|
أخيرا إلتقيت (بهبار) هشام هباني
|
في البداية ترددت كثيرا في مقابلة (هبار) الرجل الذي يعرفه كل أعضاء سودانيز أون لاين وذلك من خلال مناكفاته السياسية التي يشنها بأستمرار على حكام السودان.. ترددت لأنني كنت واضع في ذهني بأنني سألتقي برجل كبير في السن.. متعالي.. عجوز صليت اللسان.. وظنيت بأنه من النوع الذي يضع أمامه زجاجات من الخمر بجميع أشكاله يحتسى منها جرعات لتبدأ حالته (الهيسترية السياسية المعروفة للجميع)..
توكلت على الله تجرأت وقلت: (خسرانة خسرانة) أخذت أسرتي معي وذهبت لمقابلة هذا (الهبار) الذي يتعامل معه الجميع بحذر شديد ويضعون له ألف حساب حتى أقطع الشك باليقين.. ولأنني واثق تماما ومتأكد بأننا نحن السودانيين بالذات لدينا ميزة طيبة تجعلنا نختلف عن باقي الشعوب الأخرى في تعاملنا.. تجدنا دائما ومهما أختلف البعض منا ووصل بهم أمر الإختلاف الى طريق مسدود لكن عند اللقاء مع بعض يتناسى الجميع كل الخلافات ولا تجد سواء الترحيب والكلام الزين.. وهذا نتيجة لطيبة ونقاء قلوبنا.. وأحمد الله بأنه ليس لي خلافات مع أي شخص.
بعد أن أعطاني الأخ هشام وصف كامل لكيفية الوصل الى منزلهم عبر الهاتف.. وصلنا الى منزلهم ووجدت (هبار) في إنتظاري خارج المنزل ليستقبلني.. إندفع نحوي الرجل وسلم علي بعناق شديد بالطريقة السودانية المعروفة.. وقع في ظهري (لط.. لط) كدت أن أفقد أحدى أكتافي..
بعد السلام واللقاء الحار الذي مازلت أشكو ألم وقع ضربات السلام على أكتافي.. ألتقينا بالأخ هشام وأسرته لأول مرة في منزلهم العامر.. أخذونا على غرفة الجلوس.. جلسنا ومازال لسانه لاينقطع عن السلام والترحيب.. وبعد أن شاهدته أمامي حقيقة لم أصدق ما شاهدت بعيني كان عكس توقعاتي وقد أدهشني الرجل تماما.. ويا سبحان الله وجدته إنسان بشوش وحبوب ترتسم في وجهه إبتسامة عريضة ورائعة وهو في غاية البساطة والتواضع والجمال والهدوء.. أحسست بأنني أعرفه منذ فترة طويلة.. ليس كبيرا في السن كما توقعت.. (ونصيحتي لأي شاب عمره أكثر من 25 سنة يجب أن لا يخاطبه بالعم هشام).. يتحدث بلباقة وبصوت مسموع وواضح.. إنسان لطيف ومهذب لأبعد الحدود.. مثقف تخرج الكلمات من فمه متوازنة ويجذبك في كلامه لتستمع إليه وتستمتع في الحديث معه.. وأيضا مرح.. وبعد أن سرحنا في (الونسة) أثبت لي (هبار) أنه إنسان وديع وهاديء ورقيق جدا وقلبه طيب وممكن تقول عليه إنسان من النوع الذي (تغشه الغنماية وتأكل أكله).. ويتهيء لي الإنسان الذي يكتب بإسم هشام هباني، هذا إنسان آخر ليس بهشام هباني الشخص الذي قابلته وتعرفت عليه ولا يمت إليه بصلة بأي حال من الأحوال..
إستضافنا الرجل وإسرته الكريمة في منزلهم العامر.. وبعد السلام الشديد والتعارف على بعضنا البعض جلسنا (نتونس) في جلسة عائلية.. من خلال اللحظات القصيرة التي إلتقيت فيها بالأخ هشام وأسرته الكريمة.. تجاذبنا أطراف الحديث في مواضيع شتى (طبعا بعيدا عن السياسة).. ضحكنا كثيرا وكأننا نعرف بعضنا البعض منذ فترة طويلة..
زوجته إنسانة طيبة تذكرني بطيبة أهلنا السودانية وهي لا تقل عنه ثقافة في الحديث المنمق الشيق.. الله يعطيها الصحة والعافية قامت بالواجب نحونا .. إستضافتنا و أكرمتنا وأحسنت ضيافتنا.. وخدمتنا بتقديم الحفاوة السودانية على أكمل وجه ولم تقصر أبدا.. وكذلك أبنته نضال.. ما شاء الله عليها بنت هادئه ورزينة.. جميلة وفي منتهى الأدب والإحترام.. وعندما تتحدث إليها تشعر بأنك تخاطب إنسان ناضج له أفكار وآراء مشرقة.. أيضا مثل أمها قدمت لنا الشاي والكيك والفواكهة وجلست تتونس معنا في جلسة عائلية ضمت عائلتي وعائلة الأخ هشام.. لم يسعدنا الحظ للقاء بالإبن أحمد حيث كان في إنتظارنا طوال اليوم ولكن غلبه النعاس وذهب لينام نظرا لوصولنا المتأخر.
كنا في غاية السعادة بالزيارة القصيرة التي سجلناها الى الأخ هشام وعائلته وودعونا بنفس الحفاوة التي قابلونا بها ثم غادرت مع أسرتي عائدا الى مدينتي.
وفي الختام لا يسعني إلا أن أشكر الأخ هشام وزوجته وإبنته نضال على الكرم والحفاوة الطيبة التي لمسناها منهم.. ونرجو أن تكون هذه الزيارة بمثابة فاتحة خير لتبادل الزيارات فيما بيننا..
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
أخيرا إلتقيت (بهبار) هشام هباني | عزيز عيسى | 05-14-07, 04:27 PM |
Re: أخيرا إلتقيت (بهبار) هشام هباني | عمر الفاروق | 05-14-07, 04:43 PM |
Re: أخيرا إلتقيت (بهبار) هشام هباني | عزيز عيسى | 05-14-07, 05:02 PM |
Re: أخيرا إلتقيت (بهبار) هشام هباني | هشام هباني | 05-14-07, 05:24 PM |
Re: أخيرا إلتقيت (بهبار) هشام هباني | عزيز عيسى | 05-14-07, 06:56 PM |
Re: أخيرا إلتقيت (بهبار) هشام هباني | عزيز عيسى | 05-14-07, 07:20 PM |
Re: أخيرا إلتقيت (بهبار) هشام هباني | عفاف أبو حريرة | 05-15-07, 00:14 AM |
Re: أخيرا إلتقيت (بهبار) هشام هباني | عمر الفاروق | 05-15-07, 06:50 AM |
Re: أخيرا إلتقيت (بهبار) هشام هباني | عفاف أبو حريرة | 05-15-07, 01:42 PM |
Re: أخيرا إلتقيت (بهبار) هشام هباني | Tragie Mustafa | 05-15-07, 02:16 PM |
|
|
|