تقنيات الكتابه أحوال المحارب القديم نموذجا ... دراسه نقديه.. حول رواية / الحسن البكرى

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-31-2024, 01:10 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-21-2007, 08:42 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
تقنيات الكتابه أحوال المحارب القديم نموذجا ... دراسه نقديه.. حول رواية / الحسن البكرى

    * هذا هو الجزء الاول من دراسه نقديه قدمتها فى المؤتمر الثانى للروايه السودانيه والذى يقام سنوياً بمركز عبد الكريم ميرغنى بأمدرمان حيث فازت رواية الاستاذ الحسن البكرى ( أحوال المحارب القديم ) بالجائزه الاولى . وسوف أكمل لاحقا الدراسه فى حلقتين .

    ( تقنيات الكتابه أحوال المحارب القديم نموذجا)
    *****************************************

    فى اتون السرد ولهيب
    المحكى , تشرئب الروايه السودانيه وتنهض لتعانق قمما شاهقه فى متاهات تعاويذ وايقاعات طبول الخرافه وفضاءات الاسطوره اللامتناهيه..... تتحسس بحذر دروبا وعره وهى مثقله بموروث شفاهى متعاظم وطاغى متقاطعا حينا ومتحاورا أحيانا مع الراهن بأسئلته المربكه والموجعه......
    بين هذا وذاك .... ترسم الروايه السودانيه ملامحها المغايره تنفلت من اسر الماضى بسلطاته بسلطاته المجحفه ( سياسى / ايدولوجى / دينى ) ... وتبحر فى فضاءات لامكنه حميمه للذات المبدعه .., فضاءات تمتد من بحيرات تانا الساحره عبر عناق المسافات الطوبـــــــــــــــــله حتى المتوسط القبلى ....
    لذا نأمل بتشغيل أليات خطاب نقد يعتمد فكرة الغوص عميقا فى ثنايا النص للأمساك بتقنية الكتابه الروائيه .... السودانيه . وأذ نلهث خلف متعة الكشف والاكتشاف نســـــــــــــــوق رواية الاستاذ الاديب الحسن البكرى ( أحوال المحارب القديم ) نموذجا تذخر بالتجريب والمغامره الابداعيــــــــــــه كما أنها كانت الروايـــــــــــه الفائزه بالجائزه الاولى لمهرجان الطيب صالح للأبداع الروائى فى دورته الاولى 2003م
    ( 1)
    يتمظهر للوهله الاولى استهلال النص مفتتح الروايه مفاجئا وقويا وصريحا كمؤشر دلالى يستصحب معه بيئة النص .., الفضاء المكنى للنص والذى تدور فيه الاحداث وتنمو وتتصاعد .. فضاء بمناخاته الريفيه الراسخه فى القدم وفى الذاكره الجمعيه السودانيه بمسمياته وقاموسه اللغوى الموغل فى البداوه السودانيه حيث يفاجئنا الكاتب بالتعريف المباشر براوى النص .. الراوى الداخلى
    للأحداث

    ( أنــا خليــــــــــــفه ود منصور اللحـــــــــــــــــوى الفونجاوى العنجــــــــــى ,
    والدى مقدم خفـر الشـيخ مســــــاعد أب ســــن شيخ أعــــــــــراب اللحويين )ص7
    ومن ثم تبدأ أحداث الروايه فى التناســــــــل والنـــــــــمو , وتتفرع الى مسارين

    الاتجاه الاول :----
    مســــــــــــار أشتعال حروب التحـــــــــــرير ضد الاحتلال فى البطانه ومـــــــــــــا جاورهــــــــــا
    الاتجاه الثــــــــــانى :----
    المسار الميثيولوجى الذى يرحل اليه ( الراوى ) حيث فضاءات فكـــــــــــى هارون ناحية جبــــــــــــــل مويــــــــــــه تحت ذريعة العلاج من العرج المصاحب للعشـا

