|
وها قد حدث ما كنا نتوقع حدوثه
|
كم احسست بالصدمة والذهول حينما لمحت عبر شاشة التلفاز صور اؤلئك الاطفال البؤساء وهم يفترشون الارض فى حالة فوضى لحظية كقطيع من الاغنام. بعضهم كان يبكى بحرقة على منازل قد هجرت وامهات واباء واخوات لن تتكحل الماقى برؤيتهم ولو للحظات قبل ان تنمحى صور شخوصهم سريعا عن الذاكرة. واخرون قد حطت عليهم حالة من اللامبالاة لايأبهون لقادم الأيام الأسود الذى ينتظرهم. لم يخطر قط على بالهم حينما نوودوا لركوب السيارات لجلب الحلوى والنقود أنهم سيباعون رقيقااو ستباع اجسادهم لمرضى الشذوذ الجنسي او لمافيا تجارة الأعضاء البشرية فيالبؤس الانسانية ويالوضاعة الادمية. ان هذه الحادثة لواحدة من ابشع عمليات الاستغلال البشرى التى حدثت فى هذا الزمان الردئ, تحت اغراء بضعة دراهم وقطع من الحلوى يساق هؤلاء البؤساء لتجدهم قد تحولوا وعن طريق اشخاص يفتقدون لكل القيم والمعانى الانسانية الى كلى أو قلوب أو قرنيات تباع بالقطعة لأثرياء اوروبا, أو فتيات يجبرن على ممارسة العهر الباكر يقفن عاريات داخل فترينات زجاجية فى أرذل أحياء العواصم الأوروبية. وأيا كانت المبررات والدوافع لهذا العمل البشع , متى بدأ أو كيف سينتهى فاننا ندينه بأقوى العبارات وفى ذات الوقت نحيى الموقف الصارم والشجاع الذى اتخذه الرئيس التشادى ادريس دبى انتصارا لقيم الحرية والانسانية ضد مفاهيم الرق ونخاسة البشر. وبما ان الأطفال الذين حاولت هذه النظمة المشبوهة اختطافهم سودانيى الجنسية فعلى الحكومة السودانية ممثلة فى رئيسها وعلى الصحافة السودانية بل على كل السودانيين تبني هذه القضية والامساك بزمامها تحقيقا وادانة واستنكارا . وهذه دعوة لكل السودانيين فى شتى انحاء العالم للاحتجاج على منح الحكومة الفرنسية تصاريح العمل لمنظمات تتاجر فى البشر انطلاقا من مفاهيم عنصرية بغيضة. اننا ندعوا الرئيس الفرنسى نيكولاى ساركوزى ان يعلن للملأ ادانته لهذه المنظمة والعملية الخرقاء التى قامت بها مما أضر بسمعة فرنسا الدولة صاحبة المواقف فى الانتصار لكرامة الانسان وحقه فى الحياة الكريمة وان لا يشرع فى اعمال دبلوماسيته ترهيبا وترغيبافى تشاد الدولة الفقيرة والمستعمرة السابقة. ونحن لا نرغب فى رؤية هؤلاء المجرمين وهم يستقبلون كالابطال فى مطار باريس بالورود والتحايا والابتسامات فهذه جريمة ضد الانسانية أيا كان لون بشرة الضحية أو أيا كانت ديانة الجانى أو أيا كان مزاج الجالس فى قصر الاليزيه. أحمد شرف الدين 2ـ11ـ2007
|
|
|
|
|
|