المثقف السوداني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-04-2024, 09:59 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الاول للعام 2008م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-05-2008, 09:02 PM

نهال كرار

تاريخ التسجيل: 01-16-2005
مجموع المشاركات: 3337

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: المثقف السوداني (Re: نهال كرار)

    صلاح شعيب
    مساء الخير

    من هو المثقف , هذا السؤال البسيط ليس له إجابة واضحة
    فلدى كل مفكر وباحث مفهوم مختلف عن من هو المثقف , المثقف الذي نعنيه قد يكون كما قلت أعلاه هو
    الشخص الذي يمتلك قدر من المعرفة في مجالات متعددة خارج مجاله التخصصي ,وقد يكون المثقف غير متعلم والعكس صحيح.

    للأستاذ كمال الجزولي مقال هام بهذا الخصوص


    شاسعٌ هو الفارق بين (اللفظ) الذي يخدم (معنى لغويَّاً) مباشراً، وبين (المصطلح) الذي يُؤدي (دلالة مجازيَّة) منضبطة. وكلُّ (مصطلح) هو، بشكل ما، (تاريخه). لكن، بقدر ما يصحُّ هذا في شأن (المصطلح) الذي استقرَّت خصوصيَّة الوقائعيَّة المفاهيميَّة لاستخدامه مكاناً وزماناً، بقدر ما قد تتدخل شروط فكريَّة تاريخيَّة معيَّنة لتفرض إعادة النظر في جدوى هذا الاستخدام، وما إن كان لا يزال يفي بـ (الدلالة) المحدَّدة، أم أن ثمَّة احتياجاً لصكِّ مصطلح بديل يتسق مع مستجدات الواقع الموضوعي المتغيِّر.
    خذ عندك، مثلاً، مصطلح (المثقفون) أو (الانتلجينسيا) المستمد مِن اللاتينيَّة intelligens في معنى (عالم) أو (مفكر)، وهي الفئة الاجتماعيَّة التي مهَّد لظهورها (تقسيم العمل) وانفصال الذهني منه عن الجسدي. لقد سلخ غرامشي، في مقالته الشهيرة (تنشئة وإعداد المثقفين وصقلهم)، جُلَّ سنوات السجن يتقصَّي حدود المصطلح القصوى، وما إن كان، أو لم يكن، ممكناً إيجاد (معيار) موحَّد تتميَّز به فئة (الانتلجينسيا). ولئن كان قد صكَّ، من خلال مبحثه القيِّم هذا، مصطلح (المثقف العضوي)، الذي ما يزال يُستخدم بصورة رثة، للأسف، في الكثير من الكتابات، فإن إحدى أهمِّ ملاحظاته، في السياق، تلك التي أشار فيها إلى أن أكثر الاخطاء المنهجيَّة شيوعاً، على هذا الصعيد، هو البحث عن هذا (المعيار) في (نشاط) المثقفين، فحسب، بمنأى عن مجمل (العلاقات الاجتماعيَّة) المعقدة التي تنعكس، بالضرورة، داخل هذا (النشاط) نفسه، وبالتالي (الكتلة الاجتماعيَّة) التي تجسِّده على نحو مخصوص. فالرأسمالي، مثلاً، يكتسب، خلال (نشاطه) الاجتماعي، قدراً من الكفاءة الثقافيَّة، ومع ذلك فليست هي التي تقرِّر وضعه الطبقي، بل تقرِّره (العلاقات الاجتماعيَّة) التي يتحدَّد من خلالها مركزه في الصناعة، والأمر صحيح أيضاً بالنسبة للعامل والمزارع .. الخ.