    (1 ) _ المسار لاول :---
    .... ( أشتعال حــــــــروبــــــــــــ التحرير ) .....
    ( ثم لما أشتعلت حروب التحرير فطنت الى قلة حيلتى وخواء روحى , فرغم بأس أرادتى وقوة شكيمتى أورثنى أجدادى العنج عاتييهم التليدين , العشا المصاحب للعرج , عـــــــــــلامتى بيادهم المعــــــــــروف , يتردد قائد الكتائب بالبطانه بطل التحرير العظيـــــــــــم حســـــــــين الطـــــــــاهر فى تجنيدى ملازمـــــــــــا له بسبب أعاقتى ..) ص8 .....
    اذاً أشتعال حروب التحرير تمثل الحدث المركزى الاول الذى تتوكأ عليه الحكيه فى نموه وتتطور أحداثها ... وهو حدث واقعى بالاستناد على وقائع النص , الروايه
    وهذا ما يدعونا الى القول بتصنيفها ضمن ملف رواية الحقبه أى الروايه التى تشتغل على السياسى فى سياق زمنى محددا سلفا وان أتى تحت لافتات التحرير / الاستقلال ... كرواية اللاز للطاهر وطار بالرغم من أن المحارب القديم هو محارب لم يخوض أى معركه أى محارب دونكشوت وبالرغم كذالك أن الرواية توكأت كثيرا على عصا الميثيولوجى وعوالم الخرافه ..................
    (2 )
    (لمسار الثانى ) :----
    وبهجرة الراوى ( خليفه ود منصور اللحوى ) تنبنى اللبنه الثانيه للروايه ...... وهو أتجاه الى عوالم فكى هارون الى عوالم الميتافيزيقيا عوالم محموله على قاموس لغوى خاص بها قاموس كثير الغرابه شديد الفتنه ...
    والراوى أذ يترحل ببيئة النص نحو غيبيات فكى هـــــــــــارون وبناته الثلاثه قاصداً الاستشفاء من علتى العرج المصاحب للعشا , تنمو من هذى اللحظه .. اللحظ الروائيه أحداث الروايه بالأتكاء على هذه المناخات الغرائبيه والمتفرده والساحره وتنمو كذالك على نمط السارد الوصفى الداخلى الذى يتخفى خلفه الكاتب ... المؤلف ... ويتمادى السرد الوصفى عبر راوى كلى المعرفه عبر تفاصيل صغيره ويغوص عميقا فيها بحركه دائريه تنتهى بك من حيث كانت البدايه وتغيب معها فى دوائر مدهشه ومخيفه أحياناًِ كثيره فى اللاواقعى وتتراكم هذه الدوائر .. الأحداث .. فى مدارات اللا حدث اللا فعل مترنحه بين الذاكره والوساوس و الشيطان شيطان الوساوس ... الخرافه ... لتشكل نسيجا حكائياً لمعمار الروايه نسيجا منفلتاً من سلطة الزمن الروائى للقص زمن الاحداث كما هو فى مسار أشتعال حروب التحرير ... وهى أحداث تبدو هكذا , أحداث شبه منفصله وذالك مرده لأنها تنمو فى عوالم اللاواقعى ....بأعتبارها كذالك ىأحداث متناثره ويغيب عنها الرابط الجدلى المنطقى فى لا متناهيها وهى بالكاد صور لمشاهد متحركه تنمو متوازيه مع مسار حروب التحرير الذى يقرب الى الواقعيه حسب ما يبديه النص ... الروايه وفى مسار حروب التحرير تنهض شخصية بطل موازى بطل آ خر هو الرضيه التى أسطرها الكاتب وعملقها .... فى مقابله تعويضيه عن البطل المعطوب ( دونكشوت ) متعللا بثباتها فى القتال وادوارها الجباره ومرمزالشـبغها
    وغوايتها التى لا تهدأ حيث يمكننا ان نقترحها كبطله معطوبه هى كذالك لشبغها الذى لا يهدأ هذا ليس بنفس الكيفيه التى تم بها تناول البطل الآخر خليفه ودمنصور ولكننا نلتقط هذا الترميز الموارب..., وبتغافل متعمد قدم المؤلف بطله المعطوب على خلفيه أجتماعيه هى بمرتبة الشرف الاولى مرتبة الشرف المقدسه .. لاجزماص لكنها تخدم عملية تغييب للقارىء عن حقيقة البطل المأزوم ....
    ( وأمى حاجه أم زبن النقرابيه التقلابيه وهى سليلة بيت عز وشرف بنواحى جبال الفور ... ) ص7
                  

