|  | 
  |  تعقيب لدكتور ربيع عبدالعاطى بقلم محمد طاهر بشير حامد |  | بسم الله الرحمن الرحيم
 
 طالعتنا صحيفة الانتباهة الصادرة يوم الخميس 20/11/2014 م مقال كتبه  د  ربيع عبدالعاطى  بعنوان (دفاعنا  عن الانقاذ ...حق  او باطل ؟ )  و يرى د عبدالعاطى  ان الدفاع  عن الانقاذ يعتبر واجبا  و برر هذا الوجوب  بالاتى حيث يقول ( و الدفاع عن الانقاذ  كان  واجبا ازاء ما شهدناه من حماس لمختلف  القطاعات  بتدافع منقطع  نظير الى ساحات الجهاد  و  ايضا  تلك  المظاهر المشرفة لصيوانات زاد المجاهد التى اغلقت معظم الشوارع فى الاحياء و تلك الثقافة التى تجزرت  فى ضمير ا الشعب عبرت عنها اهازيج ايمانية و اغنيات شعبية  اصبحت تردد من قبل الشعب حتى العلمانيين و اليساريين ).
 معروف ان د عبدالعاطى يعتبر من اقوى المدافعين عن الانقاذ  عبر الوسائل الاعلامية  المقروءة , المسموعة  و المرئية  داخليا و خارجيا  ولم يعرف بانه انتقد الانقاذ  ابدا  حتى فى اخطائها  الواضحة و البائنة كأن كل سياسات الانقاذ  كالقران المنزل الذى لا يأتيه باطل  من  بين  يديه و لا من  خلفه .
 و الامر الموضوعى لتقييم اداء اى نظام او حكومة  هو انه ليس كل سياسات  الانظمة شر محض و لا خير محض و لا بد ان يكون هناك اخفاقات  فى مجال ما و نجاحات فى اخرى , و لكن اذا كانت  اخفاقات  اي نظام او حكومة  اكثر من نجاحاتها نقول بكل ثقة بان هذا النظام  او تلك الحكومة فاشلة و فاسدة
 هنا يبرز سؤال مهم الا و هو :هل كل سياسات حكومة الانقاذ ناجحة  كما يدعى د عبدالعاطى ؟ و مواصفات الحكومات الناجحة  تتمثل فى التنمية ,السلام و الوئام بين مكونات الشعب ,الاقتصاد المستقر ,البنيات التحتية  المتينة ..الخ و غيرها كثير و خير مثال لذلك  دولة ماليزيا و حكومة اردغان فى تركيا  عليه هل حكومة الانقاذ الحالية تنطبق عليها  هذه الصفات ؟
 اذا كان  د ربيع عبد العاطى لا يرى اخفافات الانقاذ كأن فى عينيه حول و لايسمع كأن فى اذنيه وقر نرجو ان يسمح لنا ان  نذكره  بعض من اخفاقات او اخطاء  ارتكنتها حكومة الانقاذ  و نطلب منه ان يكون امينا و صادقا ان يصف لنا هذه السياسات من حكومة الانقاذ أ سياسات خاطئة ام صائبة ؟.
 معروف ان هناك بعض موسسات و هيئات و شركات كانت تابعة للحكومة منذ عهد البريطانى مرورا مع جميع الحكومات الوطنية  و استمرت هذه المؤسسات و الشركات ( رغم بعض اخفاقاتها  )  تؤدى دورها الوطنى  على احسن ما يكون حتى مجىء حكومة الانقاذ  أ تدرون  ماذا حدث لهذه المؤسسات و الهيئات ؟ انتظروا الاجابة .
 عندما جاءت  حكومة الانقاذ  اتت بنظرية  (التمكين  التدميرية ) لا يستطيع انسان ذو عقل ان يتخيل ان  حكومة ما  تعتمد على مثل هذه النظرية  كسياسة عامة  لادارة الدولة  الا حكومة المشروع الحضارى ,و ذلك لسيطرة على جميع مفاصل  الدولة  و لكى يتم ذلك  اعتمد على الاسس التالية :
 1/ ابعاد اغلب العاملين  غير المنسوبين  للمؤتمر الوطنى  من اجهزة الدولة  ( سياسة الولاء قبل الكفاءة ).
