حنتوب الجميلة الأستاذ حامد محمد الأمين: مؤرخ وجغرافي وسفير الأستاذ الطيب السلاوي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 11:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-22-2014, 09:31 AM

الطيب علي السلاوي
<aالطيب علي السلاوي
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 47

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حنتوب الجميلة الأستاذ حامد محمد الأمين: مؤرخ وجغرافي وسفير الأستاذ الطيب السلاوي

    كان لقائى بالأستاذ حامد دون سابق معرفة ظهيرة الثلاثاء الأول من فبراير عام 1949 فى "قمرة" من عربات الدرجة التانيه فى القطار الذى يغادرمحطة السكة حديد بالخرطوم متوجها الى مدينة القضارف فى الواحدة وعشردقائق من بعد ظهر يومى الثلاثاء والخميس من كل اسبوع. وكان يصل مدينة ودمدنى فى السابعة وعشر دقاتق من مساء نفس اليوم. تبادلنا السلام والتحيه دون أن يعرف أى منا شخص الآخر أو وجهة سفره . غادرت عربة الدرجة الثانية وتوجهت نحو جمع من الشباب. كان رصيف المحطة فى تلك الظهيرة مكتظا بأعداد غفيرة منهم على مدى الجزء الأخير من مصفوفة عربات القطار يسارعون الى رفع حقائبهم حديدية الصنع الى داخل إحدى عربات الدرجة الرابعه .هناك التقيت بنفر من زملائى الطلاب بعضهم تقدمنى فى الدراسة فى المدرسة الأهلية الوسطى بمدني وآخرون ممن نالو تعليمهم الاوسط فى المدرسة الأميريه. آثرت البقاء بينهم نتبادل المعلومات عن حنتوب التى كانت وجهة ذلك الجمع فى ذلك المساء بعد وصول القطار مدينة ودمدنى.
    وما أن أطلق الكمسارى صافرته معلنا دنو تحرك القطار، واعتلى المسافرون مواقعهم، حانت منى التفاتة نحو مجموعة من الطلاب فوجدت بينهم ذلك الشاب الأنيق الذى لم يكد يفوق الخامسة والعشرين، وهو نفسه الذى التقيته فى عربة الدرجة الثانيه قبل دقائق، وهو يحادثهم حديث من سبق له بهم لقاء ومعرفة وثيقه. أشار عليهم بالإسراع الى عربات القطار. وعجبت لما رأيته يتبعهم الى حيث سارعوا نحو عربة الدرجة الرابعه التى لم يغادرها الى الدرجة الثانيه كما توقعت. سألت احد رفاق الرحلة عن الرجل فعلمت منه أنه عرف من بعض من كانوا يبادلونه الحديث أنه من يدعى حامد محمد الامين سبق له العمل فى مدرسة امدرمان الأميريه الوسطى، وتم نقله الى حنتوب.
    وما أن تحرك القطار مغادراً محطة الخرطوم الا واختلط الحابل بالنابل من ذلك الجمع الطلابى داخل عربة الدرجة الرابعه. كانوا يتبادلون التحيات ويسعون الى التعارف كل بذكر اسمه ومدرسته . كانت المفاجأة أن وقف الرجل، وعلى وجهه الصبوح ابتسامة مشرقة، وفى نبرات صوت هادئة جاذبة أعلن عن اسمه حامد محمد الأمين معلم تاريخ ولغة انجليزيه منقولاً من امدرمان الأميريه والتجارة الثانوية الى حنتوب.
