د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-08-2024, 04:51 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثالث للعام 2007م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-16-2007, 06:33 AM

يحي ابن عوف
<aيحي ابن عوف
تاريخ التسجيل: 05-25-2002
مجموع المشاركات: 6335

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
sssss
Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات (Re: Ibrahim Idris)


    د. جون قرنق ..
    حضور في سونامي الغياب (6
    ملاحظات في دفاتر الستينيات
    ياسر عرمان
    حكى جون قرنق انه و فى اثناء الدراسة الجامعية بكلية قرنيل قد شارك بانتظام فى جلسات بين الطلاب البيض و السود وهى منبر يتم النقاش فيه بحساسية عالية وحول القضايا الاثنية و الثقافية و يتم فيها إنتقاد الممارسات و اللغة التى لا تتمتع بالحساسية المطلوبة فى التعامل مع مثل هذه المسائل وقد كانت هذه الجلسات منابر للحوار الفلسفى و السياسى.
    وفى غويانه الجديدة فى مدينة جورج تاون فى 23 مارس 1942 و لاسرة فقيرة من الطبقة العاملة ولاب يعمل ترزى و ام مضيفة فى البحر ولد الدكتور والتر رودنى و عرف منذ طفولته بالذكاء الحاد و استفاد منذ البداية بعد اكمال المدرسة الابتدائية من المنح المقدمة من الطبقة الحاكمة للعمال و التنازلات فى مجال التعليم بعد تحركات العمال فى الخمسينيات و سرعان ما اخذ منحة ( فىكلية كوينز) وبرز اكاديميا، و فى الرياضة وفى الحوارات المدرسية. فى العام 1960 تحصل على منحة اخرى مفتوحة للدراسة فى جامعة غرب الانديز بجاميكا وتخرج بمرتبة الشرف الاولى فى التاريخ وفى 1963 تحصل على منحة اخرى لنيل رسالة الدكتوراه. وبحكم دراسته للتاريخ و حياته فى الكاريبى كان على اطلاع تام على تاريخ السود و حياتهم و ماساتهم و كان ذوتوجهات ديمقراطية صميمة لا تتوقف عند سطح القضايا الاثنية الاملس و الذى يمكن ان يؤدى للانزلاق والانغلاق وكان يمد بصره الى حركات التحرر و نضالات السود فى الامريكيتين و فى افريقيا الستينيات باحلامها العريضة.
    وبعيدا عن لندن "رودنى " وفى النصف الثانى من الستينيات ، شهدت نيويورك المدينة الساحرة و المشكلة على نحو عالمى ازداد رسوخا بضجيج الامم المتحدة التى نادرا ما تتحد، شهدت اكثر من فخ نصب باحكام كان احداهما لانسان من صنع نفسه كرا واقداما ولولا ان نفسه كبيرة لانتهى موزعا صغيرا للمخدرات فى نيويورك او فى غيرها وقد جرب ذلك بالفعل فى عصابة استثمر فيها بعض من ذكائه و على رغم الظروف القاسية التى احاطت بمولده فى منطقه اوماها نبراسكا و اغتيال والده من قبل عصابات الكوكلاس كلان ، لكنه قفز من فوق ظروفه التى لم تكن لتأهله لما اهل نفسه له و عبر الحياة كما اراد و حياته مثل حياة كل البشر كانت ستضع نهاياتها بموت طبيعى و الحياة فسحة قصيرة من الامل و الخيبات و النجاح و الفشل يمضى فيها البشر مثل ركاب الطائرات فى صالات (الترانزيت) يمضون وقتا قصيرا او طويلا وقى الختام يلتحقوا بالرحلة الاخرى ولا بد من عمل مفيد لمصلحة الانسان ولابد من ان نترك الحياة اجمل مما وجدناها لابد ان نضع بصماتنا ايجابا عليها فى اى حقل نختاره الزراعة، الرعى، الصناعة، الطب، الهندسة، القانون، الاعلام، التدريس، و العمل العام ام الخاص وهكذا مر صاحبنا وهو فى بداياته المتواضعة خارجا من احياء السود الفقيرة و