|
|
 شيخ ... وشيخ - قال الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد ان الدكتور حسن الترابي كذب
|
شيخ .... وشيخ
قال الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد ان الدكتور حسن الترابي كذب
بثت قناة الجزيرة مساء الجمعة 27/7/2007 مقابلة في برنامج زيارة خاصة مع الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد المراقب العام للأخوان المسلمين في السودان , واعادت بثه في مساء السبت 28/7/2007 , وحاوره مقدم البرنامج عن تاريخ الجماعة في السودان وتاريخه معها وخلافه مع الدكتور حسن الترابي ورأيه في عمر البشير .
وتقتضيني الامانة ان اقول كلمة صدق في حق الشيخ صادق , فقد ترجع معرفتي به الي بواكير الشباب عندما عملنا سوياً كمدرسين في مدرسة الاحفاد الوسطي بأمدرمان في اوائل الخمسينيات من القرن الماضي وكان قد عاد لتوه من مصر بعد ان اكمل دراسة القانون , وكان خريجو الحقوق من مصر يلتحقون بالعمل كمدرسين بالمدارس الاهلية وتحديداً مدرسة الاحفاد بأمدرمان ومدرسة الخرطوم الاهلية بالخرطوم الي حين جلوسهم لامتحان معادلة القانون ومن ثم يحصلون علي رخصة مزاولة المحاماة ولكن صادق لم يعمل بالمحاماة وتفرغ لعمل الاخوان المسلمين منذ ذلك الحين والي الان . وكان الشيخ الجليل بابكر بدري يتيح العمل للجميع في مدرسته بغض النظر عن معتقدهم السياسي , فقد كان بينهم شيوعيون واخوان مسلمون ووطنيون فصلتهم مصلحة المعارف , وتحضرني اسماء الاساتذة التيجاني الطيب بابكر واحمد عبد الله المغربي وشيبون من الشيوعيين , وصادق عبد الله عبد الماجد وياسين عمر الامام من الاخوان المسلمين , والفاتح عبود ودكتور الصايم محمد ابراهيم من الحقوقيين , ومحمد الحبيب مدثر واحمد محجوب شوره ( كته) من الوطنيين , وكنا جميعاً نعمل في انسجام ومودة واحترام لبعضنا البعض .
اقول عرفت صادق انساناً نقياً تقياً شديد التهذيب لا يملك المرء الا احترامه ان لم يألفه . اقول هذا رغم انني لم اكن يوماً انتمي لهذه الجماعة (الاخوان المسلمون) او اعتنق أيّاً من افكارها , ولن اكون كذلك , ويجدر الذكر ان الشيخ صادق شخص متواضع يعيش كسواد الشعب في حي شعبي ومنزل متواضع قليل الاثاث وطعامه بسيط وهو من مؤسسي جماعة الاخوان المسلمين في السودان .
سأله مقدم البرنامج عن قول حسن الترابي بأنه لم يكن له صلة بجماعة الاخوان المسلمين , واجابه الشيخ صادق بقوله : ان كان قد قال ذلك فقد كذب . هذا كذب وهذه كلمة كبيرة لا يقبلها الله سبحانه وتعالي , فالترابي قبل قيام الجبهة القومية الاسلامية كان الامين العام للأخوان المسلمين وكان يرأس اجتماعاتنا , فكيف يكون الرئيس وهو لا صلة له بالجماعة ؟ وسأله عن خلافه مع الدكتور حسن الترابي , فأجاب ان الترابي له انحرافات في العقيدة وطلب منه مقدم البرنامج امثلة لذلك فهذا تاريخ وتوثيق , فأجاب صادق بأن الترابي انكر القيامة , والبعث , وليلة القدر والحجاب , وهذه ما معلوم من الدين بالضرورة , وآراؤه هذه مبثوثة في كتاباته وكتبه واحاديثه . وسأله ايضاً ان كان قد اجتمع مع الترابي لمحاورته في آرائه , واجاب بأن قلبه قد تغير نحوه ولم يقبله ولذلك لم يلتق به . وسأله عن ثورة الانقاذ كما تسمي او انقلاب عمر البشير وهل قابله , فأجاب بأنه لم يذهب لعمر البشير ولكنه استدعاه بعد ثلاث سنوات من الانقلاب , وسأله مقدم البرنامج عن ماذا قال له , فأجاب : انا الذي قلت له , وذكرت له ان تطبيق النميري للشريعة كان احسن من تطبيقهم لها , وفي تلك الايام كانت هناك ازمة مواصلات حادة , فقد لفت انتباهه الي هذا الامر . وسأله عن رأيه في عمر البشير , فأجاب : بأنه متدين ومخلص ويريد تطبيق الشريعة وانه كان عضواً في الجماعة منذ ان كان في الجيش ولكن العسكريين لم يكونوا ظاهرين بحكم عملهم .
يتضح من هذا الحديث ان الذين قاموا بالانقلاب هم الاخوان الترابيون وابوهم الترابي , والذي انقلبوا عليه فيما بعد واساءوا اليه وحبسوه فكان الجزاء من جنس العمل الانقلابي الذي خطط له للاستيلاء علي السلطة , ويصدق في تلاميذه وحوارييه قول الشاعر :
اعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني
وكم علمته نظم القوافي فلما نظم قافية هجاني
وما حدث وبعد ثلاث سنوات حينما استدعي عمر الشيخ صادق , كان ينبغي من الشيخ ومن الاخوان الصادقيين ان يمحضوا النصح للأخوان الترابيين ازاء ما اتخذوه من اجراءات تعسفية ظالمة في حق الشعب السوداني , فقد جعلوا من السودان سجناً كبيراً يخلد الناس فيه الي بيوتهم بالأمر من اول الليل وصار القمع والبطش فيه سنة للحكام , وما كان من قطع ارزاق الناس بفصلهم من اعمالهم , وما كان يتم من تعذيب وقتل في بيوت الاشباح , وتضييق حياة الناس ضيقاً اشد من ضيق ثقب الابرة , والحرب التي اعلنوها جهادية تأكل الاخضر واليابس في الجنوب وتحصد ارواح الشباب . ليت الشيخ صادق فعل ذلك بدلاً من لفت نظره الي ازمة المواصلات فحسب , وليته يفعل ذلك الان , فقد عم البلاء البلاد جميعاً وما زالت دارفور تدمي فيها الجراح مما أثار عطف وسخط النصاري واليهود , كما تقولون , قبل العرب والمسلمين , وان سكوتكم وغض ابصاركم عن الذي يحدث من فساد واستبداد وظلم , بل شاركتم بوزير لكم في الحكومة (وزارة الاوقاف) , لا يعفيكم من المسؤولية امام الشعب وقبل ذلك امام الله سبحانه وتعالي , ولا سيما ان الاخوان الترابيين يفعلون ذلك بأسم شريعة الاسلام ! َكبُرتْ كلمة تخرج من افواههم .
هلال زاهر الساداتي
|
|
 
|
|
|
|
هلال زاهر الساداتي
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست