مسلم يقرأ الإنجيل.. نهاد خياطة..

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-02-2024, 11:35 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2004م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2004, 11:19 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48773

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مسلم يقرأ الإنجيل.. نهاد خياطة..








                  

04-03-2004, 11:49 AM

خالد الحاج

تاريخ التسجيل: 12-21-2003
مجموع المشاركات: 0

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلم يقرأ الإنجيل.. نهاد خياطة.. (Re: Yasir Elsharif)

    ياسر الشريف..
    سلامات..
    يرفع حسب الوصية..
    والموضوع داير ليهو بال رايق أو قول رقدة حسب تعبير أهلي بجيهو راجع.
                  

04-03-2004, 12:56 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلم يقرأ الإنجيل.. نهاد خياطة.. (Re: خالد الحاج)

    الأخ العزيز ياسر الشريف
    سلام كبير
    أين أنت يا رجل ؟؟

    هذا موضوع جدير بالقراءة المتأنية
    سأعود لاحقا
    بدواعي ( أن يكون مرفوعا ) في الوقت الراهن
                  

04-03-2004, 01:10 PM

JAD
<aJAD
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4768

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلم يقرأ الإنجيل.. نهاد خياطة.. (Re: Yasir Elsharif)



    لا شك أن كل الأديان السماوية في أصلها نزلت من لدن الحكيم الخبير وهي جميعاً جاءت برسالة الإسلام وقد قال الله تعالى(إن ا لدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب) صدق الله العظيم (19) آل عمران.

    وإن كل رسالة سماوية جاءت مصدقة لما قبلها من الرسالات. وقد ورد في السيرة عن القس ورقة بن نوفل عندما سمع بداية تنزل القرآن الكريم من أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها إن ما أنزل على محمد وما أنزل على موسى ليخرج من مشكاة واحدة .. وعبر عن الوحي بأنه الناموس الذي كان يأتي موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم.

    قال تعالى:
    (ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فعلنة الله على الكافرين) صدق الله العظيم(89) البقرة

    فليس غريباً أن يوجد التشابه بين الديانات السماوية ولو لا التحريف والتبديل الذي لحق بالتوارة والإنجيل لما كان هناك تضارب في كثير من الحقائق والمعتقدات.

    لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تكذبوا أهل الكتاب في كل ما يقولون ولا تصدقوهم فيما كل ما يقولون أو كما قال .. خشية أن نكذبهم في شيء نزل من عند الله أو نصدقهم في شيء ما هو من الكتاب ٍلأن معهم شيء من كتاب الله لم يعتريه التبديل.

    لذلك لا يظنن ظان أنه اكتشف اكتشافاً خطيراً بملاحظته للتشابه بين الإنجيل والقرآن الكريم .. ولا يغريه ذلك بالظن أنه يحق له كمسلم أن يأخذ من أي الكتابين شاء .. فالإسلام ناسخ لجميع الديانات والشرايع الأخرى لأنه مصدقاً لما أنزل فيها ومهيمناً عليها ..

    وقد عرض سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه على النبي صلى الله عليه وسلم يوماً رقعة فيها شيء من التواراة .. فتغير وجه النبي وقال يا عمر والله لو كان موسى بن عمران حياً ما وسعه إلا أن يتبعني.

    فالدعاوى الحالية حول دمج الأديان أو وحدة الأديان وتوحيد الشرائع هي دعاوى تتولاه المحافل الماسونية التي تقودها الأيدي الخفية لليهود ليلبسوا على المسلمين دينهم .. ويسلبوهم الاعتقاد الصحيح ليصابوا بشيء من التشويش ليسهل سلخهم عن الإسلام وجعلهم مسخاً غريباً لا مسلمين ولا كتابيين مثل هذا الشخص المدعو نهاد الذي يدعي أنه مسلم ويعمد لقرأءة الإنجيل يرجو هدى ما وجده في القرآن الكريم ولا في السنة المطهرة!!!


    زنديق آخر .. وما أكثرهم .. ويقترب الزمان ليعود كما بدأ.

    اللهم ثبتنا والمسلمين على جادة الطريق.

