تحليلات اخبارية من السودان
أراء و مقالات
ترحب سودانيزاونلاين بجميع الاراء الحرة و المقالات لنشرها فى هذه الصفحة.ويمكنك لزوارنا الكرام ارسالها الى [email protected] كما نرجو ذكر الاسم الحقيقى و الكامل و مكان الاقامة مدة بقاء المقال فى هذه الصفحة 10 اعوام

مؤتمر البجا بلدوزر ثورة الشرق وهدام قلاع الطائفية بقلم عيسى يحى محمد/اسبيالد/الدنمارك

سودانيزاونلاين.كوم
sudaneseonline.com
21/12/2005 1:53 م

عيسى يحى محمد/اسبيالد/الدنمارك

كان الاروبيون يعتبرون السودان جنة عدن لما فيه من خيرات يحتاجها الانسان
ليسعد بها فى حياته التى لاتتوفر فى اى مكان اخر سوى فى هذا البلد الامين
والوديع , فهرع اليها الاتراك بحثا عن مبتغاهم ثم لحقهم الانجليز لذات السبب
وحتى المصرين سال لعابهم وتفتحت شهيتهم وشدوا اليه الرحال مقتفين اثر الانجليز
ليرتوا من ماء نيله المنساب الذى هو عصب الحياة لديهم . اهل السودان طييبون
وكرماء واغنياء فى نفوسهم يكفيهم ما يملكونه اليوم لا يفكرون بيوم غدا هكذا
جبلوا الناس فى السودان . ان الذين جاؤا الى البلاد ليس من اجل المودة
والمساعدة انما من اجل ترحيل خيراتها الى ديارهم , استعمار البلاد وحكمه ليس
هدفا فى حد ذاته وانما وسيلة لتسهيل و نيل ما يبتغون , السودان بلد اشبه بقارة
نظرا لمساحته مما جعل حكمه سهلا وسرقه خيراته اسهل استنادا على نظرية فرق تسد
, بتعاون ومساعدة من بعض اهل الدار الذين كان هم الاول مصالحهم

الطائفية اول من مدت يدها وصافحت الطامعين فى ثروة البلاد ملبية مطالب
الاستعمار فى مساعدته والتعاون معه على حكم السودان على ان يكون لهم فى ذلك
نصيب ولو الفتات من مائدة المستعمر فاستجاب لطلبهم , فكان لهم ما ابتغوا منحوا
اراضى ومشاريع وتلقوا اعانات وقروض غير مسترده فقد قوى اقتصادهم فصار وضعهم
المالى فى اعلى سقف لا يتطاول عليه احد وزيادة على ذلك فقد عمل الاستعمار على
تقوية نفوذهم الدينى والاجتماعى وكانت كساوى الشرف رمزا للاحتفاء والمودة بين
السيد المستعمر والطائفى الطائع , على مدى نصف قرن ونيف مدة خدمة الطائفية
بلا كلل وملل , وبعد رحيل المستعمر و مودعا ومحتفى به من قبل خدمتهم بالامس ,
الذين نصبوا انفسهم اليوم سادة السودان متدثرين بثوب الدين , فصاروا مستعمرين
جدد فليس هناك اختلاف بينهم الا بالزى , الجلباب والعمامة والقفطان والملفح ,

طائفة الخاتمية التى تمركزت فى الشرق وجعلت من كسلا قاعدة لها وبنت فيها
قلاعها , تسببت فى ححب الوعى والتعليم عن اهل الشرق عامة والبجة خاصة فضلا عن
انها عاشت وتعيش على مجهود انسان الشرق على مدى تاريخيها , هذا الانسان الذى
لم يتبقى لديه شى بعد ان اخذ المستعمر ما لديه من ثروة بمساعدة طائفة الختمية
نفسها بطريقة او باخرى . ابو هاشم اسم يطلقه البعض على الميرغنى , وارث المجد
ووهم القدسية يعيش فى القصور والناس فى العراء ياكل ما طاب له من افضل
الموائد واكثرها دسامة والناس جياع ويمتطى السيارات الفارهة والبجا واهل الشرق
المهمشين يمشون سيرا على الاقدام ايام وليالى ويتضورون جوعا ليس لرغبة سياحية
انما سعيا للحصول على لقمة العيش الكريم فى حين خزينته مكدسة بالدولارات
والدنانير ينفق منها على حراسه وخدامه وحواشيه ومتملقيه وكل من طبل له واسمعه
كلمة راقت لها مسامعه , والناس يرزحون فى فقر وبؤس, الميرغنى فى مقدمة من
تأذى منهم الوطن وانسان الشرق والبجه بشكل خاص , فقد ساهم فى حكم البلاد , ماذا
فعل لها وللشرق والبجا سوى جباية الصدقات منهم وجمع المال من الاخرين افرادا
ومنظمات ودول باسمهم , فاكثر الاشياء التى تقلق مضجعه هو مؤتمر البجا والاسود
الحرة وسائر قوى ثورة الشرق فهو يريد ان يكون الشرق دائما تحت عبائته ليتسنى له
بالاحتفاظ بمجده الموروث وهالة القدسية

قضية الشرق والبجا ليست له فيها ناقة ولا جمل , لامن بعيد ولا من قريب , الا
اذا يأمل فى استثمارها لصالحه الخاص وهذا بيت القصيد وهنا لا مجال له لا فى
مفاوضات لبيا او فى اى مكان اخر هذه مجرد احلام فضلا عن ذلك هو اليوم جزء
من نظام الانقاذ وفى جهازها التنفيذى فكيف له او لحزبه ان يتبنى قضايا اخرين
الا اذا سلمنا بنظرية الشرطى هو القاضى , فعليه اولا ان يرد ما اخذه من اهل
الشرق عبر السنين المنصرمة , اما قضياهم فهم رجال لهم قامات وتصميم وارادة
لايتطاول عليهم احد وفوق ذلك كله انهم ثوار قادرون على مواجهة ومصادمة من يعترض
سبيلهم فعلى الميرغنى ان يبحث عن بضاعة اخرى ليتاجر بها , او يكتفى بالنهم من
مائدة النظام الانقاذى الذى ارتمى فى احضانه بعد ان فشل فى ترويض النظام
فروضه النظام , فالتجمع الذى كان يرأسه تنازع حول العظم الذى رماهه لهم النظام
فمنهم من وجد شيئا ومنهم من لم يجد فكانت الخصومة والفرقة و الفرصة للاقوى او
من هو اكثر ثعلبة وانتهازية فالتجمع فى الاصل ولد مريضا فلم تسعفه العقاقير
والوصفات التى سميت ميثاق التجمع لان ريئس التجمع هو نفسه من قادة السودان
القديم وصانعى ازمته فكيف له ان يؤتمن او يرجى منه حل او ايجاد حلول لازمة هو
احد صانعيها او ان يساهم فى حلولها انه ضرب من العبث واستهلاك للوقت او هو نوع
من لعب الكرة فى الظلام واساليب البهلوان السياسى

مؤتمر البجا بلدوزر ثورة الشرق وهدام قلاع الطائفية وانفاقها المظلمة ومحرر
اهل الشرق من اوهامها وخداعها واباطيلها , و حامل قضاياهم على عاتقه والواطى
على الجمرة لم يكل او يمل منها كما انه لم يسأل احدا لمساعدته لحملها منه او
ينوب عنه فى المحافل السياسية والدولية ليتاجر بها , ان مؤتمر البجا لم يتعاون
مع الانجليز او فتح باب دياره للمصرين وتودد لهم و لغيرهم, فان وصفه بالعمالة
لارتريا ضرب من الهذيان السياسى واطلاق الحديث على عواهنه ان ارتريا لم تفتح
بلادها لمؤتمر البجا وحده وانما رحبت بالجميع الميرغنى اول القادمين اليها
والمستفيدين من هذه الضيافة بنصيب الاسد فاذا كان هذا مدعاة للعمالة فانه
اكبر العملاء بوصفه رئيس التجمع الذى ليس للبجا فيه سوى صوت واحد ومع هذا لم
يكف عن محاولات خنق هذا الصوت عبر المؤامرات والمكايد فى محاولات منه لتفكيك
وتشتيت مؤتمر البجا . ثم اذا كان مؤتمر البجة عميل لارتريا لماذا لم يقل هذا
الكلام من قبل حينما كان الجميع فى ارتريا ولماذا لم يعمل على طرد تنظيم
البجا من التجمع بناء على هذا السبب ؟ فقد كانت فرصة بالنسبة له لانه كان لا
يريد ان يرى مؤتمر البجا ككيان سياسى يمثل الشرق فقد مانع فى ذلك وكان حجر عثر
لانضمامه للتجمع ولكنه لم يفلح لتحقيق هدفه , وما الجديد فى الامر الان ام
ان ذلك خدمة لنظام الانقاذ وتنفيذ اجندته , معروف ان الطائفية والانقاذ
وجهان لعملة واحدة , كلاهما الد اعداء الثورة فى اى مكان وفى الشرق خاصة
لانهم يخشون سحب البساط من تحت اقدامهم ودك حصونهم وقلاعهم وتهوى عروشهم
فتتبدد احلامهم واوهامهم حينما تبلغ شمس الثورة اوجها فميلاد مؤتمر البجة هو
بداية نهاية الطائفية وافول نجمها والى الابد.

للمزيد من االمقالات

للمزيد من هذه الاخبار للمزيد من هذه البيانات و المنشورات
الأخبار المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع


| اغانى سودانية | آراء حرة و مقالات | ارشيف الاخبار لعام 2004 | المنبر العام| دليل الخريجين | | مكتبة الراحل على المك | مواضيع توثيقية و متميزة | أرشيف المنبر العام للنصف الاول من عام 2005

الصفحة الرئيسية| دليل الاحباب |English Forum| مكتبة الاستاذ محمود محمد طه | مكتبة الراحل المقيم الاستاذ الخاتم عدلان | مواقع سودانية| اخر الاخبار| مكتبة الراحل مصطفى سيد احمد


Copyright 2000-2006
Sudan IT Inc All rights reserved