مؤتمر المستقلين اجيال تعقب اجيال ..صور ..!!!

Quote: لمحات من تاريخ المؤتمر تاريخ ما قبل المستقلين: اختلفت آراء المؤرخين والمهتمين بحركة المستقلين داخل الجامعات في بدايتها فمنهم من يؤكد أن التجربة وجدت داخل مؤتمر الخريجين إبان تشكل الحركة الوطنية ومنهم من يقول أنها ارتبطت بالمخاض إبان ثورة أكتوبر 1964 التي عملت على تصحيح مسار المشروع الوطني والذي تمثل في التيار الديمقراطي الطلابي الذي كان يؤمن بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومن الممثلين له في تلك الفترة المهندس عبد الكبير نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني بالإضافة الى الديمقراطيين الأحرار والذين أصبحوا فيما بعد جزءا من مؤتمر الطلاب المستقلين كطلاب وحزب المؤتمر الوطني المعارض كخريجين إبان تأسيسه 1/1/1986م. مؤتمر الطلاب المستقلين النشأة والتطور: تحولت روابط الطلاب المستقلين الى مؤتمر الطلاب المستقلين خلال المؤتمر العام الشهير الذي عقد في 7/7/1977م كتنظيم سياسي طلابي يعمل على ترسيخ تجربة سياسية مغايرة داخل الجامعات ولعهود الحكم الوطني في السودان سواء ديموقراطية أو عسكرية لإيجاد حقل للدراسات يعنى بإنتاج الفكر السياسي السوداني من واقع التجربة التاريخية والمادية للمجتمعات السودانية وواقع التعدد المعيشي سابقا والآن. استمر نشاط المؤتمر يتوسع وينتشر داخل الجامعات السودانية وشكلت المصالحة الوطنية بين نظام مايو والأحزاب السياسية مثل حزب الأمة والاتحادي والإخوان المسلمين قوة دفع للتنظيم ولصحة ما يقولون, ومن خلال قراءتهم وتحليلهم للعقل السياسي وللحركة السياسية التي تقوم على البنية التقليدية والطائفية للنظام السياسي القائم ومشروع الدولة والقوة الإجتماعية شكلت لهم بذرة مفهوم الاستقلالية كأداة تنتج خطاب التنظيم أوجد المؤتمر لنفسه موقعا بمثابة الوسط في ظل الصراعات بين الإسلاميين والشيوعيين الذين عملوا على نفي بعضهم البعض منتقدا فلسفة اليسار واليمين والأفكار العقائدية, مؤسسا بذلك حركة الاعتدال داخل الجامعة مرسخا للديمقراطية وقبول الآخر وإعلاء قيمة العقل مما مكنه من اجتياح الانتخابات الدورية داخل جامعة الخرطوم ابتداء من اتحاد 1979/1980 والذي كان على رأسه الأستاذ سليمان الأمين ثم اتحاد الانتفاضة 1985/1986 والذي كانت اغلب قياداته التنفيذية من كوادر مؤتمر الطلاب المستقلين. في هذه المرحلة لم يكتف المؤتمر بجانب سياسي فقط وانما تعدى ذلك الى تطوير المبادئ والأفكار من مرحلة الحوار المفتوح الى مرحلة التجويد والصياغة ومن ثم أصدرت كأوراق تعبر عن افكار المستقلين ولعل اشهرها الاوراق التي كانت تتداول بين الطلاب المعنونة بـ(اقرأ.. فكر.. ناقش). والبديل الفكري المسمى المشروع الثقافي وفي هذه المرحلة ظهر المنهج الثقافي والذي شكل فيما بعد أسباب الخلافات داخل تيار المستقلين واستمرت التجربة في تطور حتى سيطرت على كافة مناحي الحياة الجامعية في السودان والدليل على ذلك فوز المؤتمر باتحادات معهد الكليات التكنولوجية واتحاد طلاب جامعة الجزيرة منذ نشأة المؤتمر وحتى 1994 تاريخ حل آخر مؤسسة نقابية طلابية وكان رئيس الاتحاد الاستاذ بشير عبد الرحمن. ساهمت مرحلة الديمقراطية الثالثة 86/1989 في انتشار افكار المؤتمر عن طريق الخريجين الذين أنشأوا حزب المؤتمر الوطني المعارض سابقا (حزب المؤتمر السوداني حاليا) بالرغم من الفشل الذي صاحب السلطة السياسية المنتخبة (الصادق المهدي) بسبب عجزها عن ايجاد حل لمشكلة الحرب الأهلية في جنوب السودان والأزمة الاقتصادية (المجاعة). مرحلة ما بعد انقلاب 1989: نتجت عن الحراك الفكري والسياسي لمؤتمر الطلاب المستقلين القفزة النوعية والتي تمثلت في برنامج الثورة السودانية وجدلية المركز والهامش كاداة لتحليل بنية الصراع في السودان وتوسع نطاق الحرب الأهلية (جبال النوبة، النيل الأزرق) وكمعادل موضوعي لتسلم الأصولية الإسلامية السلطة وإعمال أداة الأسلمة والاستعراب في اخضاع المجموعات الثقافية المتعددة في السودان. وسنواصل في حلقات قادمة بالتفصيل