    النشاط الذهني، إذن، بوجه عام، و(الثقافة)، خصوصاً، هي حقل النشاط الأكثر تمييزاً لعمل (المثقفين)، رغم أن هذا التميُّز لا يجعل منهم طبقة اجتماعيَّة، بل فئة تتوزع انتماءاتها في خضم (العلاقات الاجتماعيَّة) بين مختلف الطبقات، بحسب خياراتها وتحيُّزاتها على صعيد الفكر الاجتماعي. مع ذلك ليس من النادر ملاحظة بعض أوجه (التقارب) الفكري في المواقف والمنطلقات، بإزاء كثير من الاحداث واللحظات، بين شرائح من (المثقفين) يفترض التعارض في انحيازاتهم. ولئن ظلَّ مشهد هذه الفئة يتسم، على هذا الأساس، بحراك متسارع، أغلب الاحيان، ما بين حدَّي التباين والتماهي، فإنه لم يعُد من العسير، مؤخراً، ملاحظة الشقة الآخذة في الاتساع، نتيجة لحدَّة الاستقطاب، بين كتلتين رئيستين ضمن الفئة الاجتماعيَّة ذاتها: (المثقفون) و(الخبراء)، حتى ليصحُّ الحكم بأنها لم تعد منقسمة إلى شرائح متعدِّدة، كما في السابق، بل إلى هاتين الشريحتين فحسب، مما يقتضي فضَّ الاشتباك المفاهيمي حتى لا تختلط عناصر المشهد، في الذهنيَّة الشعبيَّة على أقل تقدير!
    أفضل (كوَّة) ، في تقديرنا، للنفاذ إلى هذه الاشكاليَّة، هي ما يمكن أن نطلق عليه (نموذج الاستشراق). لكننا نحتاج، قبل ذلك، إلى تدقيق رؤيتنا المعرفيَّة للعلاقة بين (الثقافة) وبين (العلم) و(التقانة). ولعلنا نجد ضالتنا في اجتهادات بعض المفكرين العرب، فهؤلاء أهل (وجعة)، وأقدامهم (العالمثالثيَّة) على الجمر!
    محمد عابد الجابري، مثلاً، عُني في كتابه (المسألة الثقافيَّة، ط 1، مركز دراسات الوحدة العربيَّة، بيروت 1994م)، وتحديداً في مبحثه حول موضوعة (الاختراق الثقافي، ص 177 ـ 182)، برفع التباسين معرفيَّين: أولهما يتعلق بمنزلة (العلم والتقانة)، من جهة، كعنصر في (الثقافة) التي تنتسب، بطبيعتها، إلى مجموعة بشريَّة مميَّزة، ذات جغرافيا محدَّدة، وتاريخ مختلف؛ وكظاهرة كوسموبوليتانيَّة لا وطن لها، من الجهة الأخرى، فلا يعيب (استيرادها)، مبدئيَّاً، استقلاليَّة (الثقافة) التي هي في مسيس الحاجة إليها لأغراض الاخصاب والتطوير، اللهمَّ إلا عندما يجري (تصديرها)، مِن جانب مَن يملكها، (كوسيط) لإحداث (الاختراق) لـ (ثقافة) الآخر والهيمنة عليها وعليه. الالتباس الثاني يتعلق بالفرق بين نوعين من هذا (الاختراق)، أحدهما تعرَّضت له شعوب العالم الثالث بالأمس، والآخر تتعرَّض له اليوم. النوع الأحدث هو المحمول على (وسائط) المنجز (العلمي والتقني)، أما النوع الأقدم فهو الذي كان جزءاً من الظاهرة الكولونياليَّة بصورتها الكلاسيكيَّة خلال القرون (18، 19، 20)، عندما توسَّلت الدول الاوربيَّة بالبعثات التبشيريَّة، والرحلات الاستكشافيَّة، والارساليَّات التعليميَّة، فضلاً عن (الاستشراق) الذي احتلَّ موقعاً فريداً بين تلك الوسائل ، لشق الطريق أمام العمليَّة الاستعماريَّة أولاً، ثمَّ لترسيخها من بعد.
    من جانبه أفرد إدوارد سعيد حيِّزاً مقدَّراً من جهده الفكري لفحص ظاهرة (الاستشراق)، في كتابه بذات العنوان، ولفضح طبيعة (الخدمة المباشرة) التي قدَّمها (المستشرقون) لتلك الامبراطوريَّات، سواء من مواقعهم (كخُدَّام) لأجهزة دول المتروبول، أم في الادارات التي أنشئت في المستعمرات نفسها، وذلك من حيث (تخصُّصهم) في دراسة جغرافياها، وتاريخ شعوبها، وسبر أغوار أنثروبولوجياها، لجهة اللغات، والديانات، والعادات، والموروثات، والتقاليد، والأمزجة، وكلِّ تيارات التأثير على ثقافاتها الماديَّة والروحيَّة كافة، حتى صاروا (خبراء) في هذا المجال!