ازقة المخدرات عند بعض شوارعها و بدا بتغير نفسه منطلقا من الازقة الى رحاب الانسانية بدا غاضبا من بصمات الماضى التى اراد ان يحاكمها و بدا بتغير اسمه انه مالكوم ليتل الذى اصبح مالكوم اكس ووضع الماضى موضع تساؤل بدأ باسمه ومالكوم اكس الرائد الكبير من رواد نضالات السود ظل اتخاذه من الاسلام مدخلا لاثارة قضايا السود يضيف مزيدا من المصاعب فى طريقه بالامس و اليوم لاسيما ان الاحداث اللاحقة فى الالفية الثالثة من جماعات الاسلام الراديكالى قد وضعت الاسلام فى تضاد شبه تام مع الكثير من التيارات الرئيسية المتحكمة فى المجتمع الامريكى مما الحق مزيدا من ذرات الغبار و النسيان التى تسقط سهوا وعمدا على اسم وذكرى مالكوم اكس ولان مالكوم اكس نفسه يشبه نجوم السينما وهو فى مسرحه العريض ، فقد تمكن دينزل واشنطن نجم هوليود الشهير و معبود النساء و المدرك لجذوره و الذى جعل جوليا روبرتس احدى اجمل جميلات هوليود تحتج لرفضه تقبيلها و قد استخدم تبريرا ذو حساسية اثنية و ثقافية. لان الحياة تبتسم لمالكوم اكس رغم قسوتها عليه قبل الرحيل فدنزل واشنطن الشديد الشبه بمالكوم اكس اعاده مرة اخرى الى الحياة فى تحفة فنية تنبض بسحر مالكوم اكس.
    وبذل مالكوم اكس جهدا مضنيا لازالة الغباروالنسيان عن قضايا السود فى ستسنيات القرن الماضى و انشأ شبكة من العلاقات داخل و خارج حركات السود و مع النقابات و مجموعات المثقفين و صدرت بعض كتاباته فى مجلة ( منصلى رفيو-الأم أر) الاقتصادية الشهرية التى كان يصدرها عميد الاقتصاديين الرادكاليين الامريكيين و اليسارى الشهير الدكتور بول سويزى و صديقه المعروف الدكتور بول باران . و قام مالكوم برحلات متعدده لطرح قضياهم فى الداخل و الخارج وفى بلدان عديدة شملت غرب افريقيا و مصر و تمت الاشارة الى السودان فى بعض مما كتب عن زياراته و لحسن طالعه فقد قام باملاء مذكراته التى دونت واضاءت جوانب من حياته على الكاتب الكبير الكس هيلى، و اطلقت عليها مجلة التايمز بانها واحدة من اهم عشرة كتب غير روائية فى القرن العشرين.
    انعقدت المحكمة لمحاكمة "مجرم" اسود اسس عصابة جند لها حتى سيدات بيض كما تناولها الاعلام وقتها وحكم عليه بالسجن لفترة بين الثمانى و العشرة سنوات و كان المعنى هو مالكوم اكس. فى داخل السجن وهو مشحون بغضبه للطريقة التى قتل بها والده و لمعاناة والدته، ولان الحياة كانت تدخره لقضية اخرى غير قضايا العصابات و المخدرات، التقى فى السجن باعضاء من جماعة (امه الاسلام) و لم يفوتها ذكائه و قوة شخصيته و غضبه، و بدخوله السجن دخل الاسلام و جماعة( امة الاسلام) التى يقودها اليجا محمد. اطلق سراحه قبل نهاية المدة، وخرج راديكاليا متشددا ممتلىء بالطاقات و الحيوية و على الاستعداد للمضى حتى نهاية الشوط و اختار لونين ابيض و اسود حكما توجهه فى بدايته الاولى تأسف لاحقا و ادرك ان العداء على اساس اللون لا قيمة له، و تاسف فى اخريات ايامه بان القضية ليست هى اشعال الكراهية بين البيض و السود انما الحوجة لمجتمع انسانى، و ساهمت زياراته للخارج بدور مقدر فى ذلك. فى احدى زياراته لضاحية من ضواحى بيرمنجهام كانت محرمة على السود و رفع فيها حزب المحافظين شعارا يقول " اذا اردت ان يكون جارك اسود ادلى بصوتك للعمال"!! و فى زيارة تستدعى الوقفة قبل رحيله بوقت وجيز، ذهب للحج فى المملكة العربية السعودية و لما كان يجهل اللغة العربية تم