التتار الجدد: عن العشوائية الانتقائية والفوضى الممنهجة وتدمير المدن.. بقلم: السفير موسس أكول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 07:52 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-24-2015, 05:20 PM

مقالات سودانيزاونلاين
<aمقالات سودانيزاونلاين
تاريخ التسجيل: 09-12-2013
مجموع المشاركات: 2043

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
التتار الجدد: عن العشوائية الانتقائية والفوضى الممنهجة وتدمير المدن.. بقلم: السفير موسس أكول

    دمر تسد

    وليست تجربة دولة جنوب السودان منعزلاٌ عن تجربة دولة السودان فذات العقلية الاحادية والمتسلطة والمدمرة تتحكم على مؤسسات السودان كما تتحكم على مؤسسات دولة جنوب السودان ....دمر تسد
    التتار الجدد: عن العشوائية الانتقائية والفوضى الممنهجة وتدمير المدن.. بقلم: السفير موسس أكول

    في كتابهما بعنوان " Why Nations Failاو لماذا تفشل الامم"، يتحدث الكاتبان دارون إسيمقولو وجيمس روبنسون عن التدمير الخلاق والتلقائي الذي ينتج جرائه قيام مؤسسات سياسية او اقتصادية حاضنة او شاملة (inclusive institutions) على انقاض اخرى إستغلالية (extractive institutions) منغلقة على نفسها وفاقدة القدرة على التنافس للبقاء على قيد الحياة في ظل المتغيرات الاقتصادية والسياسية التي تجتاح الامم بين الفينة والاخرى. ويقول الكاتبان أن مثل هذا التدمير البناء قد يبدو عشوائي وفوضوي من الوهلة الاولى، إلا أنه إنتقائي وممنهج ويحدث تلقائيا وفق مراحل وحلقات اقتصادية او سياسية واضحة المعالم. ويصف الكاتبان بعض هذه الحلقات بالفارغة vicious cycles)) او المغلقة والتي لا تكتمل دورتها الا أن تبدء دورة جديدة، ويشير الكاتبان الى أن هذه الحلقات او الدورات هي التي تخرج من صلبها المؤسسات الحاضنة والفاعلة. كما يُذكِر الكاتبان بالحلقات الاخري (virtuous cycles) والتي تتكون من ردود الغعل الجماهيري الايجابي والقوي لظهور المؤسسات الحاضنة، كما تلعب حلقات ردود الغعل الايجابي هذه الدور الاساسي في حماية المؤسسات الجديدة من المحاولات الرامية لوءدها في مهدها. ويخلص الكاتبان الى انه بفضل حلقات ردود الفعل الايجابي هذه، وعلى انقاض المؤسسات البالية، تزدهر المؤسسات الحاضنة للجميع والتي بدورها تساعد على إزدهار المؤسسات الشاملة، والتي على خطاها تدور عجلات التنمية نحو مستقبل مشرق ، ومن ثم تزدهِر الشعوب والفنون، وترتقي الامم لرفعة البشرية وحضاراتها المتنوعة.
    ليت مقالي هذا بصدد هذا التدمير البناء والتلقائي للمؤسسات السياسية والاقتصادية والتي أكل الدهر عليها وشرب, والتي من المؤمل أن تخرج من بين حطامها مؤسسات حديثة تلبي متطلبات وطموحات الانسان العصري. ليت مقالي هذا عن تدمير المؤسسات السياسية والاقتصادية التي تكبل عجلة التنمية، وعليه اذا كان الأمر كذلك لطالبنا بقوة بالمذيد من التدمير العارم للمؤسسات والمدن حتى تتكشف للإنسان سبل اُخرى لتطوير حياته، وهذا لإدراكنا اليقين بأن العصر الحجري لم ينتهي بسبب نقص حاد في الحجارة بل لأن الإنسان في بحثه الدؤوب لتطوير سُبُل كسب عيشه قد إكتشف وسائل جديدة ناجعة لتحقيق مآربه وتلبية حوائجه.
    لكننا نكتب اليوم، للأسف الشديد، عن الجانب المظلم للتدمير العشوائي والغير تلقائي كالذي مازال بعض مدن جنوب السودان تكتوي بلهيب نيرانه منذ منتصف شهر ديسمبر من العام and#1778;and#1632;and#1633;and#1635;م.
    لقد تعرضت في وقت وجيز كل من مدينة بور وبانتيو وأيود وسكانها لقتل ودمار وخراب ممنهج لم تشهدها هذه المدن حتى عندما كانت الحرب الاهلية في ذروتها في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
    أما مدينة ملكال، حاضرة ولاية أعالي النيل المكلومة، فلقد نالت أكثر من نصيبها من الحريق والدمار قل أن يجد المرء لها مثيل الا في أضابير التاريخ ، إذ طال الدمار المدينة أكثر من ثلاث مرات خلال ثلاثة أشهر وذلك على أيدي جهات مختلفة لا تجمعها سوى قدرة خرافية على القتل والنهب وإحداث دمار شامل على أوسع نطاق ممكن. وعليه قضي الآلآف من المواطنين نحبهم جراء مجازر وإبادات جماعية اُرتُكِبت بوحشية لا تترك مجال للشك عن مقاصدها.