    جاد
                  

04-05-2004, 09:58 AM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلم يقرأ الإنجيل.. نهاد خياطة.. (Re: JAD)

    أخي الأستاذ ياسر الشريف
    تحية أخوية

    هاأنذا أعود كما وعدت بعد القراءة للموضوع القيم هذا.
    خرجت ببعض التساؤلات :

    1. الإيمان بالرسل و الكتب السماوية ركن من أركان الإيمان كما هو معلوم لديك تماما ،، فهل يختلف جوهر الأديان الأخرى عن جوهر الإسلام و المسيحية ؟
    2. ألم يمر معظم الأنبياء بما يشبه الذبح و الصلب و الفداء ؟


    رأيك أستاذنا.
    تسلم
                  

04-05-2004, 11:49 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48773

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلم يقرأ الإنجيل.. نهاد خياطة.. (Re: ابو جهينة)

    عزيزي أبو جهينة
    تحية المودة والإعزاز
    سؤالك المتميز:
    Quote: 1. الإيمان بالرسل و الكتب السماوية ركن من أركان الإيمان كما هو معلوم لديك تماما ،، فهل يختلف جوهر الأديان الأخرى عن جوهر الإسلام و المسيحية ؟

    جوهر كل الأديان واحد.. ولكن هذا لا يظهر بصورة واضحة إلا عندما ينظر المرء إلى ما نسميه بالأديان الكتابية التوحيدية، اليهودية والمسيحية والإسلام..
    وفي الحقيقة أعجبني في مقال الكاتب تقارب فهمه لجوهر المسيحية وجوهر الإسلام مع فكر الأستاذ محمود في كتاباته المختلفة.. وأرجو أن تسمح لي باقتباس هذه الفقرة من كتابه "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" على هذا الرابط في هذه الصفحات تحت عنوان رب واحد ودين واحد:
    http://www.alfikra.org/books/bk020/pg167.gif
    http://www.alfikra.org/books/bk020/pg168.gif
    http://www.alfikra.org/books/bk020/pg169.gif
    http://www.alfikra.org/books/bk020/pg170.gif
    http://www.alfikra.org/books/bk020/pg171.gif
    http://www.alfikra.org/books/bk020/pg172.gif

    ولم يبدأ الدين الخاص بالأديان الكتابية المعروفة عندنا ــ اليهودية والنصرانية والاسلام.. وإنما بدأ بالوثنيات البدائية التي صحبت النشأة البشرية لأولى، في الأزمان السحيقة.. فإنه قد مر وقت كانت فيه عبادة الصنم مرضية عند الله، وذلك بحكم الوقت.. ثم اطرد سلم الترقي نحو ديانات التوحيد، إلى أن توج الدين الخاص بدعوة التوحيد التي نزلت، أول منازلها الشاملة، الكاملة، برسالة موسى.. حيث قامت شريعة المعاش، وشريعة المعاد، حول "لا اله إلا الله" لأول مرة، بصورة موسعة، انتظمت شعبا كاملا.. ثم جاءت النصرانية، تطويرا لليهودية.. ثم جاء الاسلام تماما على الذي بدأ باليهودية، والنصرانية، فكان جامعا لهما، ومطورا.. وقد جاء الإسلام نفسه على مرحلتين: مرحلة الإيمان، ومرحلة الاسلام.. فأما مرحلة الإيمان فهي أقرب إلى بدائية اليهودية.. وأما مرحلة الإسم فهي أقرب إلى روحانية النصرانية.. ومن ثم، فإن الإسلام جامع لخصائص اليهودية، والنصرانية، وممثل لهما، كليهما..
    انتهى
    وسأترك لك الفرصة لمتابعة بقية الكتابة من الوصلات ثم أذهب لسؤالك الثاني:
    Quote: 2. ألم يمر معظم الأنبياء بما يشبه الذبح و الصلب و الفداء ؟