08-21-2007, 08:59 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنيات الكتابه أحوال المحارب القديم نموذجا ... دراسه نقديه.. حول رواية / الحسن البكرى (Re: salah awad allah)


    ( الجزء الثانى )
    * والراوى أذ يترحل ببيئة النص نحو ميثيولجيا ( فكى هارون ) وبناته الثلاثه قاصداً الاستشفاء من علـتى (العرج والعشا ) , تنمو أحداث الروايه بالاتكاء على هذه المناخات الغرائبيه المتفرده عبر صيغ سرد وصفى لاحداث وتفاصيل صغيره ومتناثره هنا وهناك والسرد ينمو منها فى حركه دائريه بين اللاواقعى الغرائبى , الساحر والمدهش وتتراكم هكذا فى غياب اللافعل حقيقى / مركزى ... اللاحدث , مترنحه بين الذاكره والوساوس والخرافه.... دون أن تتطور هذه الاحداث الصغيره والحكايات الصغيره كذالك .. الى حدثاً مركزياً يصعد بالنسيج الحكائى الى قمته فى أعلا معمار الروايه , ولكنها أى الروايه تقدم لنا نسيجاً منفلتاً من سلطة الزمن / زمن القص الروائى .. زمن الاحداث كما هو فى الشق المتعلق بمسار حروب التحرير ... .
    * الاتجاه الآخر للسرد .. حيث تتنامى الحكايه فيه ليأخذ ملمحاً شبه واقعى يتمثل فى الاحداث المتناثره هنا وهناك , والتى يغيب عنها الرابط الجدلى فى نموها , بأعتبارها أحداثاً لامتناهيه .. ويمكن أن تتوالد بكثافه وأطراد . من حدث مركزى وهو ( أشتعال حروب التحرير) وهى صور متقطعه لمشاهد متحركه , تنهض بينها شخصية ( الرضيه ) هذه الشخصيه التى أسطرها المؤلف / الكاتب .. خلال تنامى حركة الاحداث وتطورها .. متعللا بخواص ذكوريه ألصقها بها , مثل ثباتها فى القتال أدوارها الجباره , مشيراً الى
    شبقها الجنسى وغوايتها التى لا تهدأ .. حيث بامكاننا أن نقترحها كبطله معطوبه , هذا بنفس الكيفيه التى قدم لنا بها المؤلف بطله خليفه ود منصور اللحوى .. بطلاً معطوباً و هو المحارب الذى لم يخض أى معركه فى كل المعارك التى حدثنا عنها الراوى , وهو الشخصيه المحوريه الثانيه من جهة جغرافيا النص . وعلى ذات النمض كانت الرضيه .. كشخصيه مركزيه ومعطوبه كذالك وأن كان داؤها ... بختلف ..., . وتنهمك الروايه فى تفاصيلها والبطل أسير سايكلوجيته المنهزمه كدينكوشوت سودانى و ماركه مسجله بأسم ( الحسن البكرى / روائى سودانى )... .
    * وعلى هذا النحو الذى يتم فيه رسم وبناء شخصية البطل ( اللحوى ) وتقديمه لنا كدنجوان فهو العشيق الاول للرضيـــه والمنافس المنتر دوماص على منافســه ( الملازم أول) وهو العشيق بدون منافس كما فى حالة بنات فكى هارون الثلاث ... :--
    * ( فيما فكى هارون يزعم أنه قد رأى قلوب الفتيات لدىّ , فأن ( كاقو ) تّذكر أنهم قد عثروا على قلب (مـاريا) فاقداً الآتجاه بسببى ( ص 77 ) .
    كما نطالع فى فقره أخرى ( عرق صدرها من جهة القلب ووخذت بالسكين ... , رأيت دمها يبرق أذ يستقبل ضوء القمر .. , .. قالت تعال شم .. شم , لا تخف .. , قربــــت أنــفى من صدرها وألصقته بدمــها وكــــــرفت بعمق ..., كانت رائحتى أنــــــــــا ... , ( هــــــــاجـــو ) ود منصور العــــنجى تفوح مــن دمــها المتدفق ...) ( ص88 ) .
