|
لمحة من تاريخ القائد النقابى الشهيد البطل الشفيع أحمد الشيخ
|
أنتخب الشهيد الشفيع سكرتيراً عاماً لإتحاد نقابات العمال فى السودان فى أول مؤتمر عقده هذا الإتحاد عام 1951م وكان عمره (27) عاماً فرفع شعارات تطالب بحق تقرير المصير فى السودان الذى يحتله البريطانيون وبالكفاح المشترك مع الشعب المصرى والذى ناضل ضد مواقف الأحزاب الطائفية فى السودان ( الأنصار والختمية ) التى كانت تهيمن على الحياة السياسية والإجتماعية وعمل على عقد صلات بين لحركة العمالية السودانية والحركتين العماليتين العربية والعالمية لنقابات العمال (عام 1956م) وربما كان حينئذ أصغر قائد نقابى يولى هذه المسئولية العالمية0 ولد الشفيع أحمد الشيخ عام 1924م فى شندى شمال الخرطوم ثم تخرج من مدرسة الصنائع ذاك الوقت فى عطبرة وإلتحق من بعد تخرجه بالعمل فى السكة حديد ورشة البرادين (بنك الظهرة) وبدأت حياته النضالية منذ اليوم الأول لإلتحاقه بالعمل0 شارك الشهيد الشفبع أحمد الشيخ فى تأسيس هيئة شئون عمال السكة حديد والتى تحولت عام 1948م إلى نقابة عمال السكة حديد وأختير فى العام نفسه سكرتيراً عاماً مساعد لنقابات العمال فى السودان0 ما أن أصبح شهيدنا قائداً عمالياً حتى بدأت مشاركته فى الفعالة فى الحركة الوطنية السودانية التى إستمرت حتى نهاية حياته0 حوكم الشهيد الشفيع من قبل قاضى بريطانى عام 1948م بتهمة أصدار منشور بإسم نقابة السكة حديد (يحرض على كره الحكومة الريطانية ) وتعرض لمحاكمة أخرى فى العام التالى بالتهمة نفسها وحكم عليه بالسجن سنتين0 كان الشهيد الشفيع أحمد الشيخ رئيساً لإتحاد عمال السودان ونائباً لرئيس إتحاد النقابات العالمى وعضواً فى المكتب السياسى للحزب الشيوعى السودانى ووصف فى هذه المنظمات جميعها بالحكيم ولكن لم يشفع له هذا كله لدى السفاح جعفر نميرى الذى إستقل فشل الحركة التصحيحية التى قادها هاشم العطا عام 1971م فأمر بإعتقال قائد الطبقة العاملة وحكم عليه بالإعدام ونفذ الحكم فوراً وذلك كله خلال ساعات0 وصف الشاعر السودانى جيلى عبد الرحمن موقف الشهيد أثناء المحاكمة ( أو آه ماركعت- ما أنحنيت- وحينما أعتدى المرتزقة عليك قبل الموت فأفتديت مرتين00 ياشفيع الطبقة ) كما وصف عملية إعدامه ( فى ساحة الإعدام - كان الردى ينام توسدت عظامه عبير هذى الزنبقة - وأنت عبر كل هامة- متوج الجبين بالعمامة - حمامة من فوقها حمامة- وتزدهى على جبين مطرقة0
* ناشط فى مجال الحقوق النقابية وحقوق الإنسان *
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: لمحة من تاريخ القائد النقابى الشهيد البطل الشفيع أحمد الشيخ (Re: من الله عبد الوهاب)
|
واحلالي أنا وا حلالي أريتو حالك يابا حالي أموت شهيد نجمي البلالي وأخلف إسما لي عيالي الشفيع يا فاطمة في الحي في المصانع وفي البلد حي سكتيها القالت أحي ما عماره الأخضر الني بدري بكر خضر الحي ومات شهيد أنا واحلالي يا المصانع يالسكك الحديد يا ورش نارها بتقيد يا عمال الميناء البعيد جروا حبل اليوم السعيد وشايفوا قرب أنا واحلالي أحمد أحمد تكبر شيل إسم أبوك في النجم والنيل خظ أبوك بالدم النبيل كل زهرة وزهرة إكليل ومات شهيد أنا واحلالي
محجوب شريف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمحة من تاريخ القائد النقابى الشهيد البطل الشفيع أحمد الشيخ (Re: Atif Makkawi)
|
الأخ / من الله لك الشكر والتقدير وأنت توثق لحياة الشهيد الشفيع ، هذا القائد الوطني الخالد كانت هناك قصيدة عصماء في رثاء الشهيد الشفيع كتبت في نفس فترة استشهاده ؛ أذكر منها هذه الأبيات :