    هكذا تقاصر دور (المستشرق) القديم، على خطورته، عن قامة (المثقف) الحُرَّة الفارهة المفترضة، لينحبس في سمت (الخبير) الذي يبيع (خبرته) هذه لحكومة بلده، أو لأيَّة حكومة أخرى .. سيَّان! ثمَّ جاءت مرحلة ما بعد الحرب الثانية لتشهد تصفية النظام الاستعماري القديم، حيث بدا كما لو ان دور (المستشرق الامبراطوري) قد أخذ في التراجع تحت رايات التحرُّر الوطني والسلام والديموقراطيَّة وحقوق الانسان، لينزوي، نهائياً، في متحف العاديات! وبالمقابل راحت حراكات (المثقفين) الحُرَّة تتفجَّر في شتى الميادين، وفي كلِّ بلدان العالم، خلال الفترة من أربعينات إلى سبعينات وربَّما ثمانينات القرن المنصرم.
    على أن ذلك المسار سرعان ما أخذ ينقلب على عقبيه لعدة عوامل، أهمها اثنان. أولهما أن دور الدولة الوطنيَّة في بلداننا بدأ يتراجع بعد الاستقلال السياسي، أكثر فأكثر، من التحرير إلى القمع، من احلام الديموقراطيَّة إلى كوابيس الشموليَّة، من حقائق التنمية الشعبيَّة إلى أوهام المستبدِّ العادل! في هذا السياق لم تجد الدولة الوليدة أمامها سوى النموذج الكولونيالي الذي لم تكن آثار أقدامه قد امَّحت تماماً، فراحت تستنسخه، وإن بكيفيات أخرى! أما ثانيهما فهو أن هذا التراجع نفسه فتح شهيَّة الامبرياليَّة العالميَّة، التي لم تكن قد انسدَّت أصلاً، لتستسهل استعادة وضعيَّة هيمنتها السابقة على مقدرات العالم وشعوبه، وإن بكيفيات أخرى أيضاً! وبانهيار الاتحاد السوفييتي والمعسكر الاشتراكي، أواخر الثمانينات وأواخر التسعينات، استكملت هذه الشهيَّة أقصى انفتاحها (خَلا لكِ الجَّوُّ فبيضِي وافرخِي)! ثمَّ وقعت كارثة الحادي عشر من سبتمبر لتحصُل هذه (الشهيَّة المفتوحة) على مبرِّراتها (الشرعيَّة)، وربَّما (الاخلاقيَّة)!
    إقتفاء الدولة الوطنيَّة القامعة في بلداننا أثر النموذج الكولونيالي أفرز نوعيَّة جديدة من (المثقفين) الذين ما ينفكون يتزايدون ، منحدرين أكثر فأكثر من مواقع الفكر المستقلة إلى مواقع (الخُدَّام) الذين يُخضعون تخصُّصاتهم (الرفيعة) لتقديم (الخدمات) المباشرة للحاكم ، نخبة كان أم فرداً، فأدرجت الامبرياليَّة، وعلى رأسها أمريكا، هذا الواقع الجديد ضمن خططها لاستعادة وضعيَّة الهيمنة القديمة المتجدِّدة! هكذا بدأ (الاستشراق الجديد) يزدهر، مستعيداً دور (الاستشراق القديم) بأقنعة (الخبراء) الجدد الذين أضحت تقذف بهم، بالآلاف، إن لم يكن بأكثر، الجامعات والمؤسَّسات الاكاديميَّة ومراكز البحوث الغربيَّة. وقد لاحظ إدوارد سعيد، في آخر مؤلفاته (الإنسانيات والنقد الديموقراطي)، الصادر من جامعة كولومبيا بعد وفاته، تأثير صدمة الحادي عشر من سبتمبر على راهن النقد والعلوم الانسانيَّة، حيث، وكالعادة ، صار (الخبراء) المحليُّون يقتفون آثار (الخبراء الغربيِّين/المستشرقين الجدد).
    هل تعيننا هذه (الكوَّة) في النفاذ إلى فضاء الاشكاليَّة؟ ربَّما! على أنه أصبح يلزمنا، في كلِّ الاحوال، التفريق بين مصطلح (الخبير) المثير للريبة، والذي يشيع استخدامه الآن أكثر فأكثر، وبين مصطلح (المثقف). فالخبرة (سلطة)، لكن الثقافة (حريَّة)، ولا بد أن نحسن تدقيق المصطلحات!
                  

