ـــــــــــــــ نواصل: يقول الامام الغزالي إذا ارتحل التواضع من القلب وسكن الكبر انتشره اثره في بعض الجوارح وترشح الاناء بما فيه فتارة يظهر اثره في العنق بالتمايل ,وتارة في الخد بالتصغير وقال تعالي(ولا تُصَعّرْ خَدّك للنّاسِ) لقمان وتارة يظهر في الرأس عند استعصاء النفس قال تعالي(لَوّوْا رُؤوسَهُمْ ورأيتهم يصُدون وهم مستكبِرون )المنافقون. ويقول الغزالي أن الكبر له اقسام علي الجوارح والاعضاء تتشعب منه شعب فكذلك بعضهاأكثف من البعض كالتيه والزهو والعزة وغير ذلك الا ان العزة تشتبه بالكبر من حيث الصوره ..وتختلف من حيث الحقيقة كاشتباه التواضع بالضعة والتواضع محمود والضعة مذمومه والعزة محمودة قال تعالي (لله العزة ولرسوله وللمؤمنين) المنافقون. والغزة غي الكبر ولا يحل لمؤمن أن يذل نفسه فالعزة معرفة الانسان بحقيقة نفسه. وإكرامها :قال بعضهم للحسن ما اعظمك في نفسك!قال :لست بعظيم ولكني عزيز ولما كانت العزة غير مذمومه وفيها مشاكلة بالكبر قال تعالي (تستكبرون في الارض بغير الحق) الاحقاف. فيه إشاره خفيه لإثبات العزة بالحق ,فالوقوف علي حد التواضع من غير انحراف إلي الضعة . وقال الترمذي: التواضع علي ضربين الاول ان يتواضع العبد لامر الله ونهيه والثاني ان يضع نفسه لعظمة الله وجملة ذلك ان يترك مشيئته لمشيئة الله تعالي. ويقول الغزالي ان العبد لا يبلغ حقيقة التواضع الاعند لمعان نور المشاهدة في قلبه فعند ذلك تذوب النفس وفي ذوبانها صفاءها فتلين وتطيع للحق والخلق لمحو آثارها وسكون ووهجها وغبارها وكان الحظ الاوفر من التواضع لنبينا عليه الصلاة والسلام في اوطان القرب كما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت :فقدت رسول اله صلي الله عليه وسلم فأخذني مايأخذ النساء من الغيرة ظنا مني انه عند ازواجه فطلبته في حجر نسائه فلم اجده فوجدته في المسجد ساجدا كالثوب الخلق وهو يقول في سجوده "سجدلك سوادي وخيالي وآمن بك فؤادي وأقرّ بك لساني وها انا بين يديك ياعظيم ياغافر الذنب العظيم "وقوله عليه السلام "سجدلك سوادي وخيالي" استقصاء في التواضع بمحو آثار الوجود حيث لم تتخلف ذرة منه عن السجود ظاهرا وباطنا ..ومتي يكن للصوفي حظ من التواضع الخاص علي بساط القرب لا يتوفر حظه في التواضع للخلق وهذه سعادات إن أقبلت جاءت بكليتها والتواضع من اشرف اخلاق الصوفية.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة