فتيان الجيشا في أحضان الجنرالات ! عبد المنعم سليمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 03-29-2024, 00:57 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-04-2014, 04:25 PM

عبد المنعم سليمان


للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتيان الجيشا في أحضان الجنرالات ! عبد المنعم سليمان

    [email protected]

    فتيات (الجيشا) اليابانيات ذاع صيتهن عالمياً إبان وبعد الحرب العالمية الثانية ، إذ كن يقدمن خدمات ترفيهة للجنرالات وعِلية القوم ، يقرأن لهم الشعر ، ويعزفن من أجلهم الموسيقي التي يحبون ، ويرقصن ويتعرين أمامهم في حدود وبحساب ، مع قليل من الغزل تتخلله أحضان وملامسات خفيفة ، لم تصنف الثقافة اليابانية فتيات (الجيشا) كعاهرات ، بل ظلت ولا زالت تتحدث عنهن كنسوة مُرفهات قدمن من أجل وطنهن خدمات جليلة لا تقدر بثمن .

    أرجو منكم عدم ظلم بعض رؤساء تحرير صحفنا الكرام الذين خرجوا في التظاهرة الأخيرة من أجل (حُرية الإعلام) في مصر- أي والله في مصر - وأطلب منكم أن تنظروا لهم كـ (فتيان جيشا) يؤدون خدمة وطنية جليلة لبلادهم وجنرالاتها الكبار.

    وكما قيل : كم في السودان ما يُضحك ، ولكنه ضحك أشبه بالبكاء ، فلم أكن أتوقع أن أرى مشهداً إعلاميا مُضحكاً ومخزياً منذ آخر مشهد عبثي رأيته حين كانت رقابة الأمن على الصحف في أشدها والحريات تنتهك علناً ، خرج وقتها نقيب الصحفيين تيتاوي في مظاهرة هزيلة وهزلية تثير الاشمئزاز والشفقة في آن ، خرج في مظاهرة رافعاً حذاءه (جزمته) أعلى رأسه تضامناً مع الصحفي العراقي (منتصر الزيدي) الذي قذف نعله على الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ، حينها كتبت في مقالي بصحيفة (أجرس الحرية) أن المنظر المُخزي لرئيس الاتحاد يليق بـوضع الحريات في بلادنا.

    تمت ملاحقتنا بمجلس تحقيق من قبل مجلس الصحافة التابع لجهاز الأمن ، وتم منعنا من الكتابة ، ولا أعرف حتى الآن ما هي التهمة التي وجهت لي ؟ هل هي المساس برأس سمو رئيس الإتحاد ؟ أم المساس بحذاءة الذي كان يسمو على رأسه ؟

    مُذ ذاك ، لم أضحك (باكياً) من حال سدنة الإعلام في بلادنا ، إلاّ نهاية الأسبوع الماضي. وحتى تقع على قفاك من الضحك والبكاء مثلي عزيزي القارئ فإن التظاهرة التي انطلقت من قلبِ الخرطوم لم تكن تضامناً مع الصحفي (خالد أحمد) الذي كان يتعرض لمحاكمة قاسية من قبل السلطات على بعد أمتار من مكان تلك التظاهرة بتُهمٍ تصل عقوبتها للإعدام ، ولا إحتجاجاً يطالب بمعرفة مكان اعتقال الصحفي (تاج الدين عرجة) ، ولا تضامناً مع الصحفي (عثمان شبونة) الذي (يجرجر) يومياً إلى المحاكم ، ولم تكن تظاهرة ضد الرقابة الأمنية اليومية على الصحف ومصادرتها حيث صودرت في اليومين الماضيين ستة صحف !

    التظاهرة أعزك الله قامت إحتجاجاً على إعتقال (السلطات المصرية) لصحفيين (مصريين) يعملون في مكتب قناة الجزيرة بالقاهرة وذلك بعد أن إتهمتهم أجهزة الأمن المصرية بإدارة أستديو سري غير مرخص يطبخون ويفبركون فيه أخبار لصالح جماعة الأخوان المسلمين. أي والله هذا ما حدث من رؤساء التحرير الكرام الذين يمتازون بثقل الوزن وخفة العقل ، وإلاّ لماذا لا تغضبهم أوامر وتعليمات ضباط جهاز الأمن اليومية وإذلاله المستديم لهم وإعتقال المحررين ، بل وصل الأمر إلى أن ضباط الأمن وجلهم من الأجلاف ذوي الثقافة المتدنية ، يتدخلون حتى في تحديد (المانشيت) الرئيس للصحف ، إذاَ يا ترى لماذا هذه الهبة الفجائية لرؤساء تحرير صحفنا الذين تعودوا على الذل ولعق أوامر الرقباء الأمنيين ؟ ولماذا وافق جهاز الأمن على قيام التظاهرة بينما لا يسمح قانونه (القوشي) بتجمع خمسة نشطاء في بيت عزاء ؟ ومن الذي صرف على شعاراتها الفاخرة ومياهها المثلجة؟

    بإختصار ، لم يكن لذلك التجمع الفاضح وال######## علاقة بالحرية والحريات ، بل كانت تظاهرة بأوامر مباشرة من جنرالات الخرطوم ، وبرعاية وتمويل من دولة قطر ، وبإشراف من جماعة الأخوان المسلمين ، وبرضاء ومشاركة أفراد من جهاز الأمن ! إنها حرب قطر ضد مصر في مقرن النيلين.

    وهكذا إنتهى دور رؤساء تحرير الصحف إلى دور بائس ومُخزٍ، دور كالذي يقوم به بواب العمارة ، مهما فعل من مخازٍ وأتي من وشايات لا ينال من صاحبها تقدير سوى مكافأته بالسماح له بالجلوس على كرسيه المتهالك بلا أي دور مهم أو مؤثر.

    يقول المفكر الكبير (فرانز كافكا) لا يُمكن أن تكون كاتباً محترماً دون أن تغادر معسكر القتلة لأن القلم والسلاح لا يلتقيان ، مات المسكين كافكا قبل أن يرى تمرغ رؤساء التحرير في الميري ، وقبل أن يرى صورة ذلك (الصحفي) وهو يحمل كلاشنكوف لكي يقتل مواطنين عُزل خرجوا في سبتمبر الماضي ضد الجوع والقهر ومن أجل الحرية.
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de