 2/اعتماد قبائل معينة  باعتبارها  موالية لها وتجريم اخرى باعتبارها معادية لها (سياسة تسييس القبائل ).
 3/ التغلغل فى جميع مفاصل الدولة ليسطرعليها منسوبيهاا و مواليها  ليتمكنوا سلطويا و ماديا
 4/ اطلاق يد قادتها و مسئوليها ليفعلوا ما يشاؤون دون محاسبة  ما داموا يدعمون مرؤسيهم و حزبهم
 5/ حماية هؤلاء المسؤلين بسلسلة من قوانبن يصعب محاسبتهم مثل الحصانات و التسويات و التحلل دون محاكمة
 بسبب هذه السياسات الانقاذية  تم تدمير كثير من مؤسسات و هيئات و شركات  حكومية او شبه حكومية كانت  تؤدى عملها على الوحه الاكمل  بل اختفت بعض منها من الوجود  دون ان يسألها احد لماذا يتم ذلك و لصالح من ؟
 هنا نذكر بعض من مشاريع و مؤسسات و شركات  و التى تم تدميرها على سبيل المثال لا الحصر :
 1/ مشروع الجزيرة و الذى كان يعتبر من احسن المشاريع فى القارة الافريقية  قاطبة  اين الان مشروع الجزيرة ؟
 2/ هيئة سكة حديد السودان التى كانت تعتبر من اهم وسائل النقل و اقلها كلفة  اين الان سكة حديد السودان و كيف حالها؟
 3/ الخطوط البحرية السودانية  و التى كانت اسطولها تتكون اكثر من عشرة سفن كبيرة تجوب المحيطات و البحار تنقل البضائع الى جميع موانىء العالم و تدخل خزينة الدولة ملايين من الدولارات  فى الشهر  اين الان هذا الاسطول من السفن ؟   و اخر معلومة عندى  لم يبقى من هذا الاسطول  الا سفينة
 4/ الخطوط  الجوية السودانية و التى كانت تعتبر من افضل ثلاثة خطوط فى افريقيا  ماذا حلت بها و اين اسطولها من الطائرات  و مجموعة المقلات التى كتبها الصحفى عثمان  مرغنى  بعنوان ( جثة مجهولة الهوية ) ليس ببعيد .كما لابد ان نذكز  قضية ضياع خط هيثرو  من المسئول عنه  و لصالح من يتم ضياع هذا الخط
 5/ اين شركة الصمغ العربى و التى كانت مسئولة عن انتاج  وتسويق هذه السلعة الهامة عالميا و التى حبانا الله دون غيرها من الدول و التى كانت تعتبر السلعة الثانية بعد القطن فى الدخل القومى  و لكن الان يتم تصدير صمغنا العربى عن طريق الدول المجاورة  والتى تدخل اليها بالتهريب و ذلك بسبب غياب شركة الصمغ العربى من الساحة
 هذا جزء قليل من المؤسسات التى تمت تدميرها  ناهيك من وزارات و مصالح اختفت من الوجود مثل وزارة الاشغال و مصلحة النقل المكانيكى , المخازن و المهمات و مصلحة النقل النهرى ..الخ لماذا اختفت هذه المصالح و لصالح من ؟و اين بدائلها  و الامر  البديهى اذا كان عندى شىء معين  له  وظيفة محددة لا يمكن ان الغيه دون ان اجد له بديلا .
 اذا كان استاذنا عبدالعاطى يجعل الدفاع عن الانقاذ واجبا  بسبب حماس الشباب للجهاد فى حرب الجنوب  و صيوانات زاد المجاهد فى الشوارع  يحق لنا ان نسأله  ما هى نتيجة ذلك الحماس و التدافع للجهاد غير تقطيع جزء عزيز من السودان و الذى سهام الانقاذ فى هذا التقطيع
 و فى الختام نلتمس من د ربيع عبد العاطى و انقاذه (حزب  المؤتمر الوطنى ) الا يساهموا فى تقطيع ما تبقى من السودان كابييىء و حلايب  وووووو
 محمد طاهر بشير حامد
 2 ديسمبر 2014م
 | 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 |  
  |    |  |  |  |