    ياهذا الخيال الثر والمخيله المترعه بالخصوبه .. التى تبحر بنا فى فضاءات غائره هناك فى اللا متناهى والغرائبى والمدش ... , وبأقتفائنا لآثر الشخوص المركزيه فى الروايه ننتقل الى مشهد آخر من خطابنا النقدى , حيث أقاعات حركة تنامى الحكى فى النص من مساراتها ( الثنائيه ) والتى يوظف فيها صوت الراوى فى مستوى أقرب الى حركة ( السيرك) بقفذاته بين مسارى الحكايه ... .
    * دائــــــــــــــرية الســــــــــرد :--
    تنمو الروايه بأحداثها وتفاصيلها المتراكمه بكثافه فى حركة سرد دائرى أى بمعنى غرقها فى التفاصيل التى لا تقودنا الى حدث مركزى أو نهايات لحدث يبدو أساسياً .., بل تدور أحداث التفاصيل الصغيره حول . ( جبال مــويه + البطانه ) وفى حالة حشد كثيف لتفاصيل لا نهائيه ولا تقوى على بناء ونمو أحاث روائيه .. تصـــــــــــــعد النص الى مستوىقمة الروايه , قمة توتر الحدث فيها ,, وفى سياق راوى يعلم بكل الاحداث , راوى متسلط تفوق معرفته بالآحداث معرفة شخوصه ..وهنا يبدو التساؤل منطقياً .., هــــل الاحداث بدفئها وحرارة تفاصيلها ونموئها التصاعدى .. هى التى تحدد تقنية الكتابه السديه فى النص وتشكل معمارها .. أم أنها تقنيه مصنوعه مسبقاً .. و التى يتخلق حولها الحدث الروائى ..؟ حيث نلاحظ جنوح الكاتب الى الاسهاب فى فتح فضاءات للمكان أى أتساع فضاءات النص مكانياً دون الاستفاده من هذا الفضاء الخارجى الذى تشكل للنصأى دون تفعيل سلطة المكان فى النص .. وأصبح هذا الفضاء الواسع فضاءاً غير منتج لاحداث كبيره يمكنها أن تقود أى مشهد ما الى ذروة حدث كبير يفعل حركة تنامى القص ... ! بل مانشاهده هو أحتماء المكان بصغار التفاصيل وبتكرارها الممل فى تعاقبها ودائريتها .. , ( حروب التحرير + وعوالم فكى هارون ) ...دون أن ينفرج هذا الفضاء كذالك بحدث تتمدد به الحكايه وتمسك بفكرتها المركزيه ... أى (خطابها المفاهيمى ).. الفكره الثاويه خلف اللغه وخلف الاحداث ... المسكوت عنه فى النص ... الدلالات المضمره ..!!؟
    *وبهذا تصبح الحركه التعاقبيه التى يعتمدها المؤلف كتقنيه سرد تصبح سجناً لا أرادياً للأحداث وللشخوص معاً ... سجناً ضيقاً تتمأزق داخله الروايه وهنا تتضح أزمة النص فى معضلة بناء فضاء خارجى متمدد وبل قابل للأتساع فى مقابله مع حركة نمو تفاصيل أحدث كثيفه لا تقوى الى التحول الى حدث مركزى ينهض بالروايه وبخطابها المفاهيمى الى حيث الذروه ...
    *وبعد تأزم تقنية السرد .... تقنية الكتابه الروائيه , أستسلم الراوى / المؤلف / الكاتب .. الى عوالم ( فكى هارون ) حيث كثافة الخرافه والميثيولوجى ...وأستغرق فيه جل مساحة النص وأغرقها فيه ... لنتقل بنفس الكيفيه الدائريه على جهة البطانه حيث حروب التحرير .., والرضيه والملازم أول ... والآستغراق ثانيةً فى التفاصيل ...!! :----
    ( يا كاقو أكتملت غرفتى الجديده فى اللبايتور... واسعه عاليه لها نافذتان كبيرتان من جهة الشمال وأخريان من الجنوب أضافه الى باب السنط الذى يطل من الشرق ..) ص( 109)
                  