    لقد تعرض كثير من الأنبياء والمرسلين إلى كثير من الابتلاءات والامتحانات التي وصلت لحد القتل، وقد قص الله علينا خبر بعضها في قوله مخاطبا بني اسرائيل الذين اشتهروا بقتل الأنبياء:
    "أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون"
    وقد جاءت إشارة في القرآن في قول الله سبحانه وتعالى عن حبيبه وصفيه صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى:
    "وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل، أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم؟؟ ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين"
    وقد قال النبي عليه السلام: حياتي خير لكم ومماتي خير لكم..
    ومنها يؤخذ معنى شفاعته لأمته التي حازها بفضل الله عليه وإسلامه له: "ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن، واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا"...
    وقد جاء في الأثر أن نزع النبي عليه الصلاة والسلام عند الموت كان شديدا، حتى أن السيدة فاطمة البتول رضي الله عنها وأرضاها، كانت تقول له: واكرباه لكربك يا أبتي.. وكان عليه السلام يقول لها: "لا كرب على أبيك بعد اليوم"
    ومن يبلغ مرحلة الإسلام [راجع الوصلات] يصبح عنده حظ من حال النبي عليه السلام، ومن حال سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي رماه النمرود في النار المتأججة، وقد جاء في الأثر أن سيدنا جبريل قد ظهر له في تلك اللحظة التي قُذف فيها فسأله: ألك حاجة؟ فأجابه سيدنا إبراهيم قائلا: أما إليك فلا.. قال: فإلى ربك؟؟ قال: علمه بحالي يغنيه عن سؤالي.. وعندها جاء الخطاب القدسي إلى النار: "فقلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم".. وقد كانت هذه واحدة من عدة امتحانات، سمّاها ربنا سبحانه وتعالى كلمات: "وإذ ابتلى إبراهيمَ ربه بكلمات فأتمهن".. وبعد كل الابتلاءات قال في حقه: "إذ قال له ربه أسلم، قال أسلمت لرب العالمين"..
    فالإسلام بمعنى التسليم هو جوهر الدين: قال تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام"..

    ولك شكري وسلامي على الأسرة وعلى جهينة وأختها..

    ياسر

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 04-05-2004, 12:04 PM)

                  

04-05-2004, 11:09 AM

ودقاسم
<aودقاسم
تاريخ التسجيل: 07-07-2003
مجموع المشاركات: 11146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلم يقرأ الإنجيل.. نهاد خياطة.. (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا لك د. ياسر ،،
    لو فهم كل مؤمن دينه الذي يتعبد به فهما سليما ، ولو اتبعه حقا ، فسنلتقي جميعا ،، لا أخاف على صرف المسلمين عن الإسلام بواسطة اليهود والنصارى ، لكني أقول أن الفهم الصحيح لمقاصد الأديان وصرف العبادة لله ستجعل الكل يأتون للإسلام ،، فلا يجب أن نقف ضد البحث في أمور الدين بدعوى الخوف على نقائه ، فهو نقي لكن قلوبنا هي التي يخالطها الداء ، والله سبحانه وتعالى منحنا ما يمكن أن يجعلنا نعيش في سعادة إذا التزمنا به ، لكن سوء فهمنا وسوء ظننا واتهاماتنا المسبقة لبعضنا بعضا ، وعللنا الخاصة من أنانية وحب ذات ، كلها تقودنا إلى الباطل وإلى طريق الضلال ،،
    ونحن المسلمين نرى أننا نملك الحق لأننا أصحاب الرسالة الخاتمة ، ومن ملك الحق فلا يخشى عليه من الضياع ، فإن للحق نورا لا يخفت ، وإن للحق ربا يحميه ..
                  

04-05-2004, 01:38 PM

JAD
<aJAD
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 4768

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلم يقرأ الإنجيل.. نهاد خياطة.. (Re: Yasir Elsharif)

    قد يكون من المقبول في السياسة لدى البعض ممارسة شهوة الهمز واللمز ..

    لكن ما كنت أظن أن البعض يمكن أن يمارس تلك الشهوة حتى تجاه القضايا الأساسية في الدين بل في صميم العقيدة..

    إذاً فالخلاف مع البعض لم يكن منصباً حول طريقة الأحزاب في سياسة الناس وسبل حكم البلاد كما كنت أتصور ..

    فالأمر أعمق من ذلك وأظنه فساد وصل إلى نخاع العقيدة .. وقد تبين لنا ذلك بوضوح في بوست المدعو دانا جلال والمداخلات كتبتها أو كتبت باسم موناليزا.

    فالعقيدة لا تقبل المداهنة ومسايرة الآخرين ومجاملتهم بحجة أنهم من كومنا .

    وإني أسأل ود قاسم عن رأيه في كلمة الكفر الكبيرة التي وردت في مقال ياسر الشريف المنقول .. وكيف ابتلعها وهضمها بكل سهولة وتعداها بكل ببساطها ليصب انتقاده الشديد على الخائفين على الإسلام..

    بالله كيف استقام عندك القول بأن الله تعالى كان راضياً بعبادة الأصنام من دونه مرحلياً؟؟!! "كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا" صدق الله العظيم.

    فمن قرأ الفقرة التالية فإنه يهمني معرفة رأيه بوضوح .. فقد علم الناس من قبل رأي الجمهوريين في الذات الإلهية وفي العبادة :

    مقتبس من مقال ياسر الشريف:

    ((وإنما بدأ بالوثنيات البدائية التي صحبت النشأة البشرية لأولى، في
    الأزمان السحيقة.. فإنه قد مر وقت كانت فيه عبادة الصنم مرضية عند الله، وذلك بحكم الوقت))

    :::انتهى:::


    جاد
                  

04-05-2004, 04:34 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48773

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: مسلم يقرأ الإنجيل.. نهاد خياطة.. (Re: JAD)

    جاد
    أرجو أن تراجع زمن إرسال المداخلات لتعرف أن كتابتي جاءت بعد كتابة ود قاسم.. يعني ود قاسم لم يقرأ مداخلتي الأخيرة وإنما قرأ التي قبلها..

    أما قول الأستاذ محمود أنه قد مر وقت كانت فيه الديانات التعددية مقبولة ومرضية فهو قول صحيح ولكنك لم تفهمه لأنك ترفض التطور.. النقص ليس في الخالق وإنما في المخلوق وهو الإنسان.. والدليل على أن القول صحيح قول الله تعالى: "هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور".. فإنه تعالى قد أخرج الناس من التعدديات إلى التوحيد..
                  

04-05-2004, 04:53 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48773

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رب واحد ودين واحد (Re: Yasir Elsharif)

    رب واحد ودين واحد

    أصل الدين هو الإرادة الإلهية التي قهرت الوجود، وسيرته، من البعد إلى القرب، طوعا وكرها .. وفي ذلك قال تعالى: (أفغير دين الله يبغون، وله أسلم من في السموات، والأرض، طوعا، وكرها .. وإليه يرجعون؟؟) وهذا هو الدين العام، هو الإسلام العام .. وهناك الإسلام الخاص الذي أرسل الله به الرسل، وخاطب به البشر، وشرع فيه الشرائع، وأقام التكليف .. وإنما سمي هذا بالإسلام الخاص لأن الخطاب به يتوجه إلى ذوي العقول، في حين أن الخطاب بالإسلام العام يتوجه إلى جميع عناصر الوجود .. وفي هذا لا تقع المعصية .. ففي شريعته من عصى فقد أطاع في معنى ما قد عصى .. وأما الإسلام الخاص ففيه تقع المعصية، وتقع الطاعة .. والحكمة في شرع الإسلام الخاص هي إخراج الناس مما أراد الله، إلى ما يرضى .. فإن هناك دقيقة عرفانية تقرر أن الله أراد شيئا لم يرضه .. فهو أراد الكفر، مثلا، ولكنه لم يرضه .. قال تعالى، في ذلك: (إن تكفروا فإن الله غني عنكم، ولا يرضى لعباده الكفر .. وإن تشكروا يرضه لكم .. ولا تزر وازرة وزر أخرى .. ثم إلى ربكم مرجعكم، فينبئكم بما كنتم تعملون .. إنه عليم بذات الصدور) .. فالكفر، والإيمان، والشر، والخير لا تدخل في الوجود إلا بإرادة .. ولكن الكفر غير مرضي، والشر غير مرضي، وإنما المرضي الإيمان، والخير ..
    فمثل الدين العام كمثل ماء المحيطات الملح، ومثل الدين الخاص كمثل ماء الأنهار العذب، وكما تستصفي الشمس ماء الأنهار العذب من ماء المحيطات الملح، فكذلك الرسل: هم، بواسطة العقول، يستصفون الدين الخاص من الإرادة العامة .. ويسوقون الناس إلى اتباع رضوان الله طوعا، بعد أن كانوا مسخرين بإرادته كرها ..
    ولم يبدأ الدين الخاص بالأديان الكتابية المعروفة عندنا – اليهودية، والنصرانية، والإسلام .. وإنما بدأ بالوثنيات البدائية التي صحبت النشأة البشرية الأولى، في الأزمان السحيقة .. فإنه قد مر وقت كانت فيه عبادة الصنم مرضية عند الله، وذلك بحكم الوقت .. ثم اطرد سلم الترقي نحو ديانات التوحيد، إلى أن توج الدين الخاص بدعوة التوحيد التي نزلت، أول منازلها الشاملة، الكاملة، برسالة موسى .. حيث قامت شريعة المعاش، وشريعة المعاد، حول (لا إله إلا الله) لأول مرة، بصورة موسعة، انتظمت شعبا كاملا .. ثم جاءت النصرانية، تطويرا لليهودية .. ثم جاء الإسلام تماما على الذي بدا باليهودية، والنصرانية، فكان جامعا لهما، ومطورا .. وقد جاء الإسلام نفسه على مرحلتين: مرحلة الإيمان، ومرحلة الإسلام .. فأما مرحلة الإيمان فهي مرحلة أقرب إلى بدائية اليهودية .. وأما مرحلة الإسلام فهي أقرب إلى روحانية النصرانية .. ومن ثم، فإن الإسلام جامع لخصائص اليهودية، والنصرانية، وممثل لهما، كليهما .. والسر في ذلك أنه قد جاء وسطا بين تفريط اليهودية، وإفراط النصرانية .. قال تعالى، في ذلك (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس، ويكون الرسول عليكم شهيدا) .. فأمة الإسلام وسط، بين أمة اليهودية، وأمة النصرانية .. وكذلك الإسلام، فهو وسط بين اليهودية، والنصرانية .. وكذلك القرآن، فهو وسط بين التوراة، والإنجيل .. ومن ثم، فقد جمع في سياقه بين ما جاءت به التوراة، من شريعة القصاص – العين بالعين، والسن بالسن – وشريعة العفو التي جاء بها الإنجيل – (من ضربك على خدك الأيمن فأدر له الآخر كذلك – على حد تعبير الإنجيل .. وقد كان سياق القرآن، في ذلك: (وجزاء سيئة، سيئة مثلها، فمن عفا، وأصلح، فأجره على الله .. إنه لا يحب الظالمين) .. (وجزاء سيئة سيئة مثلها) .. أقرب إلى خصائص التوراة – القصاص – و (فمن عفا، وأصلح فأجره على الله) .. أقرب إلى خصائص الإنجيل – العفو– والقرآن في هذا أكمل من التوراة، وأكمل من الإنجيل، ذلك بأنه قد رسم الطريق، ووضع السلم لتحقيق ما دعا إلى تحقيقه الإنجيل من غير أن يرسم منهاجا تسليكيا لتحقيقه .. والمرحلتان اللتان اشتمل عليهما الإسلام، وهما: مرحلة الإيمان، ومرحلة الإسلام، اشتمل عليهما القرآن، في آيات فروعه، وفي آيات أصوله .. فأما آيات فروعه فهي الآيات المدنية .. وأما آيات أصوله فهي الآيات المكية .. وقد قامت على آيات الفروع شريعة الرسالة الأولى، وهي التي فصلها المعصوم تفصيلا .. واعتبرت آيات الأصول منسوخة في القرن السابع، وأرجئ العمل بها إلى يوم يتهيأ لها فيه المجتمع البشري .. وستبعث، يومئذ، شريعة الرسالة الثانية، ببعث هذه الآيات، التي كانت منسوخة .. وقد فصلنا كل أولئك تفصيلا، في كتابنا: (الرسالة الثانية من الإسلام)، فليراجع في موضعه .. ولكنا، لا نزايل مقامنا هذا، قبل أن نقرر أن تطور الإنسان الروحي في مضمار آيات الفروع، وآيات الأصول – بين الإيمان، والإسلام – تطور سرمدي، لا نهاية له .. لا في الدنيا، ولا في الآخرة .. ويكفي أن نقرر هنا أن الأرض، إلى اليوم، لم تشهد الكمالات البشرية الموعودة، وإنما هي ترتقبها .. ولذلك فإن قولك: (وقد علم الله أنه لن يحدث تطور روحي بعد ذلك .. وأن الإنسان لن يتطور إلا في أدواته فيصنع العربات والقطارات والطائرات والصواريخ والعلوم الوضعية والمعارف العقلية دون أن يتقدم خطوة واحدة في روحه فختم الرسالات بمحمد ..) .. إن هذا القول الذي قررته أنت في صفحة 149 هو قول منكر أشد النكر .. ثم، من الذي قال أن الرسالات ختمت بمحمد؟؟ لقد تورطت أنت فيما يتورط فيه العوام من الفقهاء .. فإن الله قد ختم النبوة بمحمد، ولم يختم الرسالة .. ثم كيف جاز لك أن تزعم أن الإنسان سيتطور في (المعارف العقلية) دون أن يتقدم (خطوة واحدة في روحه)؟؟ إن الكلمات ليست واضحة المدلولات في ذهنك، وإنما هذه من الدلالات على ضعف أثر التوحيد في فكرك .. ثم ما هو برهانك على الذي ذهبت إليه من تقريرك وقف النمو الروحي للإنسان على الأرض؟؟ إنك تقرر: (لأن لا شيء جد في روح الإنسان على كثرة ما جد في عقله ومعارفه وحياته المدنية) .. هذا ما تقرره أنت في صفحة 149 .. ولكن، ما ظنك بمن يخبرك أن مرحلة الإنسان الحاضرة إنما هي احتشاد لظهور الطفرة الروحية المقبلة، التي بها يدخل الإنسان، من حيث هو إنسان، دين الإسلام، الذي قال الله عنه: (إن الدين عند الله الإسلام)، والذي قال عنه: (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه .. وهو في الآخرة من الخاسرين)، والذي قال عنه: (اليوم، أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام دينا ..)؟؟ إن غد الإنسان المعاصر هو الغد المأمول، الذي ستملأ الأرض فيه عدلا، كما ملئت جورا .. ولا يكون ذلك إلا بفضل الله، ثم بفضل تطور الإنسان الروحي على درجة لم يسبق لها مثيل في سوالف الحقب ..
    إن مرحلة الإسلام التي وردت، في الآيات السالفات، الإشارة إليها، لم يحققها غير طلائع البشرية، وهم الأنبياء، والرسل .. ومن ثمن فإن قولك: (أنه يقول عن المسيح أنه مسلم والحواريون مسلمون .. وموسى مسلم والسحرة الذين آمنوا له قد أسلموا وفرعون وهو يتوب لحظة الموت أسلم ويوسف مسلم وإبراهيم مسلم وإسماعيل مسلم ونوح مسلم ..
    الكل أسلم ..
    بمعنى أسلم الأمر لله إذ أدرك أنه لا موجود بحق سواه ولا مقدر للأقدار ومالك للملك سواه ..) .. قولك هذا، من صفحة 151، يفقد الدقة .. فلم يكن الحواريون مسلمين .. ولم يكن السحرة، ولا فرعون، مسلمين، بالمعنى الذي به المسيح مسلم، ويوسف، وإبراهيم، وإسماعيل، ونوح، مسلمون .. إن الإسلام بداية، ونهاية .. بدايته دون الإيمان .. ونهايته فوق الإيمان .. فقد كان موسى مسلما، وكانت أمته اليهود .. وقد كان المسيح مسلما، وكانت أمته النصارى .. وكان محمد مسلما، وكانت أمته المؤمنين، أو الذين آمنوا، في مقابلة الذين هادوا .. وهذا ما جاء في سياق الآية: (إن الذين آمنوا، والذين هادوا، والنصارى، والصابئين، من آمن بالله، واليوم الآخر، وعمل صالحا، فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم، ولا هم يحزنون) .. فإذا جاء اليوم المقبل، الذي يتأذن الله فيه بتطبيق الإسلام، فلن يقبل الله من أحد هذه الأمم – لا من الذين آمنوا، ولا من الذين هادوا، ولا من النصارى، ولا من الصابئين – غير الإسلام .. ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه، وهو، في الآخرة، من الخاسرين) ..
    إن الإسلام دين واحد، بدايته، في الأرض، في التعدديات، والوثنيات البدائية .. ونهايته عند الله، في إطلاقه، حيث لا عند .. والسير في مراقيه سير سرمدي .. والديانات الكتابيات – اليهودية، والنصرانية، والمرحلة الأولى من الإسلام – [مرحلة الإيمان] كلها منازل من منازل السير فيه .. وقد رسم القرآن، في آيات أصوله، وفي إشاراته بالحروف الهجائية التي جاءت تتويجا لآيات أصوله، طريق السير في معارجه السرمدية .. وقد جعل الله حياة محمد مفتاحا لمغاليق أبواب هذه المعارج .. فمن ابتغاها فعليه الممارسة في دقة تقليد عمل محمد، في العبادة، وفي المعاملة .. فإنه ليس سبيل إلى الله غير هذا السبيل .. (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني .. يحببكم الله) ..



    الفصل السابع من كتاب "القرآن ومصطفى محمود والفهم العصري" للأستاذ محمود محمد طه..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de