قراءة حداثية في النص (2) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-18-2024, 07:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-23-2015, 02:28 PM

عبد المؤمن إبراهيم أحمد
<aعبد المؤمن إبراهيم أحمد
تاريخ التسجيل: 12-24-2014
مجموع المشاركات: 41

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قراءة حداثية في النص (2) بقلم عبد المؤمن إبراهيم أحمد



    ان اتجاه التاريخ وثمرته القائمة اليوم وصلت بالمسيرة الإنسانية إلى اللحظة الحاسمة الإنقلابية التي ستدخل فيها البشرية إلى عصر جديد، والمسلمون ما زالوا يعيشون في الماضي بالرغم من محاولات عظيمة يقوم بها مجددون كثر اشرنا اليهم من قبل نرجوا ان تثمر جهودهم. وهذا الوضع الذي كان راكداً يستدعي توسيع نطاق الإجتهاد الفقهي ليشمل أصول الفقه. بل وصل الحال اليوم ليس إلى مجرد تجديد، وإنما إلى ثورة فكرية إنقلابية في التصورات والمناهج وانتقال كامل من نص اوفى بغرضه إلى نص آخر ما زال بكراً. يقول الدكتور عبد الصبور مرزوق: "ألا يعد الإجتهاد في مثل هذه الأحوال ضرورة من ضروريات الحفاظ على الكليات الخمس التي قررتها الشريعة..(ان التجديد والاجتهاد يوشك- فيما ارى- ان يكون فرض عين على كل مسلم" (مجلة قضايا إسلامية العدد 75، ص 37- المجلس الاعلى للشئون الإسلامية – مصر).
    والعالم يتغير من حولنا ونحن نتغير، نريد ان نسير بديننا معنا إلى الأمام، ولكن عندما يأتي الأمر إلى مسألة الدين فإن موضوع التطور الفكري وتجديد المفاهيم يكون اكثر صعوبة، نسبة لأن الدين يرتبط بالقدسيات وبأعز ما لدى الإنسان، والمتدينون لا يحبون التجديد بل بالأحرى يحبون الثبات واللاتغيير، طبيعة ظاهرة مشهورة في كل دين وملة. والإنسان بطبعه يحب ويقدس المطلق والثابت الذي لا يتغير. لذلك يكون الدخول في مسألة تجديد الفهم الديني وتجديد أصول الفقه امراً محفوفاً بالمخاطر ويحتاج إلى شجاعه ان لم نقل وشيئا من المجازفة. لذلك ولكي نتجنب خلط الأمور وحمل الحديث على غير مقاصده نقدم المعذرة مقدماً اذا لم نتمكن من توصيل ما نريده بالصورة الصحيحة التي هي في اذهاننا. ان ما طرحناه وسنطرحه هنا من افكار هو رأي نظنه صحيحاً ويحتمل الخطأ. ان اصبنا فيه الحق فذلك من فضل الله وان اخطأنا فيه الصواب فمن الله المغفرة ومن الناس المعذرة.
    لاحظنا في مطالعاتنا ان القرءان في ترتيبه وطبيعة نصوصه يشبه ترتيب وطبيعة نصوص التوراة والإنجيل في الكتاب المقدس. فالتوراة هي الشريعة والتربة التي زرعت فيها بذرة الإنجيل، ومشروع الإنسان الكامل (المسيح عيسى بن مريم). لقد جاء عيسى بن مريم بالحكمة والحقيقة والحياة لشعب اسرائيل. عليه نلاحظ ان الإسلام في مستواه المدني يشكل الشريعة التي هي التربة الصالحة التي زرعت فيها بذرة الحكمة والإنسان الكامل في الإسلام والتي نادى بها الصوفية. وكما ان المسيحية هي تطور طبيعي لليهودية كذلك يكون التصوف الإسلامي هو تطور طبيعي للإسلام السلفي. لقد إخترق السيد المسيح حجب الغيب والشهادة لمدة اربعين يوماً فكشف النقاب عن الشمس لكي تسطع مباشرة على أتباعه الأوائل من غير ستر. لقد تخطى المسيح حجاب الشريعة الموسوية للولوج في عالم الحقيقة. وهو فعل يطابق بعض شطحات الحلاج والتي تحتاج لدراسة وتأمل في حديثه عن الشريعة المحمدية.
    هناك عبادات فكرية وعبادات جسدية. فممارسة الفكر عبادة، وتفكر ساعة خير من عبادة زمن طويل ولذلك نقول إن ممارسة الفكر السليم والممارسة السليمة هما ثمرة المنهج التعبدي السليم. العبادة في طرف منها هي ممارسة الجمال الروحي وفن التأمل والتفكر بغرض تجميع وتركيب الروح وبغرض الترحال واختراق الحجب. العبادة الجسدية هي ممارسة الكتاب والعبادة التفكرية هي ممارسة الحكمة. عبر كلتا العبادتين يتجدد فهمنا للدين. وممارسة الحكمة فوق ممارسة الكتاب وتتأسس عليه.
