ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام
الإتحاد الأفريقي وخيارات (الجمعة )الحاسمة ! بقلم كمال الصادق
سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 8/3/2006 4:37 م
كل القراءات الأولية تشير إلى أن مجلس الأمن والسلم الأفريقي سيتخذ قراره غدا بناء علي موافقته المبدئية السابقة بنقل المهمة للأمم المتحدة لكن هذه المرة بسيناريو مختلف (توفيقي ) يضع في الحسبان معارضة السودان ومطالب المجتمع الدولي والموقف المتدهور علي الأرض في الإقليم . السيناريو المتوقع أن يقرر الاتحاد الأفريقي فترة( انتقالية ) تمتد لتسعة أشهر في دارفور تنتهي بنهاية هذا العام تنتقل بعدها المهمة مباشرة للأمم المتحدة شريطة أن تكون القوات الأفريقية الموجودة في الأرض العماد الرئيسي لبعثة الأمم المتحدة القادمة في الإقليم وأي قوات أخري تضاف للبعثة علي أن يراعي موافقة السودان علي دخول هذه القوات وجنسياتها التي في الغالب ستكون أفريقية وعربية وأسيوية ووفقا لهذا السيناريو المتوقع سيمدد الاتحاد الأفريقي مهمته في الإقليم لنهاية العام وفقا للخارطة الانتقالية التي تمهد للمجتمع الدولي وضع الخطط وتوفير الموارد المالية واللوجستية والفنية ومد التفويض للقوات الأفريقية لتشمل حماية المدنيين واستخدام النار. هذا السيناريو مقبول لدي المجتمع الدولي والدليل علي ذلك إشارتين الأولي أطلقها السيد زيرو هون نائب الممثل الخاص للامين العام للأمم المتحدة في الخرطوم قبل أسبوع حين قال أن الاتحاد الأفريقي طلب مدة تسعة أشهر انتقالية في دارفور في حال انتقال المهمة للأمم المتحدة وأن البعثة الدولية تؤيد هذا الطلب . النقطة الثانية تسليم المبعوث الخاص للأمم المتحدة بالسودان يان برونك أول من أمس رسالة خاصة للامين العام للجامعة العربية عمرو موسي من كوفي عنان الأمين العام للأمم المتحدة يأمل فيها عنان في أن يتمكن الاتحاد الأفريقي من الاضطلاع بمهمته على الأقل حتى نهاية هذا العام و يتدبر ميزانية تكفي لمواصلة مهمته لمدة تسعة أشهر قادمة تبدأ من الأول من أبريل القادم بموازنة تقدر بمبلغ 208 مليون دولار أي بمعدل 23 مليون دولار شهريا المهمة الانتقالية الحل الوسط المعروض الآن ليست (مطلوقة ) ولكنها مقيدة بجملة تدابير تجعل المرحلة الانتقالية فاعلة ومدعوة بشتى أنواع الدعم المالي واللوجستي والعسكري لقوات الاتحاد نواة بعثة الأمم المتحدة القادمة في دارفور وهذا ما أشار إليه السيد كوفي عنان في خطابه السري الذي كشفته (الواشنطن بوست ) في عددها الصادر الجمعة الماضية عندما قال عنان في خطابه لجون بولتون سفير الأمم المتحدة لدى المنظمة الدولية (انه وعلى ضوء التقويض المستمر والخطير للوضع الأمني في دارفور فان الدعم المقدم لبعثة الاتحاد يجب أن يتضمن توفير قدرات جديدة وإضافية تشمل الدعم الجوى الوثيق و أن تقدم الحكومات التي تتمتع بقدرات عسكرية متقدمة دعما لوجيستيا وإستخباريا متقدما وطائرات لنقل القوات جوا إلى المناطق المتاخمة للإقليم) ، هذا التحرك الأممي الأخير دعا الرئيس الأمريكي بوش لحث الناتو والاتحاد الأوروبي للقيام بهذا العمل وهو ما جري بحثه أمس في بروكسل في اجتماع لافت بحث السيناريوهات الممكنة جمع المفوض الأوروبي سولانا ، و رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي الفا عمر كوناري، و علي عثمان محمد طه نائب الرئيس ، ونائب وزيرة الخارجية الأميركية روبرت زوليك والأمين العام المساعد للأمم المتحدة هادي عنابي ، وبحسب مسؤول في الاتحاد الأوروبي فان القوى الغربية سعت أمس في بروكسل لإقناع السودان بتحويل قوة الاتحاد للأمم المتحدة وذهب روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الأمريكية في هذا السياق للأبعد حين قال أمس (نعتقد انه يجب والى ابعد حد ممكن دمج قوات الاتحاد الأفريقي في دارفور في مهمة للأمم المتحدة يقوم خلالها الأفريقيون بدور قيادي.) وما قاله زويلك في بروكسل رددته بصورة أخري مساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية جينادي فريزر في طرابلس أمس عقب مباحثات أجرتها مع المسؤولين الليبيين . الإشارات الواردة أعلاه تعزز في الاعتقاد من أن الأطراف قد توصلت بالفعل الى (حل توفيقي) يرفع الحرج عن الحكومة السودانية ويستجيب في الوقت نفسه لبعض مطالبها بعدم إحلال أو إرسال قوات ذات طابع غربي للإقليم في الحاضر أو في المستقبل ويستجيب في الوقت نفسه للمطالب الدولية بنقل المهمة بصورة انتقالية سلسة تحفظ للاتحاد الأفريقي ماء وجهه وتجعل له الريادة في الدور المستقبلي القادم للأمم المتحدة في الإقليم .