    كان الى رباع فى الطول أقرب. قمحى لون البشره. على وجهه وسامة ظاهرة لا تخطئها العين زادتها شلوخ"المطارق"، ومياه الشباب التى كانت تجول فى عارضيه إضافة من حسن وبهاء. بقى بين ذلك الخليط من الطلاب الى أن وصل القطار محطة المسيد. فحينها غادر الدرجة الرابعه عائدا الى الدرجة الثانيه التى كنت قد سبقته اليها متفقداً شنطتى التى تركتها قابعة على رف "القمره". حيانى هذه المرّة باسمى. وفى تحيته بعض تساؤل لماذا انا من ركاب الدرجة التانية؟ ولماذا بقيت فى الدرجة الرابعه؟ ابلغته انى كنت مسافرا على نفقة الوالد (بتصريح درجه تانيه ربع أجره). ولم يكن الوالد يعلم أنى كنت استحق الحصول على تصريح مجانى من المدرسة، أو من قسم المدارس فى وزارة المعارف فى أول رحلة لى الى حنتوب. وقبل أن اعود أدراجى الى رفاق دربى فى الدرجة الرابعة سألني عمن جلست الى حلقات درسهم من المعلمين فى مدرستى الوسطى. وقبل ان تنطلق صافرة القطار معلنة مغادرته المحطة عدت الى عربة الدرجة الرابعه وبقيت بها بين رفاقى الجدد، لأعود ثانية الى عربة الدرجة الثانيه عندما وصل القطار محطة الحصاحيصا. وعادة يطول وقوفه فيها. ووجدت الأستاذ فى سنة من النوم أفاق منها متسائلاً عن أى المحطات توقف القطار بها.
    فيما بقى من الرحلة الى ودمدنى بقيت فى معية الأستاذ وآخرين من المسافرين فى "قمرة" الدرجة الثانيه نتجاذب اطراف حديث. كان معظمه عن التعليم وعن حنتوب ونظمها وضوابطها. ومن خلال حديث الأستاذ الجاذب علمت أن رفاص المدرسه سيكون معداً لنقل الطلاب القادمين الى المدرسه على متن كل القطارات الى تصل ودمدنى خلال ذلك المساء. وما أن توقف القطار فى محطة ودمدنى تناولت شنطتى وودعته لأنى كنت سأقضى الأمسية بين ألأهل فى المدينة قبل عبورى الى حنتوب على أول رحلة صباحية للرفاص فى اليوم التالى. وكان حدثني عنها الأستاذ كذلك. ما كان يقوله الستاذ عن حنتوب تبين لي أن رحلته تلك إليها لم تكن الأولى. إذ أنه سبق له الوصول الى حنتوب وشارك فى مراقبة وتصحيح أوراق إجابات طلاب السنوات الأولى والثانية والثالثه لامتحانات نهاية العام الدراسى 1948. وكانت جرت فى العشر الأواخر من شهر يناير 1949. وكان طلاب عادوا إلى المدرسة مبكرين لأداء الأمتحانات نسبة لتعطيل الدراسه لمدة فاقت الستة أسابيع بعد اضراب طلابى تضامنا مع الشعب السودانى فى رفضه قيام الجمعية التشريعيه .
    .لم نسعد بتدريس الأستاذ فى عامنا ألأول فى حنتوب. ولكنا كنا نشاهده فى غدوه ورواحه الى داخلية على دينار التى كانت له سكنا كأول "هاوسماستر" لها، أو مشاركاً فى تحكيم مباريات دورى الداخليات فى كرة السلة، أو فى أيام نوبتجيته متفقداً، وحافظاً للنظام خلال فترات"المذاكره المسائيه".