    تعمد المخربون الجدد إثارة دخان كثيف من الرعب والفوضي الممنهجة لكي يتسنى لهم تنفيذ قتل عشوائي لأفراد الاثنيات المستهدفة في المدينة وضواحيها. ولما كانت سياسة حرق الأرض هي العقيدة القتالية السائدة لدي التتار الجدد، حُرِقت المنازل وهُجِر السكان الى مقار الامم المتحدة، وتمت ملاحقة النساء والأطفال أينما اختبأوا، وقُتِل المرضى بدم بارد على فراش الموت في المستشفى، كما لم يسلم الذين إتخذوا من دور العبادة ملاذاً من العنف، إذ قتلوا ببشاعة تنفطر لها القلوب حزناً.
    والآن، وبعد عام ونيف من التدمير العشوائي شكلاُ والمُمنهَج جوهراً ومقصداً، وبعد أن اُبيدت المدينة العريقة عن بكرة أبيها ولم يعد لها اثراً، هنيئاً للبصيرة ام حمد وقومها إذ نحروا ثورهم وكسروا جرتهم في آن واحد. هاهي مدينة ملكال ترقد اليوم على ضفاف النيل وحيدة كجثة هامدة سبقها أهلها الى القبور ولم تجد من يشيع نعشها. لقد أمست احياء المدينة غابات من الحشائش والركام والأطلالاً تتنذه فيها الذئاب اللعينة والكلاب الضالة، وتحوم في سمائها الطيور الجارحة بعدما كانت المدينة في وقت سابق تحتضن واحدة من أكبر حدائق الحيوان في البلاد حيث كان المرء يتنذه مع اُسرته في أمان بينما الاطفال يطعمون الطير والحيوان من أكف أيديهم البريئة.
    لقد تبدل المشهد اليوم، إذ يشاهد المرء الانسان في ملكال هائم على وجهه، فاقد الوعي، شاطح النظر، يتحسس خطاه بحذر بين الحشائش والأعشاب التي إتخذت من قارع الطرقات مرتعا والتى لم تعد تخفي الجماجم والجثث العارية. لم يعد للإنسان في هذه المدينة مأوى يحتمي به من وابل الرصاص العشواي، ولا مفر له من رصاصة القناصة المصوبة على رأ سه مع سبق الاصرار. وليت المصائب تتوقف عند هذا الحد. بعدما قتلوا من قتلوا من سكان المنطقة، وبعدما سلبوا قوت وكرامة من فر بجلده، هاهم التتار الجدد يسعون الآن لسلب لسان إنسان ملكال المقلوب على أمره، ذلك الانسان الذي يجيد التحدث بثلاث لغات جنوب سودانية فضلا عن اللغتين العربية والانجليزية. إنهم الآن يريدون تشويه ملامح لغة مواطني المدينة كما فعلوا بالجثث وذلك بإقحام مصطلحات دخيلة تتنافى في جوهرها مع القييم الحميدة التي تميزت بها المنطقة. وعليه، وعلى سبيل المثال، لقد دخلت كلمة ((مِسكول)) الانجليزية قاموس لغة ((الرندوك) التي يطنطن بها بعض الصبية الذين استمرحوا القتل العشوائي الممنهج في المدينة وضواحيها، إذ تعني الكلمة في لغتهم الغريبة هذه الرصاصة التي لم تصيب هدفها!
    والآن وقد إكتمل الدمار ولم يعد هناك ما يشير الى إن ثَم مدينة قد إزدهرت حتى وقت قريب هنا على ضفاف النيل لقرن ونيف من الزمان، قد يجد المرء الف عذراً إذا ضج في عقله الأسئلة التاليةً:- ماهي ياترى المؤسسات الإستغلالية (extractive institutions) التي أراد التتار الجدد إزالتها بتدمير هذه المدينة؟ وماهي ياترى المؤسسات الحاضنة والشاملة (inclusive institutions) البديلة التي يريدون أن تحل مقام ما دمرته أيديهم؟ ومن ذا الذي ياترى سيقوم ببناء هذه المؤسسات ورتق النسيج الإجتماعي وإعادة الحياة لهذه المدينة التي كانت متسامحة مع أهلها ومع نفسها كبوتقة إجتماعية متعددة ومتجددة الملمح والملمس؟ وليت شعري متى أصبح قتل الأبرياء وتدمير المدن نهجاً مقبولاً لتنمية المجتمع وتطوير المدن؟
    mailto:[email protected][email protected]
    نيروبي، كينيا
    22 يناير 2015



    مكتبة فيصل الدابي المحامي





































    للآسف: هذه حقيقة سودانيزأون لاين لمن لا يعلم...

    الجميل فى سودانيز اون لاين دوت كوم


    مفخرة الإنتماء لسودانيز اون لاين( كن فخورا)

    ما الهدف من سودانيز اونلاين و لماذا نحن هنا


    السفير اللبناني بالسودان:ناس"«سودانيز أون لاين»، «عرونا» «عرونا»"

    What is the Goal and Objective for Sudaneseonline.com?


    البرلمان يستعين بسودانيز اون لاين


    تاريخ سودانيزاونلاين 1999 - حتي اليوم


    سودانيز أونلاين حقائق وأرقام... يا لبؤس البرلمان
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de