التعامل معه بكثير من التجاهل وتذكر عناوين اعطيت له من قبل فاجرى عدة اتصالات، وهب لمساعدته عبدالرحمن عزام و الامير محمد الفيصل واذا صحت الاشارات العديدة فى السنوات الماضية بأن الامير على علاقة ما بحركة الاخوان المسلمين فان مالكوم اكس قد لامس على نحو خاطف قبيل رحيله حركات الاسلام الاكثر راديكاليه و تنظيما فى القرن الماضى برغم من انها فى ذلك الوقت كانت صديقة للغرب، و مما يستحق الوقفة ايضا ان نسبت احدى شبكات المعلومات الى الدكتور ايمن الظواهرى اشارته الى احد نصوص مالكوم اكس " اننى اؤمن بالدين الذى يؤمن بالحرية و فى اى وقت يكون علي قبول دين لا يمكننى من خوض المعركة من اجل مواطنيى و شعبى فاننى اقول فليذهب هذا الدين الى الجحيم" على الرغم من ان هذا النص واحدا من النصوص الاكثر وضوحا فى التعبير عن مواقف مالكوم اكس فى سنواته الاخيرة و اهتمامه بقضايا السود الاجتماعية و السياسية اكثر من التبشير الدينى!! و هنا يخضع قضايا الدين لمعيار وحيد هو خدمة مواطنيه و شعبه و الحرية ولا اعلم لماذ اشار اليه الدكتور الظواهرى ان صح ذلك. فهذا النص بالذات الاقرب الى ان الصراع فى جوهره اجتماعى لا دينى ان كان صحيحا ما نسب للدكتور الظواهرى.
    ذهب مالكوم اكس الى نيويورك فى اواخر ايام حياته، و حداثان مهمان فى حياته التفت بصورة اكثر حزما الى طرح القضايا السياسية و الاجتماعية للسود و ضرورة التوصل لمجتمع انسانى لكافة البشر غض النظر عن الوانهم، و الامر الثانى اختلف نهائيا مع اليجا محمد و خرج من جماعة ( امة الاسلام) بعد ان تاكد من صحة الاتهامات الموجهة الى زعيمها حول علاقاته النسائية و التصرف فى اموال الحركة، وتلقى تهديدات عديدة من داخل وخارج الجماعة و حرق منزله و كانت حياته مطلوبه عند جهات متعددة ولاكثر من سبب ولا سيما انه كان على اعتاب ان ينشىء جماعة جديدة اكثر جذرية فى طرحها من (امة الاسلام).
    و مالكوم اكس المولود فى 1925 كان فى ذلك اليوم الموافق 21 فبراير 1965 يلقى احدى خطبه فى نيويورك، كان الجمهور مشدودا بالكامل لانسان دقيق العبارة ملتهب الكلمات و كلماته مثل طلقات الرصاص لا تخطىء اهدافها و من يستهدفهم و مضى فى طرح قضاياه الواحدة تلو الاخرى متنقلا بسلاسة وفجاة حدثت فوضى فى داخل القاعة وساد هرج ومرج اتضح فى الاخير انه مقصود اتجه حراسه من اعضاء جماعته نحو دائرة العراك و تركوا مالكوم اكس مكشوفا و صيدا سهلا و مضت الامور كما خطط لها و انهمر عليه الرصاص و سقط مالكوم اكس و تحركت جنازته من حى هارلم فى 27 فبراير 1965 و مضى فى توافق و تزامن و تطابق مع عمرالدكتور مارتن لوثر كنجغ تسعة و ثلاثون عاما لكل منهما مع فاصل سينمائيا فى تواريخ الميلاد و الرحيل. وفى هارلم التى منها تحركت جنازته و التى تشكل عنوان احياء السود العالمى و النموذجى ومن المفارقات ان هذا الحى الذى كان عنوان الهامش يزحف عليه الاغنياء مثل ما يفعلون فى بريكستون لندن التى لم ينسى مانديلا زيارتها فى اول زيارة له للندن و بالامس و بالخرطوم غيبت مع سبق الاصرار والترصد المرحومة العشش ذلك الحى الذى يجاور السوق الشعبى و انتهت فى نقلة جديدة الى حى أ سماه الظرفاء ( الحكومة دقست) لان موقعه بالمصادفه المحضة اجمل من سابقه. جمعت جنازة مالكوم اكس معظم زعماء السود وغيرهم و قاد سدنى بوتيه اول نجم سينمائى اسود فى هوليود مع اخرين الدعوة لتبنى اسرة مالكوم اكس.
    حكى الدكتور جون قرنق دى مبيور انه و فى سنواته الاولى فى كلية قرنيل الجامعية و عند بداية حياته فى الولايات المتحدة الامريكية و فى النصف الثانى و الاخير من الستينيات و قد استقل المواصلات العامة و حينما توقف( البص) الذى كان يستقله فى مدينة ديترويت طلب سائقه الاسود من الجميع الذهاب لتناول طعامهم ثم العودة فى الوقت المحدد، ذهب جون قرنق الى احدى المطاعم ولم يدرك ان للسود مطاعمهم الخاصه و طلب الطعام مرارا ولكن النادل لم يهتم به فغضب و ساله "اننى املك نقود مثل الاخرين لماذا تتجاهل طلباتى" فانتبه الى ان الجميع قد توقفوا عن الاكل و حدقوا فى وجهه ثم لاحظ بسرعة ان جميع من فى المطعم من البيض الحانقين فقفل راجعا الى ( البص) و قد نفدت المدة المحددة لتناول الطعام و ساله السائق الاسود " كيف كان طعامك يا اخى" ثم اجابه بما حدث فضحك السائق طويلا و قال له " انت قادم جديد لامريكا عليك الذهاب الى مطاعم السود" و سوف امنحك مزيدا من الوقت.
    فى هذا المناخ العاصف قدم الدكتور جون قرنق الى الولايات المتحدة الامريكية فى النصف الثانى من الستينيات، و هو مناخ يطرح قضايا الحقوق المدنية و قضايا الاعراق و الاثنيات و الثقافات لكل ذهن متقد و متوقد و جون قرنق دى مبيور عرف بالذكاء الحاد و بالحساسية الفائقة تجاه القضايا الانسانية و هو الذى اتى الى الولايات المتحدة على خلفية حرب طويلة تركها خلفه فى بلاده و ادت الى ان يقطع تعليمه عند مدرسة رمبيك الثانوية وان يتعرض لمتاعب و مفارقات مبكية و مضحكة فى ان معا فى الحدود الزائرية وفى داخل السجن فى كينيا و هو لا يحمل اى اوراق تثبت هويته لاجئا فى تلك السن اليافعة ثم يعرج على تنزانيا لاكمال دراسته الثانوية ثم بتفوقه و بنصائح من قادة الانانيا الاولى و مساعداتهم و بعزيمة ووضوح تمتع به من البداية قاده موجة اثر اخرى للتفوق حتى تحصل على منحة فى كلية قرنيل المميزة، و حط رحاله فى الولايات المتحدة الامريكية، و حركة الحقوق المدنية فى قمة عنفوانها وتألقها و تزامن ذلك بان هوى بعض من نجومها فى نفس الوقت، مالكوم اكس و مارتن لوثر كنغ و خلف ذلك احتجاجات واسعة لاسيما فى الكليات و الجامعات و مراكز التعليم العالى و قد وجد نفسه مواطنا اسود فى ظل موجة عاتية من حركة الحقوق المدنية و هو القادم من تنزانيا مركز (البان افريكان) القوى و الذى ينتفض بحركات التحرر الوطنى و كان وقته فى الستينيات موزعا بين تنزانيا و امريكا اللتان شكلتا المناخ العام الذى استمد منه افكاره و تفاعل مع وسطه الفكرى، السياسى، و الحركى مما يجعل من هذه الفترة فترة خصبة اذ استمد منها الكثير من مواقفه اللاحقة و شكلت مصدرا غنيا من مصادر ثرائه الفكرى و السياسى و نفاذ رؤيته و اهتمامه بقضايا القوميات، الاديان، التاريخ، المساواة العرقية،التعددية الاثنية،الثقافية، الفرص المتساوية، ووحدة افريقيا التى ستنقله الى قضية وحدة السودان. وقد اصدرت كلية قرنيل مؤخرا كتاب عن تاريخ الكلية الجامعية، و رصدت فيه اهم (25) شخصية تخرجت من الكلية منذ تاسيسها، و ضمت القائمة وزراء فى الادارات الامريكية المتعاقبة، و علماء و شخصيات عامة، كان من بينهم الدكتور جون قرنق دى مبيور.
