|  | 
  |  هل جمد الرئيس سلفاكير إستفتاء أبيي وهل سوف يقدم دينق الور للمحاكمة ؟ |  | هل جمد الرئيس سلفاكير إستفتاء أبيي وهل سوف يقدم دينق الور للمحاكمة ؟
 ثروت قاسم
 Facebook.com/tharwat.gasim
 [email protected]
 
 
 
 1 - أتفاق الرئيسان البشير وسلفاكير على عدم الإتفاق  حول أبيي ؟
 
 في يوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2013  في الخرطوم ، أتفق الرئيسان البشير وسلفاكير على أن لا يتفقا حول أبيي.
 أصر الرئيس سلفاكير على عقد إستفتاء أبيي في أكتوبر 2013 ، كما إقترح مبيكي وثناه مجلس السلم والأمن التابع للأتحاد الأفريقي ( 2012 ) . الأمر الذي رفضه الرئيس البشير ، مذكراً بان مجلس السلم والأمن التابع للأتحاد الأفريقي قد تحفظ  على عقد الإستفتاء من طرف واحد ، بعد رفض حكومة الخرطوم للإستفتاء .
 كما أصر الرئيس البشير على تكوين أدارة مشتركة من الدينكا والمسيرية لإدارة أبيي خلال فترة إنتقالية حتى الوصول إلى تسوية سياسية حول أبيي مقبولة لكل الاطراف المعنية ، كما هو متفق عليه  بين حكومتي دولتي السودان  في  أتفاقية يونيو 2011 الموقعة بينهما  . الأمر الذي رفضه الرئيس سلفاكير ، بإصراره على إدارة من قبيلة الدينكا نقوك حصرياً ، وإستبعاد قبيلة المسيرية .
 
 وصلت القمة إلى طريق مسدود حول أبيي ، مما أضطر الرئيس سلفاكير إلى وقف الحوار مع الرئيس البشير وفض الأجتماع بينهما ، حسب تأكيد وزير خارجية دولة جنوب السودان السيد برنابا مريال بنجامين .
 
 2-  أقتراحات  حزب الأمة ؟
 
 في يوم الثلاثاء نفسه أصدر حزب الأمة بياناً ذكر فيه إن السيد الإمام قد قابل الرئيس سلفاكير وإعاد على مسامعه إقتراحه بتكوين مفوضية حكماء  من  قبيلتي الدينكا نقوك والمسيرية ( وحكماء آخرين )  لكي  تدرس قضية أبيي  ( وقضايا  الحدود العالقة الأخرى )  وتقترح الحلول  الودية المقبولة لكل الأطراف  .  أقترح السيد الإمام  إعطاء المفوضية فرصة كافية لتقرر بشأن  قضية أبيي وبقية  القضايا الحدودية العالقة . كما  أوضح  السيد الإمام للرئيس سلفاكير  بأن حزب الأمة بصدد عقد (  ورشة  )  لمناقشة قضية أبيي  وأقتراح الحلول الناجعة لحلها  ودياًَ ، عبر تكوين آلية شعبية  مشتركة  .  كما سوف تناقش الورشة تطوير التعاون بين البلدين في أبيي ، ضمن أمور أخرى  .
 
 قدم الرئيس سلفاكير  الدعوة للسيد الإمام لزيارة جوبا لمناقشة قيام  ورشة  أبيي  ولجنة الحكماء حول أبيي  ، ضمن أمور أخرى.
 
 نذكر في هذا السياق ، أن الرئيس سلفاكير قد قابل في الخرطوم الشيخ حسن الترابي ، ومولانا الميرغني والأستاذ  محمد  مختار الخطيب والأستاذ فاروق ابوعيسي  .
 
 ولكن لم يصدر أي من هؤلاء السادة بياناً صحفياً  يوضح نتائج  حواره مع الرئيس سلفاكير  ،  لتنوير الرأي العام  ، كما فعل السيد الإمام في شفافية تُحمد له  .
 
 3- العجاجة في جوبا ؟
 
 في يوم الأربعاء 4 سبتمبر 2013 في جوبا ، رفض القاضي دينق بيونق ، رئيس اللجنة القومية للشكاوى والمظالم العامة  ( من مواطني أبيي ) ، والسيد اروب  مادوت النائب البرلماني الذي يمثل أبيي في برلمان الجنوب ، إقنراح الرئيس البشير بتكوين إدارة مشتركة في أبيي، متعللين بأن محكمة التحكيم الدولية في لاهاى قد أعطت (  22 يوليو  2009  )   أبيي للدينكا نقوك ، وأنه يجب عقد الإستفتاء في أكتوبر بمشاركة دينكا نقوك حصرياً ، وإستبعاد قبيلة المسيرية . وطالبا بأن  يقوم مجلس السلم والأمن التابع للأتحاد الأفريقي بعرض الأمر على الأتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي ليؤكدا قيام الإستفتاء في أكتوبر بمشاركة دينكا نقوك وإستبعاد قبيلة المسيرية .
 
 في المقابل ، صرح زعماء المسيرية بأنهم سوف لن يسمحوا  بعقد الإستفتاء   في أكتوبر دون مشاركتهم ، بالتي هي أحسن أو بالتي هي أخشن ، وإن قضية أبيي قضية وجود وطني ولا تخص قبيلة المسيرية لوحدها ، وإنما الوطن السوداني جميعه . وأكدوا إنهم مستعدون لكل الإحتمالات ، لأنهم لا يرغبون أن يهاجروا للخرطوم ( ويشحتوا ) على أبواب المساجد ، أذا طردتهم قبيلة الدينكا نقوك من أبيي ؟
 
 مشكلة قدر الضربة ؟
 
 4- راديو الحرة ؟
 
 في يوم الخميس 5 سبتمبر 2013 ، ذكر راديو الحرة الذي يبث من واشنطون ، ونقلاً عن مراسلته في الخرطوم  السيدة أماني عبدالرحمن بأن الرئيس سلفاكير قرر تجميد أستفتاء أبيي وحتى إشعار أخر . لم تؤكد هذا الخبر أي من وكالات الأنباء المحلية في جوبا والخرطوم ولا أي من الوكالات العالمية ، مما يطعن في مصداقيته  .
 ولكن كل شئ وأي شئ  ، والشئ ونقيضه جائز في دولتي السودان ؟
 
 5 -  التحقيق مع دينق الور  .
 
 ذكرنا في الحلقة الأولى من هذه  المقالة أن الرئيس سلفاكير  قد أمر ( يوم الثلاثاء 18 يونيو 2013)  بالتحقيق مع دينق الور وزير شئون  مجلس الوزراء وكوستي مانيبي وزير المالية  في صفقة الخزائن الحديدية الوهمية   ( 8 مليون دولار ) ، بعد إزاحتهما من  جميع مواقعهما  في الحكومة والحركة  الشعبية . وذكرنا أن الوزيرين قد أرجعا المبلغ المختلس على داير الدولار ( 8 مليون دولار ) لخزينة دولة جنوب السودان ، بعد إفتضاح أمرهما .
 
 وهما الآن يخضعان للتحقيق والتحري في جريمة واضحة المعالم ، لا تحتاج لدرس عصر للمتحري .
 
 كما ذكرنا  ، وهذا هو الأهم ،  أن  دينق الور وشريكه كوستي مانيبي قد أعلنا  اعتراضهما  على ترشيح الرئيس سلفاكير لرئاسة الحركة الشعبية وبالتالي لرئاسة الجمهورية في 2015 ، ويدعمان ترشيح  ريك مشار .
 
 6- ثم ماذا بعد ذلك ؟
 
 لم تتم محاكمة أي مسؤول عن جريمة فساد في دولة جنوب السودان  منذ يوم الأحد 9 يناير 2005 ، رغم  تعدد هكذا جرائم كما ذكرنا ، وحتى صار اسم دولة جنوب السودان مرادفاً للفساد كما تدعي رسالة اللوبي الأمريكي  للرئيس سلفاكير في يوليو 2013  ؟
 
 في هذا السياق ،  في عام 2007  تم حبس وزير المالية ارثر اكوين شول في تهم تتعلق بإختلاسات مالية مهولة وبملايين الدولارات   .  هجمت مجموعة مسلحة من جيش الحركة الشعبية  ومن قبيلة  الوزير شول  ( دينكا أويل )  على السجن وأطلقت سراح الوزير المعتقل .
 
 وقتها طلب الرئيس سلفاكير من شول  الرجوع للسجن لمدة يوم  واحد ، يطلق بعدها سراحه قانونياً ، لإحترام هيبة الدولة ، ولتبييض صفحته قانونياً .
 
 وقد كان  !
 
 وهو الآن حر طليق  يغشى ملاهي جوبا وكمبالا ونيروبي .
 
 في يوم الأربعاء 24 يوليو 2013 أقال الرئيس سلفاكير حكومته ونائبه ريك مشار ووضع باقان أموم قيد الإقامة الجبرية للتحقيق معه  ، ضمن إتهامات  سياسية أخرى ،  في تهم فساد مالي تخص تسجيل  شركة تلفون محمول في الجنوب ( فيفاسل ) باسمه رغم أنها مملوكة للدولة ، وعلاقاته المشبوهة مع رجال أعمال لبنانين من الشيعة .
 
 في يوم الأثنين 29 يوليو 2013 ، أقال  الرئيس سلفاكير  مدير الإدارة العامة والشئون المالية  في مكتبه لأسباب  تتعلق بالفساد المالي  ، ولكنه لم يخضعه لأي  تحقيقات بواسطة النائب العام .
 
 في أغسطس 2013 ، أعاد الرئيس سلفاكير لمنصبيهما أثنين من معاونيه في المكتب الرئاسي بعد توقيفهما وطردهما من وظائفهما لأتهامها بسرقة أموال من خزنة الرئيس سلفاكير الخاصة ، بدون إبداء أي أسباب لإرجاعهما وبدون الإنتظار لحين إنتهاء التحقيقات الجنائية معهما .
 
 في يوم الأربعاء 7 أغسطس 2013 ، رفض برلمان دولة جنوب السودان تثبيت تعيين السيد تيلار دينق وزيراً للعدل ، بسبب تجاوزات مالية إرتكبها السيد تيلار ولم يُحاكم عليها ؟ كما رفض البرلمان تثبيت تعيين نائب وزير الإعلام والإذاعة لنفس الأسباب .
 
 أشخاص متهمون في جرائم فساد بملايين الدولارات ، لا تتم محاكمتهم بل يُعاد تعيينهم كوزراء إحتراماً لتوازنات قبلية ... هذا هو النمط السائد حالياً  في  دولة جنوب السودان ؟
 
 ولكن الأمر مختلف جداً في حالة دينق الور وكوستى مانيبي . لعبة عض  أطراف الأصابع على أشدها بين الرئيس سلفاكير ، وباقي القوى المطالبة بتنحيته . تتنبأ منتديات جوبا بإدانة دينق الور وكوستى مانيبي ، وسجنهما جراء تجرؤهما على الفرعون  وليس لإختلاساتهما الضخمة ... وعشان تاني ؟
 
 7 -  صدق أو لا تصدق ؟
 
 بطلب من دينق الور ، وافق الرئيس سلفاكير على مقابلته  ( الأثنين  29 يوليو 2013 ) .
 دخل دينق الور على مدير مكتب الرئيس سلفاكير وهو خائف يتوجس . هدأ المدير من روعه شيئاً وحكى له هذه الحكاية قبل دخوله على الرئيس سلفاكير .
 
 8 -  حكاية !
 
 خرج الأسد والمرفعين والثعلب للصيد معأ . رجعوا من صيدهم بعجل وحشي وخروف وحشي وأرنب .
 طلب الأسد من المرفعين أن يقسم الغنيمة بين ثلاثتهم .
 
 أقترح المرفعين أن يستأثر الأسد بالعجل ، وهو بالخروف والثعلب بالأرنب . وكز الأسد المرفعين وكزة النبي موسى وأردأه قتيلاً .
 
 بعدها طلب  الأسد من الثعلب  أن يقسم الغنيمة بينهما .
 
 قال :
 
 العجل لفطورك ، والخروف لغداك ، والأرنب لعشاك يا مولاي الأسد ملك الغاب .
 
 قال :
 
 أنت حكم  عادل يا ثعلب ، من علمك  العدل في الحكم يا هذا ؟
 
 قال :
 
 تعلمته من وكزتك للمرفعين يا سيدي الأسد ملك الغاب .
 
 أنهى  مدير مكتب الرئيس سلفاكير حكايته بأن طلب  من دينق الور الإنضمام الى  نادي حملة المباخر ورابطة صناع الطغاة ، إن كان يروم خيراً له ولصديقه كوستى ؟
 
 9- الرووووب ؟
 
 فهم دينق الور الكلام ، ودخل لمقابلة الرئيس سلفاكير ، وهو يتذكر في حكمة الثعلب ودهائه ونفاقه ،  وفي رابطة  حملة المباخر وصناع الطغاة  .
 
 إنبرش دينق الور وإنبطح طالباً العفو ، إن الله غفور رحيم . ألم يغفر الإله لموسى بعد أن قتل ، ألم يغفر يسوع الناصرة ليهوذا الأسخريوطي تسليمه لليهود مقابل 30 قطعة فضة في العشاء الأخير ؟ ألم يرجع دينق الور المال المسروق وعلى داير الدولار لخزينة الدولة ؟ ألم يحلف دينق الور على الإنجيل أنه سوف يدعم حملة الرئيس سلفاكير الإنتخابية في عام 2015 بسنونه وأظافره ؟ ألم يختم دينق الور استرحاماته بالرووب ؟
 
 رد الرئيس سلفاكير بأنه سينظر فيما سيفعل  بعد إستلامه تقرير لجنة  التحري ، وغادر دينق الور مكتب الرئيس سلفاكير ذليلا مكسوراً .
 
 بعد خروج الور من مكتبه ، ردد الرئيس سلفاكير لنفسه في صوت هامس :
 
 إن الذين هاجمونا وكذبوا بآياتنا وإستكبروا عنها ، لا تُفتح لهم أبوابنا ولا يدخلونها ، حتى يلج الجمل في سم الخياط ؛ وكذلك نجزي المجرمين ، الذين يأكلون  أموال الجياع فأخبر بأنهم إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً.
 
 ثم إن الدول المانحة لا يمكن أن تقبل بمختلس في الحكومة ، خوفاً على أموالها وهباتها ؟
 
 دينق الور ؟ حقك راح .
 
 10 - لجنة التحري ؟
 
 في يوم الثلاثاء 18 يونيو 2013 ، كون الرئيس سلفاكير لجنة من خمسة أعضاء برئاسة القاضي جون قاتويك لول ، رئيس اللجنة القومية لمحاربة الفساد ، للتحري في موضوع السيد دنق الور ، وإتهامه بتحويل 8 مليون دولار   من الخزينة العامة  في جوبا لحساب شركة دافي للإستثمار في بنك باركليز في نيروبي ، مقابل توريد خزائن حديدية وهمية .
 
 في يون الأربعاء 4 سبتمبر 2013 ، قدمت اللجنة تقريرها للرئيس سلفاكير .
 
 وجدت اللجنة السيد دينق الور مذنباً في تهمة تحويل مبلغ 8 مليون دولار بغير وجه حق لشركة دافي للإستثمار  في نيروبي ، ووصت بتقديمه للمحاكمة أمام محكمة جنائية .
 
 11 – نجم هوى ؟
 
 لا تتفق منتديات جوبا في المصير الذي ينتظر دينق الور  .
 
 الغالبية تقول بأن الرئيس سلفاكير سوف يحفظ ملف  لجنة التحري  ولن يقدم دينق الور  للمحاكمة لكي يرسل أشارة لل 75 مختلس الذين أختلسوا  ( 2012 )  4 مليارات من دولارات الجوعى لكي يرجعوا هذه المليارات دون خوف من ملاحقة جنائية .
 
 والأقلية ترجح أن يمشي الرئيس سلفاكير إلى أخر الشوط ، وتتم  محاكمة دينق الور  محاكمة جنائية لأن البينات دامغة ولا يمكن تبريرها لأعتي محامي . وبهذه المحاكمة يرسل الرئيس سلفاكير إشارة للمانحين بأن منحهم في أمن وأمان في دولة القانون .
 
 أي طريق سوف يختار الرئيس سلفاكير ؟
 
 الله ورسوله أعلم في دولة جنوب السودان .
 
 في كل الإحتمالات فان نجم دينق الور قد أحترق وهوى ولن يسمع به  عبدالرسول النور  مستقبلاً .
 | 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 |  
  |    |  |  |  |