    عند انتقال مجموعتنا من أولى كولمبس الى ثانيه غزالى فى بداية عام 1950 وجدنا أنفسنا تحت رعاية الأستاذ حامد وإشرافه المباشر. فقد كافوه ب"ابوة فصلنا". ولكنها كانت مفاجأة لنا أنه يدرسنا مادة جغرافيا " القارة ألأفريقيه" وهو الذى عرفته حنتوب فى عامه الأول بها معلماً لتاريخ الدولة الإسلاميه لطلاب السنتين الأولى والثانية فى آن واحد. وحدث هذا بسبب تعديل مقرر مادة التاريخ الذى بموجبه أصبح تاريخ الدولة الأسلاميه مقرراً على طلاب السنة الأولى، ولم يكن طلاب السنة الثانيه قد درسوه فى عامهم السابق. وقد بدا لنا أن تحول الأستاذ الى تدريس الجغرافيا كان أمراً مؤقتا فرضه ظرف رحيل مستر مكبين إلى معهد بخت الرضا، وانتقال الأستاذ عبد الحليم على طه إلى خور طقت نائباً للناظر مع تأخروصول المستر"كاننق" من بريطانيا، وعبدالرحمن افندى النصرى لأسباب خارجة عن ارادته. فتمت الاستعانة بالأستاذ حامد الذى وافق على تدريس الجغرافيا شريطة الاحتفاظ له بحقه فى الابتعاث الى بريطانيا للتخصص فى مادة التاريخ. وقد كانت الوزارة عند كلمتها. فتم ابتعاثه فى النصف الثانى من العام التالى 1951 لينال درجة البكالوريوس فى التاريخ بمرتبة الشرف.
    وحظيت به مدرسة وادى سيدنا حال عودته عام 1954(برضومعلما للجغرافيا !!). ولكن بإصراره الجازم على تدريس التاريخ وإلا غادر المعارف تمكن من العودة الى تدريس التاريخ الى حين التحاقه بوزارة الخارجيه سكرتيراً أولاً عند انشائها عام 1956. وتوالى ترقيه فى وظائفها الى أن أصبح سفيراً للسودان فى العديد من الدول .وحين تقاعده عند بلوغه السن القانونية عاد للاقامة فى المدينة الفاضلة، الغرالميامين أهلها، والتى تطل على اكثر موقع عمل له كان حبيباً الى نفسه حسبما كنا نسمع منه أثناء لقائنا به عصارى معظم أيام ألأسبوع فى نادى الجزيرة. وكان شديد السعي للحفاظ على حيويته ونشاطه الجسمانى بين مجموعة خيّرة من كرام ونجوم مجتمعها الفريد وهم يتسامرون خلال ممارستهم لعبة "التنس". رحمة الله على من سبقه أو لحقه منهم الى دار الخلود والقرار ومد الله فى ايام من لا يزال ينتظر.
    سعدنا بالجلوس الى حلقات درسه فى ذلك العام يحدثنا عن أفريقيا ليضيف الى ما ظل راسخا فى عقولنا مما سبقت لنا دراسته فى عامنا الثالث فى المدرسة الوسطى عن جغرافية القارة الطبيعية: مرتفعاتها ووديانها وأنهارها وصحاريها وتعدد أنواع مناخها وأقاليمها الزراعية المختلفة، وعن أحوال حياة قبائلها "الماساى، وبائللا، والزولو وأنماط حياتهم على يد اأستاذينا الراحلين عليهما فيض من رحمة الله: حسن محمد الحاج ومحمد عثمان النو. مثلما سعدنا كذلك بتدريس الأستاذ حامد لنا فى الفصل الأول من العام الدراسى 1951 ومادته كانت جغرافية أمريكا الشماليه مع أبوة فصلنا "ثالته ماجلان". ووجدنا فيه دماثة خلق منقطعة النظير وتواضعاً جماً وحزماً باطنه أقدار من المرح وخفة الروح. كان حبيبا الى نفوسنا والى قلوب ساكنى داخلية على دينار قبل انتقاله منها الى دار أقام فيها بعد زواجه لفترة قصيرة وقبل سفره الى بريطانيا مخلفاً أخلد البصمات وأصدق الذكريات لدى كل من كان فى حنتوب طلاباً ورفاق مهنة وعاملين. لم يكن العبوس يجد إلى وجهه الصبوح طريقا.كان هاشاً باشاً عند كل لقاء تسبقه على الدوام ابتسامتة المشرقه وهو يرتقى منصة الفصل .البساطه قولا وعملا وملبسا كانت ديدنه. والتفاؤل يلفه والأمل يعمه. وكانت حنتوب تحس بالسعادة والراحة النفسيه بوجوده فى ربوعها. رحمة الله فى أعلى عليين وجعل الفردوس ألأعلى مقراً له ومقاماً.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de