|
|
 ابوبكر القاضى : (دور الهامش فى تغيير المركز)
|
ابوبكر القاضى : (دور الهامش فى تغيير المركز) .
العنوان ( دور الهامش فى تغيير المركز) كان موضوع الندوة الأسبوعية التى نظمها ( مركز الهامش السودانى بأمريكا ) ،، والذى ترأسه الاستاذة تراجى مصطفى ،، وذلك بتاريخ الأحد and#1634;and#1641; سبتمبر and#1634;and#1632;and#1633;and#1635; على نظام ال ( الكونفرانس كول) ،، أدارت الندوة الاستاذة تراجى ،، وشاركها فى الإدارة فيما عنى المشاركين على الاسكايب الاستاذ مكى/ مكى ،، المتحدث الاساسى فى الندوة هو المستشار ابوبكر القاضى ريءيس الموءتمر العام لحركة العدل والمساواة السودانية ،،هذه الندوة يفترض ان تكون مواصلة لندوة يوم and#1633;and#1637; سبتمبر and#1634;and#1632;and#1633;and#1635; التى نظمها ذات المركز ،، وتحدث فيها ذات المحاضر ،، وكانت بعنوان ( تقرير المصير الثقافى لشعوب السودان ) ،، ولكن نسبة لحدوث متغيرات فى الساحة ( قيام ثورة and#1634;and#1632; سبتمبر التى بدأت من مدينة ميالا الباسلة) ،، فقد تقرر تعديل عنوان وموضوع الندوة لمواكبة المستجدات فى الساحة ،، وقد بذلت ادارة الندوة جهدا خارقا ،، لترتيب إمكانية المشاركة فى الندوة على الاسكايب خاصة بالنسبة لشباب الثورة المتواجدين داخل السودان ،، والذين شاركوا بكثافة ،، وأضفت مشاركتهم حيوية ودفء على الحوار فى الندوة ،، والفضل فى ذلك ،، بعد الله ،، يعود للشاب الهميم مكى / مكى ، ، شارك فى الندوة ناشطون من بريطانيا ،، و ألمانيا ،، والسعودية ،، بالإضافة الى بلد المقر امريكا وكندا،، يستحيل ذكر أسماء المشاركين ،، لكثرتهم ،، فقد كانت الاستاذة تراجى حريصة على توزيع الفرص لأكبر عدد،، ولم تبخل على احد ،، ودللت المشاركين من ألمانيا وبريطانيا والسعودية ،، فاعطتهم اكثر من فرصة لبيان وجهة نظرهم ، استمرت الندوة لمدة خمس ساعات متصلة ،، والمهلة فى الزمن ترجع الى ان المتحدث الاساسى ،، والمناقشين يتحدثون من بيوتهم ،، باستطاعتهم تناول القهوة والشاى وحتى الأكل باستخدام تكنولوجيا ( الميوت) ،،
لتعميم الفائدة سأقوم بتلخيص الأفكار التى وردت فى مقدمة الندوة وذلك من خلال نوتة مفكرة الندوة ،،فإلى متن الندوة :
( البداهة تقول : التغيير يقوم به أصحاب المصلحة فى التغيير ،، وهم الشرائح الضعيفة من المجتمع من المحرومين ،، والعبيد والمضطهدين .
التاريخ يؤكد أيضاً هذا الكلام ،، سيدنا نوح ،، وهو عمليا اول رسول لى مجتمع فيه ملكية ،، وطبقات ،، أعاب علية سادة المدينة كما جاء فى القران ،،( واتبعك الأرذال) ،، و طلبوا منه طردهم ،، فقال ( وما أنا بطاردالمؤمنين ) ،، وسيدنا عيسى كان يتيما ،، وسيدنا محمد كان يتيما ،، اتبعه العبيد ،، امثال بلال السودانى ،، و صهيب الرومى ،،وسلمان الفارسى ،، ورسولنا السودانى ،، الشهيد محمود محمد طه كان يتيما ،، ورسول الكادحين كارل ماركس علق أمل التغيير على الطبقة العاملة ( عبيد الحضارة) صاحبة المصلحة الحقيقية فى التغيير ،،
التغيير له ثمن ،، لذلك لا يقدم على التغيير الا صاحب المصلحة ،، التغيير عايز غبينة ،، والزول بدون غبينة لا يقاتل ،،( والمحرش ما بكاتل) ،، لذلك ،، نعاتب ،، ولكنا نتفهم لماذا لم تخرج مظاهرة واحدة فى الخرطوم تطالب بتسليم البشير للمحكمة الجنائية لانه آباد شعوب الزغاوة والفور والمساليت فى دارفور ،، فى حين ،، يتظاهر أهل الخرطوم اذا رفعت الحكومة أسعار المحروقات ،، أنهم يخرجون الآن لان الحكومة مستهم فى اللحم الحى،، حركتهم غبينة كبيرة من داخلهم .
اذا كنا نتحدث عن دور المهمشين فى التغيير ،، يتعين علينا ان نحيي افريقيا ،، وبصورة خاصة زنجبار ،، تنزانيا ،، وتنجانيقيا ،، موطن ( الزنج الاول) ،، فى شرق افريقيا ،، حيث كان النخاسة يمارسون تجارتهم البغيضة ،، بمعايير اليوم وكل الأزمان ،، ويتم تصديرهم الى بغداد عاصمة الحضارة الإسلامية آلت كانت تسيطر على العالم المعروف فى ذلك الوقت ،،و فى البصرة ،، وبعد and#1634;and#1637;and#1637; سنة من هجرة الرسول (ص) قاد صاحب الزنج ( على بن الحسين) ،، سليل زنجبار ،، قاد ، واحدة من اعظم الثورات التى سجلها التاريخ ،، ( ثورة الزنج ) ضد الدولة العباسية ،، وقد كانت ثورة من اجل (الاعتراف ) بإنسانية هؤلاء المهمشين ( العبيد) .
اذا نظرنا الى تاريخ السودان الحديث نجد ان لدينا and#1636; ثورات كلها كانت ثورات مهمشين و هى :
+ الثورة المهدية ،،
++ ثورة and#1634;and#1636; ،، اللواء الأبيض
+++ ثورة أكتوبر
++++ انتفاضة ابريل
اولا : الثورة المهدية كانت ثورة مهمشين بامتياز ،، صحيح المهدى من المركز ،، لكن اهل المركز لم يؤمنوا بمهديته ،، بل وقفوا ضده ,, وساهموا مع الانجليز فى اسقاط دولة المهدية . لذلك امدرمان هى فى الأساس ( بقعة) المهمشين ،، والأحياء الأصلية هى العباسية ،، الملازمين ،، ود ( ارو) ،، وود نوباوى،، وهى أسماء لها دلالات هامشية واضحة .
ثانيا : ثورة and#1634;and#1636; ،، اللواء الأبيض ،، كانت ثورة مهمشين ،، بقيادة الشهيد على عبد اللطيف ،، وعبد الفضيل الماظ
ثالثا : ثورة أكتوبر صنعها شعب جنوب السودان ،، من دمه ،، و دموعه ،، وعرقه ،، التمرد الجنوبى هو الذى اسقط نظام عبود بلا منازع ،، ويحمد لأهل الخرطوم فى ذلك الوقت ان اعترفوا جزئيا للجنوبيين بهذا الدور ،، فمنحوهم وزارة الداخلية لأول مرة ،، واختاروا سر الختم الخليفة رئيساً للحكومة الانتقالية لعلاقته الخاصة بالجنوب ،، وكان الأولى ان يكون رييس الوزراء جنوبيا ،، ولو حدث ذلك ربما تغير مجرى التاريخ فى السودان .
رابعا : انتفاضة ابريل and#1633;and#1641;and#1640;and#1637; كانت من صنع راديو الجيش الشعبى والحركة الشعبية لتحرير السودان ،،، ضربات الجيش الشعبى المتلاحقة هى التى أسقطت نظام نميرى بالضربة القاضية ،، واكمل ، ( الشماشة) فى ام درمان الناقصة ،، وليت الحركة الشعبية بقيادة الراحل المقيم د جون غرنق قد أرسلت مناديبها للخرطوم فور سقوط نظام مايو ،، بل ليت د جون اعلن وقف اطلاق النار و حضر بنفسه للخرطوم (وترك جيشه فى محله) ،، حضور الدكتور غرنق للخرطوم فور سقوط النميرى كان سيغير مجرى التاريخ السودانى وذلك حسب البيان التالى :
and#1633;) كان سينزع الشرعية من المجلس العسكرى المعين من قبل المشير الهارب ،، ويجعله ( غرنق) اللاعب الاساسى فى السلطة الانتقالية .
and#1634;) حضور غرنق كان سيمكن من إزالة آثار مايو خلال الأسبوع الاول من انتصار الانتفاضة ،، واعنى بذلك إلغاء قوانين سبتمبر ( البطالة) كما وصفها النميرى نفسه ،،والتى قال عنها الإمام الصادق لا تساوى قيمة المداد الذى كتبت به،، وحل جهاز الأمن ...الخ،
and#1635;) حضور غرنق كان سيفتح المجال للتحول الديمقراطى ،، وكان سيفتح الباب واسعا لتحالفات قوية للقوى الديمقراطية .
ما أريد ان أقوله ان الحركة الشعبية ،، بجيشها وإعلامها قد صنعت الانتفاضة ،، فى وقت انداحت لتجاوز حدود الجنوب لتشمل منطقتي جبال النوبة ،، و جبال الانقسنا ،، واصبح شعار ( السودان الجديد ) طنانا فى الاذان،، ورغم ذلك سرقت انتفاضة المهمشين للمرة الثانية ،، وتم الالتفاف عليها ،، وبقى مشروع النميرى بنهجه الاسلامى لماذا ،، وقوانين سبتمبر ( البطالة ) كما هى .
،، التغيير كان سيحدث لو ان الحركة الشعبية قد حضرت للخرطوم فور سقوط النميرى ،، وانا لا أقول هذا الكلام لمحاكمة الحركة الشعبية بأثر رجعى ،، ،، وانما بقول ان الحركة الشعبية هى المدرسة التى نتعلم منها ،، تجاربها يجب ان تكون ملكنا ، والدرس الذى تعلمناه هو : اذا سقط نظام الانقاذ غداً ،، فان الجبهة الثورية سوف توقف إطلاق النار فورا إكراما للشعب السودانى ،، ولايقاف فاتورة الحرب التى أرهقت كاهل الانقاذ فورا ،، ثم تحضر للخرطوم لتشارك بنفسها فى التغيير من اول يوم ،، ولن تسمح لاحد بالتصدق عليها ،، ولن تسمح بسرقة ثورة المهمشين للمرة الثالثة.
انتفاضة and#1634;and#1632; سبتمبر and#1634;and#1632;and#1633;and#1635;
هذه الانتفاضة هى من صنع الهامش بنسبة and#1641;and#1641;and#1642; ،، وذلك حسب البيان التالى :
( اولا) : الهامش هو الذى أضعف الدولة الاستعمارية ،، الاسلامو/عروبية / الإنقاذية ،، وذلك حين صوت شعب جنوب السودان للانفصال معلنا فشل المشروع الاسلامو / عروبى ،، وفشل الدولة الإنقاذية فى الحفاظ على وطن الجدود . ويكفى ان نعلم ان الأزمة الاقتصادية الحالية التى يتظاهر بسببها أهل المركز هى إحدى تداعيات انفصال الجنوب وذهابه ب and#1639;and#1637;and#1642; من بترول السودان الموحد
( ثانيا) ان الأزمة الاقتصادية التى أجبرت الحكومة على رفع أسعار المحروقات السبب خلفها الحروب التى صنعتها الحكومة الإنقاذية الاستعلائية ،، فالحرب فى دارفور من صناعة الانقاذ ،، والعودة الى مربع الحرب مع الحركة الشعبية قطاع الشمال بعد انفصال الجنوب كان من صنع عمر البشير شخصيا ،، فور عودته الشهيرة من الصين حيث قام بإلغاء اتفاقية ( نافع/ عقار) ،، واعلن انه سيقبض على عبدالعزيز الحلو ومحاكمة ،،
( ثالثا) الطامة الكبرى ،، و الحجر الذى جاب اجل الانقاذ هو ملف دارفور ،، و ذلك بسبب غباء اهل الانقاذ ،، نكرر قضية دارفور هى من صنع الانقاذ ،، الثورة فى دارفور هى التى أضعفت الانقاذ ،، ولو لا قيام الثورة فى دارفور لكان مصير نيفاشا هو نفس مصير اتفاقية اديس ابابا ،، ونفس مصير ( أبوجا) ،، ونفس مصير اتفاقية الدوحة ،، الحكومة تراهن على شيء يسميه الشهيد د خليل ( الفتور) ،، بمعنى ،، ان الذين حاربوا من and#1633;and#1641;and#1640;and#1635; حتى and#1634;and#1632;and#1632;and#1637; لن يكونوا مستعدين للعودة للحرب من جديد ،، فلو كان الشمال موحدا على قلب رجل واحد لما سمح المركز بإجراء الاستفتاء من أساسه،، ولما انفصل الجنوب .
الثورة فى دارفور هى التى حملت البشير لمجلس الأمن بعد ان هدا نظام مبارك ملف السودان امام مجلس الأمن المرتبط بمحاولة اغتيال مبارك . شاهدنا ان ملف دارفور هو الذى حمل البشير ومعاونيه للمحكمة الجنائية الدولية ،، وتحويل البشير الى منبوذ إقليميا ودوليا .