    كما ذكرنا آنفاً الفقه فقهان فقه الظاهر وفقه الباطن. سنشرح في هذه السياحة تطور العقل المسلم في اطار ظاهر الشريعة، في ما عرف بعلوم الفقه والشريعة. وفقه الباطن هو الفقه الصوفي أو أدب التصوف في علوم الباطن وقد أفردنا له الحديث في كتابنا "بنيان الوعي المسلم ومشروع الإنسان الكامل". وهدفنا من كل ذلك تقريب الشقة بين الفقهين ليتحدا بالتجديد لولادة فقه جديد تتوحد فيه حقيقة الظاهر مع حقيقة الباطن. وكل ذلك طمعاً في تجنب مصير "الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا".
    كان تقدير العناية الإلهية لأهل مكة ان يقبلوا رسالة الإسلام كشجرة نامية يتوحد فيه الظاهر والباطن في كثورة فكرية إلهية إصلاحية مكملة للمسيحية واليهودية. وهذا ظاهر في التصالح الإسلامي مع اهل الكتاب في مكة. برفض قريش لرسالة الإسلام المكية جاء الإذن بالهجرة وبقيام أمة منفصلة، وحولت حكمة مكة إلى بذرة تنموا في شريعة مجتمع المدينة في مستوى التوراة الذي يقوم على الرحمة البينية والشدة على الآخر، حتى يأتي الوقت حين تنموا تلك البذرة إلى شجرة، زرع، يعجب الزارعين ويغيظ الآخرين. ذلك هو التصوف الإسلامي وحقيقة الدين ومشروع الإنسان الكامل.
    من منظور السنن الإلهية يكون موضوع الفقه التقليدي ومجال عمله هو ظاهر الدين والشريعة، القائم على القرءان المدني والمحكم الحاكم. بذلك يكون الفقه التاريخي هو عمل علماء الدين في فهم وشرح وتنظيم وتطوير المفاهيم بخصوص النصوص التي تعالج علاقة الإنسان الظاهرة بالله وعلاقته بأخيه الإنسان، وكل ما يتعلق بالتربة التي ستنموا فيها شجرة الإسلام. يقول د. يوسف العالم: "ولو جاز لنا أن نشبه علاقة الإيمان بالأعمال لقلنا إن الإيمان بمثابة الجذر من الساق في مفهوم الشجرة والساق وتوابعه من فروع وأوراق بمثابة الأعمال" (د. يوسف العالم - المقاصد ص 214).
    ولأن القرآن المكي ركز على قضايا الإيمان كان هو الأصول بينما ركز المدني على الأحكام والأعمال وفصل فيها فكان هو الفروع. إنشغال الفقهاء وتركيزهم على علوم الظاهر أدى إلى انقسام الفكر الإسلامي إلى فقه الظاهر ويمثله السلفيون وأهل الفقه وفقه الباطن ويمثله المتصوفة وشيء من علم الكلام. وهذا الإنقسام، من وجوه كثيرة وجدناه يشبه انقسام اهل الكتاب إلى يهود ومسيحيين. وهو عين ما حذرتنا منه الآيات. يعتقد الكثير من الفقهاء ان ظاهر النصوص هو جوهر الدين ومركزه، ويعتقدون ان الدين ماضي، بمعنى ان اقصى ما يمكن ان يحققه الإنسان المسلم هو ما تحقق في ايام النبى صلى الله عليه وسلم. بينما يقول فلاسفة الصوفية بأن دولة الله آتية في المستقبل واسموها مملكة الله ودولة الله وايام الله، وهم يقولون ان ما أسسه الرسول الكريم وصحابته وضع الأساس للمزيد من التحقيقات الكبرى التي صارت ممكنة بفضل عمله صلى الله عليه وسلم ومدده من عالم الروح وعبر تطور الازمنة. والشيعة في ذلك هم اقرب إلى المتصوفة، لأن دولتهم الكاملة هي كذلك في المستقبل.
    عندما نفهم ان هنالك مستويات مختلفة لخطاب النص يكون من السهل فهم النص وتنزيله للواقع المتجدد سواء بتجديد الفهم او الإجتهاد فيه او تأويله او الإنتقال منه إلى نص آخر اكثر ملائمة للظرف المستجد. لا بد من ترتيب النصوص حسب وضعها المركزي في عمل العناية الإلهية. أيها في مقام ثوابت الدستور وأيها في مقام الدستور وأيها في مقام القانون؟ والله اعلم.


    مكتبة فيصل الدابي المحامي























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de