حنتوب الجميلة: وخرج لأحمد السني ثعبان حقيقي هذه المرة

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 12:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-24-2014, 05:07 AM

الطيب علي السلاوي
<aالطيب علي السلاوي
تاريخ التسجيل: 01-13-2014
مجموع المشاركات: 47

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حنتوب الجميلة: وخرج لأحمد السني ثعبان حقيقي هذه المرة

    الأستاذ الطيب السلاوي

    (دخلت حنتوب الثانوية عام 1949 وتحرجت فيها في 1952. وهذه قصة الأستاذ أحمد السني مدرس الرياضيات الذي أرهبته حنتوب إرهابا)

    الأستاذ أحمد سنى عبيد المصرى الجنسيه كان الى طول القامة أقرب. فى
    بنيته الجسمانية شيء من تماسك و تناسق. ليس به سمنة او هزال مع قليل
    امتلاء فى منطقة الوسط. ذهب الشعر من أعلى رأسه إلى غير رجعة وأضحى
    ينطبق عليه اسم يطلقه ألأمريكيون على من يضحى أصلع الرأس (توب قن). إلا أن
    ألأستاذ كان يستعين بشعيرات من أحد جانبى رأسه يرفعها لتغطى أعلى الرأس.
    ولكن الشعيرات لا تنفك تعود الى مواقعها تاركة مساحة أعلى الرأس خالية
    تماما لينطبق عليه أيضا الوصف بانه خالى ذهن ( او كما روى الرواة فى
    سوابق العصور وسوالف الأزمان). ولكن وبكل صدق شاف وتأكيد لا يتطرق اليه
    أى قدر من تشكك لم يكن الأستاذ "خالى ذهن" من مادة الرياضيات. بكل
    أقسامها أولية كانت أو اضافيه. فقد كان متمكنا من ناصيتها عارفا
    بدقائق اسرارها وسابرا اغوارها وماسكا بنواصيها. لاينفك ينطلق متحدثا
    منذ لحظة ان يدخل الفصل وهو يشرح ويكتب ويمسح ويرسم على السبوره منطلقا
    لا يلوى على شيء. ألا انه كان سريع الأنفعال حالما يرى يدا ترتفع يطلب
    صاحبها إعادة شرح لأمر ما. (وكثيرا ما كانت ترتفع أيادى بعض الخبثاء وهم
    من الذين لا يحتاجون الى إعادة شرح اذ هم المتمكنون تماما من مادة
    الرياضيات). فنرى الأستاذ وقد "تلخبط كيانه"، وجحظت عيناه خلف عدستى نظارته
    الطبية السميكتي،ن حتى لتكادعيناه تلامسان العدستين. فيخلع النظارة عن
    وجهه ويرمى بها على التربيزه، ويبدأ يمسح حبيبات العرق من على هامته
    الخالية من الشعر. وينظر من الشباك فى ألأفق البعيد.
    جاء الأستاذ احمد سنى الى حنتوب وقد سجل غيابا كاملا عن الفصل الدراسى
    الأول من العام الدراسى1950 لظروف خارجة عن إرادته( كما قال). لم يتمكن
    بسببها من الالتزام بالموعد الذى نص عليه العقد مما كاد يفقده فرصة
    الحضور للسودان والحصول على راتب مغري بالجنيه السودانى، الذى كان يوازى
    جنيها وربع الجنيه بالعملة المصرية. فمعلوم أن راتب المعلم ألمصرى (منذ
    عهد الحكم الثنائى الى أواخر سبعينيات القرن العشرين) المتعاقد مع الحكومة السودانيه كان يفوق أضعافاً راتب زميله الذى يعمل فى مصر إن جاء الى السودان ضمن معلمى البعثة التعليمية المصريه للعمل فى مدارسها المنتشره فى كثير من مدن السودان فى ذلك الزمان.
    جلسنا الى حلقات درس ألأستاذ احمد سنى فى سنة تانيه "غزالى"
    اعتبارا من منتصف اغسطس بعد عطلة صيفيه. وكانت تلك العطلة انتهت فى وقت مبكر قبل ميقاتها المحدد فى كل عام تعويضا لما فقدناه من زمن فى فصله الأول بسبب
    تفشى وباء الألتهاب السحائى الذى ضرب السودان. وراح ضحيته كثيرون من أهل
    السودان ممن جاءه أجلهم المكتوب وكتابهم المسطور. فاضطرت ادارة
    المدرسه لانهاء الدراسه فى الأسبوع ألأخير من أبريل نحو شهر كامل قبل
    الموعد المحدد لبداية العطلة الصيفيه. بطبيعة الحال تنفس أهل السودان
    الصعداء عندما انقشعت الغمة، وزال الوباء حالما حل شهر يونيو، وانهمرت
    ألأمطار بغزارة لم تشهدها البلاد لسنين خلت رحمة من رب العباد.
    كان الأستاذ احمد سنى قد تخطى منتصف الأربعين من عمره. وهذا ما صرّح به
    بعضمة لسانه فى ساعة انفعال بلغ مداه، وأفقده السيطرة على نفسه ذات مرة
    حينما رفع احد الخبثاء يده طالبا اعادة شرح برهان إحدى النظريات
    الهندسيه. فانفلت لسانه عن بعض كلمات خارجة عن السياق تلقفها الزميل
    المراوغ وأراد أن "يخلق من الحبة قبة"، ويجعل منها "أشو"، ومعركة فى غير
    معترك. وفى غمرة انفعاله صار حال الأستاذ الى نوبة هستيرية، وانطلق يسرد
    تاريخه الطويل فى دنياوات تعليم الرياضيات. وبعدد السنين والحساب تبين
    لنا كم كان الأستاذ يبلغ من العمر. ورغم سنه، وشىء من إعاقة ما فى إحدى
    قدميه تجعله يمشى فى "عرجة" لا تخطئها العين، إلا أنه كان سريع الخطو يسابق
    الريح خاصة بعد انتهاء فترة المذاكرة المسائية وهو فى طريق عودته الى
    منزله المجاور لمبنى الشفخانة . أكيد معدل ضغط الدم فى جسمه كان يبلغ
    أعلى مداه فى يوم نوبتجيته وإشرافه على حنتوب باكملها أثناء ساعات
    النهار والليل الى ما بعد اطفاء الأنوار فى العاشره.
    من سوء حظه أن أوقعه فى زمالة مع احد المعلمين الشباب الذى عرف بين المعلمين والطلاب بخفة الدم والمرح البرىء، ونسج المقالب بين زملائه المعلمين. وحينما تبين له
    مدى خوف الأستاذ احمد سنى وذعره من الظلام ظل ذلك الأستاذ فى زيارات
    متكررة لمكتب شعبة الرياضيات فى معظم ساعات النهار متحينا فرصة وجود
    ألأستاذ احمد سنى فى المكتب. ويظل يقص على أحد أساتذة الرياضيات الآخرين
    وعلى مسمع من الأستاذ احمد سنى من القصص المختلقة المخيفة يدعى أنه
    سمعها من بعض أهل حنتوب. وهي قصص عما كانت تخفيه شجيرات " الطنضب" المنتشرة فى أرجاء حنتوب فى سوابق ألأزمان من مخلوقات صغيرة الحجم ترى وهى تتحرك بعد مغيب الشمس جيئة وذهابا فى زيارات لبعضها، لتناول قدر من اللبن الحلو
    المذاق الموجود بكثرة فى اغصان اشجار العشر. هذا بخلاف ما يختلقه ذلك
    الأستاذ عن وجود الثعابين بانواعها واحجامها واطوالها المتعدده. وضاعف ذلك من وساوس الأستاذ احمد سنى وزاده خوفا على خوف ورعبا على رعب.
    ..

    كان الأستاذ أحمد سني لا يفارق عكازة صخمة مع بطارية فى حجم ما كانت عليه
    بطارية المستر وود الذى لم يكن يخشى الجن الأحمر إن لاقاه فى ليل او
    نهار. ورغم مصاحبة ألأستاذ احمد للبطارية والعكاز إلا أنه قد رشح عنه
    انه كان يطلق ساقيه للريح فى المساحة بين مدخل المدرسه المجاور لغرفة
    الجغرافيا وبين منزله. وهى أقصر مسافة يضطر لأجتيازها ماشيا بين داخليتى
    على دينار ودقنه حيث كانت هناك شجرة "صنط" صخمة. وكان صديقه الماكر قد أسمعه فى يوم النوبتجية الكثير من القصص المرعبة عنها. بس المؤسف والمحزن أن بعض
    الطلاب الخبثاء كانوا يتحينون تحركاته هنا وهناك جيئة وذهابا مساء ويرمون
    بالحبال على مقربة منه فيظنها تعابين وأفاعى حية تسعى. ولن ينسى طلاب
    ذلك الزمان منظر الاستاذ مهرولا من مسرح حنتوب لا يلوى على شىء بين ضحكات
    من كانوا حضورا عصر ذلك اليوم حينما جاء الى حنتوب احد "الحواة" وهو يقدم
    بعض مهاراته الخادعة لأنظار المشاهدين . ولما كان ألأستاذ يقف على مقربة
    من الرجل "الحاوى" الذى طلب منه مساعدته فى تقديم إحدى فقرات حركاته
    "البهلوانيه". وما أن تقدم الأستاذ دون أن يدرى هول ما كان ينتظره. وحالما
    وقعت عيناه وأعين المشاهدين عندما انفتح فجأة ذلك الصندوق الخشبيى
    القابع بين معدات "الحاوى" ليخرج منه ثعبان ضخم جداً وهو يتلوى ويلتف حول
    جسم "الحاوى" الذى كل يداعب فمه بيده مدخلا اصابعه داخل فم الثعبان.
    حقيقة كان منظرا يصعب النظر اليه او التصديق بحقيقة حدوثه. لم نر
    للأستاذ أثرا ولم يشاهد فى لمحة من البصر الا وهو قد اجتاز مبانى المدرسه
    خارجا عنها كانه فى سباق المئة يارده عبر مدخلها الشرقي المطل على
    داخليتى ابى لكيلك وعلى دينار! بطبيعة الحال لم يبق الأستاذ احمد سنى
    طويلا فى حنتوب. فما صدّ ق ان السنة انتهت بخيرها وشرها إلا وغادر
    السودان الى اهله يحمل معه ذكريات لا اعتقد انها كانت سارة على ألأطلاق.
    رحم الله الأستاذ أحمد سني فى أعلى عليين.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de