شعب دارفور لم يخطيء حين تمرد وحمل السلاح وطالب بحقوقه،، كما تمرد من قبل اهل الجنوب ،، و جبال النوبة والانقسنا والبجا . كانت الحكمة تقتضي ان تقوم الحكومة السودانية بجمع كل ملفات الهامش فى منبر واحد ،، وحلها بروءية استراتيجية موحدة ،، ولكن حكومة الانقاذاختارت ان تعطى اللبن للطفل الأكثر صارخا ،، وتركت الآخرين ليصرخوا بالتتابع ،، وكان الأولى ان تضعهم فى مائدة واحدة وتدعهم يتقاسمون الموجود .
** زيادة أسعار المحروقات
لماذا رفع النظام أسعار المحروقات؟؟
الإجابة : لمواجهة مصروفات الحرب فى دارفور وفى الجنوب الجديد،، فى جبال النوبة والانقسنا ،، لان مصاريف حروب الهامش تستنزف and#1639;and#1632;and#1642; من ميزانية البلاد
النظام كان يدرك تماماً مخاطر رفع أسعار المحروقات ،، ولكنه عمل بفقه أخف الضررين ،، بمعنى ،، اذا لم يرفع النظام أسعار المحروقات سوف تدخل الجبهة الثورية الخرطوم ،، فاختار النظام الخيار الأسهل ،، وهو ان يرفع الأسعار ،، ويواجه المعارضة ( الناعمة) فى الخرطوم بالدبابات ،، وتنتهي السالفة كما يقول الخليجيون .
وشاهدنا من هذا الكلام هو ان حروب الهامش التى خلقها النظام بحماقته هى التى خلقت حالة رفع الأسعار وخروج المظاهرات فى المركز .
هل ستسقط مظاهرات البنزين نظام الانقاذ؟
الإجابة ،، نعم وألف نعم ،، لكن متى ،، وكيف ؟؟
أ - سقوط النظام هو عمل تراكمى ،، فالثورة فى المركز تذهب ريح النظام حتى وان لم توءد الى إسقاطه
ب- الانتفاضة فى الخرطوم كشفت عورة المركز بكل أطرافه ،، حكومة ومعارضة ، ،، بمعنى ان المركز اصبح عاجزا عن تغير نفسه ( من داخل بيته) كما كان يفعل فى الماضى منذ عام and#1633;and#1641;and#1637;and#1640; ،، فنظام الانقاذ قد فتت السودان ،، وفتت المركز على طريقة على وعلى أعدائى ،، لا توجد أحزاب بديلة ،، ولا نقابات ،، ولا انقلابات تسليم وتسلم وتبديل الجلود .
ج- الثورة الشعبية ميزتها انها تنزع الشرعية الشعبية من النظام ،، وتفسح المجال للجيش ليتدخل لحماية الشعب من بطش النظام الذى فقد الشرعية بالمظاهرات ،، نظام الانقاذ بالأساس فاقد للشرعية الشعبية ،، حاول ان يغطى عورته المكشوفة بالشرعية الدينية ،،بالجهاد ،، وقد نزع صراع الانقاذيىن شرعية الجهاد ،، وتحول الشهداء الى فطائس بعد المفاصلة .
د - اهم نتيجة تحققت من ثورة and#1634;and#1632; سبتمبر انها كشفت انه لا يوجد بديل للنظام فى المركز ،، لان الحزب الاتحادي هو شريك فى النظام ،، وحزب الأمة شريك ،، مهما تدثر الإمام بالتقية ،، وانا هنا بحي شباب الأنصار الذى وقف ألف احمر ضد دخول حزب الأمة فى مستنقع الانقاذ ء . وبحى شيوخ التمرد من ابناء الهامش داخ حزب الأمة ،، بكرى عديل ومادبو ،، وبشير عمر
درس العصر الذى خرج به الشعب السودانى من الانتفاضات المتكررة التى يتصدى لها النظام بالدبابات والافراط فى العنف من اجل التخويف ،، هو ان البديل هو (الجبهة الثورية ،، المطورة الى ميثاق الفجر الجديد) ،، لانه لا يفل الحديد الا الحديد ،، وأدعو الميرغنى للانضمام الى ميثاق الفجر الجديد ،، وان يستلهم روح اتفاقية الميرغنى غرنق ،، وأسمرا للقضايا المصيرية ،، وكل هذا التاريخ الناصع
كما أدعو حزب المعارضة الحزبية والنقابية للخروج من السودان والانضمام الى ميثاق الفجر الجديد لان وجودها داخل السودان ما عاد مفيدا ،، لان قمع النظام لا يسمح باى معارضة من الداخل يمكن ان تؤدى الى تشكيل خطر على بقاء النظام ،، وأحيل الى ميثاق الفجر الجديد ( القابل للتطوير) والذى يعالج بوضوح تمام ترتيبات الفترة الانتقالية بعد اسقاط النظام .
ابوبكر القاضى
كاردف/ ويلز
|
|
 
|
|
|
|
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست