عازة حبيبتي على الخط! بقلم عثمان محمد حسن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 03:32 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-02-2015, 04:12 PM

عثمان محمد حسن
<aعثمان محمد حسن
تاريخ التسجيل: 12-30-2014
مجموع المشاركات: 956

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
عازة حبيبتي على الخط! بقلم عثمان محمد حسن

    الترانيم الجنائزية تخيِّم على المكاتب الحكومية.. و الاستهانة بالإنسان تبدأ من مكتب الاستقبال.. فيداهمك إحساس بأنك أخطأت المكان.. و أنك شخص غير ذي قيمة هنا.. فعند دخولك مكتب استقبال ما تستسفر عن ( حقٍّ) ما، فإما لا أحد هناك يخرج لساناً ( حلواً) لك.. أو لا أحد يصغي إليك.. أو لا أحد على الاطلاق.. تدلف إلى الداخل.. و كل الموظفين مشغولين بلا شيئية وجودهم على الكراسي.. و سلة المهملات تلتهم طلبات الجمهور بلا تدقيق.. و المراقب العام يراقب السفة التي لفظها للتو و هي في طريقها إلى قعر سلة المهملات.. و السفة لا مبالية بجاراتها ( خدمات الجمهور) التي سبقتها إلى هناك.. لقد انتشر عدم الاحساس بالأخر حتى داخل سلة المهملات.. فللإنسان تأثير عظيم على البيئة المحيطة!

    و تجرجر أقدامك في أسىً بعد فشلك في الحصول على ( حقك).. و إلى الشارع تعود مثقلاً بالأسف على:- " بلادك حلوة.. أرجع ليها.. نار الغربة ما بترحم!" و في الطرقات ترى الأنانية تنطلق من عقالها.. المارة يتخبطون كمن مسَّه الشيطان في التو.. و " الشمس تجري لمستقر لها.." .. هؤلاء يشتجرون و أولئك يقتلعون الفرح عن ما بينهم.. و يهربون إلى النسيان في ذمة التاريخ.. و ثمة دماء تجري في شرايين أخرى- و بلا توقف إلا حين يفعل الكولسترول فعلته " ذلك تقدير العزيز العليم"..

    و تمضي فيتلقونك هنا و هناك يبيعونك الهواء المعبأ في أكياس من النايلون.. تشتري و أنت لا تريد أن تشتري.. لكن لازم تشتري.. لأن الدولار اخترق السوق فانهار الجنيه ميتاً على الشارع الاسفلت.. مسكين هو الجنيه.. لم يأكل شيئاً منذ فاض البترول و أغرق المزارع و المراعي.. و زرع الوهم في فضاءات لم تبلغ مبلغ هولندا.. و مع ذلك أصيبت بالمرض الهولندي البئيس.. فازداد مستجدو النعمة عدداً و تضاعف عدد الشحاذين أضعافاً في طرقات مدن السودان..

    ألم أقل لكم أن المسافة بين المنطق و لعب البهلوانات تلال مغطاة بالوهم المدمر للإمكانات المتاحة ؟إنهم يلعبون حتى بالقانون الذي هُم واضعوه.. و يزدرون بطبيعة الأشياء بلا وجَل.. فلم يعرف القضاة الحقيقة حين اتكأ الكذب على جدار المحكمة.. و بكى شاهد الزور بحرقة أربكت الشيطان الواقف بالقرب منه.. و قد رأيت الكلمة تتبرأ من الأحرف التي كُتبت بها.. و تحمل عكازة تستقوى بها في الطرقات معلنةً للجميع أن هذا زمان ينبت فيه الشعر في بؤبؤ العين دون أن ترف.. و مسموح للدم أن يسيل ما دام دون تغطية..

    و يأتينا تهديد بإغراقنا بالجراد و البعوض و القُمَّل.. لن نخاف.. نحن محصنون بكثير من القطط و الكلاب الجوعى التي تستلذ طعم الجراد و نستلذه نحن أيضاً.. أما القُمَّل، فلن يجد دماً يشربه بعد أن شرب حكامنا كل الدماء إلا النذر اليسير..

    و قد رأيت طفلاً تنهشه الكلاب الضالة في أم درمان.. لم تره ملائكة الرحمة بالمايقوما.. كان أبوه نزِقاً بما يكفي من ترف أسطوري مستجَّد.. و أمه طالبة تتسكع في العالم الافتراضي بحثاً عن ( هوليوود) في ضواحي الخرطوم.. لم أكن حاضراً حين انتهى فطور الكلاب.. فقد هربت مع الهاربين خوفاً من "

    كيف.. و متى.. و لماذا؟" و انبطح الصباح على الرصيف و هو يردد أغنية ( ذكرى الصحوة المنسية).. و كم تمادينا في نسيان أن صباح اليوم التالي قد أدركنا.. و نحن لا نزال في نفس منعطف صباح اليوم السابق..

    الزمن يفلت من بين أيدينا زخَّاتٍ.. زخات.. "..... و كأننا قوم جلوس و حولهم ماء" نتحدث صامتين عن الحرب و الموت و الأرض الخراب.. و إذا بدأنا الحديث لم نقل شيئاً يجعل الصلح بين الرزيقات و المعاليا صلحاً دائماً.. و يجعل عرمان و غندور يجلسان على كرسيين متجاورين في الطائرة القادمة من أديس أبابا إلى الخرطوم.. و يجعل عقار و الحلو يحتسيان الشاي مع أيٍّ سياديٍّ في حديقة القصر..

    لكن ما زلنا: تموت ( نيفاشا) مات المالك..! تولد أديس أبابا، عاش الملك..! و تقتات الحشرات من حفرة الدخان ( طحالب) مستوردة من الخارج و قد دخلت البلاد بلا استئذان.. وكل البنات ( السود)انيات في قنوات تلفزيوناتنا ( بيض)انيات.. و الأولاد سمر الوجوه كأنهم قدموا من زمن ( تهراقا) و ( بعانخي) و " نبتة حبيبتي" .. و يتحدثون العربية بالطريقة النبتية بدون( تعطيش).. و " نبتة حبيبتي اسمها عازة.. و عازة حبيبتي دائما على الخط في انتظار أن أعيدها إلى الزمن الماضي لكي تبدأ عصر المواكبة مع ( تكنولوجيا النانو) القادم بسرعة البرق..























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de