كما قالت لي إحدى الشخصيات الكبيرة التي حضرت احد اللقاءات (أن السودان في كف عفريت)! ذهبنا إلى الإمام الصادق المهدي والأستاذ علي عثمان محمد طه والسيد محمد عثمان الميرغني ود. حسن الترابي في منازلهم عدا السيد الميرغني الذي التقيناه في جنينة السيد علي الميرغني وجلسنا الساعات الطوال مع كل منهم ولا أود في هذه العجالة أن اتطرق لكل ما قيل خاصة وأن معظمه ليس للنشر بل مجرد أفكار وحوارات بقصد العصف الفكري وبعض أسئلة حائرة حول حاضر ومستقبل السودان ثم هناك فرص نجاح ملتقى جامع لتجاوز الأزمة الراهنة وتعقيداتها خاصة إذا صدر قرار سلبي من قضاة المحكمة الجنائية بـ(لاهاي) ضد السيد رئيس الجمهورية. لقد تشعب الحديث والنقاش والحوار وفي كل مرة نخرج من أحد هؤلاء الزعماء تزداد الحاجة لمن يجمعهم على مائدة واحدة ولكن من يفعل ذلك.. من يبادر إلى ذلك فاقترحت على السيد الميرغني أن يطرح مبادرته في صالونه بالجنينة ويجمع كل زعامات الأحزاب، فلعله يوفق في جمع الشمل الوطني فالشاهد أن ذلك القانون يسع لكل الزعامات الوطنية وربما يكون امتداداً للقاء البشير بالقيادات السياسية قبل بضعة شهور وانبثق منها مبادرة جمع الصف الوطني ثم ملتقى أهل السودان الذي قاطعته بعض الأحزاب وعلى رأسها حزب المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي وأحزاب أخرى إضافة إلى حركات دارفور. السيد الميرغني له صلة بكل تلك القوى ولديه مبادرة خاصة والبلاد تنحدر إلى منزلق خطير.. خطير، فاذا صدر قرار محكمة الجنايات فستتعقد المسألة السودانية أكثر وأكثر.. وأظن أن الوقت أصبح ضيقاً فماذا يمكن أن يحدث إذا كان القرار موافقاً لمذكرة مدعي لاهاي اوكامبو.
الأستاذ علي عثمان يرى بطبيعة الحال أن ذلك سيزيد من شعبية الرئيس البشير ويسهل له الفوز بالانتخابات دون منازع لأن الشعب سيلتف من حوله، هكذا، قال الأستاذ علي عثمان ولكن من الواضح أن ذلك لن تختلف عليه بقية القوى السياسية.
إذاً ما العمل إزاء هذا الوضع المعقد؟ هل يصلح (عطار) الدوحة ما سيفسده القرار إذا حدث ؟! اعتقد أننا بحاجة شديدة لعمل شيء ما، أو ما أطلق عليه الامام الصادق المهدي الخطة (ب) فماهي الخطة (ب) يا ترى؟ لعله يقصد التفكير في وضع جديد نتجاوز به أزمة المحكمة الجنائية فلا نقف مكتوفي الأيدي. لقد ذكر المهدي أنه سأل أهل الانقاذ هل لديكم خطة (ب) بديلة لأي تطورات سالبة فأجاب بأنه لم يجد إجابة شافية. اختم ملاحظاتي بأننا في السودان نحتاج لمعجزات حقيقية معجزة للم الشمل وإحلال الوفاق محل النزاع، ومعجزة أخرى لتجاوز أزمة مدعي لاهاي، ومعجزة ثالثة لوضع تصور لكيف نحقق الاستقرار والسلام والتوحد والتحول الديموقراطي وأساس متين للحكم الراشد، ومعجزة رابعة لكيف نتجاوز مشكلة الوضع الاقتصادي في ظل هبوط أسعار البترول.. ورغم كل ذلك عزيزي القارئ فأنا متفائل جداً، فجميع هؤلاء الزعماء الأربع متفقون تماماً بأن الحد الأدنى ألا وهو ضرورة تحسين الاوضاع، وتحسين المناخ سواء باللقاءات الفردية او الجماعية، أو حتى عبر ضغوط سياسية لا تقلب الأوضاع بل تطورها نحو الأحسن. وهذا في حد ذاته تفكير متقدم ونهج سليم يكرس التطور السياسي والدستوري بديلاً للعنف والثورات والانقلابات التي لم نجن منها شيئاً.
|
|
|
|
|
|
|
|
|