08-22-2007, 11:13 AM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنيات الكتابه أحوال المحارب القديم نموذجا ... دراسه نقديه.. حول رواية / الحسن البكرى (Re: salah awad allah)

    الجزء الثــالث والاخير
    **********************

    وبعد أن أشتدت أزمة السرد وأنغلق فضاء النص ينحرف بنا الراوىويلهث خلف أحداث واقعيه ومشاهد تتوهنا وتبعدنا من مناخ النص الى مشاهد مغايره وذالك عبر اسندعاء عوالم وشخوص محليه ليست لها علاقه ولا يربطها أى رابط مع عوالم الروايه ألا ما يمكن أن نطلق عليه الاستدعاء والمنلوج الداخلى لدعم قضايا معرفيه تتعلق بالخطاب المفاهيمى ويتم هذا الاستدعاء لاغراض من المفترض أن يدعم فكرة النص وليس كمخرج لازمة السرد .
    أن ألصاق الراهن السودانى بهذا المستوى من التعنيف على بنية النص فى مناخات خطاب أبداعى فى سياق ما يمكن تسميته بأدلجة الخطاب الروائى ( قسرياً ) أو تسيسه .. هذا الانحراف فى السرد بالطبع لا يمثل آيدولوجيا النص ولا خطابه السياسى المضمر فى ثناياه بل هو عمليه مصطنعه تتكشف دوافعها فى حمى البحث عن مخرج وذالك من خلال صناعة حوار خارجى مع شخوص يتم أستدعائهم دون أن تربطهم مع النص أى روابط وهذا هو مأزق النص , مأزق الكتابه الروائيه ومأزق الشخصيه المركزيه ( المحارب القديم ) والذى تم ترحيله على مستوى الفكره الفنيه .... أى ترحيل فكرة ( دونكشوت ) ومحاولة تبيئتها أو فالنقل سودنتها ..., هذا المحارب الذى لم يخض أى معركه وظل حبيساِ لموقع المشاهد .....
    * أســـتدعاء رموز ا لشعر والسياسه السودانيه :----
    وكما نطالع ( فى تخوم أم شديده نتناوب الصياح بحثاِ عن الحـــــــــاردلو ...حاردلو أين أنت ياحاردلو .. يا شيخ حاردلو .. ننيخ أبلنا ونهبط ف يأخذنا بالاحضان ... ويقبل الرضيه على رأسها يردد هاشاِ ... مرحباِ مرحباِ أهــــــــلا سيدة نســــــــــاء البطانه ... فارسة الفرسان ... ترد الرضيه أهــــــــــلا أمير الشعراء أهـــــــــــلا حبيبنا . ) وهنا الرغم من الحميميه المتدفقه التى تناثرت من دفء اللغه وتدثر بها مشهد الترحاب بشفافيته وتساميه .., ألا أن الاستدعاء لا يشكل تموسقاِ وأنسجاماِ مع سياقات نمو وتطور الاحداث فى النص , هذا مع ملاحظة أن الخطاب العاطفى الذى قده المشهد لم ينتجه القاموس اللغوى منذ عتبة الاستهلال الاولى فى النص الى تخوم ختامه , حيث مررنا بلغه رصينه فعلا ألا أنها لغه متخشبه وهذا ما أشرنا اليه بحرارة المفرده والحدث , الحدث الذى ينتج سياقاته التعبيريه لحظة تفجير طاقة اللغه .. المفرده المكثفه .. فيمد اللغه بحيويه ودفء أنسانى حميم .
    كذالك نطالع فى النص أستدعاء رموز السياسه السودانيه فى راهنها وماضيها ., وعلى هذا المنوال فى أبعاده التقنيه المتعدده ( ص 200) , معتمداِ على تقريريه تترجرأ لحظة تصاعد مأزق النص أى تصاعد مأزق الروى الى أستلاف هتاف الخطاب السياسى .. بمباشرته .., هذا الخطاب الذى لا تسنده أى دوعى للدخول الى عوالم النص بل زج به ليسهم فى أفتعال مخرج لأزمـــة النص . ( تلك الليله وقف خطباء عديدون يلعلعون .... سيداتى .. سادتى .. السلام عليكم .. ) ص 206
    * اللغــــــــــــه :---
