وكم ذا بالسودان من مُضحكات ! عبد المنعم سليمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 08:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-22-2014, 08:59 PM

عبد المنعم سليمان(بيجو)


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وكم ذا بالسودان من مُضحكات ! عبد المنعم سليمان

    قبل أكثر من الف عام قال الشاعر النحرير أبو الطيب المتنبي بعد فراره من عسف حاكم مصر (كافور) ، ملخصاً الأوضاع في ظل حكمه : وكم ذا بمصر من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء ، وإنتظرنا ألف عام أخرى ليأتي الأديب المصري العالمي نجيب محفوظ مفسراً لنا كيف يكون الضحك كالبكاء ، قائلاً على لسان بطل روايته (المرايا) وهو يحكي عن إنهيار القيم والأخلاق بعد الثورة : يخيّل للمرء في أحيان كثيرة انه يعيش في بيت دعارة كبير لا في وطن .

    والعيش في بلادنا هذه الأيام أصبح أسوأ من العيش في ظل حكم كافور الأخشيدي وأقرب للعيش في بيت كبير للدعارة ، بعد تعرية جسد الوطن قطعة قطعة ، ثم هتك عرضه وطوله وتلطيخ سمعته بعد ذلك ، حتى صار إسمه مرادفاً لكل ما هو شاذ وشائن ومعيب.

    وآخر تقليعات حكومة العرى والخنى والفساد ما أورده الأستاذ ابراهيم مصطفى الصحفي بوكالة الأنباء الكورية (يونهاب) بصحيفة (الراكوبة) الأسبوع الماضي ، حيث ذكر ان شرطة مدينة (أولسان) بكوريا الجنوبية وضعت يدها على شبكة لتهريب (الثعالب) من السودان ، وأن مكتب الحجر الصحي في مطار انتشون يقوم حاليا بمهمة رعاية الثعالب السودانية المُصادرة ، مضيفاً بان هذا النوع من الثعالب الذي يعرف بثعالب الصحراء يعيش بمحمية (وادى هور) في دارفور .

    لم أجد في مخزون لغتي ما أعبر به عن هذه المأساة العميقة التي نعيشها ، كما لم أجد في قاموس شتائمي ما يتناسب وحجم البذاءة التي أصبحت تطوقنا من كل حدب وصوب ، فلن يشفي غليلي سحر البيان ولا سقط اللسان ، فمأساتنا أكبر من حجم اللغة وأقذع من فحش الكلام ، ولو ان أحدهم حكى لي تفاصيل هذه الفضيحة الثعلبية ونسبها للشيطان لما صدقته ، ولكن النظام الإجرامي الحاكم في بلادنا يثبت لنا دائماً مقدرته على إجتراح أساليب فساد لا يمكن ان تخطر على بال الشيطان نفسه ، بعد ان ساد الحكم فيه لشخص فاق الأولين والآخرين في السرقة والفساد وعدم الأخلاق والمروءة والشرف .

    هب عزيزي القارئ ان الكاتبة الانجليزية (جي . كي . رولنغ) قد قررت مواصلة إنتاج سلسلة الصبي الساحر (هاري بوتر) ، فهل يا ترى كان سيخطر على خيالها الخصيب ان ترسله في مغامرة للإمساك بثعلب صحراوي كي يبيعه ؟! وهب ان كاتب قصة الفيلم الامريكي (صائد الثعالب) قد سمع بثعالبنا وقصتهم قبل كتابة سيناريو فيلمه الفائز بجائزة مهرجان (كان) السينمائي لهذا العالم ، تخيّل كيف كان العالم سيهنأ بمشاهدة فيلم عالي الجودة والحبكة ، تتداخل فيه الكوميديا بالفانتازيا وتتشابك فيه ذقون أفراد عصابة (الكيزان) بأنف الثعلبان ، في أعظم عملية مشاهدة حية لتوالد نوع هجين جديد بين كائنات تنتمي للفقاريات وأخرى تنتمي لفصيلة ال######يات .

    لست مندهشاً من أفعال هذا النظام الإجرامي كما انني لست حالماً أو رومانسياً كي أتحدث عن إنتهاك المحميات الطبيعية للحيوانات من قبل نظام يرمى بالأطفال في النيران المشتعلة بدارفور ، ويجعل الكهوف مأوى لهم بجبال النوبة ، ولكن هذه الجريمة بالتحديد أرقتني وخلطت حابلي بنابلي ، فكيف أواجه ابني الذي أكد لينعم بحياة أفضل من التي عشتها ، كيف أواجهه وأرد عليه حال سألني عن أمكر مخلوقات الله ، هل أكذب وأقول له كما قالت لنا الكتب ونحن على براءة زغب الطفولة انه الثعلب ، أم أجيبه بما تعلمناه عملياً في زمن حكم الوحوش ، وأرد عليه : ان كل من ينتمى لهذه الحكومة فهو أجبن من النعامة وأقذر من الخنزير وأمكر من الثعلب .

    والمسألة تتعدى مواجهة ابني لتصل إلى مواجهة ذاتي ، وانا الذي تتنازعني قناعة قديمة كل فترة بحقيقة نظرية (داروين) القائلة : بان أصل الإنسان قرد ، وأصبحت هذه القناعة أكثر رسوخاً بعد رؤيتي أول مرة لشخصيات من أمثال : اسحق أحمد فضل الله ، ومختار الأصم ، وأمين حسن عمر ، والطاهر حسن التوم وو .. وهلم ذما ، فكيف بالله ساقنع نفسي بعد هذه الجريمة الثعلبية الماكرة بان (الذئب) هو أصل الإنسان وليس (القرد) كما قال (داروين) الذي بلا شك ستصقع المفاجأة شآبيب قبره ؟!

    ان الكوارث العميقة التي ضربت ولا تزال تضرب وطننا أمام أعيننا يومياً نتحمل جزء من مسؤوليتها ، فكلنا تواطئنا عليه بالصمت أو بالخوف أو بللامبالاة ، وتركناه فريسة سهلة يتناوشها (المستذئب) وجماعته ، ولا أعفي نفسي من هذه المسؤولية ، وكفي بي عاراً انني أمام كل هذا الدمار المهول الذي أصاب بلادنا لا يزال سلاحي الذي أحمله حتى الآن : قلماً و(كيبورد) .

    وبئس ما أحمل .
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de