العنوان الكاتب Date
المثقف السوداني نهال كرار01-01-08, 11:35 AM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-01-08, 11:39 AM
    Re: المثقف السوداني هشام آدم01-01-08, 11:50 AM
    Re: المثقف السوداني نهال كرار01-01-08, 11:52 AM
      Re: المثقف السوداني نهال كرار01-01-08, 04:12 PM
  Re: المثقف السوداني DKEEN01-01-08, 01:22 PM
    Re: المثقف السوداني هشام آدم01-01-08, 01:29 PM
      Re: المثقف السوداني Emad Abdulla01-01-08, 02:18 PM
        Re: المثقف السوداني نهال كرار01-04-08, 06:21 PM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-01-08, 04:29 PM
    Re: المثقف السوداني DKEEN01-01-08, 11:25 PM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-01-08, 04:37 PM
    Re: المثقف السوداني صلاح شعيب01-02-08, 01:03 AM
      Re: المثقف السوداني محمد جميل أحمد01-04-08, 08:11 PM
  Re: المثقف السوداني abubakr01-04-08, 07:32 PM
  Re: المثقف السوداني emad altaib01-04-08, 11:48 PM
    Re: المثقف السوداني Emad Abdulla01-05-08, 00:49 AM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-05-08, 07:57 AM
    Re: المثقف السوداني ابو جهينة01-05-08, 08:03 AM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-05-08, 09:02 PM
    Re: المثقف السوداني مامون أحمد إبراهيم01-05-08, 09:20 PM
  Re: المثقف السوداني AMNA MUKHTAR01-05-08, 11:14 PM
    Re: المثقف السوداني محمد جميل أحمد01-06-08, 11:38 AM
  Re: المثقف السوداني بله محمد الفاضل01-06-08, 01:04 PM
  Re: المثقف السوداني AMNA MUKHTAR01-07-08, 02:40 AM
    Re: المثقف السوداني Mohamed E. Seliaman01-07-08, 10:38 AM
      Re: المثقف السوداني محمد جميل أحمد01-08-08, 10:37 AM
        Re: المثقف السوداني mohmmed said ahmed01-09-08, 06:40 AM
          Re: المثقف السوداني محمد الأمين موسى01-09-08, 07:04 AM
            Re: المثقف السوداني صلاح شعيب01-09-08, 07:31 AM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-10-08, 08:22 PM
  Re: المثقف السوداني AMNA MUKHTAR01-11-08, 04:52 AM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-14-08, 09:20 PM
    Re: المثقف السوداني emad altaib01-15-08, 00:21 AM
      Re: المثقف السوداني محمد سليمان محمد الفكي01-15-08, 05:35 PM
  Re: المثقف السوداني نهال كرار01-18-08, 10:42 PM
    Re: المثقف السوداني jini01-18-08, 11:38 PM
      Re: المثقف السوداني محمد جميل أحمد01-19-08, 11:39 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de