قدل اب رسوة للموت الكلح يتضرع خاتي العيبة ما ختات عيون في مطمع اب احمد تقيل وقت التقيل بتسرع اب احمد وراك الحق بشوفو مشلع
اب احمد سراج النائبات الحالكة اب احمد ببين وسط العجاجة الهالكة اب احمد ببين وقت الادين متشابكة يا اب نفساً كبيرة وهمة متماسكة
آمل أن توفق في الحصول على القصيدة كاملة ( ربما تكون موجودة عند السيدة / فاطمة أحمد إبراهيم ) وإضافتها للتوثيق ، وكذلك اسم شاعرها الذي لم يكن مكتوباً عليها في ذلك الوقت. لك عامر الود عبد المنعم خليفة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمحة من تاريخ القائد النقابى الشهيد البطل الشفيع أحمد الشيخ (Re: من الله عبد الوهاب)
|
العزيز من الله تحياتي يسرني وبعد غيبة طويلة عن المنبر ان تكون اولى مشاركاتي عن شفيع الطبقة العاملة
قَدَل أبو رِسْوَه للَمُوتْ الْ كلَحْ بِتْضَرَّعْ
خَاتِى العَيْبَه، مَاخَتَّاتْ عُيُونْ فى مَطْمَعْ
أبْ أحْمَد تَقِيِلْ وَقَتْ التَقِيِلْ بِتْسَرَّعْ
أبْ أحْمَدْ وَرَاكْ الحَقْ بَشُوفو مَشَلَّعْ
وقال: فَارِسْ السَّاحه جَيَّابْ الحِقُوقْ للْنَاس
سَنَّادَ الضَّعِيْف، وقْتَ الضَّعِيْف بِنْدَاس
يَاجَبَلَ الدَّهَبْ، إنْتَ الوَضَعْتَ السَّاس
وما اتْزَعْزَعْتَ يُوم دَرَعوا الحَبِل فى الرَّاس
وقال:
كَضبَ القَالْ " شَفِيع" فى يُومْ رَفَعْ لو سِلاحْ
سِلاحوا المَبْدا والإيْمَانْ، ودْربو كِفَاح
وَاضِح زىْ جَبِيْنو الضَّاوي فى البَيَّاح
وكَضابْ الْ بِقُول كتَلوُ... وخَلاصْ ارْتَاح
قال : مَرَقْ يَمْشي بِى ثَبَاتْ قَصَد إتْحَاد عُمْالو
أعْزَل دُونْ حَرَسْ غَيْر هَيْبَتو وأفْعَالو
عَارِفْ نَفْسو مَا مُجْرِم، ومُرْتَاح بَالو
وَجَدْ المُجْرمِين السَّفَله فى اسْتَقْبَالو
صلاح احمد ابراهيم
وحتما اعود لهذا البوست
مودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمحة من تاريخ القائد النقابى الشهيد البطل الشفيع أحمد الشيخ (Re: عمر ادريس محمد)
|
هكذا استشهد الشفيع ( علي محجوب)
تعذيب الشهيد الشفيع احمد الشيخ :
مساء الاحد ۲٥∕٧ خرج الشهيد الشفيع احمد الشيخ من المكتبة حيث كانت تجرى محاكمته، فوجد الشهيد جوزيف قرنق ودكتور مصطفى خوجلى جالسين علىالتربيزة المخصصــة للتحقيق فى البرندة. وقف بضع دقائق مع دكتور مصطفى، وقال له : " تصور أن شاهد الاتهــام ضدى هو معاوية إبراهيم سورج . سمعت انه سيحضر شاهد إتهام ضدك". وكانت شهادة معاوية كما ارادها السفاح نميرى وزمرته تنصــب على اثبات أن الشهيد الشفيع عضو سكرتارية الحزب الشيوعى وبالتالى فأنه يعرف التنظيم العسكرى للحزب ومكان إخفاء أسلحة الحزب. بعد قليل تم إستدعاء الشفيع مرة اخرى للمحكمة داخل المكتبة. وحوالى الساعة العاشرة إلا ربع خرج من المحكمة وجلس على الكرسى امام البرندة. حضر الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم مخموراً وفى حالة هياج شرس. وقف أمام دكتور مصطفى وسأله: أين مكان عبد الخالق، لأننا علمنا أنه شوهد معك مساء يوم الثلاثاء الماشى. نفى دكتور مصطفى علمه بمكان عبد الخالق. هدده أبو القاسم بقوله : أمامك ۱۰ دقائق لتخبرنا بمكانه. ثم اتجه نحو الشهيد جوزيف قرنق وكرر عليه نفس السؤال. نفى جوزيف علمه بمكان عبد الخالق. هدده ابو القاسم بقوله : امامك ٥ دقائق لتخبرنا بمكانه. ثم نزل من البرندة واتجه نحو الشفيع الذى بادره بالتحية. ولكن ابو القاسم عاجل الشهيد الشفيع بلكمات متتابعة على وجهه ورأسه، وبصق على وجهه وواصل عدوانه ضرباً بقبضته ورفساً بأقدامه. تجمع حول الشهيد الشفيع اثنا عشر شخصاً من جنود وضباط وصف ضباط المظلات المشرفين على التعذيب والأعدام. وكان بينهم الرائد على حسين اليمانى والنقيب محمد إبراهيم الشايقى والرائد عبد القادر جنى