    و من عنفوان الستينيات و التحدى الفكرى وجرأة الاسئلة تخطى الدكتور جون قرنق عتبة كبيرة من عتبات عقدة الدونية التى رسختها مؤسسات المركز الحاكمة فى ان الجنوبيين تنحصر مطالبهم فى حدود الجنوب و إن القضايا القومية من اختصاص اخرين بعينهم و عبر الدكتور جون قرنق هذا الحاجز عبورا معرفيا، فكريا، و سياسيا و طرح رؤية بديلة و مغايرة فى اكبر تحدى فكرى و سياسى و واجهته المؤسسة الحاكمة منذ استقلال السودان و ما قبله. فى احدى المرات قرنق " ان المهمش الذى يقبل بالعيش فى ظل الدولة السودانية الحالية ولا يتمرد عليها هنالك ظل من الشك حول انسانيته" فى اقوى عبارة تحريض من الممكن ان تقع عليها عين مهمش او تسمعها اذنه!!
    وصل والتر رودنى الى لندن فى 1963 بعد حصوله على منحة من كلية الدراسات الافريقية و الشرقية بها وعكف على الفراغ من رسالته للدكتوراه حول تاريخ العبودية و المستعبدين فى ساحل غنى العليا و هى دراسة دقيقة اعتمدت على المراجع الموثقة لتجار العبيد البرتقاليين فى انجلترا و البرتقال و اثناء الدراسة مثل ما فعل انتا ديوب الذى تحول الى عالم للغويات تعلم والتر رودنى اللغتين البرتغالية و الاسبانية و مع معرفته للانجليزية و الفرنسية اصبح عالما للغويات و تمكن من الحصول على درجة الدكتواره فى التاريخ و لم يتجاوز الرابعة و العشرين عاما من عمره و قد قامت مطبعة جامعة اكسفورد بطباعة رسالته تحت عنوان " تاريخ ساحل غنى العليا 1504 – 1800" و هى فترة متزامنة مع فترة السلطنة الزرقاء فى السودان و رسالته تحدت كثير من المسلمات حول التاريخ الافريقى واضافت نظرة و اسس جديدة لتاريخ المهمشين و المتطهدين.
    و فى قراءتى لكتابة هذه المقالة فى مكتبة جامعة ولاية ايوا-امز- ومن ملاحاظاتى عبر الاحتكاك اليومى فى الولايات المتحدة الامريكية و متابعة مختلف وسائل الاعلام و الحوارات مع المتطلعين و بنظرة عاطفة و ايجابية لتاريخ الافارقة السود الذين ساقتهم الاقدار للامريكيتين و جزر الكاريبى لابد لى من ان أنحنى اعجابا لهذه المجتمعات و بالرغم من اقتلاعها المؤلم من مجتمعاتها الاصلية و زراعتها مثل المحصولات التى سيقت للقيام بانتاجها ومع اقتلاعهم من جذورهم الثقافية و الانسانية و القهر المرير الذى تعرضوا له و لكنهم نهضوا من جديد محاولين خلق هوية خاصة بهم فى المجتمعات التى عاشوا بها وسعوا لاكتشاف مواطن قوتهم المختزنة فى بقايا الذاكرة و الجينات و استخدام مهاراتهم لاثبات الذات فى الرياضة و الموسيقى و الرقص وغيرهما وعملوا على البدء من جديد فى تكوين ثقافاتهم و هويتهم الخاصة مقدمين تضحات كبيرة و لاتزال اقسام واسعة منهم تعانى التمزق النفسى و الانسانى و تكتفى بالجلوس فى الرصيف و الهامش و مع ذلك نهض العديدون من جديد ورفضوا تقبل الثقافات و المماراسات السائدة و هاهى روزا بارك فى ديسمبر 1955 تخالف( قانون جيم كرو) و تاخذ مقعدها فى البص لتفسح مقعدا اخر لاحقا لكوندليزا رايس مهما يكن من موقف البعض الذين يرددون ان هذه المواقع غير فاعلة، و النساء المهمشات يعجزن عن الوصول لمثلها فى بلدان افريقيا الام.