    يتبنى الكاتب فكرة تبيئة النص وأغراقه فى قاموس لغوى محلى عتيق ومتريف وذالك بحشد مكثف للمفرده المحليه وفى عمق مناخات ســـودانيه بدويه , هذه المناخات تشكل الفضاء الخارجى للنص , مع رفد هذا المناخ بالمسميات البدويه للأمــكنه .. ( أنهار , جبال أسماء حشائش , غابات وسهول .. الخ ) ولم تفلت ولو مفرده واحده أجنبيه لتندرج فى هذا القاموس المحلى , هذا التوظيف له دلالته المعرفيه فى التماهى مفاهيمياِ مع أنساق من الافكار التى تروج الى فكرة العلميه تأتى من المحليه وذالك على غرار كتابات أشينى تشيبى وسوينكا وغابريال غارسيا ماركيز ,هذا المنحى كان له أن يتناسق جمالياِ ومعرفياِ أذا كان ضمن سياقات النص والاحداث * أن رهن الابداعى لخطاب السياسه بهتافيته يشكل أخلالاِ مريعاِ بالخطاب الابداعى ولا سيما الروائى منه , بل قاده للمباشره مما أضاع جماليت المفرده الابداعيـــه .
    وفى ختام تتبعنا لمسارات وأخاديد النص يختتم الراوى / المؤلف / الاستاذ :- ( الحسن البكرى ) روايته أحوال المحار ب القديم أو ( أحوال دونكشوت السودانى ) بفجائيه خارج سياق السرد حيث نقرأ ( يعتلى صبى وصبيه حـــلوان المنصه , .. فى جزء من المشهد التمثيلى أرى الفتاة تتقدم ثم تقول .....) ص206 ومن ثم يتوارى النص الروائى ليتقدم من الخلف مشهد الدرامـــا أى يتحقق توظيف فضاء الدراما الى فضاء النص الروائى ( ها قد أنتهى الحفل أذاِ يترافق الحضور منسحبين الى دورهم يتسامرون ... ) ص207 ..
    * أن هذه التقنيه كان من الممكن أن توظف فى سياق تأريخى للروايه وهى فى بدايات ترحيلها الى الخطاب الابداعى العربى بأعتبارها جنس أبداعى حديث على المشهد الثقافى عموماِ لكنها والان قد مرت الروايه بتجارب عديده وعملت عليها عدة تراكمات للفعل الروائى وقدمت فيها الروايه السودانيه نماذج ابداعيـــه للروايه شارفت تخوم الادب العالمى أى أن ذاكرة الروايه حفرت بعيداِ فى دهاليز الفعل الروائى السودانى وتجاوزت فضاءات الخطابات الاخرى / سياسى / آيدولوجى / .... الخ .والمأخذ الفنى على هذه التقنيه تتمثل فى صعوبة أجتثاث الرواى / الشخصيه المحوريه / من عوالمه الروائيه فى كونه أحد شخوص النص أى صعوبة أن يتفك من بيئته التى شكلته , كما أن المشهد يتوكأ على مشهد درامى غير متناسق مع سياق أحداث النص أى أنه ليس وليد الاحداث بل يبدو غريباِ عليها .
    وأذ تنحــــى هذه القراءه النقديـــــه منحاً محايداً لا تزعــــــم أنـــها أحاطت وشملت كل محمول النص جمالياً ومعرفياً ولكنها وبحب فخيــــــــــــم تعترف أنها عانقت قمه شاهقه لخطاب روائى رفيع ومتماسك فى ( أحوال المحارب القديم ) الذى يظل خطاباً جريئاً ومغامراً ورافداً مضيئاً لمسيرة الابداع الروائى السودانى المتصاعده .
                  

08-23-2007, 12:02 PM

salah awad allah
<asalah awad allah
تاريخ التسجيل: 07-15-2007
مجموع المشاركات: 2298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تقنيات الكتابه أحوال المحارب القديم نموذجا ... دراسه نقديه.. حول رواية / الحسن البكرى (Re: salah awad allah)

    الاخوه المتداخلين فى البوست السابق وفى مقدمتهم الشاعر أسامه الخواض هذه الدراسه التطبيقيه قد البعض صعوبه فى التعامل معها عندما لايكون قد توفر لديه الروايه , لكن الاقتباس قد يعطى بعض الاشارات نرجو أن نرى رأيكم حتى ولو على المنهج ومن زاوية التنظير النقدى البجت .. المنهج المتبع وآلياته .. لكم شكرى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de