وشاركوا ابو القاسم رقصة وحوش الغاب. عندما شعروا بأن عيون كثيرة تنظر اليهم فى استنكار، سحلوا الشهيد سحلاً لمسافة ٤۰ ياردة خلف شجيرات صغيرة وواصلوا التعذيب. استخدموا سنان السنكى للطعن، ومؤخرة البنادق، والاحذية ذات الكعب الحديدى، وابو القاسم يقودهم ويتقدمهم. رغم كل ما حدث، كان الشهيد الشفيع عندما أعادوه لغرفة الإعتقال يكتم اَلامه بصبر. كان على وجهه جرح غائر سالت منه الدماء على حاجبه، وجروح اخرى تنزف على جسده، وفى محسنه نزيف داخلى وعلى رأسه دماء وجلد تسلخ. نظر اليه أحد الضباط فى فزع - فجمع كل قوته ليطمئنه بقوله : ولا يهمك. نتقابل فى كوبر – حمل حقيبة ملابسه الصغيرة، وأتجه نحو الحمام وإستبدل ملابسه وهو لا يسطيع الحركة الا فى عناء. أعادوه الى غرفة المعتقلين حيث عاد المعتقلين من التحقيقات والمحاكم. أخبر المعتقلين وهو يجاهد ليحافظ على ابتسامته المشرقة على وجهه : " عذبونى ابو القاسم وجماعته. لكن المعنويات عالية وانا ما متوقع شئ غير الأعدام ولا يهمكم". وقد رد عليه بعض الضباط المعتقلين : " طبعا انتو ما ليكم دخل بكل الموضوع دا، وما حتجيكم حاجة." رد عليه بقوله :" يا أبنائى نحن من سنة ۱۹٤۸ نتوقع الموت فى أى لحظة. ولو نحن متنا الحياة حتمشى." كان الشهيد بعد التعذيب يرفع عينه بصعوبة لمن حوله من الضباط يسألهم عن الذين اشتركوا فى تعذيبه، وعندما يحددون له اسماء من شاهدوه منهم يسجل اسمه فى ورقة صغيرة ويقول لأحد الضباط : باله بعدين كلم الاخوان. بعد عودته من الحمام، ومحاولته مواصلة الحديث مع الضباط المعتقلين استلقى ونام نوماً عميقاً. كان الشهيد خلال وجوده فى المعتقل، يصحو مبكراً وطلب من الحرس مكنسة وأصر حتى حصل عليها، فقام بنظافة بلاط الغرفة، وطلب من المعتقلين المحافظة على نظافتها وكان يباشر ذلك اكثر من مرة فى اليوم. وعندما احضروا الملازم صلاح بشير وجراحه تنزف، باشر الشهيد مهمة تمريضه والعناية به – طعامه وشرابه ومحاولة تنظيف جراحه. طيلة حديثه مع الضباط كان يكرر : نحن لم نرتكب خيانة ضد الوطن وشعبه. وقفنا مع التقدم ومصالح الناس. واذا رحنا المهم ان يحافظ الناس من بعدنا على التنظيمات الجماهيرية التى اشتركنا فى بنائها مع اَلاف الناس. انتهت محاكمة الشهيد يوم الاثنين ۲٦∕٧∕ ١٩٧١ ، وساقوه الى كوبر مساء ذلك اليوم وهناك اعدم شنقاً.
لتراب أوطان بعيدة هذه العطشى لدمي... الفارهة الأسى... الرافلة في ثوب فقر.. المترفة بمعاناة أطفالها.. سعيدة هي بأحزانها.. مغمضة العيون... وبإنكسار.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: لمحة من تاريخ القائد النقابى الشهيد البطل الشفيع أحمد الشيخ (Re: من الله عبد الوهاب)
|
كنا صغار في السن في عهد عبود وحكم العسكر آنذاك.. وحينها لم أكمل (سبعة سنين) من عمري.. كان المرحوم باذن الله تعالي الشفيع أحمد الشيخ .. ينادينا ونحن صغارا.. يا ولد.. قول لعمك الأمين..سبع ولا ضبع..(يقصد البوليس السري آنذاك) وبعد أن نآتي اليه بالخبر.. يخرج من الباب الشمالي أو الباب الشرقي لبيته حسب الحالة .. كان يسكن قربنا في الحلة الجدية وسط.. وهو جار عمنا/محمد بشير عثمان المصري صاحب أشهر بقالة في الحلة الجديدة.. كنا نقلده في كل شيء.. وبعد زواجه وانتقاله من الحي.. لم نره كثيرا الا من خلال أوقات قصيرة كان يأتي فيها لزيارة عمنا المصري وجيرانه القدامى.. عند اعدامه.. وبرغم تأييدنا لمايو آنذاك.. الا أنه قد أصابنا وجوم كبير.. إذ كيف يعدم رجل في مقام الشفيع أحمد الشيخ ..رجل لم تفارقه البسمة أبدا.. حتى وهو يساق الي الموت.. كان يبتسم.. رحم الله الشفيع أحمد الشيخ وأسكنه فسيح جناته..
| |
|
|
|
|
|
|
|