    المكان مسرح فورد بالعاصمة الامريكية واشنطن امسية الجمعة 14 ابريل 1865 و ابراهام لنكولن الرئيس الامريكى منهمك فى متابعة العرض المسرحى و خلفه انجازات عريضة بعرض الحياة و طولها و لم يكمل الاربع سنوات من فترة رئاسته و قد غير الولايات المتحدة الى الابد و كسب حرب اهلية كاملة و نجح فى مناورات شرسة مع اصدقائه و اعدائه و كان الدعاء دائماَ ان ياخذ الاله بيدك مع اصدقائك ام اعدائك فانت كفيل بهم. كسب ابراهام لنكولن معركة توحيد الاتحاد و التى كانت السبب الرئيسى فى الحرب مع الجنوب رغم ان التاريخ قد خلد ابراهام لنكولن فى سياق قضية و مرافعة اخرى وهى تحرير العبيد و ابراهام لنكولن فى البدء مع موقفه الصارم ضد الرق الا انه لم يكن من دعاة إلغائه الفورى و كان مع التخلص منه بالتدريج و حاول ان يساوم مع الجنوب فى ذلك و ان المقتولة لا تسمع من يصيح ( المقتولة ما بتسمع الصائحة) فان الجنوب الذى كان يريد الحفاظ على علاقات بالية و يخرج من الاتحاد ولم يرى بوضوح ان الشمال الصناعى و القوى الصاعدة فى داخله لن تسمح بذلك و ان سيلها جارف و اخطأ الجنوب و اصاب ابراهام لنكولن و كسب التعديل الثالث عشر للدستور الامريكى الذى القى بموجبه العبودية الى الابد و حقق اكثر مما حدد من اهداف و حافظ على الفيدرالية و الاتحاد و كان يدرك ان العبودية بشكلها القديم قد اصبحت تكبل تطور الولايات المتحدة و خلده التعديل الثالث عشر للدستور الامريكى كما لم يخلده الحفاظ على الاتحاد الفيدرالى و الانطباع العام انه ينتمى الى الحزب الديمقراطى انما الصحيح انه ينتمى الى الحزب الجمهورى و يتواصل العرض المسرحى الذى يشاهده الرئيس السادس عشر للولايات المتحدة الامريكية و فجأءة خلف الرئيس يظهر جون وليكس بوث ثم يبدأ فى اطلاق النار على الرئيس الامريكى و يردى بطل الحرب الاهلية و محرر العبيد و المحافظ على الاتحاد الفيدرالى و الذى خاض غمار المناورات و دهاليز السياسة و الذى اتى من اسرة متواضعة وعمل فترة ساعى بريد و ترشح مرارا على المستويات المحلية و فشل و نجح حتى استقرت اسرته فى الينوى فى اسبرنغ فيلد و جذب الانظار و فاز من على تذكرة الحزب الجمهورى و جاء الى واشنطن على متن قطار و هاهو القطار يقل جسده المسجى من جديد الى اسبرنغ فيلد بعد ان اطلق ذلك المتعصب المهوس النار عليه و لم يرى فى ابراهام لنكولن اسهامه التاريخى فى تطور الولايات المتحدة الامريكية و هو الذى جعلها متحدة الا ان جون ولكس لم يرى فى كل ذلك سوى صورة الشر و يتحسر على العبودية و الجنوب السياسى المهترىء و ابراهام لنكولن الابيض قد وضع حدا لبعض من تملكتهم الغلواء من بيض الجنوب و قاد الترتيبات الجديدة و هنالك من يتشبث بالقديم فى بلادنا و لا يقل غلواء من بيض الجنوب و مع ذلك يتحدث عن وحدة البلاد و العباد و ظل حالنا هكذا منذ 1956 و لان لنكولن ينتمى لعصره عن جدارة فعل ما فعل و من الواضح ان انتماء المرء لعصره لا للعصور السابقة ليس بالامر السهل بل يكلف الدماء و الضحايا و ربما يكلف البلاد وجودها نفسه فى ان تكون او لا تكون فى مسرح شكسبيري و ليس من بين الحضور اباراهام لنكولن


                  

العنوان الكاتب Date
د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات ياسر عرمان-كاتب زائر 07-09-07, 08:58 AM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات ياسر ميرغنى عبدالرحمن07-09-07, 09:20 AM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات الرفاعي عبدالعاطي حجر07-09-07, 10:00 AM
    Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات adil amin07-09-07, 11:00 AM
    Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات Moneim Elhoweris07-09-07, 11:03 AM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات محمد راسخ07-09-07, 01:30 PM
    Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات خالد الطيب أحمد07-09-07, 04:35 PM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات محمد ابراهيم قرض07-09-07, 05:45 PM
    Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات Sawsan Ahmed07-09-07, 11:16 PM
      Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات يحي ابن عوف07-10-07, 05:34 AM
        Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات يحي ابن عوف07-10-07, 05:36 AM
          Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات JOK BIONG07-10-07, 08:45 AM
            Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات adil amin07-10-07, 09:23 AM
              Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات الطيب عبدالرازق النقر07-10-07, 10:26 AM
                Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات أحمد أمين07-10-07, 10:41 AM
                Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات JOK BIONG07-10-07, 07:54 PM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات محمد ادم ابوكيفو07-10-07, 12:51 PM
    Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات عصام عبد الحفيظ07-10-07, 08:37 PM
      عرمان: د.جون قرنق حضور في سونامي الغياب ملاحظات في دفاتر الستينيات )2( ياسر عرمان-كاتب زائر 07-11-07, 09:49 AM
        عرمان: د.جون قرنق حضور في سونامي الغياب ملاحظات في دفاتر الستينيات )3( ياسر عرمان-كاتب زائر 07-11-07, 09:57 AM
          Re: عرمان: د.جون قرنق حضور في سونامي الغياب ملاحظات في دفاتر الستينيات )3( يحي ابن عوف07-11-07, 11:21 PM
            Re: عرمان: د.جون قرنق حضور في سونامي الغياب ملاحظات في دفاتر الستينيات )3( يحي ابن عوف07-12-07, 05:08 AM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات محمد حيدر المشرف07-12-07, 08:15 AM
    Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات يحي ابن عوف07-12-07, 04:53 PM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات صديق عبد الهادي07-12-07, 05:40 PM
    Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات salah elamin07-12-07, 10:08 PM
      Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات salah elamin07-12-07, 11:05 PM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات Mannan07-13-07, 01:16 AM
    Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات salah elamin07-13-07, 06:23 PM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات HAMZA SULIMAN07-14-07, 06:40 PM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات arkamani07-15-07, 00:20 AM
    Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات يحي ابن عوف07-15-07, 06:35 AM
      Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات Ibrahim Idris07-15-07, 11:07 PM
        Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات يحي ابن عوف07-16-07, 06:33 AM
          Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات يحي ابن عوف07-16-07, 05:57 PM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات دوت مجاك07-16-07, 06:32 PM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات nada ali07-17-07, 06:54 AM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات Raja07-17-07, 12:31 PM
    Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات يحي ابن عوف07-17-07, 06:29 PM
      Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات salah elamin07-17-07, 10:07 PM
        Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات Elawad Eltayeb07-18-07, 03:19 PM
  Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات arkamani07-19-07, 02:47 AM
    Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات يحي ابن عوف07-19-07, 06:32 PM
      Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات يحي ابن عوف07-29-07, 06:25 AM
        Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات يحي ابن عوف07-30-07, 07:51 AM
          Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات Haydar Badawi Sadig07-30-07, 09:41 AM
            Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات ateif abdoon07-30-07, 09:52 AM
              Re: د. جون قرنق ..حضور في سونامي الغياب (1) ملاحظات في دفاتر الستينيات يحي ابن عوف07-31-07, 08:57 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de